حضرموووت" قيمة الحضارم لدى الأمم" بقلم /ابوبكر باخطيب

[حد من الوادي]

قيمة الحضارم لدى الأمم

الأربعاء , 11 مايو 2011

كتب الأستاذ نجيب الزامل مقاله واضعاً لها مسمى بالبنط العريض" الحضارم .. أستاذتى الكبار "موضحاً في مقالته مدى تعلقة بالحضارم وما تعلمة منهم ولقد بين لنا قيمة الحضارم بين الأمم ونحن الحضارم للأسف لم نعرف قيمتنا لأننا انحرفنا عن المسار الحقيقى الذى مهده لنا الأوائل وبعدنا عن القيم والمبادئ التي خلفوها لنا وتبعنا بأفكارنا وعقولنا التى لم تنضج ثقافياً ولم نكلف أنفسنا حتى بمراجعة سريعة لكتب التاريخ الحضرمى أو ما كتب عن الحضارم، لقد أنغمسنا في مشاغل الحياة وثرثرة طاب السمر ثم دخلنا عبر بوابة الوحدة إلى تقليعة التخزين ورسم وتخطيط الأوهام لحياتنا مما تفاقمت نسبة البطالة بين شباب حضرموت واصبحت حضرموت مرتعا خصبا للأيادى العاملة من المدن المجاورة .

يقول الأستاذ نجيب الزامل في مقالته : الحضارمة شعب يظلمهم تاريخنا العربي فقط بل يظلمهم الأنثروبولوجيا وتاريخ المجتمعات فالحضارم قاموا وحدهم بأكبر تغيير حضاري على وجه الأرض منذ التاريخ في أقصر مدة في منطقة تكاد ترسم حدودها بالمساطر البحرية فأثر هرلاء القلة من الناس وبمعلمة أسطورية بمئات الملايين من البشر شملت ما لايقل عن أربع أمم في الشرق البعيد .. ولم أجد فيما قرأت أحداً أعاد لهم هذا المجد الإنساني الجماعي حتى اليوم .. ولا هم أنفسهم .

فهذه حقيقة لا غبار عليها والسبب يرجع إلى أننا نحن الحضارم فقد تباعدت بيننا المودة والتآخى والتلاحم فيما بيننا وأصبحنا نتطاول على بعضنا البعض ونتنافر ونتشاحن ونكيد لبعضنا البعض فقد أنتزعت الثقة من قلوبنا بأنفسنا وتعكرت النوايا وأصبح الحقد هو منهجنا ننهل منه قدر المستطاع ولم يعد في مقدورنا التمسك بالقيم والمبادى الحضرمية الأصيلة .

يقول الأستاذ نجيب الزامل في مقالته : أن الحضارم طيبون ومن أكثر الناس دهاء ولكن الدهاء الحضرمي دهاء قائم غريب وشاذ من نوعه لا وجود له في غير هذا الشعب ولو كانت الشعوب تقاس عليها اللغات والصفات لكانت هنا كلمة غير الدهاء تنطبق تماماً الانطباق ولا نجد هذه الكلمة في العربية , إنه دهاء معتق بالوارثة في التحايل على الظروف من أجل النجاح . وأن الدهاء الحضرمى كشعب وليس كفرد وهو كيفية تسربهم إلى قلوب الناس وعقولهم فيرسمون لأنفسهم الصورة المثلى التى يريدها من الطرف الآخر مقابلا له في التعامل . دهاء يتكون مع العادات والظروف الجديدة معرفة وتشربا وتداخلا في النسيج ولكن كل ذلك مغلف بالقماش الكتانى الحضرمى الذى لايبلى ولا يتغير مع السنين والأحوال والظروف , فهل أسمية دهاء عمليا ؟ أم دهاء طيبا ؟ ولكنه يفوق التداخل ولانسجام العادى في المجموعات مع المجموعات أو الأفراد في المجموعات , أنها حاله فريدة لم أر مثلها .

ثم يقول : رغم هذا الإنجاز في المسيرة الحضارية فهذا المدرج في هامش دفتر السجل الحضارى , إلا أن هناك الإنجاز الأكبر للحضارم التجار العاديون الذين عبروا البحر والجبال والصحارى في سبيل أن يكونوا حياة أفضل ثم يتسأل لم هاجر الحضارم ؟ هل للتجارة ؟ ولكن كل الناس يهاجرون للتجارة بل هناك أمم بعينها تتشتت في الدنيا طلباً للتجارة منهم اللبنانيون والأرمن والصينيون واليهود ويفتحون إمبراطوريات في كل الأمكن وفي كل زمن .. السر أن الحضرمى يعلم أنه مادة غير قابلة للذوبان وأنه لايرتكب خطأ أخلاقيا ولا يكون مجمعات ضغط ولا يخرق القانون أنهم يسيرون خارج مجتمعاتهم كتبامفتوحة في التصرفات وهم معادن لا تصدأ من السلوك والأخلاق ثم قال أن هذا الكلام ليس عنده وأنما وجده في وثيقة معلقة في متحف شخصى في سنغافورة في شارع العرب لإرسالى هولندى . وأردف قايلاً أن الحضرمى يتلبس كاملا المجتمع الجديد ولكنه لا ينسى عادته وتقاليده مهما طال به الزمان في غربته فإذا أخذت أى فرد من هولاء الحضارم المتواجدين في سنغافورة أو جاوة إلى حضرموت , سيتلفع بالوزرة الحضرمية ويتابع يومة وكأن حاجز القرون مجرد معبر للخروج والدخول .

أثبت الحضرمى أن الإسلام ينتقل فقط لأنك مسلم .. مسلم كما يجب أن يكون المسلم في أى حال وأى ظرف ويقول كوندوينى وهو أيطالى أقام في إندونيسيا حتى مات أوائل القرن العشرين : صعق الناس عندما راوا تاجرا بلا كاهن .. ولما وجدوا ( سالمين ) موظف ( باناجى ) يصلى أمامه وكبار التجار في ساحة السوق ..

درس الحضارمة الأكبر : كلنا مشروع داعية ولو أردنا , وأننا مشروع داعية بلا خطة مرسومة سلفا أننا مشروع داعية بأن نمارس الإسلام بصفاته الأساسية الأولى نصلى , نزكى , نتواضع , نبتسم , نحب , ولا نغش في كل مهنة وفي كل رفقة ..

ولقد سأل الشيخ الدكتور محمد العوضى الأستاذ نجيب الزامل في برنامجة التليفزيونى . كيف أسلم مفكرون ومهنيون أجانب في الشرق بعد نقاشات جرت معك ؟ قال له أن أكون مسلما بسيطا كما علمنى الحضارم أساتذتى الكبار .

فحبذا لو أستقطعنا من ساعات يومنا ساعة واحدة وبحثنا بين كتب التريخ الحضرمى وأستلهمنا من صفات وأخلاقيات آبأنا وأجدادنا الأوائل بتمعن في هذه الصفات بصفاء ذهنى لوجدنا العلاج الذى نبحث عنه في تجديد حياتنا وتصفية قلوبنا وتثقيف عقولنا فأننا سوف نكون قدوة للأجيال القادمة .

أننا نحتاج إلى وقفة تأمل ومراجعة أنفسنا مراجعة دقيقة ونحاول أكتشاف أخطائنا حتى نقوم بتصحيحها فسنصبح حضارم نعرف قيمتنا لدى الأمم ونشعر بذاتنا الحضرمية .

فالحضارم مثل العملة النادرة فصيتهم لازال متداولا في دول العالم فكلنا نعلم مدى المعاناة المريرة التى عانينا منها وكم قاسينا من مآسى وظلم وأستبداد وتهميش لهويتنا الحضرمية لكننا لازلنا صامدين شامخين كشموخ جبال حضرموت فلم تغيرنا عوامل الغربة ولا عوامل التعرية الحياتية فنحن أحفاد من تفاخرت بهم الأمم وتفاخر بهم الزمان .

دعونا ننسى الماضى بكل مافية من عيوب وجراح ومآسى ونفتح صفحة جديدة بيضاء نسجل بها صفات الحضرمى في القرن الواحد والعشرين حتى يكتمل العقد الفريد الذى نسجة أجدادنا . دعونا ننسى الأحقاد ونزيل كل مقومات التباعد فيما بيننا وأن نعاهد الله على أن نكون حضارم أنجبتهم تربة حضرموت ونبعد من القيل والقال ومقايل القات وننسلخ من معتقدات وأفكار الأحزاب وأن نشمر عن سواعدنا ونمضى في تكوين وتطوير أرضنا الشاسعة بالعلم الأكاديمى والمعرفة دعونا نعمر حضرموت ونجعلها دولة كبقية الدول لها أحترامها وتقديرها دعونا نسمع دول العالم أصواتنا الحضرمية وننشر ثقافتنا وأدبنا في كل الساحات الأدبية ونثبت للعالم أجمع أننا أهل حضارة وتاريخ وأن لحضرموت مكونات ومقومات الدولة كبقية الدول .

والله أننى أتحسرعلى حضارتنا وتاريخنا وأدبنا وثقافتنا وفنوننا التى أصبحت عرضة لمن هب ودب تعالوا نستغل ثرواتنا بأنفسنا بدلاً من أن يستغلها الآخرون فيصل الينا فتافيت لا يسد الرمق . دعونا نتوحد ونتكاتف قبل فوات الآوان وقبل أن نقع في دائرة الندم والندامة .

أننى أطلب من شباب حضرموت أن يتسلحوا بالعلم المتنوع بالأختصاصات التى تفيد حضرموت وأن نبعد عن ما يلهينا من تقدمنا وأزدهارنا .

لقد عرفنا قيمتنا من الآخرين كحضارم وأنفردت صفحات التاريخ لكي توضح لنا من هم الحضارم ولازالت هناك صفحات من التاريخ مجهولة أو متوارية مخطوطة بها معالم حضارية وتاريخية عن حضرموت وأهلها الحضارم وأرض حضرموت لازالت تختزن الكثير والكثير من خيرات أودعها المولى جل شانه لأهل حضرموت
تحتاج منا التوحد والتكاتف في أمورنا .

يقول المحضار يرحمه الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته

ما دام ربــى معــى مانـــى معـــــول
بحـــط مهمـــا يحــط الوقــت ويشــل
كله سـواء أن عـدل عنـدى وأن جـار
لما متى في الغدارى ما نشوف النهار
وقال أيضاً
بـــدل الوقـــت الطبــــايع
والبصـــائر كـــاد يعميها
من سمــع كلمة تصــاقـع
أو سكت ما طاع يحكيها
وقال :
حد ضال يتبع هوى رأسه وغيه
وحــــد يثــرثـــر ولا عنده دريه
وحد على غش نفسه منطويه .. عالنــــاس يحتال
يالله عسى الوقت يتبدل ويصلح من حال إلى حال

[الخاتم*]

لقد صدق الاستاذ نجيب الزامل في ان الحضارمه قدظلموا وان حقهم قد هضم

الحضارمه هم مدرسة الاقتصاد العالمي وليس العربي
الحضارمه هم من علم الناس الدين دول اسياء
الحضارمه هم من اسس مخ التجارة في العالم ولهم الاجر عند الله