عدن عدنية" م / دلال حمزة

[حد من الوادي]

عدن عدنية

م / دلال حمزة : -

الحمدلله والصلاة على رسول الله محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن استن بسنته واتبع هداه

قال تعالى: " وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى" سورة النجم ايه 3-4

وفي الحديث الشريف " يخرج اثنا عشر ألفاً من عدن أبين ينصرون الله ورسوله" هذا الحديث إسناده جيد ، ورواته لا بأس بهم ، فقد رواه الإمام أحمد في مسنده (1/333) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/242) والطبراني في الكبير (11/47)


لطالما شدني هذا الحديث الشريف عند ذكره عدن ابين ، عدن التي تقع على سواحل ابين ، عدن هذه الإرث الإنساني التي يخرج منها إثنا عشر الفا ينصرون الله ورسوله -اللهم اجعل فينا خير من ينصرك وينصر دينك ونبيك امين.


في مقالتي هذي اردت ان اتكلم عن الواقع في عدن ، هذه الارض التي لطالما تعرضت للغزو من كثير من الدول وكذلك الكثير من بقاع العالم في ظل الاطماع الاستعمارية وصراع الحضارات والثقافات.

فعدن في منظوري الشخصي حالة خاصة فهي معشوقة لكل ارث واحتوت لثقافات مختلفة حتى ذابت فيها تلك الثقافات الوافدة وبقيت عدن كما هي لم تتغير. فاندفعت للكتابة عن طبيعة الوافدين وولائهم لعدن فقسمتهم الى قسمين:



الوافد الاول:

فهو العاشق الموالي:

فمن حب عدن عاش فيها واندمج وذابت ثقافته في ثقافتها وتاريخها فتكون عنده الولاء لها فكان كاهلها يعمل لها ويخدمها كاي مواطن يخدم وطنه فيسعى لتطويرها وعمرانها ولاينوي فراقها وينسب نفسه لها ولايتمنى الانتماء لغيرها . وهؤلاء في تصنيفي هم امتداد للسكان الاصليين فولائهم لعدن فهي وطنهم وثقافتهم وارضهم . وهذه هجرات من بقاع جغرافية كهجرات العرب واستيطانهم في اماكن عدة واصبحوا ينتمون لدولهم السياسية الحديثة حاليا.

الوافد الثاني:

فهو العاشق المداهن:

لا ادري ان كنت استطيع ان اطلق عليه لصفة العاشق حقا ام ان اساس عشقه الطمع في طمس الهوية والتاريخ والثقافة لعدن فلا ننكر انهم اصبحوا من سكان عدن بعد نزوحهم من مناطقهم المحاذية لعدن او من دول اخرى كالجمهورية العربية اليمنية. فهؤلاء لاينكرون الهوية العدنية فقط بل ويفرضون سيادتهم برغم هجرتهم لها هجرة انسانية او كمحتلين وغزاة سوى غزو عسكري ام غزو فكري قومي وحدوي ففرضوا تلك الثقافة على عدن وحاربوا ثقافتها وتاريخها وهويتها مما دفع البعض وبكل جراة ان يطمس الملامح التاريخية لمسجد ابان بن عثمان بن عفان في كريتر.

هل كتب على عدن ان تكون بقعة في ارض الله دون هوية ولا انتماء؟!!

هل يعقل ان تكون هذه المنطقة الاستراتيجية ذات مكانة تاريخية ودينية وارض طاهرة التي عرف انها بلاد الصالحين كما اورد ذلك ابن بطوطة في رحلته والتي ذكرت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا كارض فقط وانما ذكرت كارث انساني عندما يقول الرسول جيش أي ان هناك اناس وبشر يشكلون هذا الجيش فينصرون الله ورسوله بدون هوية او انتماء؟؟؟؟!!!

يقول البعض ان الجيش المذكور هو من مماليك يافع !!! اذا لماذا عليه الصلاة والسلام لم يذكر انتمائهم لمناطقهم فيقل جيش يافع ابين او جيش لحج ابين كما نسبت عدن للسلطنة العبدلية ؟

والبعض يقول ان 80 % من سكان عدن من تعز فلماذا لم يقل عليه الصلاة والسلام تعز ابين؟؟! اوحتى جيش الضالع عدن .... الخ.

اعرف تمام المعرفة ان عباراتي مستفزة ولكن هذه حقائق موجودة واقعا ونسمعها في مدارسنا وجامعاتنا ومقايلنا ويروج لها البعض بل ويفرضونها.

فالعاشق الاول محب موالي والعاشق الثاني مداهن يحاول طمس هوية عدن فهل يعقل اخي القاري واختي القارئة ان من يحب شي يمحيه من اجل ان يمتلكه ؟؟؟!! اليست هذه انانية بشعة فهل الانسان ينتمي للوطن ام ان الوطن ينتمي للانسان. ؟؟؟ فلو قلنا ان هناك شخص اسمه محمد يسكن في عدن من الاف السنين يصبح محمد انتمائه عدني ا وان عدن تصبح محمدية؟؟.

ارجوا من عاشقي عدن الاول والثاني ان يعلموا ان الله كرم عدن تكريما واعزها بابنائها وسكانها وستظل عدن ارثا انساني.

ومن يعش في عدن لا يتمنى الا ان ينتمي لعدن لان اسم عدن هو المسكن كما اورده اهل اللغة والمؤرخون فعدن سكنى لكثير من الهجرات قبل الاسلام وبعده.