سقيفة الشبامي

سقيفة الشبامي (http://www.alshibami.net/saqifa//index.php)
-   سقيفة الحوار السياسي (http://www.alshibami.net/saqifa//forumdisplay.php?f=5)
-   -   المملكة المتوكلية اليمنية( انفلابات وشخصيات لعبت ادواربها؟ والجيش المصري (http://www.alshibami.net/saqifa//showthread.php?t=69779)

حد من الوادي 05-20-2010 03:00 PM

المملكة المتوكلية اليمنية( انفلابات وشخصيات لعبت ادواربها؟ والجيش المصري
 

محمد الزبيري

[الجمعة نوفمبر 19]

ولد محمد محمود الزبيري في حي "بستان السلطان" بصنعاء، وهو أحد الأحياء التاريخية في صنعاء القديمة، عام 1918م، وهو من أسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى، ويشتغل بعض أفرادها بالقضاء والبعض الآخر بالتجارة، وقد ابتعدت به موهبته عن اهتمامات أسرته، وأنشأته ـ منذ الطفولة الباكرة ـ نشأة روحية متصوفة غير ميال إلى القضاء، وغير ميّال إلى التجارة".

وقد ذهب إلى مصر لإكمال تعليمه، فالتحق بدار العلوم، ثم عاد إلى اليمن 1941م، وقد خطب الناس جمعةً ـ في العام نفسه فدخل السجن، وخرج من السجن عام 1942م، فاتجه إلى تعز ومنها إلى عدن.
وفي عدن ينشئ "حزب الأحرار" عام 1944م، ثم يُغّيِّر اسمه بعد عامين إلى "الجمعية اليمنية الكبرى".

وحينما شبت ثورة 1948م في اليمن عاد من عدن إلى صنعاء وزيراً للمعارف، وعندما فشلت طورد، ورفضت الدول ا لعربية استضافته فاتجه إلى باكستان.
وحينما شبت ثورة 1962م في اليمن عاد وزيراً للتربية والتعليم في صنعاء. وبينما كان يُلقي خطاباً في الأول من إبريل 1965م أطلق عليه ثلاثة من الجناة النار، فسقط مضرجاً في دمائه الزكية، وسقطت القيثارة التي كم شدت للحرية في الشعر العربي الحديث.
وللزبيري ديوانان من الشعر صدرا في حياته هما:
1-صلاة في الجحيم، 1960م.
2-ثورة الشعر، 1963م.
وقد صدر له ديوان بعد وفاته بعنوان "صوت الشعب" عام 1983م. وقد صدرت أعماله الشعرية كاملة في مجلد واحد.
وله رواية بعنوان "مأساة الواق الواق"، بالإضافة إلى بعض الكتب السياسية، منها:
1-الخدعة الكبرى.
2-خطر الإمامة على الوحدة اليمنية.
3-الإسلام دين وثورة.
4-وحدة الشعب، ودعوة الأحرار.
وله إلى جانب ذلك مجموعات من مقالاته وبحوثه السياسية والأدبية، وتقع في عدة مجلدات. وغالبية مؤلفاته تدور حول القضايا اليمنية، وتحرير الشعب اليمني من استعمار المواطن واستعمار الجهل والمرض.
***
ويعد الشعر الوطني هو المجال الأثير في تجربة الزبيري الشعرية ـ وإن كان قد كتب في فنون الشعر المختلفة من رثاء ومدح ووصف … وغيرها ـ. ونحن نراه في قصائده يفخر بوطنياته التي قالها عن عاطفة صادقة وحب:
لقدْ جئتُ بالشعْرِ الذي أنا شاعرُهْ وأوّلُـــهُ في العــالمينَ وآخِرُهْ
فمنْ شاءَ أنْ يمشي معي فسأنْتضي *** جنَـــاحي لهُ يسْمُو بهٍ ويُؤازرُهْ
فإنْ برَّ بي فالجوُّ عَرْشي وعرْشُـهُ *** وإنْ حادَ عنِّي فالفضَاءُ مقابرُهْ( )
ومن الفخر والحماسة أيضاً قول محمد محمود الزبيري عند خروجه من صنعاء إلى عدن بعد خروجه من السجن إثر خطبة جمعة لم تتحملها السلطات:
خَرَجْنا من السِّجْنِ شُمَّ الأنوفِ *** كما تَخْـرُجُ الأُسْدُ منْ غابِها
نمُرُّ على شَفَرَاتِ السيُــوفِ *** ونأتي المنِيَّةَ منْ بابِهـــــا
ونأْبى الحياةَ إذا دُنِّسَـــتْ *** بِعَسْفِ الطُّغاةِ وإرْهابِـــها
ونحْتقِرُ الحادثاتِ الكبَـــارَ *** إذا اعْتَــــرَضَتْنا بأتْعابْهـا
ستَعْلَمُ أُمَّتُنـــــا أنَّنـا *** رَكَبْـنا الخطوبَ حناناً بِـها( )
ومنه قول الزبيري أيضاً وهو في باكستان:
قَـوَّضْتُ بالقَلَمِ الجبَّـارِ ممْلَكَـةً *** كانتْ بأقْطابِها مشدودةَ الطُّـنبِ
فـإن فشِلْتُ ولمْ أَنْهَضْ بدوْلَتِـنا *** الكبرى لشعْبي، ولَمْ أظفَرْ بمُطَّلـبي
فسَـوْفَ أبْني لهُ مَجْداً من الأدبِ *** العَـالي يُـبوِّئُهُ في أرْفَــعِ الرُّتَبِ
ولنْ يكونَ الذي قدْ كانَ منْ حَدَثٍ *** مروِّعٍ غيْر إعْلانٍ عن الأدب!( )
ومن قصائده التي كتبها في مقتبل العمر ـ وهو في الثالثة والعشرين تقريباً ـ قصيدة في ثلاثين بيتاً بعنوان "مصرع الضمير"، فقد نصحه الأصدقاء والأهلون بعد عودته من مصر أن يلزم الصمت، وأن يغض الطرف عما يراه أو قد يُشاهده من ظلم! فكتب وهو يتمزَّق قصيدة من أصدق قصائد شعرنا العربي، يقول فيها:
مُتْ في ضلوعِكَ يا ضَميرْ *** وادْفِنْ حياتَكَ في الصدورْ
إياكَ والإحساسَ فالدنيــــا العريضَــةُ للصخورْ
لا تنطقنَّ الحقَّ فهْــــــو خرافةُ العصْـرِ الغريرْ
لا تنتصِرْ للشَّعْبِ إنَّ الشَّعْــبَ مخلوقٌ حقــــيرْ
لنْ ترتدي غَيْرَ اللجــا *** مِ ولنْ تذوقَ سوى الشَّعيرْ
فإذا نَظَرْتَ دُجىً فأعْــــــلِنْ أنَّهُ الصُّبْحُ المنيرْ( )

http://www.ruowaa.com
_______________________
اعرف من محمد محمود الزبيري permalink

--------------------------------------------------------------------------------

- شاعر اليمن ورمز نضالها، وأكبر زعماء الحركة الوطنية المعاصرة ضد الإمامة.

- ولد في العاصمة صنعاء عام 1919م (1337هـ) من أسرة عريقة في القضاء لها باع في العلوم والإبداع.

- بدأ حياته العلمية في حلقات المساجد، ثم المدرسة العلمية في صنعاء، ثم عام 1939م هاجر إلى القاهرة ودرس في دار العلوم.

- أسس عام 1941م جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبسببها سجنه الإمام في سجن الأهنوم.

- عام 1944م فر إلى عدن ومنها خاض نضاله ضد الإمامة.

- أسس في عدن الجمعية اليمانية الكبرى عام1946م، التي صدرت عنها جريدة (صوت اليمن) في العام نفسه، وفي التشكيلة الوزارية لثورة 1948 تولى وزارة المعارف.

- فر إلى الباكستان عقب فشل الثورة وقضى فيها خمس سنوات بدءا من عام 1948، ثم انتقل إلى مصر عام 1953م حيث ترأس هناك (الاتحاد اليمني) عام 1955م.

- عاد إلى اليمن عقب نجاح ثورة 26سبتمبر1962م وشغل عضوية مجلس الرئاسة، ووزيراً للتربية والتعليم.

- في يناير 1965م أسس في (برط) ما أسماه (حزب الله) وأعاد إصدار صحيفة (صوت اليمن).

- في 31مار965م أغتيل في منطقة برط.

صدر له:

مأساة واق الواق.. رواية.. القاهرة 1960م.
صلاة في الجحيم.. ديوان شعر.. القاهرة 1961م.
ثورة الشعر .. ديوان شعر.. القاهرة 1963م.
نقطة في الظلام.. ديوان شعر..
المنطلقات
دراسات عن الزبيري:

الزبيري أديب اليمن الثائر.. عبدالرحمن العمراني.
الزبيري ضمير اليمن الثقافي والوطني.. د.عبدالعزيز المقالح.
الزبيري شاعراً ومناضلاً.. لعدد من الكتاب.
المجاهد الشهيد.. عبدالرحمن طيب بعكر.
الزبيري شاعر التغيير في اليمن.. أحمد علي الهمداني.
من أول قصيدة إلى آخر طلقة.. عبدالله البردوني.
الزبيري شاعر الوطنية.. عمر الجاوي.
الزبيري شعره ونثره وآراء الدارسين فيه.. علوي عبدالله طاهر.
شعر الزبيري بين النقد الأدبي وأوهام التكريم.. رياض القرشي.

حد من الوادي 05-20-2010 03:02 PM


علي عبد المغني

[الأربعاء فبراير 18]

لم ينتظر الطفل القادم من إحدى قرى محافظة إب طويلا أمام بوابة مدرســة الأيتام بالعاصمة صنعاء كيما تنتهي معاملة قبوله كغيره من أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة. فقد كان لتميزه ولتدخل الشهيد حسين الكبسي الأثر الحاسم في أن يصبح علي عبد المغني واحدا من طلاب المدرسة التي أسهمت في تخريج كوكبة من المناضلين والسياسيين والعسكريين والقادة العظام.ـ وبعد ما يقارب من 16 سنة من التحاقه بها أصبح علي عبد المغني واحـــدا من أبرز قادة الثورة السبتمبرية المجيدة التي أسقطت عــرش الطغيان إلى الأبد.

المولد والنشأة

ولد علي محمد حسين عبد المغني في بيت الرداعي مديرية السدة محافظة إب العام 1937 وكان ترتيبه الثاني بعد أخته فاطمة عبد المغني، وبعد مولده بفترة وجيزة شاءت الأقدار أن ينفصل أبويه (بالطلاق) ولم يكن ذلك الحدث الأسري المفاجئ كما يتحدث عدد من أقاربه سوى بداية لمرحلة مليئة بالمواقف والأحداث والدروس التي ما برح الطفل “علي” يتلقاها درسا تلو الآخر في بيئة هي الأخرى كانت مقيدة بأغلال الإمامة الحديدية. إلا أن هذا الجو المحيط والمثخن بالظلم والقهر والمعاناة لم يمنع نسمات الحرية أن تتسلل إلى فؤاد هذا الطفل المولود لتنمو معه خلسة دون أن يراها جنود الطاغية.

بعد 4 أعوام من مولده توفي والده، ليفقد بذلك حنان الأب وعاطفته ورعايته، في الوقت الذي كانت فيه تداعيات الحدث الأول المتمثل في انفصال أبويه ما تزال تخيم على بيئته الخاصة.

وهنا لم يكن أمام والدته، التي تزوجت من الحاج أحمد علي ضيف الله، من سبيل إلا أن تشمله برعاية كاملة وجدت دعما ومساندة من الأخوال ومن العم زوج الأم “ضيف الله” الذي ينتمي لمديرية النادرة, المحطة الثانية التي تابع فيها “علي” مراحل حياته الأولى, بعد أن كان مولده في السدة، والاثنتان تابعتان للواء إب.

وكغيره من الأطفال اليمنيين كان الكُتَّاب هو المحطة الأولى في مسيرته العلمية والمعرفية، إذ تلقى تعليمه الأولي في كُتَّاب “نيعان”، وهناك ختم القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره وكان ذلك كما يبدو مدعاة لتجهيز حفلة تليق بالمناسبة كما تفعل أسر عديدة تجاه أبنائها المتفوقين. ولم تقتصر الحفلة تلك بتوزيع الحلويات وإقامة الولائم فحسب بل امتدت إلى زفة شارك فيها عدد من زملائه وأفراد أسرته وأقاربه أمتطى خلالها الطفل علي عبد المغني صهوة حصان منطلقا من “نيعان” إلى قرية بيت الرداعي مسقط الرأس.

وإلى أفراد الأسرة والزملاء شارك في الحفل يومها العلامة حسين محمد الكبسي الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية حينئذ وصادف وجوده في قريته (يعان) لزيارة أسرته وهو نفسه الذي لعب دورا كبيرا في إلحاق “علي” بمدرسة الأيتام فيما بعد.

في صنعاء للمرة الاولى

في العام 1946م انتقل علي عبد المغني إلى صنعاء لمواصلة دراسته وكان في السنة التاسعة من عمره وأثناء وصوله إليها توجه مباشرة إلى منزل الوزير حسين الكبسي الواقع في “بستان السلطان” طالبا مساعدته كي يلتحق بمدرسة الأيتام. وكما يحكي عدد من أقاربه فقد لقي ترحيبا حارا من الوزير الكبسي الذي ضمه إلى بيته معتبرا إياه واحدا من أولاده ولم تمض سوى أيام قلائل ليجد نفسه في مدرسة الأيتام وهناك كانت المفاجأة السعيدة بالنسبة له. لقد قررت لجنة الاختبارات في المدرسة إلحاق الطالب علي عبد المغني بالصف الرابع متجاوزة به ثلاثة فصول، وكانت تلك ميزة تمنحها اللجنة المختصة للطلاب المتفوقين.

وبعد عامين من التحاقه بمدرسة الأيتام وقبل أن تنطلق ثورة 48م بأيام ذهب علي عبد المغني إلى منزل العلامة حسين الكبسي أحد رموز هذه الثورة، وهناك قابل المناضل جمال جميل العراقي قائد الثورة، وما إن وصل وسلم عليهما حتى دعاه جمال جميل وأجلسه بجانبه وسأله سؤالا مختصرا: فيما تكون السعادة؟ وكانت الإجابة هي الأخرى مختصرة: “السعادة تكون في الحرية”، فضمه جمال جميل إلى صدره وقال وهو ينظر إليه بتأمل كبير: “لو فشلت ثورتنا -لا سمح الله- فهذا الشبل هو الذي سيسحقهم ويكمل ما بدأناه”، وكان علي عبد المغني حينها لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره.

وحصل علي عبد المغني في ذلك اليوم على “جائزة مالية بالريال الفرانصي” (ماري تيريزا - عمله فضية) من جمال جميل الذي خاطبه قائلا: “هذا المبلغ جائزة لك وعليك أن تهتم بالعلم ولا يشغلك عن التعليم شيء”. وشاءت الأقدار أن تؤول ثورة 48 إلى الفشل ويعتلي الإمام أحمد عرش الإمامة، ويومها أباح صنعاء للنهب والسلب، فضلا على ملاحقة الثوار والقبض عليهم وإنزالهم السجون في صنعاء وحجة، ليصدر بعد ذلك أوامره بإعدامهم وكان الضابط جمال جميل ضمن هؤلاء وكان إعدامه في “ميدان شرارة” (ميدان التحرير) حالياً وقبل إعدامه قال للإمام والحاضرين بصوت الواثق: لقد “حبلناها وستلد” ولم يكن الإمام وحاشيته في مستوى يؤهلهم كما يبدو لفهم مغزى كلمات ذلك الثائر الهمام.

دارت الأيام حاملة معها صدى وروح هذه الكلمات، وتابع علي عبد المغني طريقه في التحصيل العلمي مستعينا بما كان قد منحه إياه الثائر جمال جميل على مواجهة متطلبات الدراسة والعيش حيث أودع مبلغ الجائزة لدى شخص يدعى عبده قاسم من قرية “هجارة” مديرية السدة محافظة إب وكان يمتلك فرنا للخبز في “باب السباح” وكان يأخذ منه ريالين في كل شهر مصاريف جيب ويأخذ ما يحتاجه من ملابس وغيره وفوق ذلك كان يساعد زملاءه الطلاب المحتاجين بمدرسة الأيتام بما تيسر.

أكمل علي عبد المغني دراسته في مدرسة الأيتام بتفوق، لينتقل إلى المدرسة المتوسطة، وهناك درس ثلاث سنوات متابعا تفوقه، لينتقل بعدها إلى الثانوية وكان نظام الدراسة في المدرسة الثانوية أربع سنوات أتمها جميعا.

ومما يحكي عنه عدد من أقاربه وزملائه أنه تولى إدارة المدرسة وهو في السنة الثالثة ثانوي بعد وفاة مدير المدرسة وقد أجمع المدرسون والطلبة على قدراته في تولي ذلك المنصب وهذا ما حدث بعد موافقة وزارة المعارف (التربية والتعليم) على ذلك.

وعندما كان في السنة الرابعة ثانوي دمجت المدرسة التحضيرية مع المدرسة الثانوية وعُيّن علي عبدالكريم الفضيل -مدير التحضيرية سابقاً- مديراً للمدرسة الجديدة بعد الدمج، وتخرج علي عبدالمغني من المدرسة الثانوية في ذلك العام حاصلا على المركز الأول وأقامت وزارة المعارف حفل تخرج ألقى فيه علي عبد المغني كلمة الخريجين، وقد نالت إعجاب الحاضرين، وعند توزيع الجوائز تسلم جائزته وشهادة تخرجه وفوق ذلك منحه ولي العهد البدر قلمه الذهبي وأعطاه وزير المعارف الحسن بن علي ساعة مصنوعة من الذهب وأصدر قرار بتعينه سكرتيرا خاصا في الوزارة.

الكلية الحربية

في العام 1957 فتحت الكلية الحربية باب القبول لأول دفعة يتم اختيارها من بين طلاب المدارس العلمية والثانوية والمتوسطة وتقدم لها مجموعة من بينهم محمد مطهر زيد وهذه الدفعة التي عرفت فيما بعد باسم دفعة محمد مطهر ولم يتقدم علي عبد المغني في ذلك العام, فقد كان يأمل الحصول على منحة دراسية في الخارج.

وفي العام الثاني 1958 فتحت الكلية الحربية باب القبول من جديد وتقدم علي عبد المغني ضمن الدفعة الثانية المعروفة حتى الآن باسم دفعة علي عبد المغني وتخرج منها متفوقا بالمرتبة الأولى وأقامت الكلية آنذاك حفل تخرج ألقى الطالب علي عبد المعني فيه كلمة الخريجين وعند تسليم الجوائز والشهادات لأوائل الخريجين منح الأمام أحمد علي عبد المغني قلمه الخاص المصنوع من الذهب ولم يكن يدرك يومها أن هذا القلم هو الذي سيصوغ أهداف الثورة اليمنية.

بعد التخرج من الكلية الحربية التحق بمدرسة الأسلحة بمعية عدد من خيرة الضباط من خريجي كليات الحربية والطيران والشرطة، منهم: زميله ورفيق دربه محمد مطهر زيد، ناجي الأشول، حمود بيدر، عبد الله عبد السلام صبرة، احمد الرحومي، صالح الأشول، سعد الاشول، علي علي الحيمي، عبده قائد الكهالي، احمد مطهر زيد، احمد الكبسي… وغيرهم.

مرة أخرى في القرية

بعد أن تخرج في مدرسة الأسلحة قام بزيارة “البلاد”، وكان يومها قد بلغ 22 عاما وصحبه عدد من زملائه وكان ذلك في العام 1961، وهناك تفقد أهله في “المسقاة” و”بيت الرداعي” و”حرية” وأقام عند والدته يومين. وحرصاً عليها من أن تصلها أخبار سيئة عنه أثناء غيابه صارحها بأنه مقبل على عمل كبير هو وزملاؤه، وأوصاها أن تدعو له, ألحت عليه أن يخبرها بما هو مقبل عليه ليطمئن قلبها, فسألها عن رأيها في بيت حميد الدين.

فأجابته بفطرتها النقية: “ما يقومون به لا يرضي الله ولا رسوله”، وزادت بقولها: “أمرهم إلى الله”، فأدركته ابتسامه عريضة وشعور عميق بالفرح ثم قال: “والله يا أمي ما تسمعي عن ولدك إلاَّ ما يسر خاطرك، وأما بيت حميد الدين فو الله ما يذبحوني ولن أموت إلاَّ موتة الأبطال”.

ثم توجه إلى مدينة تعز وهناك قام بالاتصال بخلية الضباط الأحرار، وانتقل إلى الحديدة للغرض ذاته وقيل أنه سافر إلى عدن ومن ثم عاد إلى صنعاء.

الضباط الأحرار والثورة

في ديسمبر 1961م كان ميلاد تنظيم الضباط الأحرار بعد مشاورات ومحاولات عديدة أفرزت هذا التنظيم الذي أخذ طابع السرية في عمله وتحركاته مثله كمثل الحركات التحررية الأخرى في الوطن العربي. وكان علي عبد المغني واحدا من أبرز المؤسسين لهذا التنظيم، وتولى مسؤولية إحدى خلاياه وكانت تضم عشرة أعضاء.

وقبل ذلك، وبالتحديد في عام 1956، عندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي قاد علي عبد المغني مظاهرة طلابية مهيبة وجهت رسائل هامة وحاسمة للإمامة، وكانت أول مظاهرة تشهدها صنعاء، وعلى إثر ذلك تم اعتقاله وسجن في “الرادع” مع مجموعة من زملائه الطلبة وقد خرجت مظاهرة أخرى تطالب بالإفراج عنه.

وبعد تأسيس تنظيم الضباط الأحرار أجرى علي عبد المغني اتصالات عديدة وتواصل مع العلماء والمثقفين والمشايخ وكل الأحرار داخل اليمن وخارجها للإعداد للثورة.

وفي شهر يوليو 62م التقى بالزعيم جمال عبد الناصر على متن باخرة مصرية في البحر الأحمر بشرم الشيخ حيث كان سفره إلى هناك على ظهر الباخرة اليمنية مأرب عبر ميناء المخاء وحصل خلال هذه الزيارة على وعود من الزعيم جمال عبد الناصر بدعم ونصرة الثورة اليمنية.

بعد عودته من مصر نظم مظاهرة للطلبة في كل من صنعاء وتعز والحديدة في شهر أغسطس 62م وكان يؤمن بأن المظاهرات هي الجرس الذي سيوقظ اليمنيين من سباتهم، وأنه إذا صحا الشعب من نومه فهو القادر والمتكفل بحماية الثورة.

ليلة تفجير الثورة اجتمع مع مشايخ اليمن الذين وصلوا صنعاء لمبايعة الإمام وأقنعهم بالمشاركة في الثورة إلى جانب الضباط، وفي الساعة الحادية عشرة من مساء الخامس والعشرين من سبتمبر 1962 توجهت قوات الجيش التي أعدها تنظيم الضباط الأحرار إلى “دار البشائر” التي كانت مقراً للإمام البدر وما أن وصلوها بالمدرعات حتى وجهوا نداءً بمكبرات الصوت يدعو الإمام البدر للاستسلام مع أفراد الحرس الملكي، لكنهم أطلقوا النار بكثافة مما دفع بالضباط الأحرار لقصف دار البشائر.

وفي صباح يوم السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م ارتقى محمد الفسيل منصة إذاعة صنعاء ليقرأ أول بيان أعلن فيه قيام الثورة وسقوط عرش الإمامة إلى الأبد. وبعد ذلك عين علي عبد المغني عضوًا فيما عرف بـ”مجلس القيادة”، إلى جانب المشير عبدالله السلال، وعبد الله جزيلان ، وعبد السلام صبرة وآخرون.

استشهاده

بعد أيام من قيام الثورة والجمهورية كلف بقيادة حملة عسكرية إلى منطقة “حريب” في مأرب لمواجهة الحشود الملكية، التي بدأت تستعد لإعلان الحسن بن يحيى حميد الدين إمامًا بمساعدة خارجية، وقد أستشهد علي عبد المغني في هذه المعركة وكان ذلك في أكتوبر 62 وبرحيله خسر اليمن واحدا من المناضلين والأحرار العظام الذين وهبوا أنفسهم منذ اليوم الأول لمجابهة الظلم والطغيان والانتصار للحرية.

شهـــــــــــــــــــــــادات

قال عنه البدر في كتاب “الصراع السعودي المصري حول اليمن الشمالي” للكاتب الدكتور سعيد محمد باديب، إن “الانقلاب العسكري في سبتمبر62 كان قائده الفعلي ضابط برتبة ملازم يدعى علي عبد المغني”.

القائم بأعمال السفارة المصرية حينئذ الأستاذ محمد عبد الواحد قال في تقريره الذي رفعه للرئيس جمال عبد الناصر عام 1961، إن علي المغني هو زعيم تنظيم الضباط الأحرار اليمنيين، وهو المعني بالتخاطب والرد على استفسارات تطلبها القيادة المصرية من تنظيم الضباط الأحرار.

الكاتب والمفكر السياسي الكبير محمد حسنين هيكل في كتابه سنوات الغليان ذكر أن فخامة الرئيس جمال عبد الناصر لم يعرف البكاء في حياته إلاّ مرتين عند انفصال سورية ومصر والثانية عند علمه بخبر استشهاد علي عبد المغني.

الفريق صلاح الدين المحرزي أحد الخبراء المصريين المعنيين بتدريب ما كان يسمى “فوج البدر”، ذكر أن علي عبد المغني هو الشخصية القيادية الأولى في تنظيم ضباط الأحرار اليمنيين وهو الذي استطاع أن يحظى باحترام الجميع على مستوى زملائه وشيوخ القبائل، وأنه لا يختلف اثنان على أنه القائد الفعلي للثورة اليمنية.

المشير عبد الله السلال صرح في آخر مقابلة تلفزيونية معه أن الشهيد علي عبد المغني هو مهندس الثورة اليمنية.

العميد يحيى المتوكل أشار في مقابلة لجريدة “الاتحاد” الإماراتية إلى أن تنظيم الضباط الأحرار كان يتلقى الأوامر من الشهيد علي عبد المغني.


نقلا عن صحيفة السياسية اليومية


حد من الوادي 05-20-2010 03:14 PM


عبد الرحمن الارياني

[الخميس أكتوبر 23]

عبد الرحمن بن يحي بن محمد بن عبد الله الارياني رحمه الله .
رئيس الجمهورية اليمنية في شمال اليمن سابقاَ . ولد في حصن إريان في غرة جمادي الآخرة سنة 1328 هجرية . عالم أديب ، شاعر ، كاتب مترسل ، زعيم سياسي ، محنك ، لطيف المعشر ، حلو الحديث ، جم التواضع . تولى القضاء في النادرة في أول أمره ثم أسهم مع الأحرار المناوئين والمعارضين لحكم الإمام يحي بن محمد حميد الدين والحاكمين من أولاده في أعمالهم . أنشأ قصيدته المشهورة التي ندد فيها بمظالم الإمام يحي وتسليطه أولاده على رقاب الشعب ومطلعها : إنما الظلم في المعاد ظلام وهو للملك معول هدام

ومنها يخاطب الإمام يحي : أنصف الناس من بنيك وإلا أنصفتهم من بعدك الأيام

إن عشر السبعين عنك تولت ودنا مصرع وحان حمام

فكان الأمر كما توقع ، ثم وجه الخطاب إلى الحسن بن الإمام يحي حاكم لواء إب : حسن ابن الإمام لا أحسن الله إليه ولا عداه السقام

وقد كانت هذه القصيدة التي طارت شهرتها في اليمن آنذاك سبب إعتقاله مع من أعتقل من الأحرار في إب و تعز و ذمار و صنعاء سنة 1363 هجرية ثم سيقوا جميعا إلى تعز ، ومنها أرسلوا إلى سجون حجة ، وكان أحدهم وقد بقي هنالك معتقلا بضعة أشهر ثم أفرج عنه لكنه استمر في مزاولة نشاطه الوطني للإطاحة بحكم الإمام يحي وبعض أولاده حتى قُتل الإمام يوم الثلاثاء 7 ربيع الآخر سنة 1367 هجرية "1948م" وخلفه في الحكم الإمام عبد الله بن أحمد الوزير على رأس حكومة دستورية ، وكان الارياني آنذاك في مدينة إب ، فقام بأعمال اللواء وأدارها بحزم ونشاط ، وأستمر إلى أن سقطت العاصمة صنعاء في أيدي القبائل الموالية للإمام أحمد الذي استغل فرصة مقتل أبيه لينتقم ممن سلبوه الحكم ، وأعتقل الارياني هو ومن شاركه من الأحرار في إدارة الأعمال في لواء إب فسيقوا في السلاسل إلى تعز ،

ومنها أرسلوا إلى سجون حجة مرة أخرى والقيود في أقدامهم والسلاسل في أعناقهم وقد لبث في السجن بضع سنين ثم أفرج عنه ، وعينه الإمام أحمد عضوا في الهيئة الشرعية في تعز ، ولم تنقطع صلته بالأحرار ، ولكن بحذر وتكتم . وكان لا يفتأ ينصح الإمام أحمد في كثير من الأمور ، وله مواقف حميدة مشهورة معه في تحذيره من الإصغاء إلى كلام الوشاة ، والمتزلفين الذين يسعون ليضروا بالناس لأغراض دنيئة ، وكانت نصائحة تنفع عند الإمام أحيانا . ولما تمرد بعض الجيش على الإمام أحمد في تعز في شعبان سنة 1374 هجرية "1955م"

استغل الفرصة العقيد أحمد يحي الثلايا وتزعم تلك الحركة ، وطالب الإمام أحمد بتنازله لأخيه عبد الله بن الإمام يحي وجمع العلماء ومنهم الارياني لمساعدته للتخلص من حكم الإمام أحمد ولكن حركته فشلت بعد أيام قلائل وخرج الإمام أحمد من قصره ، وأخذ يقتل المشتركين في تلك الحركة حتى الذين لم يكن لهم أي عمل معروف ، وأمر باحضار الارياني ، وكان قد أعتقل إلى الميدان الذي يتم فيه قتل الأحرار ، فلما مثل بين يدي الإمام والجلاد ينتظر أمر الإمام لقتله بدا للإمام أحمد أن يُبقي عليه فأمر بإعادته إلى معتقله فبقى فيه أياما ثم أفرج عنه ، وعاد إلى عمله في الهيئة الشرعية ، وكان الإمام أحمد يستشيره في قضايا عربية ودولية ، كما كلفه بحضور اجتماعات الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي ، وكان يترأس بعثة الحج حتى قامت الثورة سنة 1382 هجرية "1962م"

التي ألغت النظام الملكي وأخذت بالنظام الجمهوري ، فعين وزيرا للعدل ثم عضوا في مجلس قيادة الثورة ثم عضوا في مجلس الرئاسة . وحينما ساءت الأحوال الإدارية في اليمن بسبب تدخل المصريين المباشر في شئون البلاد ذهب إلى مصر ومعه عدد كبير من الشخصيات اليمنية منهم الأستاذ أحمد محمد نعمان محتجين على سوء تصرف المصريين في اليمن ، فأمر الرئيس جمال عبد الناصر باعتقال أكثرهم في السجن الحربي وبقي الارياني طليقا ولكنه لا يستطيع مبارحة مصر حتى أصيب العرب بالنكسة في حربهم مع إسرائيل في حزيران 1967م

فعقد مؤتمر قمة عربي في الخرطوم اتفق فيه جمال عبد الناصر مع الملك فيصل على أن يسحب القوات المصرية من اليمن ، وتم رحيلها بالفعل ، فواجهت الجمهورية العربية اليمنية مصيرها بنفسها ، ولاقت تحديا شديدا للقضاء عليها من الجانب الملكي وأعوانهم ولكن الله أعانها وثبتها ، وكانت رئاسة الدولة قد أفضت إلى الارياني في شعبان سنة 1387 هجرية الموافق 5 نوفمبر 1967م بعد أن التقت عنده رغبات زعماء اليمن ولمائها ورؤساء القبائل والعشائر والتفت حوله القلوب المختلفة ليكون رئيسا لها حتى ينتشل البلاد من الهاوية التي تردت اليها ،

واستطاع بسياسته الحكيمة أن يمسك بدفة السفينة وسط أمواج مضطربة وعواصف عاتية حتى حقق لليمن السلام والأمن والاستقرار . وقد انتهى حكمه باستقالته يوم الخميس 21 جمادي الأول سنة 1394 هجرية الموافق 13 حزيران سنة 1974م بضغط داخلي تؤازره قوة خارجية بحجة كثرة تغيير الحكومات والركون في حكم البلاد على من لا دراية له بأحوال اليمن ومعرفة طباع أهلها إلى جانب ما كان يحدث أحيانا من الإهمال وضياع الحزم في أجهزة الدولة . ولما استقال رحل إلى دمشق ولحق به أهله ، ثم سمح له الرئيس علي عبد الله صالح بالعودة إلى بلاده فعاد مكرما مبجلا . له شعر كثير ، فمنه قوله في وصف مظالم الإمام يحي حميد الدين : ما له همة سوى جمعه الأمـ ـوال من غير وجهها المانوس

قد تقضت حياته غير مأسـ ـوف عليها فما بها من نفيس

وسيفنى الباقون لعمري هباء في سبيل الخداع والتدليس

إن نفسا شبت وشاخت على الشح وظلم الورى لشر النفوس

ومن شعره أيضا القصيدة التالية وقد وزعت منشورا : هذا العدو غدا على الأبواب يرنو بعين الفاتح الغلاب

والمستبد له إلى أموالكم توقان مهجور إلى الأحباب

قد صار في دور الذهول وشعبنا أضحى يقاسي منه دور عذاب

وبنوه فيكم كلهم قد مثلوا رمز الفساد وخيبة الأحساب

قد أنفقوا أموالكم فيما اشتهوا من وصل غانية وحسو شراب

وأولئك الكتاب والوزراء غدا في مالكم لهم صيال ذئاب

وأراكموا في نومة لا تنتهي أبدا بغير تصادم وخراب

فالقوا إلى الشعب المعذب نظرة فلعلها تهديكموا لصواب

والقوا زمام الشعب في كف الذي سيقيه شر عدوه الوثاب

عن موقع شبكة اب الخضراء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ-----------------------------------
القاضي/عبدالرحمن الارياني
- هو القاضي عبدالرحمن بن يحيى بن محمد بن عبدالله الارياني مولده في حصن ريمان في

غرة جماد الآخر 1328هـ(1910م).- عالم أديب، شاعر.
- تولى القضاء في النادرة في أول أمره ثم أسهم مع الأحرار المناوئين والمعارضين لحكم الإمام يحيى بن محمد حميد الدين والحاكمين من أولاده نتيجة أعمالهم الظالمة للناس.
وقد ندد بأعمال ومظالم الإمام وأولاده بقصيدة مشهورة مطلعها:
• إنما الظلم في المعاد ظلام.. وهو للملك معول هدام.
ومنها البيت الذي طارت شهرته على ألسن الناس وغدا شاهدا يردد ضد الظلمة عبر تقلبات الزمن.
• أنصف الناس من بنيك وإلا.. أنصفتهم من ( بعدك) الأيام.
وقد كانت هذه القصيدة سبباً في اعتقاله مع رفاقه من الأحرار 1363هـ والسير بهم إلى سجن حجة و أمضى فيه حوالي ثلاثة أعوام ثم أطلق من السجن حتى قتل الإمام يحيى يوم الثلاثاء 7 ربيع الآخر سنة 1367هـ ( 1948) وخلفه الإمام عبدالله الوزير على رأس حكومة دستورية وعين في إب، فقام بأعمال اللواء وأدارها بحزم ونشاط واستمر حتى سقطت صنعاء في أيدي القبائل الموالية للإمام أحمد ونهبتها.
- أعتقل مرة أخرى هو ومن شارك من الأحرار ( الدستوريين) وأرسلوا إلى سجون حجة والقيود على أقدامهم والسلاسل تطوق أعناقهم وقد لبث في السجن بضع سنين ثم أفرج عنه.

- عينه الإمام أحمد بعدها عضوا في الهيئة الشرعية في تعز، ولم تنقطع صلته بالأحرار، ولكن بحذر وتكتم.
- كان لا يفتأ ينصح الإمام أحمد في كثير من الأمور، وله مواقف حميدة مشهورة معه في تحذيره من الاصغاء إلى كلام الوشاة، والمتزلفين الذين يسعون ليضروا بالناس لأغراض دنيئة.

- في عام 1955 م ( 1374) هـ عند تمرد الجيش في تعز استغل العقيد/ أحمد يحيى الثلايا هذا التمرد وجمع العلماء ومنهم القاضي الإرياني لمساندة الحركة في التخلص من الإمام أحمد بتنازله لأخيه/ عبدالله بن يحيى لكن حركته فشلت بعد أيام قلائل، وقتل الإمام أحمد المشتركين في تلك الحركة حتى الذين لم يكن لهم أي دور معروف، واخرج الأرياني إلى الميدان لإعدامه فلما مثل بين يديه والجلاد ينتظر أمر الإمام لقتله بدا لأحمد لأمر أراده الله أن يبقي عليه فأمر بإعادته إلى المعتقل ليقضي فيه أياما، ثم أفرج عنه، وعاد إلى عمله في الهيئة الشرعية.

- كان الإمام أحمد يستشيره في قضايا عربية ودولية، كما كلفه بحضور اجتماعات الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
- كان يترأس بعثة الحج حتى قامت الثورة 1962م ( 1382هـ) التي أنهت النظام الملكي وأخذت بالنظام الجمهوري.
- عين وزيراً للعدل بعد الثورة، ثم عضواً في مجلس قيادة الثورة، ثم عضواً في مجلس الرئاسة.

- ترأس وفد الجمهورية في مؤتمر حرض أمام ممثلي النظام الملكي 1965م -1385هـ ورفض اقتراح المملكة العربية السعودية القاضي باستبدال إسم الجمهورية العربية اليمنية بالدولة الإسلامية اليمنية رغم موافقة الجانب المصري على ذلك.
- أدت الأوضاع المتردية بعد الثورة إلى توليه رئاسة الجمهورية في شعبان سنة 1387هـ الموافق5 تشرين الثاني( نوفمبر) 1967م بعد أن التفت حوله القلوب المختلفة، والتقت عنده رغبات زعماء اليمن وعلماؤها ورؤساء القبائل والعشائر واستطاع بسياسته الحكيمة أن يمسك بدفة السفينة وسط أمواج مضطربة.
- وعواصف عاتية حتى حقق لليمن السلام، والأمن والاستقرار.

- ويذكر القاضي إسماعيل الأكوع أنه سمع من القاضي علي بن محمد الرضي أن الحسن بن الإمام يحيى حميد الدين قال بعد أن بلغه تولى القاضي عبدالرحمن رئاسة الدولة: ( الآن يئسنا من العودة إلى اليمن حاكمين" "
وقال أيضا: أن الإمام يحيى جمع أعيان اليمن وعلماءها ومشائخها في قاعة بها لوحة كتابة ( سبورة) وألقى فيهم محاضرة وعند الانتهاء منها أراد أن يختبر ذكاء الحضور فأخذ قلم جص ( طبشار) ورسم خطا طويلا عليها وسأل الحضور قائلا: من يفسر لي هذا؟ مشيراً إلى الخط فلم ينبر لهذا من الحضور سوى القاضي عبدالرحمن الإرياني، فأخذ قلم الجص وقطع الخط قائلا: "الأمل" طول والأجل عرض". فقال الإمام : قاتلك الله يا إرياني".

- قدم استقالته من رئاسة المجلس الجمهوري يوم الخميس 21 جمادي الأولى 1394هـ الموافق 13 حزيزان ( يونيو) 1974م. وقد ودعه خلَفه والحكومة توديعاً رسمياً في تعز.
وصدق عليه قول الشاعر.
إن الأمير هوالذي .. يضحى اميراًيوم عزله
إن زال سلطان الولاية.. لم يزل سلطان فضله
- عاد من دمشق مقر إقامته عندما دعا الأخ الرئيس /علي عبدالله صالح جميع السياسيين للعودة إلى أرض الوطن فعاد مكرماً مبجلاً.
- توفي- رحموه الله- ظهيرة يوم السبت 16 ذي القعدة 1418هـ ( 14مارس 1998م).
- من آثاره الأدبية والعلمية.

- ديوان.. ملحمة من سجون حجة: شعره، شرحه وصححه أحمد عبد الرحمن المعلمي.
- تحقيق مجموعة رسائل في علم التوحيد: محمد إسماعيل الأمير وآخرين تصحيح وإشراف عبدالرحمن الإرياني.
- ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار: عبدالرحمن الآنسي تحقيق: عبدالرحمن الإرياني – عبدالرحمن المعلمي.
- تحقيق الأبحاث المسدد في فنون متعددة لصالح بن مهدي المقبلي.

المؤتمر نت

حد من الوادي 05-20-2010 03:34 PM


جار الله عمر[السبت يناير 3]

جارالله عمر، ( 1942 -28 ديسمبر 2002)

ولد جارالله عمر في بلدة كحيل في محافظة إب باليمن ، و هو سياسي يمني، الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني وهو أحد مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني و الذي كان أحد الأحزاب الحاكمة في جمهورية اليمن الديمقراطية (اليمن الجنوبي) سابقا ، اغتيل في 28 ديسمبر 2002 بعد أن تلقي رصاصتين في صدره من قبل متطرف إسلامي و الذي قبض عليه علي الفور و كشف عن مخطط لقتل مجموعة من السياسيين "العلمانيين" من قادة الناصريين والبعثيين، و حكم عليه لاحقا بالإعدام جراء جريمته .

دفن في مقبرة الشهداء في صنعاء .

جار الله عمر يتحدث عن طفولته


جزء من سيرة ذاتية للشهيد جار الله عمر
ـ أنا من مواليد 1942 ، وقد عثرت هذا التاريخ في مصحف تركه والدي رحمه الله في المنزل ، وكتب بالسنة الهجرية ، ومن خلال وصيته تلك فقد ولدت قبل وفاته بـ 6 اشهر ، حيث أصيب بمرض مفاجئ .

كان والدي معلماً في كتاب القرية التي ولدت فيها ، وهي تسمى " كهال " تابعة لناحية النادرة بمحافظة إب ، بالإضافة إلى القرية المجاورة ، وقد كان لديه وجاهة اجتماعية هامة ، حيث كان يقدم الرعاية إلى أناس آخرين في المنطقة ، بخاصة ممن تحل بهم النكبات أو ممن يريدون أن يتزوجوا وغيرها ، حتى أنه عندما توفي خلف وراءه ديوناً كثيرة ، على الرغم من رهنه جزءاً من الأراضي الزراعية التي كانت بحوزته ، وكانت هذه الديون أعباءً على كاهل والدتي التي تكفلت برعايتي .

قبل أن يتوفى والدي يرحمه الله ، استدعى والدتي واسمها سعيدة بنت صالح سعد الفقيه ، وقال لها إنه يشعر أن الموت يدنو منه بسرعة ، وطلب منها رعايتي ، فقد كنت الابن الوحيد إلى جانب أختي الكبيرة والوحيدة ، وقال لها إنه يرجوها أن لا تتزوج برجل آخر بعد موته ، وقد وفت أمي بذلك ، على الرغم من أن عمرها لم يكن يتجاوز حينها الـ27 عاماً ، وكابدت المشقات في سبيل تنشئتنا بطريقة صحيحة أختي وأنا ، حيث اتجهت إلى إحتراف التطريز والخياطة وتربية البقر والدجاج وبيعها لكي نسدد ديون والدي التي تركها لنا بعد وفاته .

في غضون السنوات السبع الأولى من حياتي ألحقتني والدتي في كتاب القرية ، وفي نحو عامين أو ثلاثة أكملت القرآن وتعلمت الخط وكافة المستلزمات البسيطة التي كان يقتضيها مكتب الكتاب المتواضع .

وقد كانت والدتي تزرع في ذاكرتي ووجداني حقيقة مهمة وتكررها لي كل يوم ، وهي أن والدي كان متعلماً ، وكان يعلم الناس القراءة والكتابة ، وتحثني على قراءة الأوراق التي خلفها لنا في المنزل ، وتقول لي : أنظر لقد كان خطه جميلاً ، وأريدك أن تكون مثله .

وكانت تقدمه لي باعتباره رجلاً شجاعاً وتقياً وصادقاً يحترمه الجميع ، وحينما كنت ارتكب خطأ ما كانت تنبهني بأن هذا الأمر لا يناسب اسم والدك وكان هذا يكفي لردعي عن القيام ببعض الأخطاء والتصرفات المشروعة بحكم سن الطفولة .

حاولت أن أشارك خالي وعمي في مهنة الزراعة إلى جانب رعي الأبقار والأغنام ، لكنني لم أنجح في ذلك ، ربما لبنيتي الصغيرة وجهدي القليل ، وربما لأنني لم أكن مقبلاً على ذلك بكل جوارحي .

حينئذ تعلقت بهاجس الانتقال إلى مكان آخر للدراسة وكان طموحي أن أصبح قاضياً أو حاكماً ، مثل هؤلاء الذين يتعلمون في صنعاء أو ذمار ، لكن والدتي كانت تعارض ذلك ، لأنها لا تريد أن تفارقني ، لكن عندما بلغ عمري نحو الرابعة عشرة انتقلت إلى قرية الأجلوب ، وهي قرية كبيرة ، لنا أصدقاء فيها ، وكان مستوى التعليم فيها أعلى نسبياً مما كان عليها الوضع في كتاب قريتي الصغيرة ، وقد قضينا فيها عاماً كاملاً ، حيث تعلمت خلال هذا العام تجويد القرآن وإتقانه ، بالإضافة إلى الخط والحساب وغيره .

بعد ذلك عدت إلى القرية ، ولاحظت أن شباباً من عائلة بيت الطيب في القرية المجاورة لنا كانوا قد ذهبوا إلى مدينة ذمار للتعلم وعادوا إلى المنطقة وهم يرتدون الملابس البيضاء النظيفة والناس يلتفون من حولهم ، حيث لفتوا انتباه الناس بأنهم أصبحوا متعلمين ، وكان من بينهم الأخ عبدالسلام عبدالواسع الطيب ، وهو ضابط متقاعد حالياً ، فذهبت إليه ، وقلت له إنني أريد أن أذهب معك إلى مدينة ذمار للدراسة ، وقد رحب الطيب بالفكرة وأخذني معه إلى مدينة ذمار ، وعمري كان حينها 16 عاماً تقريباً ، وهناك سكنت في منزله ، حيث كان هناك عدداً كبيراً من الراغبين في الدراسة في المدرسة الشمسية .

* ماذا كان موقف والدتك ؟

ـ والدتي بالطبع لم توافق على ذهابي إلى ذمار إلا على مضض ، غير أنني أقنعتها بأنه إذا لم تسمح لي بالذهاب بصورة علنية وشرعية ، فإنني سأعمل ذلك بدون موافقتها ، فاضطرت للموافقة ، وجهزتني بما يلزم من الدقيق والسمن والحطب وتولى خالي وأحد أقاربنا نقلي مع بهيمة تتحمل مئونتي إلى مدينة ذمار .

المشكلة الكبرى التي واجهتني هي أنني دخلت المدرسة الشمسية في ذمار وأنا كبير في السن ، حيث كنت قد تجاوزت الـ16 ، وكانت المناهج في المدرسة كثيفة في الفقه وعلوم اللغة والمنطق ، وكل هذه المتون كان لها ملخصات لابد من حفظها .

وقد وجدت نفسي متأخراً عن طلاب كانوا يصغرونني سناً ، ولكنهم كانوا قد قطعوا شوطاً كبيراً في مضمار هذه المتون أو الملخصات وانتقلوا إلى قراءة الشروح ، ولهذا كان علي المذاكرة نهاراً وليلاً للإلتحاق بهم .

في العام الثاني أقنعت ابن عمي واسمه ناجي عمر على مغادرة القرية واللحاق بالمدرسة الشمسية في ذمار ، وكان والده حينها يرفض ذلك ، لكننا تآمرنا عليه وقمنا بترتيب فراره معي دون علم والده ووضعناه أمام الأمر الواقع ، وهكذا أصبحنا الاثنين في مدينة ذمار .

وقد كنا نخرج إلى الجامع قبل صلاة الفجر ولا نغادره إلا بنصف ساعة للفطور ، ثم نعود لتناول الغداء بعد أن نكون قضينا وقتاً طوال النهار ولهذا كانت لدينا ساعات قليلة للنوم .

باختصار تمكنا خلال عامين من حفظ الكثير من المتون ، بما فيها ألفية ابن مالك ومتن الأزهار ، وشرعنا في قراءة الشروح ، وكنا ندرس على يد أكثر من عالم وأكثر من فقيه ، من بينهم إسماعيل السوسوة ، زيد الأكوع ، حمود الدولة وأحمد سلامة .

وقد استمررنا في الدراسة في المدرسة الشمسية حتى العام 1960 ، ولم تكن هناك إجازة مدرسية ، وقد كنا نقضي نحو أسبوعين في زيارة الأهل ثم نعود إلى الدراسة .

* وكيف جاء انتقالكم إلى صنعاء ؟

ـ بداية التفكير بالطلوع إلى صنعاء جاء بسبب الدراسة المتعبة في ذمار إضافة إلى أننا لم نكن نستلم أي راتب ونعتمد على ما يأتينا من القرية ، وكنا نطبخ لأنفسنا ، وهذه العملية كانت تأخذ من وقتنا الكثير ، على عكس صنعاء ، فقد كانت مدرسة العلوم مدرسة رسمية والإمام ينفق عليها من بيت المال ، وكانت هناك وجبات منتظمة ، بالإضافة إلى مرتب صغير لشراء بعض المستلزمات ، كما أن الكتاب المدرسي كان متوفراً وبدون عناء .

ذهبنا إلى صنعاء نراجع وزارة المعارف ، وكان الوزير حينها القاضي عبدالله الحجري رحمه الله ، ولم ننجح في مسعانا في المرحلة الأولى لكننا حصلنا على وعد بأن تكون لنا الأولوية في حالة وجود مقاعد شاغرة ، وعدنا إلى ذمار وبعد أشهر كانت لنا عودة مجدداً إلى صنعاء ، وحينها حصلنا على موافقة بالإلتحاق بالمدرسة العلمية ، وقد شرعنا في الدراسة بمدرسة دار العلوم ، ولم تكن المناهج مختلفة عن ما هو موجود في ذمار ، إلا أن الدراسة في ذمار كانت كثيفة وطوعية وتعتمد على الجهد الشخصي ، أما في دار العلوم فقد كانت الدراسة منظمة ورسمية ولها أوقات محددة ، كما كان هناك اهتمام بالآداب والشعر والتاريخ والسياسة .

وأتذكر أن المرحوم عبدالله البردوني كان أستاذنا في مجال الأدب ، حيث كان يقوم بتدريسنا مادة الأدب في مدرسة دار العلوم .



مظاهرة صنعاء

* كيف عشتم في صنعاء بعد انتقالكم إليها ؟
ـ بعد عدة أشهر من دخول مدرسة دار العلوم شاركنا في مظاهرة الطلبة التي قامت قبل الثورة ، وعندما تم اعتقال زملائنا من الطلاب تمكنا أنا وإبن عمي ناجي من الهروب إلى عدن .

* بسبب ماذا كانت المظاهرة ؟

ـ المظاهرة في الواقع بدأت كاحتجاج على تصرفات الإدارة في المدرسة الثانوية بصنعاء ، وكان يومها يديرها الأستاذ علي الفضيل ، حيث تقدم الطلاب حينها ببعض المطالب ، منها تحسين الغذاء وغيرها من القضايا ، لكن هذه المطالب كانت مجرد ذريعة أو مظهر خارجي للغليان الذي ساد قطاع الطلاب ، وكان هناك استعداداً نفسياً للاحتجاج على النظام السياسي بأكمله.

لذلك ما أن خرج الطلاب إلى الشارع للاحتجاج حتى التحق بهم طلاب مدرسة العلوم والمدرسة المتوسطة وبقية المدارس ، وانتقلت المظاهرة بعد ذلك إلى مدينة تعز ، حيث قامت مظاهرة بمدرسة الأحمدية والتي استمرت طوال اليوم تقريباً ، وكانت المظاهرات ترفع شعارات تطالب بسقوط الملكية ورفعت صور جمال عبدالناصر .

صنعاء ذهب المتظاهرون إلى مبنى الإذاعة ، وهناك حصل اشتباك بباب الإذاعة وأصيب الأخ يحي العماد وآخر لم أعد أتذكره ، ثم عادت المظاهرة في محاولة لاقتحام وزارة المعارف وجرى تهشيم سيارة الوزير ، وبعد ذلك ذهب الطلاب إلى الكلية الحربية ، وحاولوا توجيه نداء إلى ضباط الجيش ليفتحوا لهم الكلية للدخول ، لكن الضباط الذين كانوا يستعدون للقيام بالثورة أغلقوا الأبواب في وجوهنا ؛ فعدنا إلى ميدان التحرير ثم إلى باب الروم ، وهناك خرج الحرس الملكي وأحاط أفراده بالطلبة المتظاهرين ، وتم إعادتنا إلى داخل المدينة بعد أن تم اعتقال بعض زملائنا واقتيادهم إلى السجون .

وأتذكر أن من بين زعماء الطلاب يحي العماد وأحمد العماد ( حالياً عضو في الحزب الحاكم) وراجح المالكي وأحمد العبيدي وحسن العزي ، بالإضافة إلى مجموعة من الطلاب الأكثر ثقافة والأكثر اهتماماً في السياسة ، وهؤلاء بلا شك كانت لهم صلات سياسية واسعة ، ولم يكن في ذهنهم موضوع مطالب تحسين الغذاء وغيرها من المطالب ، وقد حولوا المظاهرة إلى تظاهرة سياسية واضحة .

* كيف تصرفتم حينها ، هل بقيتم في صنعاء أم غادرتموها ؟

ـ لقد نجحنا في الفرار بعد اعتقال الكثير من زملائنا وسجنهم في العديد من سجون وشحه ، حجة وفي عدد من المناطق .

وذات يوم دخلنا إلى المدرسة ووجدنا الأخ علي صلاح ، أحد القادة البارزين وقد ألقى القبض عليه ويدقون القيد على رجليه ، فتأكدنا حينها أن الاعتقالات اتسعت ، فانسحبت أنا وابن عمي ناجي وهربنا سيراً على الأقدام ، حيث صعدنا على متن سيارة لكنها تعطلت في الطريق وقعدنا يومين في الطريق ، ثم واصلنا السير على الأقدام إلى رداع ثم إلى البيضاء ومكيراس ، حيث أمضينا ليلة في إحدى القرى خارج مكيراس في طريقنا إلى عدن .

* متى وصلتم عدن ؟

ـ وصلنا عدن بعد رحلة شاقة استمرت نحو أسبوع ، وقد كان وصولنا إليها قبل اشهر قليلة من اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962 ، لكننا عدنا إلى كهال وتسقطنا الأخبار من هناك ، وعلمنا أن الاعتقالات كانت قد توقفت وحينها عدنا إلى المدرسة ، مكثنا أشهر قليلة حتى مات الإمام أحمد ، وقد أتى إلينا زميل اسمه عبدالكريم السماوي الذي أخبرني أن هناك ثورة ستقوم عند تشييع جنازة الإمام أحمد في صنعاء ثم عاد وأخبرني أن الموعد تأجل إلى ما بعد .

وفي الحقيقة لم أكن مهتماً كثيراً بالموضوع ، وإن كنا نحفظ أشعار محمد محمود الزبيري والبردوني ، وكنا مهتمين بالشأن السياسي ، ولدينا فهم لما تعانيه اليمن من تخلف وغيره ، ولكننا لم نكن منخرطين بصورة عملية في صفوف أية عملية منظمة في ذلك الوقت .

* كيف علمتم بقيام الثورة ؟

ـ فوجئنا بعد منتصف الليل بالدبابات وهي تتحرك على مقربة من باب مدرستنا ، وبعدها بدأنا نسمع قذائف الدبابات تدك قصر دار البشائر وصحونا جميعاً من نومنا وذهبنا نراقب سير المعركة عن قرب ، لأن دار البشائر والمدرسة كانا متقاربين .

كان هناك استبشاراً لدى بعض الطلبة الذين كانوا على صلة ببعض الثوار والراغبين في التغيير ، وكان هناك هلعاً بين صفوف الطلاب الذين كانوا قريبين من الحكم .

* وأنتم ، ماذا كان موقفكم ؟

ـ لم نكن مهتمين للثورة بالمطلق ، كما لم نكن ضدها ، ولكن كان لدينا رغبة في أن تكون أوضاع اليمن أفضل ، وعندما سمعنا بيان الثورة في الإذاعة صباح اليوم التالي شدنا وتفاعلنا معه.

عند حوالي الساعة التاسعة تقريباً أتى بعض الضباط إلى المدرسة ، كان من ضمنهم حسين خيران ، وكانت هناك دبابات أمام باب المدرسة ، وقد قال لنا خيران إن الثورة قامت وأن ذلك استجابة لنداء الشعب ، وأنكم الطلاب الذين قمتم بالمظاهرة وعليكم تأييدها .

في الصباح كنا نراقب إحراق الدبابة التي قتل فيها الثوار عندما سكب عليها بترولاً وأحرقت ، وقتل الضباط الذين كانوا فيها ، وقد كنا نشاهد الاشتباك بين الحرس الملكي والثوار ، ولاحظنا أنه بعد حريق الدبابة أن الحرس الملكي حاول القيام بهجوم مضاد ، ويهتف أفراده بحياة الإمام .

في هذه الأثناء أصيب زميل لنا يدعى مفضل برصاصة في رجلة ، وللأسف ظل دمه ينزف ولم نستطع حينها وقف النزيف وفارق الحياة .

* هل كانت مقاومة أنصار الإمام قوية ؟

ـ لا ، كانت هناك مقاومة بسيطة من قصر البشائر ، لكن المقاومة استمرت من دار الشكر حتى الظهر تقريباً ، كما كانت هناك مقاومة من قصر غمدان ، لكن إجمالاً توقف إطلاق النار بعد الظهر ، وقد خرج الطلاب وكثير من مؤيدي الثورة إلى الشارع لإظهار تأييدهم للثورة ، وقد كان للإذاعة يومها دوراً كبيراً في شد الناس ورفع معنوياتهم وحثهم على الالتفاف حول الثورة ، وكان خريجو المدرسة العلمية وطلابها في مقدمة الذين تقاطروا إلى الإذاعة لإلقاء كلماتهم وقصائدهم الشعرية المنددة بالنظام الإمامي والمرحبة بقيام الثورة .

وقد ألقى الشاعر محمد الشرفي قصيدة طويلة في هذا الموضوع ، ثم جاء الدور على الأستاذ عبدالله البردوني ، الذي ألقى قصيدة جميلة كان مطلعها :

أفقنا على فجر يوم صبي فيا ضحوات المنى أطربي



* كيف تقبل الناس هذا التغيير في حياتهم الذي مثلته الثورة ؟
ـ كان هناك شعور عبارة عن مزيج من الرهبة والخشية والأمل ؛ فقد أدت الثورة إلى اضطراب اجتماعي كبير ، حيث تدفق المتطوعون من المناطق المختلفة ، وخصوصاً من تعز وعدن لتشكيل الحرس الوطني .

وكان الكثير من المواطنين بقيادة بعض المتنورين في أكثر من مدينة قد أخذ يعتقل المسؤولين السابقين ويستولي على الإدارات الحكومية ، وكانت أعمال العنف قد انتشرت في أكثر من مكان ، وطلب إلينا نحن طلاب المدرسة العلمية التوزع على مناطق البلاد المختلفة لكي نرشد الناس إلى معاني الثورة وأهمية قيامها وشرح أحوال اليمن وغيرها .

وقد ذهبنا إلى الأرياف ولدينا يقين بأن الثورة قد انتصرت ، خصوصاً وأن قيادة الثورة كانت تؤكد كل يوم أن البدر ( الإمام الجديد ) قد قتل تحت الأنقاض وأن كل شيء قد حسم ، لكن بعض الإذاعات العربية بدأت منذ الأسبوع الثاني تؤكد أن البدر لا يزال حياً ، خصوصاً إذاعة المملكة العربية السعودية والأردن وإيران وبعض الإذاعات الغربية ، وأبرزها هيئة الإذاعة البريطانية ، وقد أخذت هذه الأخبار تحدث ارتباكاً بين الناس وتعيد فرز المجتمع من جديد .

كان الجو في المناطق التي ذهبنا إليها ، مثلما حدث معي في مديرية دمت بمحافظة إب ليس معادياً للثورة ، لكنه لم يكن متحمساً لها بالمطلق ، لقد كان الإرباك والمفاجأة هو السائد حينها ، وبدأ الناس يتساءلون عن ما حدث وما الذي يمكن أن يحدث .

وعدنا إلى صنعاء كانت الحرب مع الملكيين قد بدأت تقريباً ، وبدأ التمرد على الثورة في منطقة مأرب في الشرق ، ثم انتشرت إلى خولان والمناطق المجاورة لها ، وكانت طلائع القوات المصرية قد وصلت إلى الحديدة ثم إلى صنعاء .

وفي غضون ذلك أغلقت المدرسة العلمية ورحل عنها الطلاب جميعاً ، وقدم عدد كبير من الأساتذة المصريين وفتحوا مدرسة إعدادية لطلاب المدرسة العلمية على أساس تعليم العلوم الحديثة ، مثل الرياضيات والعلوم ، بالإضافة إلى اللغة العربية وفي غضون عام حصلنا على شهادة الإعدادية بعد أن تم امتحاننا من قبل المدرسين المصريين ، وأظهرنا تفوقاً في ذلك .
أنتهى ................

من مقابلة له في إحدى الصحف العربية
--------------------------------------



في ندوة جار الله عمر فارس الحوار ومهندس الوفاق





إجماع على أهمية الدور الذي لعبة الشهيد ودعوة للسير على نفس الدرب

اأجمع سياسيون على أهمية الدور الذي لعبه الشهيد جار الله عمر الأمين العام المساعد السابق للحزب الاشتراكي اليمني في حياته من خلال إرساء مفاهيم المعارضة القوية التي تستطيع أن تصنع الديمقراطية وحرصه الدائم على الحوار لإيمانه أنه يهيئ مناخاً سياسياً لحل أصعب القضايا التي تعترض سير العمل السياسي في البلاد.

وفي ندوة «جار الله عمر فارس الحوار ومهندس الوفاق» التي نظمها منتدى التنمية السياسية الاثنين الماضي استعرض سياسيون عدداً من المفاهيم التي تمثلها الشهيد جار الله عمر والتزم بها منهجياً أثناء مسيرته السياسية الطويلة.

وقال: عبدالوهاب الآنسي الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح إن الشهيد جار الله عمر رحمه الله كان يمتاز بالمثابرة والعمل الدؤوب للتعرف بوضوح على ما يريده الآخرون منطلقاً من وضوح رؤيته وفكرته. وأضاف الآنسي: كان الشهيد جار الله عمر يوجد فرصاً لفرقاء الحياة السياسية للتعبير عن ما يريدون ممارسته دون ضغوط على أحد، مؤكداً أن الشهيد كان لديه قدرة واضحة على إيجاد أبواب واسعة للحوار ومعالجة الأزمات بشجاعة بريئة قائمة على الصدق وليس على التعالي على الآخر.

من جهته استعرض عبدالملك المخلافي عضو مجلس الشورى في حديثه عن الشهيد جار الله عمر بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاده أنشطة الفقيد في فترة الثمانينات وقال: إن الأشخاص التأريخيين كالشهيد جار الله عمر ليسوا فقط للماضي وإنما يمكن استخلاص العبر من حياتهم للمستقبل مؤكداً بأن إحياء ذكرى الاستشهاد ليست للتذكير وإنما للتفكير.

وأكد الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري أن الشهيد كان يمتلك سلطة معنوية وليست تنفيذية عندما اختارها بدلاً عن أي سلطة أخرى وقال: عندما ذهبت السلطة التنفيذية التي تمثل القوة المادية بقيت سلطة الشهيد المعنوية داخل الحزب وخارجه.

واستعرض القيادي الناصري بعض ملامح شخصية الشهيد التي قال بأن أهمها اعتناق الحوار كمبدأ وليس كأسلوب، حيث كان يرى أهمية أن يسود الحوار في كل الظروف وليس فقط كوسيلة سياسية في وقت من الأوقات.

وقال المخلافي: على الرغم من توليه مناصب في الدولة قبل الوحدة وبعدها والتي كان آخرها وزيراً للثقافة إلا أنه لم يتغير لأن سلطته في تلك المواقع كانت معنوية.

وأشار عضو مجلس الشورى إلى أن الشهيد جار الله عمر أدار حواراً بين الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري في العام 1988م وتمكن عن طريق الحوار من حسم كثير من الخلافات التي كانت قائمة بين الحزبين آنذاك، وأشاد بدوره في احتواء الاختلاف الذي نشب داخل مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة بعد الوحدة وكان يطرح فكرته كمفكر أكثر مما هو حزبي.

من جانبه وصف محمد أبو لحوم رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي العام وعضو أمانته العامة الشهيد جار الله عمر بالرجل الصادق والصريح والواضح الذي يستمع للآخرين للوصول إلى حلول وقواسم مشتركة وكان همه الوطن.

كما تحدث في الندوة محمد عبدالسلام منصور عن بدايات الشهيد وأنشطته السياسية معتبراً أن فترة سجنه مع الشهيد لثلاثة أشهر في الستينات تعتبر إحدى المحطات الهامة في حياة الشهيد كونها كانت فترة حوار كثيف ومعمق بينه وبين كثير من السياسيين ممن كانوا معتقلين معهما.

وفي الندوة تحدث نجل الشهيد بسام جار الله عمر عن أهمية المناسبة وأشار إلى أن الاهتمام بالفكرة بدأ يتلاشى مؤكداً بأن والده أثبت بفكره وسهولة تعاونه أنه بإمكان القوى السياسية أن تحقق أهدافها دون الوقوع بالسلبيات وأكد نجل الشهيد أن الأحزاب السياسية بإمكانها جعل الماضي مرجعاً للاتعاظ والاعتبار، داعياً القوى السياسية إلى الاستمرار بالاتجاه الذي سار عليه والده.

من جهته أكد علي سيف حسن رئيس منتدى التنمية السياسية أن جار الله عمر كان فارس الحوار ومهندس الوفاق، وقال: في افتتاح الندوة لم يكن الحوار بالنسبة لجار الله عمر عبثاً أو ملهاة أو مضيعة للوقت ولم يكن الوفاق الوطني ولا التسويات السياسية صوراً وأشكالاً نمطية جامدة بل كانت تتخلق وتصاغ بمهارة هندسية وقدرات إبداعية قادرة على تصور أشكال وصور جديدة غير مألوفة لحالات الوفاق. وأكد حسن حاجة اليمنيين إلى تمثل روح وإرادة الشهيد جار الله عمر وهم يقفون أمام التحديات الإستراتيجية التي تواجه وطنهم.

حضر الندوة مدير المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي وعدد من قادة الأحزاب السياسية وأعضاء من مجلسي النواب والشورى ورؤساء منظمات المجتمع المدني وعدد من الأكاديميين والسياسيين والباحثين.


عن الوسط


حد من الوادي 05-22-2010 04:40 PM


في مقدمتهم الإرياني وسالمين وآخرهم البيض وصالح
بين القاهرة وعدن.. سبعة من رؤساء شطري اليمن ساهموا في تحقيق الوحدة اليمنية


السبت 22 مايو 2010 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس- كتب/ نشوان العثماني:

تحتفل الجمهورية اليمنية اليوم السبت 22 مايو 2010 بالعيد العشرين لتحقيق وحدتها الاندماجية بين كل من "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية", و"الجمهورية العربية اليمنية", في العام 1990م.

وقد وقعت اتفاقية الوحدة في الثلاثين من نوفمبر عام 1989 في مدينة عدن بين كل من الرئيس علي عبد الله صالح, الذي كان حينها رئيس الشطر الشمالي من الوطن, وعلي سالم البيض- الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني, والذي كان بمثابة القائد والموجه للدولة في جنوب الوطن آنذاك.


وبموجب الاتفاق الذي نص على أن يكون هناك مجلس رئاسة يتألف من خمسة أشخاص ينتخبون من بينهم في أول اجتماع لهم رئيسا لمجلس الرئاسة ونائبا للرئيس, أصبح علي عبد الله صالح- رئيسا لمجلس الرئاسة في الجمهورية اليمنية الوليدة, وعلي سالم البيض نائبا لرئيس المجلس, وكل من القاضي عبد الكريم العرشي, وعبد العزيز عبد الغني, وسالم صالح محمد أعضاءً فيه, وذلك ابتداءً من الثاني والعشرين من مايو 1990, حين تم رفع علم الوحدة اليمنية في مدينة التواهي بمحافظة عدن بحضور جمع غفير من قيادة الشطرين.

وقد مرت الوحدة اليمنية بمراحل عديدة عقدت فيها عدد من اللقاءات والاتفاقات والقمم بين شطري الوطن حينها, سواء في الداخل المجزأ, أو في الخارج العربي. وساهم سبعة من رؤساء الشطرين في كل تلك الاتفاقات ابتداء من قمة القاهرة, وحتى لقاء دن التاريخي, وهم: القاضي عبد الرحمن الإرياني 1967- 1974, سالم ربيع علي 1969- 1978, إبراهيم الحمدي 1974- 1977, عبد الفتاح إسماعيل 1978- 1980, علي ناصر محمد 1980- 1986, علي سالم البيض 1986- 1990, وعلي عبد الله صالح 1978 حتى الآن.

اتفاقيات الوحدة اليمنية

وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت أول اتفاقية بين الشطرين عقدت في 28 أكتوبر 1972م, وفيها اتفقت حكومتا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية على أن "تقوم وحدة بين الدولتين تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد وقيام دولة يمنية واحدة", وأن "يكون للدولة الجديدة علم واحد وشعار واحد, وعاصمة واحدة, ورئاسة واحدة, وسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة".

كما اتفقتا على أن يكون "نظام الحكم في الدولة الجديدة نظام جمهوري وطني ديمقراطي", وأن "يضمن دستور الوحدة جميع الحريات الشخصية والسياسية والعامة للجماهير كافة ولمختلف مؤسساتها ومنظماتها الوطنية والمهنية والنقابية وتتخذ جميع الوسائل الضرورية لكفاية ممارسة الحريات", وأن "تضمن دولة الوحدة جميع المكاسب التي حققتها ثورتا سبتمبر وأكتوبر".

وبحسب الاتفاق, أجمع الطرفان, ممثلان بـ"علي ناصر محمد- رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية", و"محسن العيني- رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالجمهورية العربية اليمنية", على "عقد مؤتمر قمة يجمع رئيسي الدولتين للنظر في الإجراءات الفورية اللازمة لإتمام الوحدة على أن يعقد هذا المؤتمر في الموعد الذي يحدده رئيساً الحكومتين".

قمة طرابلس

وهو ما أدى إلى لقاء القاضي عبد الرحمن الإرياني- رئيس المجلس الجمهوري بالجمهورية العربية اليمنية, وسالم ربيِّع علي, الشهير بـ"سالمين"- رئيس مجلس الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, في 28 نوفمبر 1972م بالعاصمة الليبية طرابلس.

وأكدا الرئيسان حينها على أن "يقيم الشعب العربي في اليمن دولة واحدة تسمى الجمهورية اليمنية", وأن يكون "للجمهورية اليمنية علم واحد ذو الألوان الثلاثة الأحمر فالأبيض فالأسود", وأن تكون "مدينة صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية", ويكون "الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع", و"اللغة العربية هي اللغة الرسمية للجمهورية اليمنية".

وجاء من ضمن نقاط الاتفاق أن يكون "نظام الحكم في الجمهورية اليمنية وطني ديمقراطي", وأن "يعين دستور الجمهورية اليمنية حدودها".

لقاء الجزائر

وقد التقى ذات الرئيسين بدولة الجزائر في 4 سبتمبر 1973م, واتفقا على وجوب توفير المناخ الملائم للجان المشتركة بين الطرفين في أعمالها وذلك عن طريق إيقاف التدريب والتخريب في كل أنحاء اليمني وعدم السماح للعناصر المخربة بالنشاط تحت أي اسم وعدم مدها أو تدريب عصاباتها أو تشجيعها وإغلاق معسكراتها.

لقاء تعز والحديدة

وبعد أكثر من عام عقد أول لقاء بين ذات الزعيمين داخل الوطن في مدينتي تعز والحديدة في 10/11/1973م, وناقشا سير أعمال اللجان المشتركة المنبثقة عن بيان طرابلس نوفمبر 1972م, واستمعا إلى تقرير مفصل للممثلين الشخصيين عن سير أعمال اللجان المشتركة وما أنجزته منذ لقاء طرابلس إلى ما بعد لقاء الجزائر, واتفقا على تذليل الصعوبات التي قد تعترض مضى اللجان في أعمالها.

إلا أن القاضي عبد الرحمن الإرياني لم يستمر في منصبه كرئيس للدولة في الجمهورية العربية اليمنية نتيجة الانقلاب الذي قاده المقدم إبراهيم الحمدي في 13 يونيو 1974, وتم بموجبه استيلاء الحمدي على منصب رئاسة الدولة وقيادة الجيش, ومن ذلك التقى إبراهيم الحمدي بالرئيس الجنوبي آنذاك سالم ربيِّع علي في مدينة قعطبة الحدودية بين الدولتين في 15 فبراير 1977م.

لقاء الحمدي وسالمين في قعطبة

واتفق الرئيسان في قعطبة على تشكيل مجلس يتكون من الرئيسيين ومسئولي الدفاع والاقتصاد والتجارة والتخطيط والخارجية يجتمع مرة كل ستة أشهر بالتناوب في كل من صنعاء وعدن لبحث ومتابعة القضايا التي تهم الشعب اليمني وسير أعمال اللجان المشتركة في مختلف المجالات وتشكيل لجنة فرعية من الاقتصاد والتخطيط والتجارة في الشطرين مهمتها دراسة ومتابعة المشاريع الإنمائية والاقتصادية في الشطرين ورفع التقارير عنها إلى الرئيسين مع الاقتراحات بشأنها, على أن يكون أول اجتماع للمجلس يوم 15/7/1977, كما تم الاتفاق أيضا على أن يمثل أحد الشطرين الشطر الآخر في البلدان التي لا توجد له فيها سفارات.

إلا أن هذا الاجتماع لم يتم, وقتل إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977, ليخلفه أحمد الغشمي إلا أنه هو الآخر قتل في انفجار الحقيبة الدبلوماسية الشهيرة في يونيو 1978, ليتم إعدام الرئيس الجنوبي علي سالم ربيِّع علي من قبل رفاقه بعدن بعد يومين فقط, بتهمة الوقوف خلف التفجير الذي تعرض له الرئيس الغشمي.

وقد تولى المقدم علي عبد الله صالح بعد ذلك منصب الرئاسة في الجمهورية العربية اليمنية, فيما تولى عبد الفتاح إسماعيل منصب رئيس مجلس الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, وفي السنة الأولى من توليهما السلطة اندلعت ثاني حرب بين الشطرين بعد الحرب التي وقعت في العام 1972, ولكنها كانت أشد ضراوة منها, ومن ذلك دعت الجمهورية العربية اليمنية جامعة الدول العربية للتدخل الفوري لمناقشة الوضع المتدهور بين شطري اليمن.

وقد عقد مجلس جامعة الدولة العربية دورته الاستثنائية في الكويت في المدة من 4 مارس 1979 إلى 6 مارس 1979م, بشأن توتر الوضع بين الشطرين.

قمة الكويت

ولقد أتت بعد ذلك قمة الكويت التي التقى فيها الرئيسان المقدم علي عبد الله صالح- رئيس الجمهورية العربية اليمنية والقائد العام للقوات المسلحة, وعبد الفتاح إسماعيل- الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ورئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في مدينة الكويت, 28 مارس 1979م إلى 30 مارس 1979م.

وقد تم الاتفاق على أن "تقوم اللجنة الدستورية بأعداد مشروع دستور دولة الوحدة خلال فترة أربعة أشهر", حتى يتمكن الرئيسان من عقد لقاء "لإقرار الصيغة النهائية لمشروع الدستور الدائم ودعوة كل منهما لمجلس الشعب في الشطرين للانعقاد خلال مدة يتفق عليها الرئيسان من تاريخ إقرارهما للصيغة النهائية التي يقدم بها مشروع الدستور إلى مجلس الشعب في كل من الشطرين للموافقة عليه كمشروع".

كما اتفقا الرئيسان حينها على أن يقوما بعد ذلك "بتشكل اللجنة الوزارية المختصة بالأشراف على الاستفتاء العام على مشروع الدستور وانتخاب سلطة تشريعية موحدة للدولة الجديدة والانتهاء من ذلك خلال مدة أقصاها ستة أشهر من تاريخ تشكيلها, وأقرا التقيد والالتزام الكامل بالمضمون والأحكام الواردة في اتفاقية القاهرة وبيان طرابلس وقرارات مجلس الجامعة العربية وتنفيذ القرارات والتوصيات التي توصلت إليها لجان الوحدة", على أن يتوليا "متابعة إنجاز عمل اللجنة الدستورية في الموعد المحدد ونتائج أعمال اللجان الأخرى من خلال لقاءات دورية في اليمن في كل من الشطرين".

قمة تعز 1988

واستمرت اللقاءات والقمم بين قيادة الشطرين, ومنها قمة تعز في 16 ابريل 1988م, والتي تعد أول قمة بعد أحداث 13 يناير 1986 المؤسفة.

والتقى في القمة كل من الدكتور ياسين سعيد نعمان- عضو المكتب السياسي, رئيس مجلس الوزراء في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, وعبد العزيز عبد الغني- رئيس مجلس الوزراء, عضو اللجنة الدائمة في الجمهورية العربية اليمنية.

ووقعا الطرفان في العاصمة صنعاء اتفاقا بشأن تسهيل حركة تنقل المواطنين بين الشطرين, 4 مايو 1988م, وتم في هذا الاتفاق "إلغاء النقاط القائمة في كلا الشطرين والمثبتة في الأطراف واستبدال ذلك بنقاط مشتركة من الشطرين", وأن "يسمح للمواطنين بالتنقل والمرور عبر النقاط المشتركة بالبطاقة الشخصية وعدم فرض القيود على المواطنين من قبل الأجهزة في الشطرين", كما تم الاتفاق على أن "يتولى وزير الداخلية في كلا الشطرين وضع الخطوات العملية لتنفيذ ما ذكر أعلاه في فترة أقصاها شهرين", وأن "تبحث حكومتا الشطرين عن توفير مصادر التمويل محلية كانت أو خارجية لربط الطرق بين الشطرين/ قعطبة- الضالع- طور الباحة- المفاليس- مكيراس- البيضاء- بيحان- حريب".

لقاء عدن التاريخي

وتوجت هذه القمم والاتفاقات واللقاءات بلقاء عدن التاريخي في 30 نوفمبر 1989, بين الرئيس علي عبد الله صالح, والأمين العام للحزب الاشتراكي حينها علي سالم البيض, وقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة الحدود اليمنية من "عبد الواسع سلام, أحمد محمد الإرياني, مطهر مسعد مصلح, د. محمد عبد الملك العلفي, مسلم المنهالي, أحمد الخطابي, د. يحيى عبد الرحمن, محمد سعيد ظافر, ومحمد سعد".

وعلى ضوء ذلك تم التوقيع على "اتفاق عدن التاريخي 30 نوفمبر 1989م", والذي نص على "إحالة مشروع الدستور إلى مجلسي الشورى والشعب في شطري الوطن، وذلك للموافقة عليه طبقاً للأنظمة الدستورية لكل منهما خلال مدة زمنية أقصاها ستة أشهر", وأن "يقوم رئيسا الشطرين (صالح والبيض) بتفويض من السلطتين التشريعيتين بتنظيم عمليتي الاستفتاء على مشروع الدستور، وانتخاب سلطة تشريعية موحدة للدولة الجدية طبقاً للدستور الجديد".

وتنفيذاً لذلك نص الاتفاق على أن يشكل رئيسا الشطرين لجنة وزارية مشتركة تضم إلى عضويتها وزيري الداخلية في كلا الشطرين لكي تقوم بالإشراف على هذه الأعمال، وذلك خلال ستة أشهر على الأكثر من تاريخ موافقة السلطات التشريعية في الشطرين على مشروع الدستور.. ويكون لهذه اللجنة كافة الصلاحيات اللازمة للقيام بمهمتها.

إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية

وفي 22 أبريل 1990 تم الاتفاق في العاصمة صنعاء بين كل من علي سالم البيض- الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني, والعقيد علي عبد الله صالح- رئيس الجمهورية, القائدة العام للقوات المسلحة, الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام, على "إعلان الجمهورية اليمنية وتنظيم الفترة الانتقالية".

ونصت المادة الأولى من الإعلان على أن "تقوم بتاريخ 26 من مايو عام 1990م الموافق 1 من ذي القعدة 1410هـ بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (شطري الوطن اليمني) وحدة اندماجية كاملة تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد يسمى (الجمهورية اليمنية) ويكون للجمهورية اليمنية سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة", في حين نصت المادة الثانية من اتفاقية إعلان الوحدة على أنه "بعد نفاذ هذا الاتفاق يكون مجلس رئاسة للجمهورية اليمنية لمدة الفترة الانتقالية يتألف من خمسة أشخاص ينتخبون من بينهم في أول اجتماع لهم رئيساً لمجلس الرئاسة ونائباً للرئيس لمدة المجلس".

ويشكل مجلس الرئاسة عن طريق الانتخابات من قبل اجتماع مشترك لهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى والمجلس الاستشاري، ويؤدي مجلس الرئاسة اليمين الدستورية أمام هذا الاجتماع المشترك قبل مباشرة مهامه. ويمارس مجلس الرئاسة فور انتخابه جميع الاختصاصات المخولة لمجلس الرئاسة في الدستور.

وقد حددت الفترة الانتقالية, طبقا لما نصت عليه المادة الثالثة من الإعلان, بسنتين وستة أشهر ابتداء من تاريخ نفاذ هذا الاتفاق ويتكون مجلس النواب خلال هذه الفترة من كامل أعضاء مجلس الشورى ومجلس الشعب الأعلى بالإضافة إلى عدد (31) عضو يصدر بهم قرار من مجلس الرئاسة ويمارس مجلس النواب كافة الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور عدى انتخاب مجلس الرئاسة وتعديل الدستور. وفي حالة خلو مقعد أي من أعضاء مجلس النواب لأي سبب كان يتم ملئه عن طريق التعيين من قبل مجلس الرئاسة.

وكانت بقية المواد على النحو التالي:

مادة (4) يصدر مجلس الرئاسة في أول اجتماع له قراراً بتشكيل مجلس استشاري مكون من (45) عضواً وتحدد مهام المجلس في نفس القرار.

مادة (5) يشكل مجلس الرئاسة حكومة الجمهورية اليمنية التي تتولى جميع الاختصاصات المخولة للحكومة بموجب الدستور.

مادة (6) يكلف مجلس الرئاسة في أول اجتماع له فريق فني لتقديم تصور حول إعادة النظر في التقسيم الإداري للجمهورية اليمنية بما يكفل تعزيز الوحدة الوطنية وإزالة آثار التشطير.

مادة (7) يخول مجلس الرئاسة إصدار قرارات لها قوة القانون بشأن شعار الجمهورية وعلمها والنشيد الوطني وذلك في أول اجتماع يعقده المجلس، كما يتولى مجلس الرئاسة في أول اجتماع له فيما يلي:-

أ- المصادقة على القرارات بقوانين التي أصدرها مجلس الرئاسة.

ب- منح الحكومة ثقة المجلس في ضوء البيان الذي ستقدمه.

ج- تكليف مجلس الرئاسة بإنزال الدستور للاستفتاء الشعبي العام عليه قبل 30 نوفمبر 1990م.

د- مشاريع القوانين الأساسية التي ستقدمها إليه مجلس الرئاسة.

مادة (8) يكون هذا الاتفاق نافذاً بمجرد المصادقة عليه وعلى مشروع دستور الجمهورية اليمنية من قبل كل من مجلسي الشورى والشعب.

مادة (9) يعتبر هذا الاتفاق منظماً لكامل الفترة الانتقالية وتعتبر أحكام دستور الجمهورية اليمنية نافذة خلال المرحلة الانتقالية فور المصادقة عليه وفقاً لما أشير إليه في المادة السابقة وبما لا يتعارض مع أحكام هذا الاتفاق.

مادة (10) تعتبر المصادقة على هذا الاتفاق ودستور الجمهورية اليمنية من قبل مجلسي الشورى والشعب ملغية لدستوري الدولتين السابقة.



حد من الوادي 05-24-2010 02:08 AM


بعد 20 عامًا على ولادتها...الوحدة في غرفة الإنعاش ..!!

2010/05/23 الساعة 21:52:19
محمد قاسم نعمان

22 مايو 1990م كانت النتيجة.. وكانت البداية.. كانت نتيجة وتتويج لنضال دؤوب خاضه المناضلون اليمنيون شمالاً وجنوبـًا من أجل الحرية والاستقلال والوحدة.

امتزجت دماء المناضلين اليمنيين في مرحلة الكفاح والتحرير في مدن وجبال وقرى الجنوب وكانت خيوط دمائهم المسالة تدون شعار كفاحهم.. "تحرير الجنوب اليمني المحتل وتحقيق الوحدة اليمنية.." هكذا سجل هؤلاء بدمائهم وأقلام نضالهم وثيقة "الميثاق" ميثاق الجبهة القومية.

وبعد التحرير وتحقيق الاستقلال الوطني وانتقال المناضلين لمواصلة كفاحهم في حماية ذلك الانتصار العظيم كانت الوحدة اليمنية بارزة وفي مقدمة أهداف أولئك المناضلين وكان الشعب في الجنوب فاعلاً وحاضرًا مؤيدًا ومساندًا وداعمـًا.. وتبلورت تلك المهمات والأهداف من خلال شعار"لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية".


كانت أبرز مهمات أولئك المناضلين ليس الدفاع عن النظام في الجنوب فحسب بل "الدفاع عن الثورة اليمنية" وهو تعبير عن قناعتهم الكاملة والحقيقية عن الترابط العميق في جذور التاريخ والحاضر والمستقبل بين الثورة اليمنية شمالاً وجنوبـًا، والثورة هنا تعني في أجندة المناضلين "التحرر والتغيير نحو التقدم والازدهار ولم يكتف أولئك المناضلين بتأكيد الترابط الجدلي بين ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر من خلال رفعهم شعار "الدفاع عن الثورة اليمنية" ولكنهم زادوها وضوحـًا وتأكيدًا من خلال هذا الشعار الذي أصبح برنامجـًا للعمل الوطني للجبهة القومية ثم التنظيم السياسي الموحد ثم للحزب الاشتراكي اليمني.. فأكدوا على تحقيق الوحدة اليمنية".

وظل هذا الشعار الحامل لعنوان برنامج العمل الوطني في اليمن الديمقراطية الشعبية "لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية" هو مفتاح ومدخل ومبرر ذلك الإصرار الذي عبر عنه الحزب الاشتراكي اليمني من خلال الأخ المناضل علي سالم البيض أثناء حواراته مع أخيه الرئيس علي عبدالله صالح قبل وأثناء وبعد اتفاقية 22 مايو 1990م.

وها نحن اليوم بعد مرور (20 عامـًا) على تلك الاتفاقية وهناك من أولئك المناضلين الذين شاركوا في بلورة ذلك "البرنامج الوطني" وفي وضع ذلك الشعار الوطني المجيد والعظيم من ناضلوا ومن تفاعلوا ومن ساهموا في الدفاع عن فحوى ذلك "الشعار العظيم".

بين هؤلاء من وصلوا اليوم – بعد هذه السنين العشرين – إلى مرحلة الاقتناع بأن الوحدة التي أعلنت في 22 مايو 1990م قد أصبحت في عداد الأموات..! وهؤلاء بالطبع بما وصلوا إليه إنما يعبرون بذلك عن ألمهم الشديد لما وصلت ليه "الوحدة" هدف نضالهم وتضحيات الاماجد من الوطنيين وحلمهم العظيم والجميل.. يعبرون عن ألمهم الشديد كذاك الذي ينعي محبوبته المفقودة، مع بقاء أمنيته في عودة هذه الحبيبة المفقودة إلى الحضور وممارسة حياتها الطبيعية.

المحبوبة – الوحدة اليمنية.. هي اليوم إن لم تكن قد أصيبت بمقتل كامل فهي حاليـًا في غرفة الإنعاش تطلب من يعالجها ويعيد إليها أوكسجين الحياة.

هي اليوم بالمفهوم السياسي في أزمة شديدة.. وفي منعطف خطير أن تبقى أو لا تبقى .. أن تبقى فإننا نعني بها أن تبقى قناعة وحضورًا في حياة ووجدان الشعب وبالذات في المحافظات الجنوبية والشرقية.

أن تبقى نعني هنا أنه لابد من إعادة المراجعة الكاملة الحقيقية والجادة لمسارها الممتد من 22 مايو 1990م حتى اليوم وإعادة بنيانها المحطم وجسمها المجروح النازف باستيعاب كل محتويات الـ 20 عامـًا من مظالم وانتهاكات للحقوق ابسطها وعظيمها .

أنتبقى.. نعني بذلك احترام كل الشروط والمكونات والأهداف الحقيقية للوحدة لا نريد وحدة تتجسد في وحدة الأرض فقط بينما تخلق شروخـًا بينما تبقي الجسم و المجتمع ممزق ومشروخ كما نحن عليه اليوم.

الحاجة ماسة وضرورية اليوم قبل الغد لخطوات حقيقية وجادة لإسعاف "الوحدة" من خطر مرضها المميت الذي تسبب لوضعها حاليـًا في غرفة الإنعاش.

فهل يمكن إنقاذها أو تترك للموت.. وحينها لن يرحم الشعب من سبب لها كل تلك المعاناة وتركها تصرخ مستغيثة حتى الموت..!!

------------------------------------------
تعليق حد من الوادي
اليمنيين الساسة ينعقون بالكذب ان لليمن فضل ومشاركة في تحريرالجنوب وهم في حينها كانونصف البلد مع الملكية والنصف الآخرتحت حكم العسكرالمصريين؟
ولكم في مانشراعلاة شهادة الحق لمن لايعرف علية ان يتفحص ؟


حد من الوادي 05-24-2010 02:13 AM


عن علي سالم البيض.. وحدوياً وانفصالياً

2010/05/23 الساعة 20:57:09
عبد الرحمن أنيس

رغم التزامه الصمت لأكثر من 15عاماً ، ظل هو الشخصية الأكثر إثارة للجدل في الداخل اليمني ، وزاد الجدل حوله أكثر بعد خروجه من غيبوبته السياسية التي استمرت 15 عاماً وهو ينادي لفك عرى الوحدة التي كان شريكاً رئيسيا وأساسياً في صنعها .. إنه الرفيق الاشتراكي علي سالم البيض الأمين العام الأسبق للحزب الاشتراكي اليمني الذي دخل التاريخ مناضلاً وحدوياً بعد أن تنازل عن منصبه كرجل الدولة الأول في الجنوب في سبيل تحقيق الوحدة ، ليخرج منه منفياً بعد مضي أربع سنوات فقط من عمر دولة الوحدة تلاحقه تهمة الانفصال .

لم يسلم علي سالم البيض من السلطة التي ما زالت تحمله تبعات الانفصال ولم يسلم من قيادات حزبه الذين يتهمونه بالدخول في وحدة لم يستشر أو يستفتِ فيها أحد ، كان وصوله إلى الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني فيما كان يعرف باليمن الجنوبي بعد أسوأ أحداث دموية شهدها الشطر الجنوبي من الوطن ، وغادر كرسي الحكم الى الخارج بعد أسوأ أزمة سياسية وعسكرية شهدتها الجمهورية اليمنية .. وبين هذين الحدثين الدمويين كانت فترة حكم الرفيق علي سالم البيض .. فقد اعتلى أمانة الحزب الاشتراكي في جنوب الوطن بعد أحداث 13 يناير 1986م الدموية الأليمة ثم وقع مع الرئيس علي عبدالله صالح - الذي كان في ذلك الوقت رئيساً لما يعرف بالجمهورية العربية اليمنية - اتفاقية إعلان الوحدة الاندماجية التي أعلنت في 22 مايو 1990 .. ثم خرج الى منفاه في سلطنة عمان في 7/7/1994م بعد شهرين من الحرب الأهلية بين شطري الوطن كقائد انفصالي بعد أن كان يوصف بالمناضل الوحدوي .

تبنى علي سالم البيض مشروع الوحدة بحماس شديد وتفرد بهذا القرار عن استشارة المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الذي كان يحكم المحافظات الجنوبية ، إلا أن العاطفة التي سيطرت عليه طوال فترة حياته السياسية كانت سبباً في العديد من الأخطاء التي أضاعت مجده وجعلت تضحيته في سبيل تحقيق الوحدة تذهب سدى ، فالرجل سبق له أن قبل تجريده من كافة صلاحياته الحزبية والرسمية إبان فترة عبد الفتاح إسماعيل لأنه خرق قانون الحزب وتزوج بامرأة ثانية ، وسيطرة العاطفة عليه هي التي دفعت به إلى إعلان الوحدة ومن ثم إعلان الانفصال والعودة مرة أخرى إلى نقض الوحدة التي كان أبرز صناعها إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح ، كما كانت عاطفته سبباً في أن ينهش الخصوم فيه بسبب تزويجه لابنته من الفنان اللبناني ملحم زين وهو ما أوحى حينها عند إعلان الزواج أن الرجل لا ينوي العودة إلى السياسة مطلقاً ، مع اعتقادي التام أن هذا الأمر من خصوصيات الرجل وعائلته ولا يحق لأحد التدخل فيها .

منذ هزيمته في 7 / 7 / 1994م وحتى مايو من العام الماضي آثر علي سالم البيض أن يلتزم الصمت ولم يكلف نفسه الظهور إعلامياً حتى للدفاع عن تاريخه وعن تهم الانفصال والخيانة والعمالة التي كانت تكال له بعد انتهاء حرب صيف 1994م .. وضعت حرب صيف 94 أوزارها .. وفر البيض وقادة الحزب الاشتراكي إلى الخارج .. وصدر الحكم القضائي بالإعدام بحق من عرفوا بقائمة الستة عشر التي تصدرها اسم علي سالم البيض - تم العفو عنهم من قبل رئيس الجمهورية في 2003م – فيما بدأ الإعلام الرسمي بعد 7 / 7 / 1994م حملة بدت للكثيرين كأنها تعبر عن مرحلة جديدة ، وتبدت تلك الحملة في حذف صورة البيض من مشاهد توقيع اتفاقية الوحدة ورفع العلم الموحد التي جرت مراسيمها في مدينة عدن صبيحة الثاني والعشرين من مايو 1990 ، كان التلفزيون اليمني كلما جاءت ذكرى تحقيق الوحدة يبث صوراً منفردة للرئيس علي عبدالله صالح مع حذف فني لصور علي سالم البيض فيما كان يبدو أنه عقاب رسمي للبيض على محاولة الانفصال في حرب صيف 1994م .

فاجأ البيض الجميع بخروجه من غيبوبته السياسية ، وعودته بعد 15 عاماً من انتهاء حرب صيف 1994م للمطالبة بالانفصال وعودة دولة الجنوب السابقة ، إلا أنني أجزم أن السياسات السلطوية منذ انتهاء حرب صيف 1994م كانت سبباً في ما آل إليه الوضع السياسي لعلي سالم البيض ، فتجاهل التاريخ الوحدوي للرجل وطمس تاريخه كأحد صناع الوحدة والاستمرار في الإساءة إليه بالإضافة إلى الضغوط التي مورست على الرجل كان لها الدور الأبرز في إفساد وحدوية علي سالم البيض وعودته للمطالبة بالانفصال بعد 15 عاما من الصمت المطبق .

لقد شكلت زيارة الرئيس علي عبدالله صالح إلى محافظة عدن في الثلاثين من نوفمبر عام 1989خطوة هامة في سبيل تحقيق الوحدة . ومما قاله الرئيس صالح في ذلك اليوم لقادة الحزب الاشتراكي الذين كانوا يحكمون الشطر الجنوبي من الوطن: "أتيناكم ونحن نريد الوحدة في أي صيغة تريدون سواء الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الوحدة الاندماجية المباشرة".. طرح الرئيس صالح عدة خيارات كان ضمنها الفيدرالية والكونفيدرالية .. إلا أن علي سالم البيض كان متحمساً بشدة للوحدة الاندماجية المباشرة بين شطري الوطن بل وفاجأ الجميع باستعداده للتنازل عن منصبه كرجل الدولة الأول في الشطر الجنوبي بحيث يصبح نائباً لرئيس مجلس الرئاسة في دولة الوحدة اليمنية .. إلا أن عدداً من المراقبين كانوا يقولون إن تمسك البيض بالوحدة كان هروباً من الأزمات الداخلية في الشطر الجنوبي من الوطن ، وكذا بسبب حالة الاضطراب التي كان يعيشها الاتحاد السوفيتي قبل انهياره والذي كان الداعم الرئيسي للنظام الاشتراكي في جنوب الوطن .. إلا أن قادة الحزب الاشتراكي ينفون هذا بشدة .

أثناء الفترة الانتقالية لدولة الوحدة المباركة والتي امتدت من 22 مايو 1990 الى 26 ابريل 1993 وما بعد هذه الفترة شهدت الجمهورية الحديثة الكثير من الأزمات .. كانت تحدث اعتداءات متفرقة في مناطق في الشمال للقوات القادمة من الجنوب اليمني بعد أن تم تبادل مناطق القوات المسلحة بين الشطرين .. كانت الكثير من المراسلات ترد الى مكتب البيض من رواد الحزب الاشتراكي تطالبه بالرد على تلك الاعتداءات عبر العسكر الموجودين في المحافظات الجنوبية وكان البيض يرفض ذلك بشدة .. إلا أن تزايد الأزمات بين شركاء الوحدة أدى الى تفجير الوضع وتأزيم الحياة السياسية ما أفرز الحرب الظالمة في صيف 1994م .. فعندما تم تبادل اطلاق النار في البداية بين قوات شركاء الوحدة كان القتال ما زال تحت سقف الوحدة ولم يكن الانفصال معلناً .. وفي اليوم الثاني لاندلاع الحرب أًصدر مجلس النواب في صنعاء قراراً بعزل علي سالم البيض من منصبه كنائب لرئيس مجلس الرئاسة وهو الأمر السلبي الذي كان له دور كبير في تأزيم الوضع إلى أن قام البيض بإعلان بيان الانفصال - الذي أرسله إليه المكتب السياسي للحزب الاشتراكي - في مدينة المكلا في 21 مايو1994م بعد فترة من تبادل اطلاق النار تحت سقف الوحدة ، لكن محاولة الانفصال التي أعلنها البيض باءت بالفشل بعد أن تمت هزيمة الحزب الاشتراكي وفرار قادته الى الخارج .. في حرب كان أحد طرفيها الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم الشطر الجنوبي منذ الاستقلال وحتى الوحدة ، وطرفها الآخر هما حزبا المؤتمر والإصلاح .

وبالرغم من أن قرار الانفصال كان قد اتخذه المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وأرسله مع قرار تكليف بإعلانه إلى علي سالم البيض أثناء تواجد الأخير في مدينة المكلا في الحادي والعشرين من مايو 1994م وهو ما تثبته وثيقة التكليف بإعلان الانفصال التي أصدرها المكتب السياسي للحزب الاشتراكي, إلا أن تهمة الانفصال التصقت بعلي سالم البيض بصفة رئيسية .. وتوجهت إليه أصابع الاتهام بالخيانة والعمالة بالرغم من أن الكثير من قيادات الاشتراكي يؤكدون أن دور البيض في إعلان الانفصال لم يكن يتجاوز في البداية دور المذيع الذي كلف بإعلان بيان ما, إلا أن هذا لا يعفي البيض بأي حال من الأحوال من مسؤوليته في حرب 94م وإن كان كما يقول بعض المحللين: "قرأ بيان الانفصال ولم يقره"، فمثل هذا التبرير غير منطقي بالنسبة للكثير من المحللين الذين يعتبرون البيض مسؤولاً بطريقة أو بأخرى عن تبعات صيف 1994 إلا أن جميع هؤلاء لا يستطيعون أن ينكروا أن البيض كان له دوراً أساسياً وكبيراً في التسريع بإعلان قيام الوحدة أياً كانت مبرراته لذلك .

ومما له دلالة هو إحدى العبارات التي وردت في بيان الانفصال الذي ألقاه علي سالم البيض من المكلا والذي قال فيه بأن "الوحدة اليمنية ستكون هدفاً للدولة الجنوبية القادمة"، وهو ما يمكن للقارئ أن يستنتج دلالتها دون تعليق .

لم يكن من الصعب التنبؤ بتحول سياسي قد يطرأ على الأمين العام الأسبق للحزب الاشتراكي علي سالم البيض قبل خروجه من غيبوبته السياسية في مايو الماضي فكثير من رفقائه ومعاونيه, حتى ممن كانت لديهم أفكار وحدوية, قد غيروا أفكارهم وباتوا يطالبون بالانفصال علناً ومنهم المهندس حيدر العطاس- رئيس الوزراء الأسبق, الذي طالب في مقابلته مع قناة الحرة بفك الارتباط نهائياً بين شطري اليمن وإعادة الأمور إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو 90م, برغم أن العطاس إلى ما قبل عامين كان يصر على حل الخلافات والأزمات تحت سقف الوحدة .

لقد أعلن البيض الانفصال في حرب صيف 1994م ، وهو مسؤول عن هذا القرار الى يوم الدين .. لكن هذا لا يعني أن نطمس تاريخه الوحدوي كشريك أساسي في تحقيق الوحدة .. كما أن حذف صورته من مشاهد توقيع الوحدة كان خطأ فادحاً وطمساً للحقائق . فالتاريخ يذكر بكل ما فيه من أحداث .. وسواءً اتفقنا مع البيض أم لم نتفق فلا أحد يستطيع أن يغير التاريخ ، وسيبقى التاريخ يذكر أنه كان شريكاً رئيسياً وأساسياً في تحقيق الوحدة ثم أعلن الانفصال في أسوأ حرب عرفتها الجمهورية اليمنية ، وما زالت آثارها المدمرة يعاني منها المجتمع اليمني الى اليوم.

[email protected]

حد من الوادي 05-24-2010 09:57 PM


من يعفو عمن.. يا رئيس؟

بقلم/ عبدالرقيب الهدياني
نشر منذ: 3 ساعات و 46 دقيقة
الإثنين 24 مايو 2010 06:06 م
--------------------------------------------------------------------------------
لا مفاجئة في خطاب الرئيس ، لكن الفاجعة الحقيقة عندي أن الرئيس لم يستشعر بعد هول الأخطار المحدقة بالوحدة والوطن والشعب..

أعلن الرئيس عفوه عن المعتقلين من حرب صعدة والمحتجزين على ذمة الفعاليات السلمية في الجنوب، و الصحافيين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية ومثلهم من لديهم قضايا منظورة أمام المحاكم.

كان على الرئيس أن يطلب العفو من شعبه الصابر على كل هذه النكبات التي صنعتها سياساته فيه.. ليطلب العفو من أسر الضحايا ومن هدمت منازلهم وقراهم وسحقت مزارعهم في صعدة جراء الحروب الستة العبثية التي دارت رحاها على رؤوسهم.. كان عليه أن يطلب العفو من مئات العائلات في كل المحافظات الجنوبية ممن فقدت أفرادها وجرح البعض الآخر منهم نتيجة القمع الذي طال المتظاهرين العزل في فعاليات الحراك السلمية.. كان عليه أن يلتمس العذر من أكثر من أربعين صحافيا جرجرهم إلى النيابات ومحكمة الصحافة - وكاتب هذه السطور واحد منهم- ويوجه بتعويضهم وسداد الديون التي عليهم أثناء تنقلهم بين محافظاتهم وعاصمة الوحدة ليحاكموا على تغطية أحداث حصلت في اليمن وليس في المريخ.

كان على الرئيس أن يتوجه إلى ملايين المواطنين ممن يكتوون بالفقر والمعاناة جراء سياسات حكومته التي جعلت غالبية هذا الشعب في حافة الفقر والجوع.

أي مهزلة في هذا البلد الذي تداس فيه القيم والأخلاق ..تداس فيه الحياة.. تمتهن في الكرامة،هل سمعتم عن عصابة رسمية تختطف مواطنا وصحافيا وسياسيا مثل محمد المقالح من وسط شارع العاصمة صنعاء وتنكل به وتخفيه شهورا،ثم يقدم إلى المحاكمة بتهم سياسية كيدية ، وإتماما للمهزلة يظهر علينا رئيس الجمهورية بعد كل هذا التوحش ليسقط جميع الأحكام على الضحية المقالح فيما تتجاهل هذه المكرمة الرئاسية كل وقائع الخطف والإخفاء والتعذيب وفاعليها.

عفو الرئيس هو بحد ذاته إهانة للوحدة اليمنية في يوم ذكراها ،وصكوك الغفران التي راح يوزعها تكشف الحرية المقيدة في سجون الحاكم المملوءة بأصحاب الرأي من السياسيين والصحافيين وأفراد الشعب، ذلك أن الوحدة اليمنية ما جاءت إلا لتمنحهم هذه الحرية بينما الحاكم كبلهم بالأغلال وكبهم في السجون والزنازين فكان كمن خان الوحدة وقيمها وأهدافها ومضامينها.

صنعاء عاصمة الوحدة التي فتحت ذراعيها للوحدويين الحقيقيين القادمين من الجنوب عام90م هي اليوم تخفي في سجونها المظلمة فؤاد راشد وصلاح السقلدي وبامعلم وعسكر وفادي باعوم وقبلهم حسن باعوم ويحيى غالب والداعري والسعدي وحقيص وبن فريد والعقلة ومنصر والقائمة طويلة ويحاكم فيها العشرات من الصحفيين من الضالع ولحج وعدن وحضرموت وشبوه.

عدن وكل مدن الجنوب التي تنازلت عن كل شيء ورحل كوادرها عنها إلى عاصمة الوحدة لا يحملون إلا الحب والحلم آنذاك ،هاهي هذه المدن اليوم ساحة حرب مفتوحة لجحافل الحاكم القادمة من كل الشمال.

هكذا يبدو لي المشهد اليوم .. جنوبيون مقيدون في صنعاء، وشماليون مدججون بترسانة عسكرية في عدن ومدن الجنوب الأخرى، والحاكم الفرد يقف في مهرجان الوحدة بتعز وحيدا دون شركائه الذين صنعوا الوحدة ، فهم بين قيادات في الشتات وموظفون أحالهم إلى التقاعد القسري ورفض شراكتهم حتى في الوظائف، ومدن جنوبية تحت الحصار العسكري كما هو حال مديريات لحج والضالع وأبين وشبوة وإلى جانب كل ذلك سياسات اقتصادية صنعها الحاكم نشرت الفقر والجوع في كل مدينة وقرية من ربوع الوطن.

كان على الرئيس وهو في حضرة وجلال يوم الوحدة الأغر أن يساءل نفسه : لما كل هذا الخراب والدمار في وطن الثاني والعشرين من مايو؟ لماذا صارت الوحدة اليوم في أسوأ حالاتها حتى من عام 94م التي اندلعت فيه الحرب؟ لماذا جيل الوحدة في كل الجنوب أكثر تطرفا ضدها؟ لماذا لا تزال البندقية وقوة الجيش والأمن مشرعة تحمي الوحدة ولم تهدئ حتى بعد 20 عاما من تحقيقها؟ لماذا عاد البيض والعطاس من جديد وبعد خمسة عشر عاما ليكونا الفاعلين المؤثرين في ملايين الجنوبيين وليس خيرات ومنجزات الوحدة؟.

أسئلة مرة ، لكن الأمر منها أننا كل يوم نتأكد أن يمسكون دفة القيادة في هذا البلد ما عادوا يقدرون المخاطر التي تحيط بوطننا وشعبنا من كل اتجاه،تعطلت قرون الاستشعار لديهم ،وأصابهم الصمم وعمى البصر والبصيرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


تعليقات:
1)
العنوان: لله درك
الاسم: ذو يزن
لله درك على هذا المقال -وكم نحن سعداء ان نسمع ونرى مثل هذه العبارات القوية والاصوات الحرة -من بلد الحضارة والشموخ -مزيدا من النظال ومواجة الفاسدين حتى يتم دحرهم فقد بات قريبا- -
الإثنين 24/مايو/2010 06:16 مساءً
2)
العنوان: جزاك الله خير
الاسم: القدسي
اخي العزيز الهدياني انا لم اقراء مقالك عدى سطور قليله ولكن كما يقولون مقالك مفهوم من عنوانه
قبل دقيقتين او ثلاثه كنت سأقراء خبر عفو الصالح عن الصحفيين وغيرهم وانا استغرب تلك النفسيه الغريبه التي تحكم من يسجنون الناس ظلما ثم يدعون بالافراج عنهم بعفوهم وكأن القانون والحريه من ممتلكاتهم الخاصه يغدقونها ويقطعونها عمن يشاؤوون.
وقبل ايام عندما أعلن عن ان فخامته سيلقي خطابا يفتح فيه صفحة جديده مع وطننا وشعبنا وكأننا كنا غارقين في الخطايا الوطنيه من فساد وغيرها وهو اليوم يتسامح معنا بشرط ان لا نكررها ثانية والا.....
الله يجزيك الخير يا اخي على كل كلمه صادقه تقولها انت او غيرك لاجل اليمن وليس غيره من احزاب او تنظيمات وان شاء الله سيصل وطننا الى بر الامان بجهود ابناءه المخلصين
فاللصوص جبناء فقط يحتاجون لمن يقول لهم انهم لصوص.
الإثنين 24/مايو/2010 06:21 مساءً
3) الاسم: ليلاس تعز الحالمة
العنوان: صحافي شريف
هدياني

وطني يضيع ونحن نرقب عن كثب دماره
وطني ينهار وكلنا نراقب انهياره
من منا يستطيع مواجهة هذا الدمار الساحق للجميع الكبير قبل الصغير الغني قبل الفقير السياسي المحنك قبل الأمي الغافل

هدياني
لا محال من ثورة لا محال من انقلاب غير هذا سنظل نكتب ونكتب
نحن لا نحتاج إلى قراء نحتاج إلى ثوار

قلمك لن يفلح بدون بنادق الثوار
نحن شعب لم نقبل الذل يوماً ولن نقبله فلينتظرون مصيراهم

أنا لليمن
أنا للوحدة
نحن لبعضنا

يكفيك شرف أنك ممن قادرين على الكلام والكتابة بكل صوت عالي بزمن الصمت الرهيب
الإثنين 24/مايو/2010 06:27 مساءً
4)
العنوان: مقال رائع
الاسم: Abu mohand
سلمت يمينك استاذ عبد الرقيب مقال اكثر من رائع .. ومهما طال الظلم فانة لا يدوم ومهما تكبر الجبابرة فلابد من سقوطهم والامل بالله كبير وسقوط هذا النظام قادم لا محالة.... وعاشت اليمن حرة ابية موحدة
الإثنين 24/مايو/2010 06:29 مساءً
5)
الاسم: شابع وحدة وخرط ابو احمد
اكتفي بضم صوتي لك...........................سلمت يداك وبورك قلمك نكأت الجرح
الإثنين 24/مايو/2010 07:04 مساءً
6)
الاسم: القلم الحر
هذه هي الأمانه الصحفية

والله كلامك عين الصواب ولكن يا فصيح لمن تصيح

أنا من أبناء محافظة حضرموت لو تعرف كم كلامك أثر في نحن نحتاج لهذه الأقلام الشريفه التي تجسد مهنة الصحافة في نقلها للحقائق كماهي وتعبر عن واقعها ومجتمعها كما ينبغي أن يكون

وفقك الله
الإثنين 24/مايو/2010 07:10 مساءً
7)
الاسم: ذي يزن ناصر محي الدين
لآحول ولاقوة الا بالله ، لم ادري ما برؤسكم لماذا تقول هكذا ، لو الرئيس لم يصرح باطلاق الصحفيين ، لكنت (أنت) اول من يقول : لماذ لم يصرح رئيس الجمهورية : يطلق كل الصحفيين ، وستقول لماذا لم يسئل الرئيس نفسة لماذا نحن في بلد الديمقراطية وفي عيدها العشرين والسجون مليئة بالصحفيين والاناس البريئين ، دائماً هكذا لماذا لماذا ، وانت لاتعلمون لماذا!!
الإثنين 24/مايو/2010 08:27 مساءً
8)
العنوان: هكذا رجال والا فلا
الاسم: الرازي
لا فض فوك يا عبد الرقيب انا اشهد انك يمني حر ونعلم ان كلام الصدق سوف يكلفك الكثير فشكرا لكل وطني صادق مثلك
الإثنين 24/مايو/2010 08:30 مساءً

حد من الوادي 05-26-2010 01:54 AM


نجل الشهيدجمال جميل يتسول متنكرا في احدي جوامع صنعاء

[الثلاثاء مايو 25]


*طالب الملتقى الوطني الديمقراطي لأبناء الثوار والمناضلين والشهداءاليمنيين(
مجد) رئيس الجمهورية والحكومة اليمنية ومجلسي النواب والشورى بإنصاف كل أبناء
الثوار والمناضلين والشهداء وفاء وتقديرا لتضحيات آبائهم، التي وصفها بـ"
الجسيمة". في سبيل رفعة وعزة اليمن.*


*ويأتي مطلب الملتقى بعد بلاغات وصلت إليه من عن شهود عيان أبلغوه وجود نجل
الثائر الشهيد جمل جميل(جميل جمال جميل) في جامع القادسية بأمانة العاصمة يستول
متنكرا ظهر يوم ألسبت الذي يصادف احتفالات اليمن بالذكري العشرين للوحدة
اليمنيه.*

*وإزاء ذلك عبر الملتقى عن استياءه وأسفه لما سماه بـ" سياسة التجاهل والإهمال
التي تتبناها الحكومة اليمنية تجاه أبناء الثوار والمناضلين والذين يعيشون
أوضاعا صعبة"، حسب تعبيره، محملا إياها المسؤولية كاملة نتيجة لما آلت إليه
أوضاع أسر شهداء ومناضلي الثورة اليمنية.*

*وبحسب البلاغ الصحفي للملتقي فإنه ونقلا عن(توفيق العماري) الذي قدم البلاغ
للملتقى، أشار إلى انه تعرف علي نجل (الشهيد/ جمال جميل) والذي قد بلغ به العمر
مبلغه،بعد إصرار المصلين اللذين تجمعوا حوله معرفه وضعه وضر وفه،إلا انه رفض
الأفصاح عن شي بقوله لا تقلبوا المواجع وإنكار وجود أي صلة لة بالشهيد جمال
جميل.*

*يشار إلى الثائر العراقي الشهيد(جمال جميل) هو احد أعضاء البعثة العسكرية
العراقية التي أوفدت إلى اليمن أوائل سنة 1940 وبمعيته ثلاثة ضباط في مهمة
لتدريب وتأهيل جيش الإمام أحمد في المملكة المتوكلية اليمنية. *

*وبعد أربع سنوات هي كل عمر البعثة، فضل الشهيد(جمال جميل) البقاء في اليمن
بعد تزوج منذ وصوله إلى اليمن بسنة، واستقر بها ليصير مسئولا عن جيش الإمام
ومديرا لمعهد صنعاء العسكري** لينضم بعدهاالشهيد البطل الى كوكبة من رجال اليمن
العظام امثال الزبيري والثلايا وعبدالله الوزير والكبسي وغيرهم العديد ممن سقت
دماؤهم الزكية شجرة الحرية والثورة في اليمن**..**وبقي وفيا لقضايا اليمن
وتطلعاته فأختاره ثوار 1948 قائدا عسكريا لهم** **ونجحت الثورة فعين وزيرا
للدفاع وقائدا عاما للجيش لكن الثورة الوليدة انتكست بعدشهور قليلة ليقاد
الثائر/جمال جميل ورفاقه الثوار اول من ساقهم الى ساحة الاعدام في صنعاءوأطلق
الثائر بوجه الأمام أحمد صرختة المدوية والتي يحفظها اهل اليمن قبل ان يقطع** *
*سيف الجلاد رقبته ((بأننا قد حبلناها وسوف تلد**).***

--

تجديد نضـالـي .. ووحـده مســــار تاريخـــي
نحـــــــــو
يمــــــــن جديد .. مســــــتقبل أفضــــــــــل

الملتقي الوطني الديمقراطي لأبناء الثوار والمناضلين
والشهداءاليمنيين"مجــــــــــــــد"
عضو التحالف الدولي للدفاع عن الحقوقو والحريات
ملتقي مدني ديمقراطي غيرحكومي حرومستقل يهدف الي تفعيل ميثاق العمل والاصطفاف
الوطني لتجسيدأهداف ومبادئ الثورة اليمنيه(26سبتمبر/14أكتوبر)والدفاع عنها وعن
مطالب وحقوق كافه فئات الشعب.
كأطارعمل لكل التيار الوطني الديمقراطي

حد من الوادي 05-27-2010 01:41 AM


اليمن، ماء "الحراك" وزيت "الحوثيين "

بتاريخ : الأربعاء 26-05-2010 05:08 مساء


شبكة الطيف - بقلم : حسن البطل - الايام الفلسطينية

سقط بيت شعر للشاعر العمودي الأعمى اليمني الـمتوفّى عبد البردوني، وبقي بيت آخر واقفاً. قال في أحوال بلاده العجيبة قصيدة، منها "جنوبيون في صنعاء شماليون في عدن"، ومنها (ما لـم يسقط أو يتساقط) قوله: "يمانيون في الـمنفى ومنفيون في اليمن".

هل عاش وقالها قبل تحقّق أمنية الوحدة اليمنية، أم مات ولـم يشهد بداية تفكّكها، وهي التي يحاول الرئيس اليمني الـمديد، علي عبد اللّه صالح، منع انفراط عراها باقتراحه، في عشرينية الوحدة، أن يجمع في "حكومة وحدة وطنية" بين "الحراك الجنوبي" و"حركة الحوثيين"؟ ماء وزيت لا يمتزجان، ولو بـ "حفنة" عفو عن "الحراكيين" وعن "الحوثيين" معاً.

"ح" حراك، و"ح" حوثيين و"ح" ثالثة هي "حكومة" مشتركة، علـماً أن السودان، وهي بلاد "الصمغ العربي" تبدو عاجزة عن منع انفصال جنوب البلاد الأسود الأفريقي عن شمالها العربي الأقلّ سواداً.. فكيف للعقيد الـمؤبد اليمني أن يكون نسر اليمن بجناح "حراكي" ذي جذور اشتراكية، وجناح "حوثي" ذي جذور أصولية ــ قبائلية؟

ستقولون إن أزمة الفكرة القومية (العروبة) ذات مسؤولية ما عن أزمة الدولة القطرية العربية (العراق، السودان، موريتانيا، أو يقترح "مركز دراسات الوحدة العربية" ببيروت فرعاً له في عدن وآخر في صنعاء، أو يكتفي بندوة فكرية من ندواته، التي "تدبّ الصوت" في واد غير ذي زرع وضرع.

تُذكّرنا أزمة الوحدة اليمنية، التي تحققت بإرادة شعبية ثم عمّدت بقوة جيش الشماليين في اجتياحه عدن، بأزمة "الاتحاد الـمغاربي" الثلاثي، الرباعي، الخماسي التي انتكست قبل أن يرى النور، هذا إن لـم تذكرنا بانفراط عُرى أول وحدة عربية "شعبية" سورية ــ مصرية، لـم تُعمّر سوى ثلاث سنوات ونصف السنة.

العراق، ومحنته وكونفدراليته وكياناته السياسية.. وحروبه الأهلية، وانتخاباته، موضوع آخر ذو صلة، وأما الوحدة اليمنية، فقد كانت حلـماً شعبياً مزمناً، حاول القفز عن واقع موضوعي (استعماري) طويل الأمد، حيث كان جنوب البلاد تحت الاستعمار البريطاني، وقد جلا عنه بقوة "مقاومة شعبية" فدائية حقيقية وباهرة، سطّرت تجربة غنية من حروب الـمدن والفيافي الصحراوية، تحت قيادة "الجبهة القومية" بقيادة عبد الغني مكاوي، وهي تحالف قومي عربي (ناصري وبعثي) مع قوى اشتراكية بعضها ماركسي صراحة، دعمتها مصر الناصرية.

اليمن "الشمالي" تحرّر من ظلام الإمامة بانقلاب عسكري، قاده العقيد عبد اللّه السلاّل، بدعم ناصري عسكري فعلي، ما سبّب حرباً أهلية يمنية وأخرى عربية (مصر والسعودية) تم طيّها عربياً بصلحة مصرية ــ سعودية بعد هزيمة حزيران الشهيرة.

لا شبيه لليمن الشمالي الإمامي في انغلاقه حتى بانغلاق أفغانستان الـملكية.. وإن اشترك البلدان في سلسلة حروب أهلية ــ دولية ــ عربية لـم تنقطع حلقاتها (يقولون إن حرب صنعاء مع الحوثيين الزيديين هي الحرب السادسة اليمانية)، وفي الدولتين فإن مؤسسة "الجيش" ومؤسسة "القبيلة" تتحالفان أو تتنافران.

اليمن الجنوبي، الديمقراطي، ذو تجربة مختلفة حتى الوحدة، لأن "مؤسسة الحزب" الاشتراكي اليمني كانت هي الأقوى، قبل أن تعصف بها، في البداية، خلافات الناصريين والبعثيين، ثم خلافات القوميين والاشتراكيين الـمتطرّفين، الذين حلـموا بـ"حكم قرمطي" في جنوب البلاد.. ومن ثمّ، اقتتل الجناحان (بما يذكّر باقتتال جناحي البعث) فانقضّ الشمال القبلي على الجنوب الاشتراكي، وأغلق "مصنع البيرة" الوحيد في الجزيرة العربية، تاركاً لشعب اليمن السعيد أن يغرق في "تخزين القات" وصنع "الجنبات" واقتناء أكثر من قطعة سلاح للفرد الواحد.

اليمن الـموحّد، بالقوة أو بحكومة "وحدة وطنية" يذكّرنا بسعي تركيا إلى دخول الاتحاد الأوروبي، سوى أن اليمن، الخروف الأسود في قطيع "مجلس التعاون الخليجي" يبقى خارج إطار مساعي التنسيق الخليجية الـمتعثّرة بدورها، ربما لأنه "الجمهورية" الوحيدة في شبه الجزيرة العربية.
.. وأيضاً؟ أيضاً ماذا؟ كان اليمن الـمقسوم "دولة مانحة" للفلسطينيين لجهة جوازات السفر قبل عهد السلطة الفلسطينية، وقد تمتّعت في منفاي وتنقّلت بجوازات سفر يمنية جنوبية، عدا كون اليمن دولة جمعت بعض أشتات قوات الثورة الفلسطينية بعد بيروت.

الآن، هناك جواز سفر واحد ــ موحّد، ويريد الرفاق القُدامى في "الحراك" العودة إلى ما قبله، لأن "الانفتاح" العدني الشهير على العالـم، لا يستطيع الانفتاح الوطني على وحدة مع الشمال القبلي، فكيف يشترك في حكومة واحدة مع الأصوليين الحوثيين، ولو حاول "العقيد" أن يكون حكمه رأس النسر و"الحراك" و"الحوثيين" هما جناحا حكومة وحدة وطنية.

لعلّ الأفضل أن يبحث الزعيم في صنعاء عن تحويل "الوحدة" إلى "اتحاد فيدرالي" على غرار العراق وربما السودان، ولكن ليس على غرار الصومال!.


*نقلا عن الأيام الفلسطينية

حد من الوادي 05-27-2010 01:58 AM


الوحدة بالعربي (الجنوبيون لا يزالون غرباء)
كاتب أوروبي :


خليج عدن - ترجمة خاصة - GNOUB67 -


كلاوس هايمان , 22 مايو 2010


اليمن كان مقسما لفترة طويلة من الزمن و أخرها كان مقسما بين الشمال الذي تسوده فيه أنظمة القبيلة و الإسلام و الجنوب الاشتراكي. في عام 2010 يحتفل اليمنيون -- مثل الألمان بالذكرى السنوية العشرين لوحدتهم.


"ألمانيا واليمن ، نفس الشئ" يقول تاجر الزبيب في سوق صنعاء القديمة ، "ألمانيا واليمن هي نفسها" ، وكرر مع فرك سبابته لتوضيح ما يعنيه بذلك. أفقر دولة عربية و واحدة من أغنى الدول في الغرب – مالذي يربطهما ببعض؟ "الوحدة" ، وأوضح رجل عجوز في ثوب أبيض ويداه على مقبض الخنجر المعقوف و ردد بابتسامة : "من نفس الشئ."


في الواقع ، في عام 1990 احتفل ليس فقط الألمان بوحدتهم. فقبلهم بأربعة أشهر ونصف الشهر في 22 مايو توحد في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية شمال اليمن الذي تهيمن عليه قبائل محافظة وجنوبه الاشتراكي ليشكلان الجمهورية الوحيدة في المنطقة. و لأول مرة في تاريخ اليمن ، فإن "العربية السعيدة" ، تصبح دولة موحدة – و هنا أيضا كانت إحدى الدولتين أقوى سياسيا و إقتصاديا و تشكل ثلاثة أرباع مجموع السكان ونظامها وقيمها ظلت باقية على مر السنين في جميع أنحاء البلاد.


لا زالوا غرباء

في الشمال و الى ستينات القرن الماضي كان هناك إمام شيعي يحكم بينما في الجنوب و في ميناء عدن حكم الإنحليز. من الإمامة في الشمال نشأت في عام 1962 أخيرا الجمهورية العربية اليمنية. و إستقلت مستعمرة التاج البريطاني في الجنوب بعد خمس سنوات من ذلك و تأسست جمهورية اشتراكية شعبية تحت تأثير الاتحاد السوفياتي.


بالنسبة للكثير من المتعلمين والمستنيرين من أبناء جنوب اليمن لا تزال قبائل محافظات الشمال غريبة عنهم حتى اليوم. "عدن وصنعاء تطورتا بمعزل تماما إحداهما عن الأخرى" ، يقول كمال المكرمي البالغ من العمر 50 عاما من عدن و الذي سافر كثيرا إلى الخارج ، وزار أيضا ألمانيا ، ولكن السفر إلى جبال الشمال كان محضورا عليه حتى قبل 20 عاما. رغم أن البلد توحد ، ولكن بين الناس لا تزال هناك أسوار ، يقول المكرمي.


الجميع يتحدثون عن الوحدة الوطنية

لم تكن هناك حدود موت بين اليمنين كما لم تكن هناك تعليمات بإطلاق النار على الذين يعبرون الحدود ، يقول مارتن فايس ، الذي يدير مكتب جمعية التعاون الفني الألمانية (جي تي زد) في صنعاء : "لقد كان الوضع أقل حدة مما كان عليه في ألمانيا. وكان الشعور بالرغبة في التوحد هناك أكثر أيضا من ألمانيا. " و مع كل جلسة قات تقليدية في فترة ما بعد الظهر كان يتم الحديث عن الوحدة ، "يشير فايس و يضيف "و لكن كان لدي شعور بأنه في الحقيقة لم يكن أحدا مقتنعا حقا بحدوث ذلك. واليمنيون تفاجؤا بالوحدة تماما مثل الألمان."


لعقود من الزمان ، كان كل من الحكومتين في الشمال و الجنوب وضعت تحقيق الوحدة في دستورها. ولكن مرات عديدة كانت المفاوضات تنتهي بمناوشات على الحدود. فقط بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي و جمهورية اليمن الشعبية مفلسة ، كان على الأمور في اليمن أيضا أن تتم سريعا حقا. في أيار / مايو 1990 ، أعلن رئيس اليمن الشمالية ، علي عبد الله صالح ، عن تأسيس جمهورية جديدة ، هو نفسه على رأسها إلى جانب الأمين العام للحزب الاشتراكي نائبا له.


مساعدة يمنية عن الوحدة

كانت تلك الحظة التي عرض فيها صالح -- الذي لا يزال في منصبه حتى الآن -- مساعدته في إعادة تحقيق الوحدة الألمانية. و الحكومتان في بون وبرلين لم يقبلا عرضه على الرغم من أن مشروع الوحدة اليمني بدا واعدا جدا : سياسيون من الشمال والجنوب ، يريدون معا بناء ديمقراطية على النمط الغربي. و نشأ من نظامين يقومان على أساس الحزب الواحد في غضون فترة زمنية قصيرة بلد فيه العشرات من الأحزاب والصحف.


ولكن المساواة في الحقوق بين الشمال والجنوب ، صارت سرابا و منذ أمد بعيد. حتى عند أول انتخابات حرة في عام 1993 تم تشكيل ائتلاف واسع من انعدام الثقة. و عندما أعلن الاشتراكيون الانفصال ، تحرك جنود صالح نحو مدينة عدن و نُهبت المدينة ودُمر المصنع الوحيد للبيرة في شبه الجزيرة. "إن جنوب اليمن أُخذ بطريقة أكثر وحشية من ما تم في ألمانيا" ، كما يقول فايس. "وأدى ذلك إلى خيبة الأمل بسرعة ، لأنه فجأة صار في كل المناصب المهمة في ادارة الدولة هناك شمالي هو صاحب الكلمة العليا.


"لقد خطونا خطوات كثيرة الى الوراء ،" يقول المكرمي. "هذا لا يعني بالضرورة أن النظام السياسي السابق كان جيدا – ولكنه بالتأكيد ليس كذلك اليوم. ولكن الجنوب ضحى ببعض إنجازاته في الوحدة "كانت هناك مساواة بين الرجال والنساء" ، يقول المكرمي عن المرحلة الاشتراكية. "و لم تكن النساء يسرن منقبات مثل الخيام".


- دويتشة فيللة


Einheit auf Arabisch | Nahost | Deutsche Welle | 22.05.2010

حد من الوادي 05-28-2010 01:34 AM


عبدالقادر عبدالمغني يحكي قصة انتقال قريبه الشهيد علي عبدالمغني من قرية نيعان بإب إلى صنعاء لقيادة ثورة سبتمبر
قال إن الدولة أهملت أسر الشهداء ولم تقدم لهم الرعاية الكاملة


المصدر أونلاين ـ حوار: عبدالله مصلح

المحامي عبدالقادر محمد عبدالفتاح حسين عبدالمغني - ابن عم الشهيد علي محمد حسين عبدالمغني، ونائب رئيس فرع ملتقى أبناء المناضلين بمحافظة إب- يكشف في هذا الحوار، الذي ينشره موقع المصدر أونلاين بالإتفاق مع صحيفة الناس، عن حقائق تاريخية. وباستثناء أخيه غير الشقيق حمود ضيف الله يعد عبدالقادر أقرب الأحياء للشهيد علي عبدالمغني الذي أجل زواجه مرتين واستشهد قبل الفرحة الأولى لكنه صنع أغلى فرحة في قلوب كل اليمنيين بذاك العرس الثوري الجمهوري الكبير، فإلى الحوار..



بداية من هو الشهيد علي عبد المغني؟

*هو علي محمد حسين عبدالمغني من مواليد 1937م، تلقى تعليمه الأولي في قرية بيت الرداعي وقرية نيعان- مديرية السدة محافظة إب. كان يتمتع بذكاء خارق وكان متفوقا في تعليمه على كل زملائه وكان يحصل دائما على المرتبة الأولى، وبعد وفاة والده عاش يتيماً في كنف والدته وعمته.



-كيف انتقل إلى صنعاء؟

*عندما أكمل حفظ القرآن مع التجويد مع زملائه وأقيم حفل بالمناسبة وألقى فيه الشهيد كلمة وكان موجودا حينها الشهيد حسين الكبسي الذي كان يعمل وزير خارجية الإمام، وكان له دور في تحفيز الشهيد للانتقال إلى صنعاء ومواصلة تعليمه وفعلا وصل إلى صنعاء برفقة العميد احمد شرف رحمه الله إلى منزل الشهيد حسين الكبسي ببستان السلطان ومن ثم دخل مدرسة الأيتام وواصل تعليمه فيها.



- ماذا عن فكرة تأسيس تنظيم الضباط الأحرار؟

* كان الشهيد يتردد على منزل الشهيد الكبسي وتعرف على الشهيد العراقي جمال جميل وبعد إكمال دراسته في المدرسة المتوسطة والعلمية التحق بالكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم، وأسس تنظيم الضباط الأحرار وقاد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 62م.



- ما الذي كان يتميز به الشهيد على رفاقه حتى تولى قيادة التنظيم رغم وجود أقدم منه وأعلى رتبة عسكرية؟

* كان الشهيد يحوز على ثقة كل زملائه، وكان يتمتع بقدرة فائقة في إقناع الآخرين بآرائه ومبادئه وكان يمتلك ثقافة أدبية عالية، فضلا عن حنكته السياسية والعسكرية وكان يحتفظ بعلاقات واسعة مع عدد من العلماء والمشائخ والقبائل والمثقفين وكان يقال عنه بأنه سبق عمره.


-لماذا لم يعرف عن أنه زعيم التنظيم وقائد الثورة إلا مؤخراً؟

*التاريخ هو العلم الوحيد الذي نعرفه ونعترف به جميعا بنقل الحقائق بدون زيف أو تزوير، والحقيقة أن الشهيد علي عبدالمغني هو مؤسس وزعيم تنظيم الضباط الأحرار وقائد ثورة سبتمبر.



-ما الذي يسند هذه الحقيقة رغم وجود تباينات حول ذلك، خاصة فيما يتعلق بقيادة الثورة؟

*هناك العديد من الثوار دونوا شهاداتهم بذلك ومنهم على سبيل الذكر وليس الحصر، المرحوم يحي المتوكل وعلي الضبعي مسئول التنظيم في محافظة تعز والمرحوم عبدالكريم عبدالسلام صبره ومحمد الوشلي وعبدالوهاب جحاف وكثير من زملائه الذين ما زال البعض منهم أحياء يرزقون، وتوجد مراجع تتضمن هذه الحقيقة مثل كتاب أسرار ووثائق الثورة ولا سيما الطبعة التي تضمنت مذكرات محمد عبدالواحد القائم بأعمال السفارة المصرية في اليمن في عهد ما قبل الثورة، وهذا المرجع تم إعداده من قبل لجنة من تنظيم الضباط الأحرار، بالإضافة إلى كتاب الحركة الوطنية اليمنية لمؤلفه المرحوم ناجي علي الأشول عضو مجلس قيادة الثورة، وكذا تصريح للمشير عبدالله السلال بأن الشهيد علي عبدالمغني هو مهندس الثورة اليمنية وكرر ذلك السلال في المقابلة الصحفية مع مجلة الوحدة عند عودته إلى اليمن أجراها معه الصحفي عز الدين ياسين.



كما أن الفريق صلاح الدين المحرزي وهو ضابط عسكري مصري كان يتولى تدريب ما كان يسمى بـ" فوج البدر" أكد انه لا يختلف اثنان على أن القائد الفعلي للثورة اليمنية هو علي عبدالمغني، وقال البدر في كتاب الصراع السعودي المصري حول اليمن الشمالي لمؤلفه الدكتور سعيد محمد باذيب أن ما أسماه البدر بـ "الانقلاب العسكري في سبتمبر 62م كان قائده الفعلي ضابط برتبة ملازم يدعى علي عبدالمغني"، كما أن الكاتب والمفكر السياسي الكبير محمد حسنين هيكل في كتابيه سنوات الغليان وخريف الغضب ذكر أن فخامة الرئيس جمال عبدالناصر لم يعرف البكاء في حياته إلا مرتين عند انفصال الوحدة السورية المصرية وعند علمه باستشهاد علي عبدالمغني ونقل هيكل عن عبدالناصر أنه قال: لقد استشهد قائد الثورة اليمنية، أيضا تقرير القائم بأعمال السفارة المصرية باليمن المرفوع للرئيس جمال عبدالناصر عام 61م حيث تضمن تقريره أن علي عبدالمغني هو زعيم تنظيم الضباط الأحرار اليمنيين وهو المعني بالتخاطب والرد على استفسارات تطلبها القيادة المصرية من تنظيم الضباط الأحرار، وهذا يتفق مع ما تضمنه كتاب قادري أحمد حيدر عن الثورة اليمنية وكتاب أحمد عبيد بن دغر وخطابات الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يؤكد فيها بأن الشهيد هو قائد الثورة وهذا الموضوع يعد من بديهيات الأمور.



-هناك تضارب في عملية استشهاده حول أنه ذهب إلى مأرب للتفاوض أو للقتال؟

* كانت حادثة استشهاده في أكتوبر عام 62م – بعد قيام الثورة بأسبوع- في محافظة مأرب وكان على رأس قوة عسكرية لمطاردة فلول الملكيين وتثبيت النظام الجمهوري، ويوجد أشخاص أحياء ممن كانوا ضمن قوام هذه القوة ومنهم العميد صالح الضنين وربما لديه تفاصيل عن واقعة استشهاد قائد الثورة.



-هناك من يتكهن بوجود نوع من المؤامرة استناداً إلى عدم الكشف عن ضريح الشهيد لفترة ربع قرن بعد قيام الثورة؟

*موضوع الجهل بضريح الشهيد فترة ربع قرن هذا السؤال يوجه للمعنيين في وزارة الدفاع وقيادة الجيش والدولة.



-هل أنت راضٍ عما تحقق من أهداف الثورة التي ضحى من أجلها الشهيد ورفاقه؟

*نعم، فقد تحققت بعض أهداف الثورة المباركة مثل قيام النظام الجمهوري، وتحقيق الوحدة اليمنية، وبناء جيش وطني قوي، ونقلة نوعية في التعليم، وأيضا تحقق نمو اقتصادي نوعا ما من خلال البرامج التنموية والخطط الاقتصادية وإن رافق ذلك تعثر ما، ولا ينكر ذلك إلا مكابر أو جاحد، كما يوجد هامش ديمقراطي وتعددية سياسية وتحقق بعض ما كان يصبو إليه الشعب اليمني من حرية والقضاء على الظلم والطغيان ولا يعرف حسنات الثورة إلا من عاش حكم النظام الملكي البغيض.



- ما مدى رعاية الدولة لأسر الشهداء والثوار؟

* الحقيقة أن الدولة لم تقدم لأسر الشهداء والمناضلين الرعاية الكاملة كنوع من الجميل والعرفان لدماء الشهداء وتضحياتهم في سبيل تفجير الثورة والدفاع عن النظام الجمهوري، وهذه الوضعية تنفرد بها اليمن دون سواها من البلدان العربية كالجزائر وجمهورية مصر العربية.



-ما هو السبب؟

* لا نريد الدخول في هذه المواضيع والخوض في تفاصيلها، فالواقع يشهد على هذه الحقيقة إلى درجة أن البعض من أقارب الشهداء والمناضلين حرموا من أعمالهم ووظائفهم.



-مثل من؟

*هناك الكثير، وهم معروفون لدى الجميع لا سيما الجهات المعنية.



- لماذا لا نسمع مثل هذه المطالبات من قبل أبناء مناضلي المحافظات الجنوبية؟

*هذا غير صحيح، بل هناك مطالبات وتوجد أصوات تنادي بهذه الحقوق وقد تكون أكثر ارتفاعاً منا.



-من هم؟

*أقصد هنا أبناء المناضلين والشهداء وليس دعاة الانفصال أو ما يسمون بالحراك.



-ألا ترى أن هناك علاقة بين أبناء مناضلي المحافظات الجنوبية وبين ما يحدث حالياً في الجنوب؟

* أعتقد أن الابتعاد عن أهداف الثورة ومبادئها وغاياتها كرفع الظلم وتحقيق العدالة والمساواة وبرامج التنمية والاهتمام بالإنسان كونه الثروة الوحيدة للبلد، فالابتعاد عن هذه الأهداف هو من أدخل البلاد في هذه المتاهات وأتاح الفرص للحاقدين والمتربصين بمحاولة عودة عقارب الساعة إلى الوراء.



-ما تقييمك لدور هيئة رعاية أسر الشهداء والمناضلين التي يرأسها حمود بيدر؟

* ليس لهيئة رعاية أسر الشهداء والمناضلين أي دور يذكر وعملها مشلول وربما صلاحياتها واختصاصاتها بيد جهات أخرى.



- من هي هذه الجهات؟

* جهات معروفة ولا داعي للتشهير.



-وماذا عن دور الملتقى الوطني لأبناء المناضلين والثوار؟

*بالنسبة لملتقى أبناء المناضلين والثوار ما زال في طور التأسيس والعبرة بما سيتحقق مستقبلا.



-كيف تفسر ظهور عدد من المنتديات والملتقيات والكيانات التي تحمل أسماء الشهداء والثوار، والتي ظهرت مؤخراً؟

*نعتبرها صحوة ضمير متأخرة، والمبادرات في إنشاء مثل هذه الملتقيات من قبل وأسر الشهداء والمناضلين وأقاربهم يعد استشعاراً بالمسئولية وانطلاقاً من حرص جميع هؤلاء على صيانة الثورة وديمومتها والحفاظ على المنجزات والمكتسبات التي تحققت والتصدي للنتوءات التي تحاول سحب الواقع إلى الماضي السحيق، وأنا أدعو هذه الملتقيات لتوحيد الجهود في ملتقى واحد.



- ألا ترى أنها مجرد ردة فعل للتجاهل الرسمي للمناضلين والشهداء؟

*هذا أكيد.



-يلاحظ على بعضها أنها كيانات حقوقية مطلبية أكثر من أنها تحمل دلالات وطنية وفكرية؟

*قد تفسر من قبل البعض بهذا الشكل وإذا افترضنا جدلا أن هناك شيئاً من هذا القبيل فهي مطالب مشروعة واستحقاقات عادلة.



- مطالب مشروعة كمواطنين أم كأبناء مناضلين فقط؟

*مواطنون أولاً وأبناء مناضلين ثانيا.



- ألا يسحب هذا من رصيد المناضلين والشهداء؟

*ليس هناك مطالب مخملية كما يعتقد البعض بل نريد تحقيق الحد المعقول من المساواة العادلة بدليل أن الكثير ممن أشرتم إليهم قد عزفوا عن العمل مع الدولة واتجهوا إلى العمل الخاص.



-على سبيل ذكرك للعزوف عن العمل مع الدولة، لماذا تركت الوظيفة العامة؟

*لأن الوظيفة العامة في الظرف الراهن تحتاج إلى مقاييس ومواصفات خاصة خلافاً للمعايير المتمثلة بالمؤهلات والخبرة والكفاءة والنزاهة.



-ماذا تقصد بكلامك هذا؟

*أقصد الفساد والشللية والمحاباة في الجهاز الإداري لعدة جهات، وسأقوم بنشر هذا قادماً.



- نفهم من كلامك انك تخليت عن وظيفتك العامة مكرها؟

* الأمور لا تؤخذ بالتمني ولكن تؤخذ غلابا.



- برأيك هل هناك علاقة بين ضعف الولاء وبين ضعف الاهتمام بتجسيد أهداف الثورة؟

*أنا أعجبت بمقال كتبه الأستاذ احمد الشرعبي أثناء الحرب السادسة في صعدة قال فيه: على الشعب اليمني أن يعتذر للشهيد علي عبدالمغني وللجيش. بعد مرور 47 عاما من الثورة يحاول الملكيون الانقضاض على الثورة والنظام الجمهوري. وهذا دليل على وجود انحرافات عن مسار الثورة وأهدافها ومبادئها ولو أمعنا النظر إلى بعض الجزئيات على سبيل المثال المنهج التعليمي ولا سيما التربية الوطنية فهي خالية من تناول الثوابت الوطنية ولهذا هناك جهل مطبق لدى الجيل بأهداف الثورة وقادتها كما يعود هذا إلى ضعف أداء ودور وسائل الإعلام الرسمية وقصورها في التوعية، واعتقد أن الجميع سلطة ومعارضة يتحملون مسئولية ما آلت إليه أمور البلاد.



-لكنه تم مؤخراً تشكيل هيئة للتوعية الوطنية؟

*رغم إن المسمى كبير لكن الملموس أن دورها محصور في الملصقات واللافتات وكان الأولى أن تتبنى إقامة الندوات والمحاضرات وتصحيح الاختلالات على ارض الواقع حتى تتوفر القناعات الايجابية لدى عامة الناس.



-هناك من يقول عن وجود لقاء جمع بين الشهيد والرئيس عبدالناصر، ما صحة ذلك؟

*الثابت أن هناك تواصلا بين الشهيد والرئيس عبدالناصر كما أكد هذا القائم بأعمال السفارة المصرية باليمن محمد عبدالواحد وكذا موقف الرئيس جمال عبدالناصر عند سماعه خبر استشهاد الشهيد.



- ماذا عن ندرة الوثائق عن الشهيد علي عبدالمغني؟

*بالتأكيد هنالك وثائق مفقودة وما زال البحث جارٍ عنها.



-ماذا عن الضريح الذي وجه ببنائه رئيس الجمهورية سابقاً للشهيد؟

*هناك توجيهات رئاسية قبل بضع سنوات ببناء مقام للشهيد في مأرب وأحيلت هذه التوجيهات للجهات ذات الاختصاص ولكن حتى يومنا هذا لم تر النور، ونحن نطالب فخامة الرئيس بمتابعة تنفيذ توجيهاته.

حد من الوادي 05-31-2010 01:28 AM


علي ناصر محمد : الخطر على الوحدة من الداخل

2010/05/30 الساعة 17:49:39
التغيير – صنعاء – صادق ناشر :

قال الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد إن الحوار من أجل الوحدة اليمنية استغرق خمسة وعشرين عاماً، تخللتها صراعات وحروب وسقوط وبروز زعامات وقيادات من شطري البلاد، حيث كان كل نظام ينطلق من رؤى واستراتيجيات خاصة به رغم التغني بالوحدة والحوارات المتتالية، مشيراً إلى أنه في فترات تاريخية معينة كانت صنعاء تطالب بتحقيق الوحدة بالحرب أو بالسلم، كما أكدت ذلك قرارات المجلس الوطني عام 1971 - 1972 التي نصت على ضم “الفرع” أي الجنوب إلى “الأصل”، وهو الشمال، وإسقاط النظام في عدن بحجة علاقاته مع المعسكر الاشتراكي، بينما كانت عدن تسعى إلى إسقاط النظام في صنعاء وتحقيق الوحدة اليمنية على أساس برنامج الحزب الذي كانت ترفضه صنعاء ودول المنطقة وحلفاؤها، وحتى بعض حلفاء النظام في عدن، كما حدث في حرب 1979.

وأشار ناصر في حديث خاص ل “الخليج” بذكرى مرور عشرين عاماً على تحقيق الوحدة اليمنية، إلى أن الخطر على الوحدة نابع من الداخل، وأن صناعها أخفقوا في الحفاظ عليها، وقال إن سبب بروز الأزمة بين شريكي الحكم عائد إلى أن نواياهما لم تكن صادقة، وتالياً الحوار:

مسار تحقيق الوحدة مر بالعديد من المنعطفات والمحطات التاريخية، كيف وصل اليمنيون إلى الوحدة بعد تشطير دام لسنوات طويلة، وكيف جرت الحوارات بين النظامين، وأيهما كان أكثر جدية في مساعيه للوحدة؟

بدأت فكرة الدعوة إلى الوحدة منذ الخمسينات عند قيام الثورة المصرية، والأحزاب القومية كحزب البعث وحركة القوميين العرب والجبهة الوطنية واتحاد الشعب الديمقراطي وحزب رابطة أبناء الجنوب وغيرها من الأحزاب، التي تنادي بالوحدة اليمنية، لكنها كانت تسعى حينذاك إلى تحرير الجنوب وقيام الدولة فيه على طريق الوحدة العربية واليمنية.

وفي شمال اليمن كان بعض الأحزاب التي لها امتدادات قومية تدعو أيضاً إلى الوحدة، ولكن بعض قياداتها كان يعمل ويسعى إلى إسقاط النظام الإمامي الملكي أولاً، وهذا ما حدث بعد قيام ثورة سبتمبر/ايلول ،1962 وقد توقفت الدعوة عند حدود الدولة الجديدة في شمال اليمن، وإن كانت تحدثت عن هدف سادس للثورة باسم الوحدة الوطنية، وقد فسره البعض بالوحدة الوطنية في شمال اليمن، إذ لم يكن هذا البند واضحاً في الدعوة الصريحة إلى الوحدة اليمنية.

ومن المعروف أن الجبهة القومية، التي تحولت فيما بعد إلى الحزب الاشتراكي اليمني، كانت تسعى في ميثاقها لقيام دولة في الجنوب، وحتى حزب الشعب الاشتراكي كان يتحدث عن الوحدة، إلا أن عينه كانت على الدولة الجنوبية حتى إنه وضع نشيداً وطنياً للدولة في عدن.

وقد استغرق الحوار من أجل الوحدة خمسة وعشرين عاماً تخللتها صراعات وحروب وسقوط وبروز زعامات وقيادات، وكان كل نظام ينطلق من رؤى واستراتيجيات خاصة به رغم التغني بالوحدة والحوارات المتتالية، وفي فترات تاريخية معينة كانت صنعاء تطالب بتحقيق الوحدة بالحرب أو بالسلم، كما أكدت ذلك قرارات المجلس الوطني عام 1971 - 1972 التي نصت على ضم “الفرع” أي الجنوب إلى “الأصل”، وهو الشمال، وإسقاط النظام في عدن بحجة علاقاته مع المعسكر الاشتراكي، بينما كانت عدن تسعى إلى إسقاط النظام في صنعاء وتحقيق الوحدة اليمنية على أساس برنامج الحزب الذي كانت ترفضه صنعاء ودول المنطقة وحلفاؤها، وحتى بعض حلفاء النظام في عدن، كما حدث في حرب 1979.

إذاً، لم تكن النوايا صادقة من الطرفين بالرغم من التمترس وراء شعار الوحدة، ولهذا فقد كان الهروب إلى الوحدة مخرجاً لأزمات النظامين، وأدخل اليمن من نفق “جولد مور” في عدن إلى نفق مظلم في صنعاء لم تخرج منه حتى اليوم.

أما حول مدى جدية الأطراف لتحقيق الوحدة فإنه يمكنني اليوم القول ان الجنوب كان قد قام بعملية تعبئة واسعة لتحقيق الوحدة، وهذا لا يعني التقليل من دور القوى الوطنية في شمال اليمن.

أي المحطات التاريخية اقتربت أكثر من الوحدة، ولماذا لم يستغلها النظامان؟

كانت فترة الثمانينات قد شهدت جواً ساده الهدوء والاستقرار في شمال اليمن وجنوبه، خاصة بعد أن احتكم الطرفان إلى لغة الحوار بدلاً من لغة السلاح، وكان المفروض أن يتوحد الجنوب أولاً والشمال ثانياً قبل الوحدة بالمصالحة الوطنية التي كنا ننادي بها وقدمناها على كثير من الأفكار التي كانت تعرض في حينه، بما في ذلك فكرة استعادة السلطة في عدن والتي لم تكن تشكل هاجساً بالنسبة لنا بمقدار ما كانت تشكله المصالحة الوطنية.

وكان لزاماً أن يجري بعد إتمام عملية المصالحة استفتاء شعبي على الوحدة، إلا ان السلطتين حينذاك اختطتا الطريق الأسهل المتمثل في اقتسام السلطة والثروة على المستوى الأعلى وليس بما يضمن إرساء أسس راسخة لتأمين المصالح العليا للشعب في كل الجنوب والشمال، وهذا ما ارتد عكسياً في صورة أزمات كللت بالحرب في 1994.

تأخير اتفاقيات الوحدة

هل كان عدم استقرار الأوضاع في الشمال والجنوب سبباً في تأخر تنفيذ اتفاقيات الوحدة؟


لاشك في أن عدم استقرار الأوضاع في كل من الشمال والجنوب والتوترات وانعدام الثقة ثم الحروب بين الطرفين وحروب المناطق الوسطى، كانت عوامل مهمة من عوامل تأخر تنفيذ اتفاقيات الوحدة، إضافة إلى أن مقتل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي عشية اعتزامه القيام بزيارة إلى عدن وتصفية ثلاثة رؤساء في فترات متقاربة على خلفيات سياسية مرتبطة بمشروع الوحدة، كانت تعبيراً عن حجم المعوقات الناجمة عن مراكز القوى والمصالح المتنافرة في إعاقة الوصول إلى شعار الوحدة المرفوع من قبل الجميع آنذاك.

أين نجد دور المعارضين السياسيين الذين كان يحتضنهم كل نظام في إعاقة التوصل إلى تحقيق الوحدة؟

كان دور المعارضة يقتصر على إصدار البيانات، وكانت المعارضة تعيش معززة مكرمة في الشطرين، بل إن بعضهم كان يعيش في “بحبوحة” أكثر من وجودهم في مناطقهم ووظائفهم السابقة، وكان دورهم يقتصر على تحريض قادة النظامين للحصول على مزيد من الدعم والمساعدة باسم الوحدة وتحقيقها بالطرق العسكرية، وقد تشكلت منظمات في الشمال والجنوب وتشكلت معها مصالح لهؤلاء على حساب الشعب الذي كان يدفع ثمن هذه الصراعات والخلافات والتفجيرات والتصريحات والحروب والتوتر، وكانت مصلحتهم الإبقاء على الأوضاع كما هي، وهذا لا يعني ان الحال ينطبق على الجميع من قيادات المعارضة التي نعتز بتاريخها الوطني والقومي.

وأين كان يتركز الجهد العربي في تحقيق التقارب بين النظامين؟

لم يبذل أي جهد عربي لتحقيق الوحدة، لا بل كانت هناك بعض الدول العربية تسعى إلى تعميق الخلافات والصراع بين النظامين في ظل الاستقطاب والحرب الباردة، وكان دور بعض الدول العربية والجامعة العربية هو القيام بالوساطة بالتهدئة بعد كل حرب ليعودوا إلى بلدانهم.

ولعلنا اليوم أمام سيناريو متكرر، فأين هو الجهد العربي إزاء الأزمة اليمنية المتصلة في جزء أساس منها بمسألة الوحدة وآثار حرب 94؟ وكذلك أين هو الجهد العربي إزاء قضايا عربية مختلفة في فلسطين والسودان والصومال والعراق، وغيرها؟ هذا الغياب عائد بشكل أساسي إلى تأطير الجهد العربي.

إعلان الوحدة

ما الصيغ التي كان يحملها كل طرف لتحقيق الوحدة أثناء حواراتهما، ولماذا لم يتم الأخذ ب “تمرحل الوحدة” عوضاً عن الوحدة الاندماجية؟

كان لكل طرف برنامجه ورؤيته الخاصة لتحقيق الوحدة، ولقد سبق قيامها التوقيع على اتفاقية القاهرة، وبيان طرابلس، وانجاز الدستور، وإيقاف حروب المناطق الوسطى التي استمرت بين عامي 1972 - 1982 وقيام المشاريع المشتركة، وكان لقيام المجلس اليمني الأعلى عام 1981 أثره في طريق الوحدة التدريجية والمرحلية التي أشرت إليها، ومع الأسف فإن البعض كان ضد هذه السياسة، وكنت مؤمناً بأن الطريق إلى صنعاء يجب أن يمر عبر الاحتكام إلى لغة الحوار بدلاً من لغة السلاح، وبعد ذلك جرى الركض إلى الوحدة أو الهروب إليها تارة والهروب منها تارة أخرى في ظروف نعرفها جميعاً.

ما ظروف مغادرتك اليمن مع أولى أيام دولة الوحدة، ولماذا أصر خصومك السابقون على رحيلك، وماذا كان موقف الرئيس علي عبدالله صالح؟

كانت رغبة مشتركة من الطرفين لإخراجي من اليمن، بعد اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني في عدن ،1989 لكن عندما اختلف الطرفان عام 1994 طالبا بعودتي إلى اليمن، لكنني رفضت العرضين بالرغم من حماسة الاستقطاب وبلوغه الذروة.

ماذا تتذكرون من يوم الثاني والعشرين من مايو/أيار، كيف عبرتم عن مشاعركم في ذلك اليوم؟

مازلت أتذكر ذلك اليوم، وكان أول المهنئين لي بقيام الوحدة هو المناضل محمد علي أحمد عند الساعة 00.12 ظهر يوم رفع العلم في عدن، وكان محمد علي ملاحقاً من قبل النظام في صنعاء لأنه طلب منه ومن أحمد مساعد حسين وأحمد عبدالله الحسني وعبدالله علي عليوه وعبدربه منصور هادي الخروج من صنعاء، ولكنه رفض الخروج من صنعاء واليمن، وقد وجهت رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح بهذه المناسبة ولكنهم لم ينشروها.

ما أهم التحديات التي واجهتها الدولة الجديدة، وكيف جرت معالجتها، ولماذا غابت الثقة بين شركاء الوحدة؟

قامت الوحدة بين النظامين وجرى اقتسام السلطة والثروة، ولم يكتفيا بذلك وإنما اقتسما مجموعة “الحزب الاشتراكي اليمني القيادة الشرعية” كما كان يطلق علينا، وقد أبرز الاحتكاك العملي بين المسؤولين القادمين من عدن مع مسؤولي صنعاء حجم التباينات، ومع الأسف لم تكن النوايا صادقة لدى الطرفين، وهذا ما أدى إلى بروز الخلافات والصراعات بعد قيام الوحدة أدت إلى حرب 1994 وماتلاها.

برأيكم هل أثرت حرب الخليج في تفكيك مواقف الدولة الوليدة؟

التعجيل بقيام الوحدة كان له علاقة بحرب الخليج الثانية، حيث كان من المفروض ان يتم الإعلان عن الوحدة في نهاية عام 1990 وفقاً لاتفاق نوفمبر ،1989 كما ان قيام مجلس التعاون العربي له علاقة باجتياح الكويت من قبل النظام العراقي في أغسطس/آب عام ،1990 ومع الأسف أن قيام الوحدة ارتبط بهذه التطورات التي أثرت في الوحدة وفي الثقة بين الشركاء وفي العلاقة بدول المنطقة.

أزمة صناع الوحدة

لماذا برأيكم برزت الأزمة السياسية بين شريكي الحكم خلال الأشهر الأولى من إعلان دولة الوحدة، وهل كان إرث الصراع في الماضي أحد عوامل هذه الأزمة، وهل كان كل طرف متربصاً بالآخر للقضاء عليه؟

برزت الأزمة بين شريكي الحكم لأن النوايا لم تكن صادقة، وهنا أريد ان استشهد بمذكرات الراحل الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، عندما سرد قصة إنشاء حزب الإصلاح كرديف للمؤتمر لإعاقة الاتفاقيات التي توقع بين شريكي الوحدة، وغيرها من التفاصيل في هذا السياق التي تبين حالة التربص التي كان الطرفان مسكونين بها ومحكومين إليها.

كيف تقيمون إنجاز وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان، وكيف وصلت الخلافات بين أطراف الحياة السياسية إلى اندلاع حرب العام 1994؟

وثيقة العهد والاتفاق كانت تحمل مشروعاً وطنياً لبناء دولة الوحدة لأنها كانت محل إجماع وطني وعربي ودولي، وجرى إجهاضها قبل أن يجف حبرها حيث ظهر سوء النوايا، وكانت بارزة في أكثر من موقف وتعليق، وشعرت حينها بأن قرار الاقتتال والانفصال قد اتخذ، وبات أمراً واقعاً.

كيف عبرتم عن موقفكم من الحرب، خاصة أن كلاً من طرفي الأزمة كان يرغب في انضمامك إليه؟

قلت أمام الملك حسين عندما طلب مني الرئيس علي عبدالله صالح العودة معه إلى صنعاء على نفس الطائرة، وهم يهمون بالمغادرة بعد خلافه مع نائب الرئيس علي سالم البيض الذي غادر عمان، إن الطرفين عندما اتفقا أخرجاني من اليمن وعندما اختلفا اليوم في قصر الهاشمية طلبا عودتي وأنا لا أقبل ذلك ولكنني مع الوحدة وضد الاقتتال والانفصال.

كيف تقيم تعامل قيادة الحزب الاشتراكي مع الأوضاع الداخلية بعد نشوب الحرب، وهل كان هناك تواصل مع بعض الأطراف الداخلية والإقليمية لوقفها؟

ليس سراً أن طرفي النزاع كانت لهما علاقات مع أطراف إقليمية ودولية، ولكن تقديراتهما للأمور كانت غير موفقة، بدليل أن الذين وقفوا مع الأخ علي سالم البيض نائب الرئيس عام 1994 يقفون اليوم مع الرئيس علي عبدالله صالح ضد الحراك السلمي في الجنوب.

قرار الانفصال

كيف تقبلتم قرار الانفصال الذي أعلن في الثاني والعشرين من مايو/أيار ،1994 الذي أعلنه نائب الرئيس علي سالم البيض؟

لقد أعلنت يومها أنني ضد الاقتتال والانفصال، وانه يجب الاحتكام إلى لغة الحوار لحل المشاكل بين الحزبين، وناشدتهما بالحوار ووقف إطلاق النار ولكن “لا حياة لمن تنادي”.

هل لعبتم دوراً في جمع قيادات الحزب الاشتراكي في دمشق، بحكم صلتك القديمة بهذه القيادات، ولماذا انفرط عقد القيادات الاشتراكية وتشتت بين دول عدة؟

نعم رتبت لهم اللقاء في دمشق لأسباب سياسية ومعنوية بعد موافقة القيادة السورية على هذا اللقاء، وكنت حريصاً على تقييم التجربة والخروج من هذا اللقاء برؤية للمستقبل.

برأيكم ما هي الأسباب التي أدت إلى اندلاع موجة الحراك الجنوبي؟ ما الذي فقده الجنوبيون حتى بدأت أصواتهم تتعالى للاحتجاج عن النظام؟

لقد حذرت عام 1994 من خطورة الوضع، وان الأمور حسمت عسكرياً ولم تحسم سياسياً، وطالبت الرئيس علي عبدالله صالح باللجوء إلى الحوار، ولم يتفهم موقفي، وآنذاك قلت إن الحوار هو الحل وإلا فسيأتي يوم تعبر الأزمة عن نفسها بطريقة قد تكون دموية.

ومع الأسف فقد جرى ترحيل المعالجات التي اقترحها البعض لمعالجة الأزمة من خلال اللجان التي شكلت والتقارير التي قدمت، مثل تقرير الوزيرين عبدالقادر هلال والدكتور صالح باصرة وغيرها من اللجان والتقارير التي تحدثت عن نهب الأراضي والممتلكات الخاصة والعامة في عدن ومحافظات الجنوب، إضافة إلى تسريح الآلاف من أعمالهم الذي أدى إلى موجة الحراك التي تحدثت عنها في سؤالكم.

هل فقد الناس الثقة والأمل في الوحدة، وهل الوحدة هي الخطأ، أم أن تطبيق الوحدة كان هو الخطأ؟

لقد كانت الوحدة هدفاً استراتيجياً ناضلت من أجله جماهير الشعب اليمني وقواه الوطنية شمالاً وجنوباً، وقدموا تضحيات جسيمة من أجل تحقيقها، وقد أصيبت الجماهير بخيبة أمل نتيجة الأخطاء والعقليات اللاوحدوية المهيمنة التي تجسدت بدورها في ممارسات الأجهزة التي أساءت للوحدة.

لو عاد بكم التأريخ إلى الوراء، كيف لكم أن ترسموا وضع اليمن، هل كنتم ستقبلون بالوحدة كما هي، أم بصيغة أخرى؟

لقد تحاورنا أكثر من 25 سنة، وتمخض عن هذا الحوار عدد من الاتفاقات التي قامت الوحدة على أساسها، ولو عاد بي التاريخ إلى الوراء لطالبت بتحقيق مصالحة وطنية في الجنوب منذ ،67 إضافة إلى إجراء استفتاء شعبي على الوحدة قبل قيامها، إذ كان من اللازم أن يتوج هذا الحوار الطويل بعمل مدروس ومسؤول واستراتيجي وان يفضي إلى تحقيق توازن في المصالح بما لا يخل بمبدأ الشراكة في الوحدة.

تجاذبات مختلفة

هل يمكن القول إن الوحدة التي قامت سلمياً قادرة على الاستمرار في ظل التجاذبات والانقسامات التي تسود البلاد حالياً، أم أنه يجب أن تأخذ البلاد شكلاً جديداً للعلاقة بين الشمال والجنوب في إطار صيغة للفيدرالية أو نظام الأقاليم وغيرها؟

كان من المفروض أن تقوم الوحدة على اقتسام السلطة والثروة للشعب والعدل والمواطنة المتساوية استناداً إلى دستور دولة الوحدة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وأن يعم الرخاء والأمن والاستقرار ربوع اليمن، كما نشاهد اليوم في تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأتذكر حديثاً مع مؤسس دولة الإمارات ورئيسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تغمده الله برحمته، عن تجربته في تأسيس الاتحاد انه بذل جهداً كبيراً في إقناع بعض الإمارات التي تخلفت عن الانضمام للدولة الجديدة، وانه جرى الحوار معهم وإقناعهم بفائدة الاتحاد فانضموا إليه بطريقة طوعية وسلمية بعد ذلك عن طريق الإقناع وليس عن طريق القوة، وانه صرف المال وكسب الرجال وحقق التنمية والاستقرار والازدهار في هذه الدولة.

بعد هذه السنوات من قيام دولة الوحدة، هل تشعرون بأن الأزمة التي عانى منها اليمنيون كانت أزمة وحدة أم أزمة سلطة؟

لقد تحدثت كثيراً عن المشاكل التي مر بها اليمن، وفي تقديري أن الأزمة الحالية هي أزمة سلطة بامتياز.

كيف تقيمون علاقتكم مع الأطراف السياسية في المعارضة، وهل هناك أمل في مد جسور التواصل مع الحزب الحاكم، وهل لكم اتصالات بالرئيس علي عبدالله صالح؟

الاتصالات مستمرة مع كافة القوى السياسية في السلطة والمعارضة، ولم تنقطع اتصالاتي مع الحزب الحاكم من منطلق الحرص على تجنيب البلد مزيداً من الصراعات والانقسامات والحروب، وقد وجهت رسائل عديدة إلى الرئيس بهذا الشأن، وآخرها رسالة بشأن الحرب في صعدة والحراك في الجنوب، وضرورة الإفراج عن المعتقلين، ووقف الاختطاف والملاحقات لنشطاء الحراك، وإطلاق الصحف الموقوفة وفي مقدمتها صحيفة “الأيام”، والاحتكام إلى لغة الحوار، ومع الأسف أن البعض فسرها بأنها أوامر.

هل هناك حنين للعودة إلى اليمن، وما الذي يعيق عودتكم إليه؟

أعتقد أن كل إنسان خارج وطنه يحن إليه وحنيني للوطن لا حدود له، ولا توجد مشكلة أمام عودتي.

بعد 20 سنة من عمرها، هل تعتقدون أن الوحدة مهددة بمخاطر داخلية وخارجية؟

الخطر من الداخل، فالخارج لا يؤثر كثيراً إذا كانت الجبهة الداخلية متماسكة، وهناك شبه إجماع اليوم على أن الوحدة تتهددها المخاطر وبحاجة إلى الالتفات إليها بروح المسؤولية الوطنية.

أين نجح صناع الدولة الجديدة وأين أخفقوا، وكيف يمكن الاستفادة من كل ذلك؟

نجحوا في التوقيع على الوحدة يومها، وأخفقوا في الحفاظ عليها، ولم يدركوا أهمية وعظمة هذا الحدث العظيم الذي ناضلنا من أجله أكثر من 50 عاماً وقدمنا في سبيله قوافل من الشهداء، ولهذا أطالب أن يجري حوار جاد لتقييم تجربة الوحدة من قبل الحريصين عليها بهدف الاستفادة من الدروس والعبر، للخروج من هذه الأزمة المستحكمة التي تنذر بمصير مجهول.

المصدر : الخليج

حد من الوادي 06-02-2010 01:48 AM

[SIZE="5"][COLOR="Blue"]
الهوية الجنوبية وأمين عام الاشتراكي ..!

د/ علي ناصر الزامكي -


"كان يتنازع الجنوب هويات مختلفة وكانت تضع علامة فارقة ما بين الهوية اليمنية والهويه الحجية والعدنية والعوبلية والحضرمية ... الخ "هذا التعريف المغلف من وجهة نظر امين عام الحزب الاشتراكي.



اتحفنا الاخ الامين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين بمفهوم جديد لمفهوم الهوية الجنوبية من جانب و جزئها الى تجزئة المجزأ ومن الجانب الاخر وضع الهوية اليمنية على الطرف الاخر وكان من المستحسن ان يكمل توصيفه الذي انطلق منه و يبين للقارى عدم استهدافه المتعمد لتفسير بمثل هذا الطرح وأردف بان هناك ايضاً هوية تعزية و هويه سنحانية و هوية حديدية لتكتمل رؤيته التي انطلقت منها مصطلحاته العلمية الجديده وهي اختراع جديد في سابقة خطيرة و للاسف مثل هذا التفسير الغير علمي والغير منطقي و لكنه تفسير سياسي خطير تترتب عليه اهداف و معاني عديده يختزلها الامين العام من خلال الصراعات السابقة فترة المؤامرة اليمنية التي خاضوها الرفاق فترة الخمسينات و الستينات للحيلوله من فرض الهوية الجنوبية كامر واقع.



الرفيق الأمين العام خلال ورقته التي تقدم بها في ندوة الوحدة التي اقامتها دائرة المرأه بالاصلاح في الذكرى العشرين للوحله اليمنية تحت عنوان تجليات المتاح ورغم ان العنوان مغري جداً للقارئ الا ان محتوى الورقة انطلق من الاستراتيجية الجديده لاهداف الحزب الاشتراكي اليمني و التي حاول الدكتور ان يجتهد في المصطلحات و التعريفات و هي خالية تماماً من التعريف العلمي الصحيح لمفهوم الهوية الوطنية و حاول د. ياسين بان يخلط الامور بين مفهوم الهوية الشامله و التي تحتوي الكل و ترفض المجزأ و حسب ما جاء في ورقة الامين العام و التي يؤكد من خلالها, بان " مشروع الوحدة يتبلور في الجنوب وسط النخب السياسية والثقافية في صور صراع مع مشاريع أخرى أقامها الاستعمار والسلاطين وبينما مشروع الوحدة الذي كان يتبلور في وجدان الناس «وكان صورة فعلا للوحدة الوطنية اليمنية يعايشها الناس في عدن» برغم محاولات السلطات الاستعمارية وسياستها التفريقية بوسائل مختلفة بين ما هو شمالي وجنوبي وكان في ثلاث فئات (عدن والآتين من المحميات في الجنوب وأبناء الشمال) أتحدث عن مشاهد تبلور هذا المشروع داخل الوجدان الشعبي في مقاومة كل هذه المحاولات لإيجاد التواصل".



هذا الاقتباس اعلاه من ورقة الامين العام مع الاسف بان طرحه كان مجافي للحقيقة و الامر برمته لم يتعلق بمشروع اليمننة كما وصف د. ياسين بان المشروع تبلور في وجدان الشعب الجنوبي و لكنه تجاهل بان ذلك الشعور تبلور في ظل شعوري قومي عربي اسلام محض و ليس له علاقة بالمشروع الذي طرحه الدكتور في ورقته و تناسى بان مشروعه,, جاء ايضاً في ضروف قومية و حركات تحررية فرضت اجندتها على الناس رغم عدم رغبتها بهذا المشروع و لا ننسى بان الغالبية العظماء من ابناء الجنوب, كانت تجهل , معنى هذا لمشروع اليمني و هذا الا ندفاع كان اندفاع عاطفي حماسي قومي يرتبط بدرجة اساسية بالزعيم جمال عبدالناصر وبعروته الاصيله في تلك المرحله و لو عادت الاوضاع السابقة الى وضعنا الحالية في ظل الوعي السياسي الحالي لشعبنا الجنوبي لرفض تلك المشاريع و رماها خلف البحار و لكن الدكتور ربط تاريخ ماضي حزبه بمشاريع اليوم و تناسى بانها كانت تلك المشاريع, في حقبه تاريخية معينه كانت لها تجليات تختلف عن تجليات اليوم و من هذا السياق التاريخي, الامين العام في روقته, لندوة حاول يقزم تاريخ و ارث ابناء الجنوب من خلال مصطلحاته التي اطلقها في ندوة الوحلة و عبر عنها بكل سذاجه و بكل وقاحه عندما سماها هوية لحجية و عوذلية و عبدالية و فضلية و ...الخ والهدف من تلك الشعارات تحمل اهداف مقيته و ابعاد سياسية بعد ان فشلوا في اختراق الحراك السلمي الجنوبي .



استاذي الامين العام عليك انت و بقية اعضاء حزبك بان تدركون ضرورة ما بعد القومية العربية التي كانت لكم المسلك الوحيد للوصول الى ما انتم فيه اليوم و لكن بعد تحرك الشارع الجنوبي و انتهاء القومية العربية كمصطلح سياسي تحركون اجندتكم عبرها نراكم اليوم تبحثون عن اجندة جديده و التي بلورتها في ورقتك بالهوية اللحجية و العوذلية والنفعية و البيزنطية و غيرها و لكن اقول لكم بان كل الاجندة التي تنسجون اهدافها في مقراتكم الحزبية المغلقة بمافيها المصطلحات التي تلوكت بها في ورقتك الاخيرة سنفشلها, لان الارادة الشعبية الجنوبية تجاوزت اجندتكم و مصطلحاتكم و سيرمها شعبنا الحي و المتألق للحرية خلف ظهره و من هنا اقول لكم كامين عام بان اعادة بناء الفكر الاجتماعي الوطني المنطلق من اجندة الشارع هو الطريق الاسهل لكم لتلتحقون بشعبكم و هويتكم الجنوبية , قبل يقذفكم الشارع الى مزبلة التاريخ.



تعاني مصطلحات الهوية العربية و القومية اختلالات في عمق الثقافة العربية بسبب الاخطاء التي التي ارتكبها القوميون العرب فترة حركات التحرر و هذه الافكار الاجتماعية لازالت مغروسه في عقليات الفكر العربي و للاسف انتم اليوم تروجون له باشكال و اجندة جديده و لكنكم تناسيتوا بان تلك المرحلة الماضية تختلف اختلاف جذري عن مرحلة اليوم و بالتالي تحتاجون الى تكريس تجليات الحاضر بدلاً من اللعب باللفاظ السابقة و تجلياتها الى رمها الزمن خلفة.



معنى الهوية و معنى الوطنية هما مفهومان متلاصقان و متجانسان و كلاً من الاخر مكمل للاخر و هذان المصطلحان سيدي الامين العام خدعت الذاكرة في فهمهما فهماً علمياً صحيحاً و كان فهمك لهما من زاوية سياسية تحريضية غير وطنية تنطلق من مشروع يمني محض.



فالهوية والوطنية تعني بالعربي التمسك بروح الانتماء للوطن بمسقط الراس للاجداد بصرف النظر عن اي عقيدة سياسية’ فالانسان مهما كان دينه او مذهبه السياسي والفلسفي يشعر بالحب للوطن الذي ترعرع و كبر بين احضانه و هذا المواطن قد يكون ينحدر من القبيلة او القرية او من اي جزاء من الارض التي ينتمي اليها و من هنا يترتب على هذا الفرد او ذاك حبه للوطن و الدفاع عنه و حمايته و الحنيين للعودة الية كما هو حالنا اليوم في اطار الحراك السلمي الجنوبي المطالب بعودة هويته و تاريخه الذين انتم كمنظومة سياسية حينها اختزلتوا في مشاريع اليمننة .



و من هنا اقول لكم يارفاق بان الهوية الوطنية الجنوبية الجديده في ظل حراكنا الوطنية السلمي تتبلور و تتطور فيها الفكرة الوطنية الحديثة المرتبطة ارتباط وثيق بالهوية التاريخية لها و هذه تؤكد على مفهوم الامة الجنوبية بكل اطيافها و كل ذلك يهدف الى بناء الانتماء الوطني الجنوبي الذي غيبه نظامكم الاشتراكي خلال حكمة للجنوب.



ماهي الهوية؟ هل الهوية تعبير الى مكان الانسان و الجماعة ؟فالوطن هو اساس و مركز الجماعة و الافراد و محل اقامته و الهوية الوطنية سواء الجنوبية او اليمنية او العراقية اة غيرها هي في المصطلحات العلمية تعني النزعة الانسانية للفرد و للجماعة و للامة و ترتبط به ارتباطاً اللا شعورياً و تربطه من مسكنه الى مزرعته الى قبيلته الى امته وهذا الترابط و التناسق لم يكن ضمن قوانيين تخلقها التشريعات لهذه الدوله او تلك و لاكنها ترابط تاريخي يعود لقرون مضت وهذا يتعارض مع ما تحدثت عنه في الندوة و حاولت تحويل الصراع في ورقتك من صراع وطني الى صراع جهوي و هذا الصراع الذي حاولت تصدرة للجنوبيين من خلال ورقتك لندوة هو صراع من الادنى الى الاعلى خلاف صراعاتكم السابقة التي كانت تبداء من الاعلى و تنتهي بالاسفل و لكنكم تناسيتوا بان المعنى الحقيقي للهوية الوطنية الجنوبية ليست كائناً هلامياً كما جاء في مصطلحاتكم الغير منطقية و الخالية من الاساس العلمي لها و اكرر مرة اخرى بانكم تناسيتم بان المعنى التاريخي الحقيقي للهوية الجنوبية هو وجود انساني قائم بذاته و يرتبط بمحطه تاريخية معينه ترتبط بتطور البشرية و تسعى الى تحقيق ارادتها و وجودها على الارض الجنوبية و التحول من الادنى الى الاعلى ياسيدي الامين العام فانه لايلغي بالضرورة الادنى بل ينقله معه الى تجانس اكثر قوة من دون أن يتخطى الاختلاف و تتنوع الخصائص في هوية الجماعات كما هي بالافراد و بالامة و بالوطن في تناسق واحد و هذه السمة من سمات الشعوب الحية كشعبنا الجنوبي .



واحب الفت نظركم بان الجنوح تجاه التكنلوجيا و العولمة لايعني بالضرورة إلغاء ما قبلها ولكنها محاولة لتاسيس مستقبل جديد نابع من روح الامة و الهوية و لقراءات الحاضر و المستقبل في ظل عصر العولمة .



اخيراً الوقت يحاصرني و لكنني اريد اهمس في اذن الامين العام للحزب د. ياسين بان الهوية الوطنية هي انتماء و عقيده و قيم و مبادىء والانتماء يعني الاحساس بالوطن و بالهوية و بالامة التي تعيش في احشائها وهي ايضاً التزام أخلاقي تفرضة معتقدات الامة الجنوبية وروحها التواقة للحرية و ليس الهوية كما صنفتها في ورقتك بانه التزام سياسي تفرضه اجنده سياسية مرحلية وهذه الهوية التي قللت او بتعبير آخر قزمتها ووضعهتا خارج مساره الصحيح هي ارتباط و ثيق بالفرد و بالجماعة و بالقبيلة و بالأمة شامله وهي تعبير حقيقي عن ضمير الفرد والذي يشكل جزءاً من شخصيته و تكوينه و تتوسع لترتبط بساحة الوطن الذي يعيش فيه وهي تقوم بدور في بقاء الفرد بان يكون خادماً لأمته وهذا الاحساس عند هذا الفرد او ذاك يجعله يمارس هذا النمط على الارض من اجل امته ووطنه حتى يستحق بجدارة العيش على هذه الارض بنعمه و سلام.



اكتفي بهذا واذا تطلب الامر سنعود لهم ونوضح لهم مفهوم المواطنه المكتسبة في مرحله تاريخية ومفهوم الهوية الوطنية لأبناء الوطن الواحد.

اليكم الرابط لموضوع الندوة و أتمنى وأدعو مثقفي ابناء الجنوب و كتابه بان يركزوا على محتوى الورقة و الرد على تلك الاقلام واجب وطني و مقدس ايضاً.

حد من الوادي 06-05-2010 02:49 PM


وحدة اليمن بين الشركة وفك الارتباط

بتاريخ : الجمعة 04-06-2010 09:24 صباحا

شبكة الطيف : بقلم : بشير البكر :جريدة النهار اللبنانية


تشكل الذكرى العشرين للوحدة اليمنية محطة مهمة، تفصل ما قبلها عما بعدها، ولعل احتفالات الحكم الخالية من أي نكهة، وردود الفعل من طرف الحراك الجنوبي، تعكس الجو الفعلي لما آل إليه هذا المشروع الذي كان واعدا، قبل ان يتحول بسرعة قياسية نزاعاً أهلياً مركباً، ينذر بالكثير من التداعيات السلبية على مستقبل العلاقة بين الجنوبيين والشماليين، ويهدد بالدخول في طور مزمن من الجفاء والعداوة.

إن الوقوف عند محطة الذكرى العشرين يستدعي أمرين أساسيين: الأول هو المحاولات المستميتة من طرف الحكم لاعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بعد أن تطور الوضع في الجنوب خلال السنوات الثلاث الأخيرة نحو مشروع سياسي متكامل للعودة، إلى ما كان عليه الوضع قبل عام 1990، حينما تم توقيع اتفاقية الوحدة السياسية بين دولتي اليمن الديموقراطية في الجنوب، والجمهورية العربية في الشمال. والأمر الثاني هو الزخم الكبير الذي ظهرت عليه قوة الحراك الجنوبي، الذي احتفل من طرفه بالذكرى السادسة عشرة لما يعرف بـ"فك الارتباط" بين طرفي الوحدة، الذي اعلنه الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض في 21 أيار 1994 في غمرة الحرب التي شنها الشمال ضد الجنوب.

واللافت هنا هو التصميم الذي يتمتع به الحراك الجنوبي كحركة شعبية، يتسع مداها كل يوم، وتزداد جماهيرتها في صفوف كل الفئات الجنوبية في الداخل والخارج، مدفوعة بنزعة وطنية جنوبية، وحس قوي بوعي أهمية الكيانية والهوية الجنوبية. ولا يمكن المراقب إلا أن يلاحظ باهتمام هذا الزخم الشعبي، الذي لم يكل منذ سنة عن الحضور في الشارع، وخصوصا في مدينتي الضالع ولحج، ولكن الجدير بعين الملاحظة أكثر هو ظهور السلاح في الآونة الأخيرة كعامل جديد، سوف يغير كثيرا في المعادلة عاجلا أم آجلا.

كان احتفال أهل الحكم بالذكرى العشرين مرتبكا وسياسيا، وجرى في ظل حشد عسكري استثنائي في الجنوب، ولكن الأمر الجدير بالأهمية هو ان الاحتفال الرئيسي جرى في مدينة تعز الشمالية، بعد أن كانت كل التحضيرات تتم خلال الاشهر الأخيرة ليتم في الجنوب. وكان الحكم يحضر لمهرجانات ضخمة في عدة مناطق جنوبية عدة، ليرفع خلالها علم الوحدة، الذي جرى تفصيل نسخ عدة منه بأحجام كبيرة جدا، لتدخل موسوعة "غينيس" العالمية.

كانت استعدادات الحكم لإجراء الاحتفالات في الجنوب تشير إلى انه سيوجه رسالة في اتجاهين:الأول داخلي، وفحواه انه يسيطر على الموقف، بعدما تنامت قوة الحراك الجنوبي خلال سنة، وصار واضحا امساكه بورقة الشارع الجنوبي من المهرة حتى عدن. لقد أراد الحكم أن يستعيد هذه الورقة أو يحرقها على الأقل، لكي يمنع الحراك الجنوبي من الذهاب بمشروعه نحو آفاق ميدانية اكبر، وهو ما عبر عنه خطاب البيض، الذي وضع سقفا جديدا للسنة المقبلة هو العصيان المدني الشامل.

أما الاتجاه الثاني فهو توجيه رسالة للخارج بأن الوضع في الجنوب مستتب، وان الحكم لا يزال حاضرا بقوة ويمسك بكل الأوراق في يده، وهو بذلك أراد أن يعطي صورة عن الحراك الجنوبي، تظهره بأنه عبارة عن هبّة أو زوبعة عابرة لن تلبث أن تخمد ريحها، وينتهي مفعولها بمجرد أن يحشد الحكم عدته الوحدوية وينزل إلى الميدان.

لم تحصل الاحتفالات في الجنوب، الأمر الذي ترتب عليه وصول الرسائل على نحو معكوس تماما.فنقل الاحتفالات الى تعز له سببه الواضح. وهو عدم القدرة على تنظيم احتفالات في الجنوب، وهذا أمر جدير بالأهمية، لأنه يكشف إلى أي مدى بلغ الوضع الجنوبي من التطور خلال السنة الفائتة نحو فرض حقائق جديدة في الشارع.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل كان الحكم عاجزا عن تنظيم احتفالات في الجنوب، وهو الذي يحشد هناك قرابة مئة الف عسكري ورجل أمن؟
إن الاجابة عن هذا السؤال تكمن في ملاحظة أمر في منتهى الأهمية، وهو ما حصل من تداعيات سريعة خلال الاسبوع الذي سبق حلول الذكرى العشرين.في هذا الاسبوع بدا الحكم عازما على اجراء سلسلة من المهرجانات الاحتفالية في عديد من المناطق الجنوبية، وبالفعل نزل الرئيس علي عبد الله صالح، ومعه مجموعة من المسؤولين الكبار إلى عدن ومناطق أخرى.كان واضحا من خلال التحضيرات ان احتفالين كبيرين سوف يقامان، الأول في محافظة شبوة التي ينحدر منها رئيس الوزراء علي محمد مجور وعدد من المسؤولين مثل أحمد مساعد، والغرض من ذلك هو الحيلولة دون تحول هذه المدينة الى الحراك في صورة كلية، مثلما حصل في الضالع ولحج وإلى حد ما في أبين.

أرسل الحكم وفدا من مسؤوليه للاحتفال هناك برئاسة نائب رئيس الوزراء صادق امين ابو راس الذي تعرض لمحاولة اغتيال، في نهاية الحفل الذي جرى على نحو سريع، بعد أن تبين ان هناك محاولة لمنعه بالقوة المسلحة، وهذا تطور مهم ولافت سوف يتكرر بعد أيام في مدينة لحج ثاني المناطق الحراكية المشتعلة، والتي خرجت عن السيطرة الحكومية في الأشهر الستة الأخيرة.

الحفل الثاني كان مقرراً ان يجري في عدن لكن حادث شبوة باطلاق النار على الوفد الرسمي، الذي نجا بأعجوبة دفع الحكم لمراجعة حساباته، لاسيما وان موكبا رسميا تعرض لاطلاق نار أيضا في منطقة الحبيلين (لحج)، وسرت شائعات أن الموكب يعود إلى الرئيس صالح، ولكن تبين انه لنائب رئيس الوزراء لشؤون الامن والدفاع رشاد العليمي.

هناك سبب إضافي جعل الحكم يتراجع عن اجراء الاحتفالات في الجنوب وهو سياسي.وتكمن العلة هنا في أن الحكم لم يستطع ان يؤمن شارعا جنوبيا او زعامات جنوبية، من أجل خلق واقع سياسي على ارضية مشروعه، يقف في وجه قوة الحراك الجنوبي. لقد كان في وسعه أن يستعرض مالديه من جنوبيين يشاركون في الحكم، ليقول ان الجنوب ليس حراكا فقط، ولكن ما يتوافر لديه من جنوبيين بدا أنهم خارج الصلاحية الجنوبية، وليس لأحد منهم تأثيره في الشارع الجنوبي، وقد تبين عدم قدرة هؤلاء على تسيير ولو تظاهرة صغيرة تطالب، بعكس ما ينادي به الحراك الجنوبي.

تجلى العجز السياسي على نحو أكبر في الخطاب الذي ألقاه الرئيس صالح لمناسبة الذكرى العشرين من تعز. وتمثل المظهر الأساسي للعجز في أن الخطاب تعالى على الواقع، وأغمض العين عن رؤيته على حقيقته الفعلية. صحيح ان الرئيس دعا للحوار كل الاطراف في الداخل والخارج، وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع شريكي الوحدة، الحزب الاشتراكي وحزب الاصلاح. ولكن هل هذا هو المطلوب، حقا، لمعالجة الوضع في الجنوب؟

ينطبق على مبادرة الرئيس صالح توصيف، من يسترد باليمنى ما أعطاه باليد اليسرى. فهو من جهة يدعو للحوار مع الاطراف كافة في الداخل والخارج، ومن جهة ثانية يحدد هدف الحوار بتشكيل حكومة وحدة وطنية للتحضير لانتخابات تشريعية في السنة المقبلة.

من الواضح ان هذه المبادرة لم تلق صدى لا في الداخل ولا في الخارج، بل ذهبت، سريعا، مع الريح، ولم تجد من يبدي عليها، ولو، القليل من الأسف.والسبب في ذلك هو ان هناك ادراكا عاما ان علاج الوضع الجنوبي صار يتطلب خطوة تذهب بعيدا، عن المعهود في التعاطي مع التداعيات السلبية للوحدة، فالأمر اليوم لا يتعلق بإصلاح مسار الوحدة، فقد صار هذا المطلب من الماضي، والمطروح اليوم في الميزان هو الوحدة نفسها، بعد ما أصبح شعار الحراك الذي يتردد في كل الجنوب هو تمكين الجنوبيين من حق تقرير مصيرهم، خارج الصيغة القائمة اليوم، التي يتشبث بها الحكم ويرفضها الجنوبيون.

أراد الرئيس صالح أن يقنع الناس بأنه يقر بأخطاء ترتبت على تجربة العشرين سنة الماضية، وأن تجاوز هذه الأخطاء هو بالعودة إلى منطق الشركة، الذي حكم اتفاقية الوحدة بين الجنوب والشمال.

إن اعتراف الرئيس بمفهوم الشركة تطور كبير من طرفه، ولكنه جاء متأخرا عشرين سنة، بلغ خلالها السيل الزبى.لقد كان الرئيس وحليفه الراحل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يريان في الوحدة "عودة الفرع إلى الأصل"، وكان من ينادي بالشركة الفعلية شريكهم الجنوبي على الطرف الآخر علي سالم البيض، الذي دفع ثمن هذا الموقف غاليا بسبب إيمانه بمشروع وحدوي على أساس من التكافؤ بين الجنوب والشمال.

حد من الوادي 06-07-2010 02:04 AM


ثــــورة الجيـــاع

2010/06/06 الساعة 1913 حبيب الدعيس

شبعنا من الجوع كما يشبع الجائع من قصعته ، وأزهق التجرـــيع نفوسنا من قبحه

ينفرد شعبنا اليمني المغلوب على أمرة دائما بمواقف تميزه عن غيرة من الشعوب وتجعله يتميز بما ليس بتميز ومن ضمن المميزات الكثيرة للشعب اليمني والتي سيرد ذكرها في هذا السياق ميزة المسيرات الشعبية التي تخرج الي الشوارع اليمنية خاصة في مدينة صنعاء التجمع بالصفارة وعلي ميدان السبعين ياحمران العيون مظاهرات في معظمها طلابية وليست شعبية

ولفت نظري التجمهر والخروج الشعبي الكبير ضد المجزرة التي تعرضت لها قافلة الحرية من قبل الجيش الإسرائيلي والتي راح ضحيتها 10 شهداء وهذا اقل وأجب نقدمه في مثل هذا المواقف المخزي للعروبة حيث لا نملك لكم أيها الشعب المحاصر غير أن نخرج الي ميدان السبعين ونتظاهر قليل ونسرح لنا مشوار قدام الكمرات التلفزيونية ونتصور ويا فرحة الطلاب والطالبات يوم يكون في مظاهرة عيد عندهم مبش دراسة ، حيث أن الجمهور المتظاهر هم من طلاب وطالبات المداس التي تنظم المظاهرات المختلفة بناء علي توجيهات حزبية من قبل حزب الدولة ( المؤتمر الشعبي العام ) طبعا بتوجيهات عليا ، لنري الدنيا أننا شعب نتظاهر ونتفاعل مع الأحداث وليس كما يقال لنا أننا شعب مات منذ 32عاما

والغريب والذي يدعوا للغرابة أكثر هو أننا لم نرى مظاهرة سلمية ولا حربية احتجاجا علي ارتفاع الأسعار أو زيادة الجرع أقصد سقاية الجرع للشعب على نفس طريقة جرع شلل الأطفال بالفم مش ابر عضل وكان الشعب قد أصيب بشلل الأطفال ومرض الكساح ، ولم نرى أيضا مظاهرات ضد غلاء المعيشة وارتفاعها الجنوني وقفز أسعار السلع نحو السماء الدنيا ، وكذلك لم نرى مظاهرات ضد انعدام الأمن والسلب والنهب وجرائم القتل للأطباء في المستشفيات وشهداء الاغتيالات الخاطئة ، أو مظاهرات ضد سلب الأراضي في محافظة عدن ولا في محافظة الحديدة ولا في تعز ، كذلك لم نرى مظاهرات ضد اختفاء أنبوبة الغاز الأنبوبة المباركة الحنونة ست البيت والتي تظل مربوطة في سلاسل محلات الغاز بالأيام تنتظر الرحمة بقدوم الغاز لتعود الي بيتها مرهقة مدقدقة من كل مكان مسكينة يا أنبوبة الغاز اليمنية ، كذلك لم نرى مظاهرات شعبية ضد انعدام الماء وضياعه بالشهر والشهرين والثلاثة ببعض المحافظات خاصة تعز العز أن لم يكن بجميعها ، أيضا لم نرى مظاهرات شعبية عارمة ضد انقطاع الكهرباء المتكرر بالساعات الطويلة خاصة أيام الصيف بذات في المحافظات ذات الصيف الملتهب مثل المحافظات الساحلية والصحراوية الانقطاع الذي يمتد لساعات خاصة أيام الاختبارات النهائية وأنا ممن نجحت علي ضوء شمعه ولذلك أعشق الشموع بذات ، وكان الهدف من الانقطاع هو عدم المذاكرة واسترجاع الدروس أثناء الليل عمل بالمقولة بيتك بيتك ونام بدري تصحي بدري .

أليس موضوع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية لدينا في اليمن التعيس موضوع مبرمج كبقية المواضيع الحياتية ، أن هذا الشعب المتراخي والمترنح علي قدميه كسكران عائد من حانة الشراب قبل الفجر يتخبط يمنه ويسرة بين الجدران يبحث عن منزلة ليعود ويلقي بنفسه جثة هامدة ، أليس هذا هو حالنا أيها السادة وبدون إحراج ولا تطاول على ذاتنا الميتة المتعفنة منذ 16 عاما هيا سنوات الغطرسة والتكبر والتعالي سنوات الإستباحيه والسلب والنهب والهتك والقتل ونحن كنعاج بلا حراك ، حتى أننا لا نشجب ولا نتظاهر ولا نحتج إلا أذا جاءت لنا تعليمات من المرجعيات الحزبية أهلكها الله نخرج للشارع ونهتف ونحمل أللفتات الكبيرة ونكسر المحلات وزجاج السيارات تعبيرا عن السخط وتفاعل مع الحدث ولكل منا دورة الذي يقوم به حسب الدور لا خروج عن النص المراد مننا تمثيله، تحولنا أيها السادة الي مسوخ قردة كقرود السيرك العالمي ، حوصرنا في مربع منطقة او ساحة الحرية وأنا أسميها ساحة الاستعباد والهمجية والتي تتقلص كل يوم أكثر وتضيق مساحتها ، لماذا لم نخرج بمسيرات سلمية مناصرة لمهجرين الجعاشن المصلوبين علي أسفلت الساحة الهمجية بسبب الشيخ الممثل لقصر الرئاسة في الجعاشن والمادح صباح مساء للدولة وللأسياد ، لماذا لم نخرج بمسيرات ضد الفقر والجوع والمرض الذي يهلك ظهورنا لماذا لم نتظاهر عند ارتفاع الأسعار السلع الأساسية كبقية الدول العربية المتحررة مثل مصر والأردن وغيرها ، لماذا لم نتظاهر ضد البطالة المنتشرة والتي تعد أعلي نسبة بين دول العالم والتي وصلت حسب أخر الإحصائيات الي 35% بينما الحقيقة أنها تشكل نسبة 50% من تعداد السكان الأصلي ، أما أننا نتظاهر عندما يقول سيادة الرئيس سيقدم استقالته ويعود فردا من أفراد الشعب وهذه من علامات قيام الساعة الكبرى قبل خروج النار من عدن لو فعلها والله ، أما أن الطابور الخامس يتدبر كل شي في بلاد لا يوجد فيه شي

صدقوني لو قلت لنفسي أولا قبل أن أقولها لكم أننا قد أصبحنا شعب يفتقد للأحاسيس وللمشاعر الوطنية شعب سلب منه النسق الثوري و جردنا من قيمنا وثوابتنا ووطنياتنا كما يجرد المنهوب علي قارعة الطريق تركنا كل شي وسلمنا للجاثمين علي صدورنا الماصين لدمائنا الناهبين لحرماتنا ومقدرتنا لم نعد من ضمن الشعوب الحية أصبحنا شعب عار علي أسمه الذي يحمله وتاريخه الذي يشدوا به ، لعنتنا حضارتنا وبصقت علينا ملكاتنا وظللنا تحت العرش نستظل كما القطيع في قيض الصيف الملتهب .

وعوده لبعض المميزات لشعبنا اليمني وبوجه الخصوص أنه يعيش متجرد من كل ما يدور من حوله ولا يعبا للمتغيرات الجديدة ولا يطمح لدخول الثورات المتفجرة الثورات المستقبلية ومنها الثورة المعلوماتية ( الانترنت ) حيث تتسابق الدول والشركات العملاقة لتزويد المتصفحين ورودها بالأحدث من الخدمات التي تساعدهم علي الولوج الي هذا العصر من أوسع الأبواب ، حيث قفزت السرعات الخاصة بمتصفحي الانترنت الي 8 ميجا بايت بينما في يمننا التعيس تتسارع الدولة وشركاتها لحجب ومنع دخول مثل هذه الثقافات العالمية الإيجابية مز لنا في معركة مع 128 ميجا سرعة الانترنت وياريت تصل كلها إلا الجن يسرقوا نصها بالطريق جمركة ، تتحكم الدولة بكل شي خوف علي الشباب والشابات من الانحراف والاستخدام السيئ وهذا من الحرص علي مصالح الأجيال لما هو جديد ومن البديهي كيف سيكون هنالك تقدم وتحديث لعالم الانترنت مدام لا يوجد كهرباء علي مدار اليوم .

هنا أتذكر أيها السادة مكان يدرس لنا في الصفوف الابتدائية من تجهيل الشعب أيام حكم أسرة حميد الدين للبلاد عهد الحكم الأمامي كان الأمام يمنع دخول وسائل الإعلام والتعليم الي اليمن بينما كانت معظم الدول العربية غارقة في الجهل ، لكن ما هي حجة الحكومة اليمنية في هذا السياق ونحن في عهد الثورات المعلوماتية المختلفة ، من المصائب الكبرى ظهور جيل الوحدة جيل يجهل تاريخه القديم والحديث جيل سلبت من الإرادة همش ليعيش بدون هدف ولا غاية .

ولنركز فقط علي التفنن في التخلف ولنظل في دوامة المخدرات الوقتية والمسكنات الحكومية ولنركز علي القات وأسعاره وأجود أنواعه وهذه المسكنات والمخدرات تستهدف فئة الشباب لتجعلهم منقادون لا قادة مبدعة أيتها الحكومة الفتية في تجهيل وتظليل وتجويع شعبك ....

كنا في يوم من الأيام رجال نناطح بهممنا الجبال ونصنع من خيوط الشمس أثوب مزركشة نرتديها عند كل صباح جديد

أن الحل للخروج من هذه البحيرة القبلية المهيمنة علي هذا الشعب هي ثورة حقيقية ثورة ضد الفقر والجهل والمرض ثورة يقودها الشعب يحركها المحرك الوطني للخلاص من مستنقعات القبيلة المتسخة أيدها بالآثام العظيمة ثورة يقودها الشباب أنفسهم ولا ينتظرون المساعدة من أحد ، لنعيد ثورتنا ثورة 26 وثورة 14 بشكل جديد ، لنفعلها كما فعلها الشاب الخجول المقدم إبراهيم الحمدي وأخرجنا من دهاليز القبيلة الهمجية الي نور الجمهورية الناصعة جمهورية المؤسسات الوطنية والقانون والدستور لنفعلها مرة أخر بمخرجات حديثة معيرنا أهداف ثورة 26سبتمبر و14 أكتوبر ، ولنجعل وحدتنا هيا أرضيتنا الصلبة التي ننطلق من علي ظهرها لنقوم بثورتنا السلمية البيضاء من أجل اليمن من أجل التراب المخضب بدماء شهدائنا الذين سقطوا علي هذا التراب ولنريح من دفعوا أرواحهم فداء للتحرر ولنريحهم في قبورهم المنسية من الجميع .

ولنقول لكل اليمن من الشمال الي الجنوب ومن الشرق الي الغرب ثوري يا يمن في وجه الظلم كما ثرتي قبلها و انفجري في غرف نومهم قنابل محرقة تحيلهم الي أشــــــلاء .

ثوري يا صنعـــــــــــــــــــــــاء---------------- ثوري يا عــــــــــــــــــــــــــــــــــدن

أنها دولة الخزي والعار والذل والمهانة ، فليس للخونة ولا للمرتزقة ولا للفاسدين ولا للعملاء بيننا بيت ولا دار بل قبورا ومدافن تواريهم من عارهم فا لتثوري يا يمـــــــــــن من جديد

حد من الوادي 06-07-2010 02:11 AM


في حوار لـــ " النصف الأخر " عبد العزيز الكُميم :شاهدت زعماء الثورة في الثامنة من عمري (1)

2010/06/06 الساعة 20:46:42
التغيير – صنعاء - صادق ناشر :

في حياة كل فرد منا شخصيتان مختلفتان: الأولى تلك التي يتعامل معها الناس ويعرفون مواقفها وأخبارها التي تخرج إلى الناس والصحافة، والثانية تلك المخفية التي لا يعرفها سوى قلة قليلة من المقربين والأصدقاء.

وفي هذه المساحة تحاول "السياسية" الدخول في الزاوية المخفية من حياة هذه الشخصية أو تلك، من خلال حديث ذكريات يشمل أسرار الطفولة والشباب والعمل، والتعرف عن قرب على العادات والتقاليد والظروف الصعبة التي عاشها اليمنيون قبل أن يروا النور بثورتي سبتمبر وأكتوبر ودولة الوحدة.

"النصف الآخر" محاولة لإخراج ما خبأته السنوات في حياة اليمنيين، من خلال رصد الواقع الذي عاشوه ويعيشونه اليوم. كما أنها محاولة لمعرفة كيف يفكر من عايشناهم طوال سنوات ولا نعرف ما ذا يحبون، وماذا يكرهون، وكيف وصلوا إلى النجاح الذي وصلوا إليه.


تحاول "النصف الآخر" الابتعاد عن الخوض في الشأن السياسي، الذي يحبذ الكثير عدم الخوض فيه، وإن كانت السياسة حاضرة في بعض المواقف التي ضمها الحوار، لكن بشكل غير مباشر.

"النصف الآخر" سلسلة لحوارات مع شخصيات يمنية مختلفة في السلطة والمعارضة، رجالاً ونساء على السواء، ومن كل مناطق البلاد. وستكون هذه الشخصيات حاضرة بتجاربها في الحياة هنا لتكون شاهدة على صور مختلفة من حياة اليمنيين.

* بداية ماذا تبقى من ذكريات الطفولة وطرائفها لديك؟

ـ تبقى الكثير لما كان حولي: حارة الأبهر بكل مكوناتها: الناس، الشارع، الأبنية، موسم الخريف"، خروج جيراننا: آل السنيدار، عسلان... إلى الروضة والوداع الحار الذي كان يحدث بين أمهاتنا والموتر "العنتر ناش"، وعليه جزء من أثاث منازلهم الذي ينقلونه إلى الروضة.

كما أتذكر أسرة المرحوم عبد الرحمن عبد الله الوزير، وذهابي إلى بستان السلطان والمكوث لديهم عدة أيام أستمتع في بستانهم والخضرة التي تحيط بمنزلهم من جميع الجهات. كما أتذكر أول مرة في حياتي أأكل فيها على مائدة طعام لدى المرحوم الصيدلي عبد الله الإيراني، جار والدي في سوق الملح. كما أتذكر إمام جامع الأبهر المرحوم حسين الظفري، وهو يتلو بداية "سورة الأنعام" في صلاة العشاء كل خميس...

ذكريات الطفولة قطعا لا تزال مختزنة في ذاكرتي ووجداني وأسترجع أجزاءً منها حين أقابل بعض أصدقاء ورفقاء الطفولة أو زملاء الدراسة.

* ماذا عن سيرتك الشخصية؟ أين ولدت؟ والبيئة الأسرية التي ترعرعت فيها؟

ـ أنا من مواليد مدينة صنعاء في 1954م الموافق 1374هـ، وترعرعت في "حارة الأبهر"، وكنت الولد الأول لوالدي بعد ثلاث بنات، ولي شقيق يصغرني، لكنه توفي رحمة الله عليه.

أسماني والدي "عبد العزيز" تخليدا لاسم أخ له اسمه عبد العزيز، الذي كان يرعى والدتي أثناء غياب والدي في الحبشة. عاد والدي من غربته إلى اليمن في منتصف العام 1952، وعمي صالح حسين الحثرة. استأجر والدي بيت معيض، واستأجر عمي صالح في حارة قبة القليس، كما استأجر دكاناً من المرحوم علي تلها، وكان مفتاحه إلى الجهة الشرقية من سوق الملح، وعمي صالح إلى الجهة الجنوبية، وتخصصا في بيع الأقمشة، وكانا أول من أحضر دولاباً زجاجياً للطرح والمطرزات، وأحسنا عرض بضاعتهما وكسبا الكثير من الزبائن.

* ما الذي تتذكره عن فترة الصبا الأولى في حي الأبهر وسوق الملح؟

ـ تربيت في كنف والدي رحمه الله، وكان يزورنا شقيقا والدي الشهيد القرس أحمد الكميم والذي استشهد في منطقة "جبل الطويل" في العام 1965 إبان الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962، وعمي "علي"، وهو لا يزال حياً يرزق، أحسن الله خاتمته، وكانا يأتيان برفقة جمال محملة بالحطب والحبوب وأحياناً يحضران السمن البلدي واللبن.

وأتذكر أن والدي اشتري لي "سيكل" (دراجة هوائية)، حين بلغت السادسة من العمر، وكان يصطحبني معه باستمرار إلى دكانه في سوق الملح، وكنت ألعب مع الأخ علي بن علي اليدومي دائماً، وكانت والدته تمنحنا "جعالة" باستمرار، وأتذكر "أحسن طاهر" وأخاه "عبد الرحمن" وهما يعملان على "بمبة" بستان الكبسي.

* هل كنت تدرك الأحداث التي تدور حولك في تلك السن المبكرة؟ وما الذي علق بذاكرتك منها حتى الآن؟

ـ أدرك وأتذكر يوم 26 سبتمبر 1962 وما بعده، يومها أخذني والدي إلى الكلية الحربية وقت الظهر، ومازلت أتذكر صور بعض الثوار، منهم من توفاهم الله ومنهم من لا يزال حياً يرزق، مثل اللواء عبد الله جزيلان، وأتذكر مشهد أربعة مدافع في سور مقبرة خزيمة، بالإضافة إلى السور الذي اخترقته دبابة المرحوم عبد الله عبد السلام صبرة.

* كم كان عمرك يوم قيام ثورة 26سبتمبر؟

ـ قامت الثورة وعمري 8 سنوات، وكنت في ثاني أو ثالث ابتدائي.

أول يوم في المعلامة

* هل تتذكر أول يوم ذهبت فيه إلى المدرسة؟ بماذا شعرت يومها؟

ـ لا أتذكر تفاصيل أول يوم ذهبت فيه إلى المدرسة، لكنني أتذكر أول يوم ذهبت فيه إلى المعلامة عند الأستاذ عبد الله الحيمي في مدرسة جامع طلحة، ومازلت أتذكر أنه ضربني بالعصا ضربة علقت في ذاكرتي حتى اليوم، لأنني لم أستطع أن أجلس في وضع التشهد، الأمر الذي دفع والدي إلى إخراجي من عنده.

أتذكر أيضا بدايتي مع معلامة سوق الملح، وكان مقرها بجانب محل والدي، فكان يصطحبني معه ويرجعني معه، وكانت هناك مجموعة من جيرانه، منهم محمد الجوفي وحمود العشملي ولطف هادي سالم، رحمهم الله جميعاً، وكان والدي حين يمر بهادي سالم يقول له: "امرقين الدواب" بلهجة أهل الحداء، كان هؤلاء الناس طيبين وصادقين.

* هل تتذكر شيئاً من الألعاب الشعبية القديمة؟

ـ أتذكر "المدرهة" في موسم الحج، بالإضافة إلى اللعب بنوى التمر في شهر رمضان.

* بماذا كان يتميز رمضان في صنعاء القديمة عن أي مكان آخر؟

ـ يفرق في العادات والتقاليد، مثلا "التمسية" التي كان يمسونها الصغار على البيوت، الإفطار في الجوامع، تلاوة القرآن من الظهر إلى صلاة العصر.

* كيف كنتم تستقبلون رمضان في صنعاء القديمة؟

ـ كنا نستقبله بكل الترحاب، ونظل نستفسر ونتقصى من الآباء في المساجد عن رؤية الهلال ثم ننتظر الإذاعة وأحيانا يستبقون الإذاعة بإطلاق مدفع رمضان وقت العصر، إلا أن رمضان السبعين يوماً مازال محفوراً في ذاكرتي حيث كانت المدافع تدوي في أنحاء مدينة صنعاء، ولم نكن نعرف هل مدفع رمضان أم مدافع الثوار المدافعين عن الثورة والجمهورية، وقد تسحرنا في آخر يوم، وعند الفجر أعلنت إذاعة صنعاء أنه العيد.

وكنت أرى بعيني الشيخ عبد الله الأحمر واللواء علي أبو لحوم وهما يخرجان إلى ضواحي صنعاء مع أصحابهما من منزليهما للمشاركة في الدفاع عن صنعاء المحاصرة، وكان مع اللواء علي أبو لحوم المرحوم محمد بن هلال، أحد الأبطال الشجعان، كما أتذكر قائد شبعان "أبو شنب" ضد الرجعية، وأنا وأبناء الجيران نتحلق حوله وهو متمنطق بالرشاش والذخيرة حول جسمه.

في أحد أيام شهر رمضان المبارك أطلق المرتزقة قذيفة أصابت جامع الأبهر واستشهد اثنان أو ثلاثة من المصلين، ولا تزال آثار القذيفة موجودة حتى اليوم في الجامع، وقد حاولوا في السبعينيات إزالتها، لكن والدي مع آخرين أصروا على بقاء آثار هذه الجريمة كشاهد على جرائم الملكيين ضد سكان صنعاء القديمة الأبرياء.

* ماذا عن دراستك والسنوات الأولى في المدرسة؟

ـ درست في مدرسة "الزمر"، وكان اسمها حينذاك "مدرسة الإرشاد"، وقد تحولت لاحقا إلى "مدرسة ابن الأمير"، وفي المدرسة تعرفت على مجموعة من الزملاء الذين صاحبوني في الدراسة، واستمرت صداقتنا قائمة حتى اليوم، ومنهم مطهر تقي ومحسن أبو لحوم وعلي الآنسي وأخوه عبد الله والسفير حسن الراعي وعبد الله سبنة وعبد الرحمن السخي وعبد الله محمد الحضرمي وعبد الله الأهجري ومحمد الجعدبي... وكان يدرسنا أساتذة أجلاء رحمهم الله جميعا، من بينهم الأستاذ المسوري، حميد الدين وعلي الزبيدي، ومحمد الحليلي، وغيرهم الكثير لا أتذكر أسماءهم، رحمهم الله جميعاً.

كنا نذهب صباحاً من حارة الأبهر، مروراً بسوق المحدادة و"سوق العرج"، ويحضر بعضنا صبوحا قطعة من اللقمة (خبز وجحين)، ونأكل الصبوح على كأس شاي في "مقهاية" أمام المدرسة، أحياناً كان يحضر إلينا بعض المفتشين ويجرون لنا اختباراً شخصياً في مادة الدين واللغة العربية.

* ما الذي أكسبكم أنت وزملاءك تعليمكم على أيدي مدرسين مصريين في تلك المرحلة؟

ـ تعلمنا الكثير منهم، مثلا لأول مرة نعرف خط الرقعة؛ لأننا كنا نكتب بخط النسخ، بالإضافة إلى المواد العلمية ومادتي التأريخ والتربية الوطنية، ولأول مرة نعرف لهجة مختلفة عن لهجتنا اليمنية، ولم يكن لدينا في ذلك الوقت سوى مادة الحساب من العلوم الحديثة في المناهج الدراسية، وقد حصلت على الشهادة الابتدائية وانتقلت إلى الإعدادية، لكن جاءت حرب السبعين يوما الخالدة والتي انتصرت فيها إرادة الشعب اليمني على الملكيين فانقطعنا عن الدراسة.

* لمدة كم استمر هذا الانقطاع؟

ـ حتى النصر العظيم في 8 فبراير 1968، لم ندرس أبدا منذ حصار السبعين وحتى انتهائها، وأتذكر أنني انتقلت لاحقا إلى مدرسة سيف بن ذي يزن، حيث تعرفت على مجموعة جديدة من الطلاب الذين انتقلوا من مدرسة الإصلاح (القسم الداخلي)، وأغلبهم كانوا أكبر مني سنا، من بينهم أحمد شميلة، صالح الزبيري، وهو ضابط شرطة، وعبد الله غشيم والمحامي العام علي القليسي، وعبد المؤمن الحلالي، كما التقيت أيضا بمجموعة أخرى منهم حسين الردمي وإبراهيم المقحفي، وأتانا من خارج صنعاء عبد الكريم مطير.

وقد توسعت حلقة الأصدقاء في أول إعدادي وقام بتدريسنا مجموعة من الطلاب الذين تخرجوا من الثانوية العامة لعدم وجود مدرسين في العام 68، منهم الدكتور الملاحي، والأستاذ محمد شرف الدين، الذي يعمل مع الوكالة الأميركية للتنمية، ومحمد العماري الذي يعمل حالياً في مكتب شؤون الوحدة، والسفير على الغفاري، وعقيل السقاف، والقاضي محمد عبد الولي... هؤلاء درسونا فترة الإعدادي، وكانوا باكورة عمل التدريس الإلزامي. كما أتذكر أيضا مدير المدرسة عز الدين تقي رحمه الله.

كما أتذكر أنه في عامي 64 و65 سكن في حي الأبهر بصنعاء القديمة الأستاذان عبد المجيد وعبد الواحد الزنداني والأستاذ عبد السلام كرمان، وكان الأستاذ عبد الواحد الزنداني يعمل لنا دروساً بعد العصر هو وأخوه الشيخ عبد المجيد، كانا في عز شبابهما وقد استأجرا منزلا في حي الأبهر.

* بالمناسبة هل تأثرت بشخصية الشيخ الزنداني؟

ـ لم أنضم سياسيا عندهم؛ لأن والدي رحمه الله غرس فيّ قيم العروبة.

* ماذا عن ذكريات ما بعد مرحلة الإعدادية؟

ـ تجاوزنا الصف الأول الإعدادي، وفي السنة الثانية التحق الإخوة على الآنسي وأحمد شميلة وآخرون بكلية الشرطة، ومن المفارقات أن اثنين من زملائي كانا متزوجين رغم صغر سنهما هما إبراهيم المقحفي وعبد الكريم مطير، والأول كان يتميز بالهدوء وكثرة القراءة، كان يقرأ خلال فترة الخمس الدقائق الاستراحة الواقعة بين الحصص.

وأتذكر أنه جاءنا مدرس من آل العنسي من خريجي السودان ويبدو أنه اشترك في قضايا الدفاع المدني؛ لأنه كان يعلمنا كيف نتعامل في حال داس أحدنا لغما وكيف نسقط على الأرض، ولم أستطع أن أقوم بأداء حركة السقطة، فكان نصيبي أنا وآخرين من زملائي القليل من الضرب كعقاب.

ومن النوادر أيضا أننا تنافسنا في طرح الأسئلة على مدير المدرسة، وهو الأستاذ عز الدين تقي الذي كان لديه غرفة في المدرسة يأكل ويشرب وينام فيها، وكان يوم خميس وقد وضع اللحمة على النار ريثما ينتهي من الحصة، إلا أن أسئلتنا التي شغلته تسببت في احتراق طبخته.

بيئة صنعاء القديمة

* ما الذي تتذكره من بيئة صنعاء القديمة التي ترعرعت فيها؟

ـ أتذكر من بيئة صنعاء القديمة الأخوة التي جمعت الآباء والأمهات وطفولتي مع زملائي في الحارة سواء من آل اليدومي، السنيدار، السكري، عسلان، السياغي، وكذلك أسرة الزراحي ـ الصديق أحمد رفيق، ولي أخت من الرضاعة من آل عسلان أو مجموعة من الأصدقاء والبيوت أتذكرها جميعا وأعتز بها وببساطتها.

كانت هناك بساطة وطيبة في التعامل، مثلا حين كان والدي ووالدتي يرسلانني إلى الجيران لغرض ما يستقبلونني بحفاوة، وحين كان يذهب الجيران إلى منطقة الروضة في الصيف حيث تأتي شاحنة من نوع "فلجو" تتوجه بهم إلى الروضة، وكنت أرى الأمهات يتوادعن ويجهشن بالبكاء، والآباء يودعون بعضهم البعض وكأنهم لن يروا بعضهم البعض لسنوات.

كانت هناك روح من الباسطة والطيبة والود بين الناس. وأتذكر أنه بعد قيام الثورة سكن بجوارنا الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله والعم سنان أبو لحوم، وكانت تربط والدي بالعم سنان علاقة وطيدة وقديمة ذكرها الشهيد في كتابه، أما الشيخ عبد الله فلم يكن يعرف والدي إلا بعد قيام الثورة، لكن المرحوم الشيخ حميد بن حسين الأحمر كان من أعز أصدقاء والدي، وكانت بينه وبين والدي صداقة حميمة وعميقة، وقد حزن والدي عليه حزناً شديداً عندما أعدمه الطاغية الإمام احمد حميد الدين؛ فعندما سكنوا بجوارنا بدأ رجال القبائل يتوافدون على الحارة.

لم تكن هناك فوارق طبقية، حيث كنت ألعب أنا والشيخ صادق الأحمر وعيال العُبس وعيال مطشان، كان الناس مختلطين ولا توجد أية فوارق، واستمرت علاقتنا حتى اليوم، حيث دعيت كل هؤلاء الجيران في زفاف أولادي.

وتعودت أن أذهب لجامع الأبهر في كل رمضان، إلا أننا بعنا البيت القديم قبل خمس سنوات بسبب ظروف ناجمة عن مرض شقيقتي، رحمها الله، بمرض خبيث، ولكي نواجه نفقات علاجها ولا يزال لدينا حوش وأنوي أن أعمل به شيء إن شاء الله، وفي رمضان الماضي اصطحبت معي ابني وابن أختي وعرفتهما على زملائي القدامى في صنعاء القديمة.

* لماذا انتقلت من صنعاء القديمة؟

ـ بعد الثورة وتحديدا في عام 73 توجهت للقاهرة للدراسة، وقطعا يتطلع الإنسان إلى سكن جديد ووالدي رحمه الله اشترى قطعة الأرض هذه التي عليها المنزل اليوم (في الحي السياسي) وكان قيمة اللبنة حينها 25 ألف ريال.

نكسة حزيران

* هل تتذكر شيئاً عن نكسة حزيران عام 67؟

ـ كان والدي يتابع الأخبار في الراديو الكبير الذي أحضره من الحبشة، وفي اليوم التالي 6 يونيو، كما أتذكر، سمع من راديو أديس أبابا باللغة الأمهرية أخباراً غير تلك التي كنا نسمعها من إذاعة "صوت العرب" والإذاعات العربية الأخرى، وكان يتحدث مع عمي صالح وآخرين بالأمهرية، ولاحظت ذلك، ثم سألته عما حصل، فقال إن راديو أديس أبابا يقول إن الطيران المصري قد ضُرب.

وكل ما يأتي يوم خمسة يونيو أشعر بالحزن الشديد على هذه الحروب وخسارتها، وقد قرأت كتباً كثيرة إلى اليوم عما دار قبل وأثناء هذه الحرب المشؤومة.

* ما أهم موقف شعرت فيه بالحزن أو الفرح وارتبط ذلك بأحداث عامة حولك؟

ـ أهم موقف أبكاني حزنا هو موت الزعيم جمال عبد الناصر، أحسست أن صنعاء في قمة الحزن. أما الموقف الذي أبكاني فرحا فكان يوم تحققت الوحدة اليمنية في العام 90؛ فقد كانت هذه اللحظة من لحظات الفرح التي لا تنسى في حياتي، كما هي في حياة اليمنيين جميعاً.

* ما الذي شدك لجمال عبد الناصر وجعلك تبكي من أجله؟

ـ شدني مشروعه الوطني والقومي، ودفاعه عن الثورة اليمنية ومساندته لها، ودعمه لاستقلال الدول العربية من الاستعمار، ووالدي بذر في نفسي بذرة أن أكون عروبياً أحب وطني العربي من الخليج إلى المحيط وأن أكون جمهوريا، وقد استقبلت خبر وفاة عبد الناصر ثاني يوم وفاته، عندما كان والدي يقلب الراديو، وقال لي بصوت حزين: "لقد مات جمال عبد الناصر".

* بمناسبة الحديث عن الراديو، ما شعورك في أول يوم سمعت فيه الإذاعة؟

ـ كنت أستمع للراديو الذي أحضره والدي معه من الحبشة من نوع "فيليبس"، ومازلت أحتفظ به إلى اليوم، كان حجم الراديو كبيراً، وكنت أستمع فيه لمختلف الإذاعات واشتركت في صغري ببرنامج للأطفال كان يقدمه محمد موسى.

المصدر : السياسية

حد من الوادي 06-07-2010 02:31 AM


* ما الذي أكسبكم أنت وزملاءك تعليمكم على أيدي مدرسين مصريين في تلك المرحلة؟

ـ تعلمنا الكثير منهم، مثلا لأول مرة نعرف خط الرقعة؛ لأننا كنا نكتب بخط النسخ، بالإضافة إلى المواد العلمية ومادتي التأريخ والتربية الوطنية، ولأول مرة نعرف لهجة مختلفة عن لهجتنا اليمنية، ولم يكن لدينا في ذلك الوقت سوى مادة الحساب من العلوم الحديثة في المناهج الدراسية، وقد حصلت على الشهادة الابتدائية وانتقلت إلى الإعدادية، لكن جاءت حرب السبعين يوما الخالدة والتي انتصرت فيها إرادة الشعب اليمني على الملكيين فانقطعنا عن الدراسة.

* لمدة كم استمر هذا الانقطاع؟

ـ حتى النصر العظيم في 8 فبراير 1968، لم ندرس أبدا منذ حصار السبعين وحتى انتهائها، وأتذكر أنني انتقلت لاحقا إلى مدرسة سيف بن ذي يزن، حيث تعرفت على مجموعة جديدة من الطلاب الذين انتقلوا من مدرسة الإصلاح (القسم الداخلي)، وأغلبهم كانوا أكبر مني سنا، من بينهم أحمد شميلة، صالح الزبيري، وهو ضابط شرطة، وعبد الله غشيم والمحامي العام علي القليسي، وعبد المؤمن الحلالي، كما التقيت أيضا بمجموعة أخرى منهم حسين الردمي وإبراهيم المقحفي، وأتانا من خارج صنعاء عبد الكريم مطير.
--------------------------------------------------------
تعليق حد من الوادي

وشهد شاهدا يمنيا ان شهرفبرايرريوم 8 عام 1968م كانت الى يومها محاصرة من الملكيين؟؟؟
اي بعد عام كامل من استقلال الجنوب العربي وحضرموت وقيام جمهورية الجنوب؟
اللذي نال استقلالة في 30نوفمبر1967م

وهم يكذبون ويزعمون انهم لهم دورفي تحريرالجنوب ؟؟؟
----------------------------------------------------------
لقد كانومستعمرين من الجيش المصري صنعاء؟وتعز؟والحديدة ؟ محكومة بعساكرمصريين؟؟

حد من الوادي 06-13-2010 01:28 AM


قراءة في الشعار الانتخابي للرئيس علي عبدالله صالح بمناسبة مضي نصف الفترة الرئاسية

نعم.. «اليمن القديم» أفضل

محمد العبسي
[email protected]

رفع مرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، في الانتخابات الرئاسية، 2009 شعاراً انتخابياً لا يخلو من "تنطّع" وإدّعاء، وعد في شقه الأول بـ "يمن جديد". ووعد في شقه الثاني بـ "مستقبل أفضل". اليوم، أما وقد مضت نصف فترة الحكم الرئاسية، حان وقت طرح الأسئلة وفي مقدمتها: هل وفى الرئيس علي عبد الله صالح "مرشح المؤتمر الشعبي العام" بوعديه الانتخابيين أم لا؟.


ينبغي علي إذن، إن أردت الإنصاف، إعادة صياغة السؤال ليكون على النحو التالي: ما الذي تحقق على أرض الواقع، من البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وما الذي لم يتحقق منذ فوزه، قبل 3 سنوات و 8 أشهر، على منافسه النزيه فيصل بن شملان -رحمه الله - في انتخابات 2006؟ أو أن علي صياغته هكذا: هل اليمن القديم أفضل أم اليمن الجديد؟



الشعار الانتخابي.. دالاً ومدلولاً!
لا أريد التعريض بالرئيس ولا السخرية منه، ولا أريد التهكم من شعاره الانتخابي "يمن جديد" غير أنه يتوجب عليَّ فعل ذلك. فهذا الشعار لم يسئ لليمنيين وماضيهم، القديم والحديث، فحسب. وإنما أساء إساءة بالغة، من حيث لا يدري الرئيس إليه شخصياً وإلى تاريخه في الحكم، وكأن الشخص الذي اختاره شعاراً للحملة الانتخابية يعمل ضد الرئيس وليس معه!.

أية خفة عقل هذه؟


إن شعار "يمن جديد" يحمل في طياته إدانة واضحة لـ 28 عاماً من سنوات حكم الرئيس علي عبدالله صالح وكأن أشخاصاً نافذين، داخل السلطة، تعمدوا الإيقاع بالرئيس. ذلك أن القول "يمن جديد" يقتضي، بالضرورة، وجود "يمن قديم" سابق له زمناً ومختلف عنه حالاً ومآلاً. وهذا يقود إلى بديهية لا يختلف عليها اثنان وهي: إن الشيء الذي لم يأت خلال 28 مضت لن يأت، بطبيعة الحال، بعدها: مثل "العروسة" بالضبط في المثل الشعبي: إذ لم تأت من قبل فلن تأتي من بعد! وإذا كان الوعد بـ "يمن جديد" لم يتحقق خلال سنوات حكم الرئيس صالح لـ "28" عاماً منذ العام 1978 وحتى 2006، فمن البديهي، إذن، ألا يبصر الـ "يمن الجديد" النور خلال سنوات حكمه المقدرة بـ 7 سنوات انقضى أكثر من نصفها، فهي، في الأول والأخير، أقل من خُمس سنوات حكمه السابقة.

هل كان فخاً إذن؟


ليس لدي أدنى شك أن شعار الحملة الانتخابية "يمن جديد" يحمل، وهو حمّال أوجه، إدانة صريحة لتاريخ الرئيس في الحكم منه إليه، ولا أدري ما الذي جعل شخصاً في ذكاء ودهاء علي عبدالله صالح يقع في شراك هذا الشعار الإدعائي الفج! غير اني أعرف قولاً قديماً يفسر، على الأقل، السبب من زاوية شخصية فقد ورد في الأثر أنه "يؤتى الحذر من مأمنه"ت. ومن مثل الرئيس صالح في حذره ومن مثل واضعي شعاره الانتخابي أشخاص مقربون يأمنهم الرئيس ويركن إليهم؟



يمن أفقر... مستقبل أسوأ!!
قال الرئيس علي عبدالله صالح، في خطاب رئاسي شهير: إنه ومن خلال برنامجه الانتخابي سيقضي نهائياً على الفقر بحلول العام 2010. افترض في الرئيس الصدق وحُسن النية في خطابه هذا. غير أن أحدث تقرير دولي صدر مطلع الشهر الجاري، فيما يفترض أنه عام القضاء على الفقر، يقول عكس ذلك!.


لست مسروراً بهذه الأنباء السيئة: فبحسب تقرير أممي لمنظمة الغذاء العالمية، التابعة للأمم المتحدة، فإن شخصاً يمنياً بين كل 3 أشخاص يعاني من الجوع الدائم، فضلاً عن أن 60% من الأطفال اليمنيين يعانون من سوء التغذية. يبدو الأمر كارثياً، ولو أن هذه المعلومات جاءت على لسان منظمة أخرى غير الغذاء العالمي، لقلت إن في الأمر مزحة، لكنه، للأسف، بؤس الـ "يمن الجديد"!.


لا يقتصر الأمر على ذلك، فاليمن، عاماً بعد عام، من سيئ إلى أسوأ، وإليكم الأدلة:
تقول تقارير البنك الدولي إن 40% من الأسر اليمنية (قرابة 7 ملايين نسمة) دخلهم الشهري في عامي 2005 – 2006، أقل من 50 دولاراً أمريكياً (ما يعادل 10 آلاف ريال). ليرتفع عدد الأسر الواقعة تحت خط الفقر، التي يقل دخلها عن دولارين في اليوم إلى أكثر من 60% في العام الحالي، في حين قدرت المؤسسة الدولية الأسر والأفراد اليمنيين الذين يتراوح متوسط دخلهم بين 5 آلاف و 100 ألف ريال بنسبة 7% فقط، ما يعني امحاء الطبقة الوسطى كلياً، بينما يحقق 3% فقط من سكان اليمن دخلاً مالياً جيداً يتيح حياة كريمة، حده الأدنى 100 ألف ريال فما فوق!.


هل اليمن القديم، وفق هذه الأرقام، أفضل أم اليمن الجديد؟.
إن مقارنة بسيطة بين أسعار المواد الغذائية والمواد البترولية في اليمن القديم قبل 2006 وبين أسعارها فيما يفترض أنه "يمن جديد" تؤكد أن الأعباء المعيشية تزداد ثقلاً على المواطنين عاماً بعد عام، كما أن مراجعة سريعة لتقارير البنك المركزي تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الأوضاع الاقتصادية في البلد من سيئ إلى أسوأ.


اليمن القديم إذن من ناحية اقتصادية أفضل.



تمزق تحالفات الرئيس
فهل اليمن القديم أفضل سياسياً من اليمن الجديد؟ يسوؤني أن أقول، جازماً، إن كفة "اليمن القديم" راجحة أكثر، وإن قراءة سريعة لتحالفات الرئيس في الساحة السياسية تؤكد أن البلد في العام 2010 أكثر تمزقاً وتفتتاً منه قبل أربع سنوات ..إنه على شفا جرفٍ هار!.


في اليمن القديم، قبل 2006، كان "طارق الفضلي" يدير بنفسه الحملة الانتخابية للرئيس علي عبدالله صالح في أبين وعدد من المحافظات الجنوبية كأحد أتباعه المخلصين. وفي اليمن الجديد بعد 2006، انضم الفضلي إلى قائمة خصوم الرئيس وتزعم، في وقت سريع، إحدى فصائل الحراك الجنوبي وأكثرها بشاعة. مطالباً، باللغة العنجهية التي يقدرها القصر ويحترمها، بفك الارتباط وانفصال الجنوب!.


في اليمن القديم، قبل 2006 كان "حسين الأحمر" رئيساً لفرع المؤتمر الشعبي العام في عمران ليس إلا. وفي اليمن الجديد، بعد 2006، أصبح حسين الأحمر نجماً معارضاً مشاكساً وواحداً من خيارات التغيير المهمة في البلد. أما وقد صار على رأس مجلس التضامن الوطني الذي جمع بين طرفي القوة في البلد: القبيلة، بما لدى شيخ حاشد الشاب من إرث، والمال بدعم سخي من الجارة السعودية التي أعاقت -لعقود- أي مشروع نهضوي في البلد مفضلة دعم مشاريع مشابهة لمجلس التضامن التي تغدق عليه شهرياً، بقرابة مليوني ريال سعودي!.


حتى داخل الأسرة الحاكمة: ففي اليمن القديم، قبل 2006، كان محمد عبداللاه القاضي لما يزل أحد أفراد الأسرة الحاكمة الذين يسهل احتوائهم. أما في اليمن الجديد، بعد 2006، فقد انضم القاضي إلى قائمة الساخطين من سياسات الرئيس والضائقين ذرعاً به. انتقل القاضي في سنوات قليلة من موظف حكومي "رئيس مؤسسة الأدوية" إلى رئيس لشورى مجلس التضامن الوطني. لم يكن الرئيس ليشعر بالحرج وهو يقول لقناة الجزيرة، إن سبب سخط محمد عبداللاه القاضي مرده أن "الكعكة صغرت" وأنه يريد المزيد!. فالأخير كان نقده للرئيس، بالنظر إلى قرابته، موجعاً!


في اليمن القديم، قبل 2006، كان يحيى محمد عبدالله صالح، ابن شقيق الرئيس أحد أبناء العائلة المخلصين، دون قيد أو شرط، لكبير العائلة: الرئيس،. أما في اليمن الجديد، بعد 2006، وقد تزايد عدد الساخطين من طريقة حكم الرئيس، فقد بدأ أركان حرب الامن المركزي العميد يحيى كما لو أن لديه أجندة خاصة. فهو يتحدث إلى الصحافة بشفافية ووضوح ويعارض التعديلات الدستورية ويدين حبس الصحفي عبد الكريم الخيواني مطالباً، أثناء اعتقاله، بالإفراج عنه. وعلاوة على تقديمه المبادرات السياسية المختلفة فقد سبق وأعلن العميد يحي، بشكل صريح، معارضته للمشروع الأكبر في البلد: توريث السلطة. وهو بهذا يعمل، حسب مراقبين، لمشروعه هو. ويحرص باستمرار على تقديم نفسه كشخص منفتح يقف نصيراً للحريات والمرأة والصحافة.


والدائرة في اتساع:
في اليمن القديم، قبل 2006، كان عبد الوهاب محمود – نائباً لرئيس مجلس النواب، وفي اليمن الجديد بعد 2006 فقد أصبح عبد الوهاب محمود رئيساً لأحزاب اللقاء المشترك وقد تعرضت سيارة له قبل أسابيع – يا للمكافأة – لإطلاق نار قيد ضد مجهول.


في اليمن القديم، قبل 2006، كان فارس منّاع أحد رجال الرئيس المخلصين وشديدي القرب. فعلاوة على كونه رئيساً لإحدى لجان الوساطة في حرب صعدة، كان فارس بمثابة "مدير مشتريات القصر" المسئول عن معظم صفقات الأسلحة وعقود تزويد الجيش. هذا ما كانه فارس مناع في اليمن القديم. أما اليوم، في اليمن الجديد، فإنه قابع في إحدى زنازين الأمن على اثر تداعيات حرب صعدة وفي تحول لا يخرج، من حيث السياق، عن تحولات طارق الفضلي أو حسين الأحمر أو القاضي وغيرهم.


وفي السلطة كما في المعارضة والمجتمع اليمني: الدائرة في اتساع. في اليمن القديم كان الزميل عبد الكريم الخيواني، وحده، ضيفاً عزيزاً على زنازين الاعتقال. أما في اليمن الجديد فقد كبرت قائمة الصحفيين لينضم إليه محمد المقالح والسقلدي واللسواس وفؤاد راشد وحتى سيف الحاضري (انضم هو الآخر) إلى قائمة نزلاء السجن من الصحفيين. كانت صحيفة الشورى وحدها، المصادرة في اليمن القديم، أما اليمن الجديد فقد شهد يوماً أسود جرى فيه إيقاف ومصادرة 7 صحف أهلية في يوم واحد فيما وصف حينها بـ "الجنان اللوزي"!.


في اليمن القديم، كانت حرب صعدة نزيفاً داخلياً في مقدور اليمنيين تضميده. أما في اليمن الجديد، بعد 2006، فقد دوّلت قصية صعدة وصارت شأناً إقليمياً مخلفة وراءها الآلاف من القتلى والجرحى وأكثر من 250 ألف نازح!.


في اليمن القديم، قبل 2006 كانت المملكة العربية السعودية داعماً رئيساً لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، أما في اليمن الجديد، وبعد دخول السعودية في حرب حدودية مع الحوثيين، فقد أخذ صناع القرار السعودي يتحدثون، تلميحاً وصراحة، عن فشل النظام اليمني ومخاطر انهياره. ويكفي، لمعرفة مدى ريبة الرياض في نظام صنعاء، أن يقرأ المرء مقالاً لعبد الرحمن الراشد، مدير قناة العربية، تحت عنوان "دهاء حوثي أم مكر صنعاني" في الشرق الأوسط .


في اليمن القديم، قبل 2006، كان الرئيس وأحزاب اللقاء المشترك، على حد سواء، يرفضون الاعتراف بشيء اسمه "القضية الجنوبية". أما اليوم، في اليمن الجديد، فالجميع، سلطة ومعارضة، يتحدث عن الجنوب معترفاً بقضيته السياسية. غير ان الوقت، في تقديري، قد أزف. وما كان ممكناً حله، بكل سهولة، قبل سنوات صار من المستحيل عمله اليوم من دون خسائر وتضحيات جمة لم يعتد النظام، طوال فترة حكمه، على تقديمها. غير ان الضرورات، كما تقول القاعدة الفقهية، تبيح المحظورات.


والآن: ألا توافقوني الرأي، بعد كل ذلك، أن اليمن القديم أفضل اقتصادياً وسياسياً أيضاً؟.

حد من الوادي 06-17-2010 03:08 AM


توضيح رابع للحراك

بتاريخ : الأربعاء 16-06-2010 10:24 صباحا


شبكة الطيف بقلم : د. محمد حيدره مسدوس

بعد اكتمال ردود الافعال على خطاب الرئيس بالذكرى العشرين للوحده كما يقولون ، و الذكرى العشرين لاسقاطها كما يقول الواقع ، و بعد مؤتمر اللجنه التحضيريه للحوار الوطني الشامل و ما سمعناه عنها ، كان لابد من توضيح التالي:


أولاً : قبل خطاب الرئيس اتصل بي بعض الاخوان عن توقعاتي لما يمكن ان يأتي به الرئيس حول القضيه الجنوبيه . و قلت لهم لا اتوقع ان يأتي بجديد ، لان النظام برمته لا يفهم من الوحده غير اسمها ، و الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها . فكما قلت سابقا بان اسم والدي رحمه الله موجودا ، و لكنه غير موجود . و طالما و النظام لا يفهم من الوحده غير اسمها ، فان فاقد الشيء لا يعطيه . فدعوة الرئيس للحوار مشروطه بدستور الحرب و قوانينه و مؤسساته ، و في هذه الحاله على ماذا يحاور الجنوبيين ؟؟؟ .


فهو ينطق بكلمة الوحده لغويا و يرفضها عمليا . فعندما يصر على واحدية اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و على واحدية تاريخيهما و ثورتيهما و يقول بان الوحده بينهما هي وحده وطنيه و ليست وحده سياسيه بين دولتين ، فانه بذلك ينكر الوحده منطقيا و يرفضها عمليا . حيث ان الوحده لا يمكن ان تكون وحدة الواحد . كما ان كذبة الواحديه هذه تجعل من المستحيل فهم القضيه و فهم حلها ، ثم ان هذه الكذبه قد جعلت الحياه السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعيه و الثقافيه تكون شماليه بامتياز .


فقد اصبح الاقتصاد شماليا و الثقافه شماليه و السلطه شماليه و المعارضه شماليه و الاحزاب شماليه و وسائل الاعلام شماليه ، و حتى مراسلي الاعلام الخارجي شماليين ..... الخ . و هذا ما أدى الى التعتيم الاعلامي الشامل على ما يجري في الجنوب ، باستثناء بعض الصحف الاهليه و منها صحيفة الوسط المحترمه . و في هذه الحاله اين هي الوحده التي يتحدثون عنها ؟؟؟ . فقد ظللنا خمسة عشر سنه نحاول اقناعهم بان الحرب عطلت مسار الوحده ، و انه لا بد من ازالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحده و لم يقبلوا ، و اليوم عليهم هم ان يقنعونا بقبول ذلك .


و اذكر ان الاخ العزيز يحيى الشامي قد اتصل بي اثناء التحضير للانتخابات النيابيه عام 1997م و قال : الرئيس طلب لقاء مع الاحزب و سأذهب انا و انت ، لان مقبل و جار الله غير موجودان . و قلت له اذهب انت و احمد علي السلامي ، لانني كنت اريد اللقاء يكون شمالياً خالصاً . و عند عودتهما من اللقاء جاءني ، و قال : اعطوا لنا العدد الذي طلبناه في اللجان . فقلت له : عندما كنتم تناقشون هل فكرتم من اين انتم ؟؟؟ . فقال : من كل الاحزاب . فقلت : اقصد جغرافيا . فغضب و قال : انت لا تعرف شيئا عن الحركه الوطنيه . فقلت له : سنحوّل بيوتنا الى مدارس لتوعية اولادنا بقضيتهم . فغضب اكثر و غادر منزلي ،


مع انه من افضل اصدقائي في الحزب حتى الان . فلم يخطر في بالي بان اي انسان لديه ذره من العقل في السلطه او المعارضه ان يذهب الى الانتخابات بدون المصالحه مع الجنوبيين ، ناهيك عن الحزب الاشتراكي الذي كان يقود الدوله في الجنوب و كان طرفا في الازمه و الحرب . فقد صدمت اكثر من صدمة الحرب و تأسفت على ما قدمه الجنوب للحركه الوطنيه في الشمال و بالذات حزب الوحده الشعبيه (حوشي) و الجبهه الوطنيه . فقد اكتشفت باننا خُدعنا منذ استقلال الجنوب ، لانهم ظلوا لمدة 30 عاما يقنعونا بزوال نظام صنعاء و اصبحوا بعد حرب 1994م يقنعونا بقبوله في الجنوب ، رغم انهم ظلوا معززين مكرمين في الجنوب و كانوا يعيشون في بحبوحه كما قال الاخ الرئيس علي ناصر محمد ، بينما المعارضه الجنوبيه الهاربه في الشمال لم يسمح لها حتى بنصب خيمه للسكن .

ثانياً : ان خطاب الرئيس الذي نحن بصدده هو اصلا موجه للخارج اكثر منه للداخل ، و هو محاوله مكشوفه للهروب من القضيه الجنوبيه و محاوله لدفنها . فبحكم ان النظام يعتقد بانه ذكي و غير غبي ، فانه يريد ان يقول للعالم بانه ادى ما عليه و رمى الكره في ملعب غيره . و بالتالي يكون ذلك مبررا امام العالم لقمع الاحتجاجات السلميه في الجنوب ، مع العلم بان الاجهزه الامنيه و العسكريه الشماليه مشبعه بالحقد ضد الجنوب . و لهذا و حتى نكشف حقيقة النظام و نسقط مبررات القمع الامني في الجنوب ، فاننا نطلب من الاشقاء العرب و في المقدمه دول الخليج بان يقنعوا النظام بالوحده فعلا لا قولا ، بحيث يسلم بانها وحده سياسيه بين دولتين و ليست وحده وطنيه بين اطراف من دوله واحده ،


و ان يسلم بان اليمن ككل كانا يمنين ، هما : اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و انهما كانا بدولتين و هويتين وطنيتين و بتاريخين سياسيين كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدوليه الى يوم اعلان الوحده ، و ان يسلم كذلك بان الجنوب ملك لاهله و ليس ملكا لغيرهم ، و ان يجلس للحوار مع الجنوبيين على هذا الاساس . فاذا ما نجحوا في ذلك فانهم يكونوا قد حلوا القضيه و اوجدوا الاستقرار في اليمن ، و اذا ما فشلوا ، فاننا نطلب منهم ادانة النظام و تأييد مطالبنا . و اذكر بانني قد تناولت هذا الموضوع مع معالي وزير الخارجيه العماني الاخ يوسف العلوي عندما هُزمنا في الحرب و خرجنا الى سلطنة عُمان ،


و استقبلني و كل من الاخوه : عبدالعزيز الدالي ، و محمد سعيد عبدالله ( محسن ) و صالح عبدالله مثنى ، و سالم جبران ، و مصطفى العطاس ، و محمد سالم كده ، و قلت له : لسنا مختلفين حول الوحده من حيث المبدأ ، و انما مختلفين على مفهومها . فهم يرونها وحده وطنيه و كأنها بين أطراف من دوله واحده ، اي عودة الفرع الى الاصل كما جاء في رسالة علماء دين صنعاء اثناء اعلان الوحده و كما تأكده الممارسه العمليه ، و نحن نراها وحده سياسيه بين دولتين كما جاء في اتفاقيات الوحده التي تم اسقاطها بالحرب ، و الان و بعد كل ما جرى و بعد معرفة نواياهم ليس هناك من حل غير الحل الفيدرالي . و قال الاخ يوسف : هذا الذي سيكون و لكن ليس وقته ، فقد كان امام علي عبدالله صالح عقبتان ، و اجتاز الاولى و باقي الثانيه ، و نحن واثقون من قدرته على اجتيازها . هكذا قال الوزير العماني .


ثالثاً : ان الجديد بالنسبه للرئيس تجاه الداخل هو فقط في موافقته على اتفاق فبراير 2009م مع اللقاء المشترك و الذي بموجبه تم تأجيل الانتخابات خوفا من فشلها في الجنوب . و هذا الاتفاق يتضمن احتواء الحراك الوطني السلمي الجنوبي من قبل اللقاء المشترك و الوصول الى حوار يكون طرفاه السلطه و المعارضه و ليس الشمال و الجنوب . و مثل هذا الحوار الذي ظهر بأسم مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو دفن أبدي للقضيه الجنوبيه ، لان أي حوار يأخذ صفة السلطه و المعارضه و ليس صفة الشمال و الجنوب ، هو طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنه لنهب ارضه و ثروته و حرمانه منها . كما ان مثل ذلك يعتبر تنازلا عن قراري مجلس الامن الدولي أثناء الحرب و عن تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب . ثم ان مثل ذلك ايضا يعفي النظام و حزب الاصلاح من مسئولية الحرب و نتائجها و من مسئولية الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و أدت الى اسقاط الوحده بالحرب . و فوق ذلك مازال علماء دين صنعاء يستخدمون الدين لصالح الشمال على حساب الجنوب و أصبحوا الان يفتون بان الوحده فريضه . حيث تناسوا تعدد الدول الاسلاميه و تعدد الدول العربيه ، و تناسوا تأييدهم لترسيم الحدود فيما بينها و آخرها حدود اليمن مع السعوديه .


رابعا: ان ما يجري في الجنوب منذ حرب 1994م يشكل انقراضا لشعب كان دوله ذات سياده ، و عملية الانقراض هذه مارستها السلطه و علماء دين صنعاء و احزاب اللقاء المشترك خلال السنوات الماضيه كلا بطريقته . و قد سبق و ان قلنا في حينه بان تشكيل مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا ، و اللقاء المشترك لاحقا دون ان يعتذر حزب الاصلاح لشعب الجنوب على الحرب التي خاضها ضده ، و دون ان يلغي فتواه الدينيه التي بررت الحرب و أباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى و مازالت باقيه ، هو لشرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه . فلو لم توجد القضيه الجنوبيه لما وجدت مثل هذه التكتلات بكل تأكيد . و اذا ما حلّت القضيه الجنوبيه او دفنت لا سمح الله ، فان هذه التكتلات لن تبقى قائمه الاّ بتحويل الاسلاميين الى علمانيين او العكس ، و هذا دليل كافي على ذلك . و كما سبق ايضا و ان قلنا بان مشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات بدون ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، هي لتطبيع الوضع السياسي في الجنوب و شرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه ايضا . و قلنا كذلك بانه لا يجوز استخدام الحزبيه في القضايا الوطنيه ، لان الحزبيه تتعارض موضوعيا مع الوطنيه بالضروره .


خامساً : ان هذه التكتلات السياسيه التي ظهرت بعد حرب 1994م قد وجدت بوجود الحزب الاشتراكي فيها كمحلل لقهر الجنوب ، و لولا وجود الحزب الاشتراكي فيها لما وجدت مثل هذه التكتلات . فعلى سبيل المثال في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م حاول الرئيس علي عبدالله صالح ، عبر احمد حيدره سعيد و احمد عوض المحروق و لاحقا بن عرب ، إقناع (( مقبل )) بترشيح نفسه كمنافس للرئيس بأسم الحزب أو حتى بأسم المعارضه ، و لكنه رفض . و من جانب مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه في ذلك الوقت اجمع على ترشيح ياسين سعيد نعمان كمنافس للرئيس و هو مازال باقيا في دولة الامارات ، و لكنه ايضا رفض .


و بعد ذلك استطاع جار الله عمر اقناع مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه بترشيح (( مقبل )) و هو في لندن للعلاج و طلب منه قطع العلاج و العوده فورا لتقديم طلب الترشيح قبل اغلاق باب الترشيح ، و هذا ما جعل الرئيس يشك في عودة مقبل و في قبوله للترشيح بعد ان كان رافضا ، و وجه مجلس النواب باسقاطه و انجاح نجيب قحطان الشعبي كمنافس للرئيس و هو من حزب الرئيس ، مما يدل على ان السلطه و المعارضه معا كانا يبحثان عن منافس جنوبي يعطي شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م أستأجر اللقاء المشترك الفقيد فيصل بن شملان رحمه الله كمنافس للرئيس من خارج اللقاء المشترك لنفس الهدف . و هذا ما أكده بن شملان نفسه في حملته الانتخابيه و في الصحف .


ففي مقابله له مع صحيفة النداء بتاريخ 18/1/2010م العدد (( 220 )) مثلا ، قال : ان ما كان يزعجني اثناء الحمله الانتخابيه هو حديث الرئيس عن الوحده ، لانه يوحي و كأنها لاتزال محل شك ، و هذا شيء مؤلم رغم مرور هذا الوقت على قيام دولة الوحده ، و قال ايضا و هو مرشح اللقاء المشترك و يمثل سياسته : ان حديث الرئيس عن الوحده بدى و كأنه يشكك في وجودها ، و قال كذلك : انا دخلت الانتخابات من اجل التأكيد على ان الوحده اليمنيه يجب الاّ تكون موضع نقاش . و في الاخير قال : انا أديت مهمه . هكذا قال بن شملان . و لكونه قال هذا الكلام فقد خلق اللقاء المشترك له هاله اعلاميه حتى اليوم . و بالتالي ماذا نسمي هذا العمل بالنسبه للقاء المشترك ، و ماذا نسميه بالنسبه لبن شملان رحمه الله ؟؟؟ . أفلم يكن الاول مؤامره و الثاني خيانه ؟؟؟ .

سادساً : ان نجيب قحطان الشعبي الذي رشحه الرئيس لمنافسته في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م ، و مقبل و ياسين اللذان رشحهما مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا لنفس الانتخابات ، و الفقيد فيصل بن شملان الذي رشحه اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م ، و استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه الذي تم احضاره قبل سنه لرئاسة اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ..... الخ ، لم يكونوا جميعهم افضل ما في اليمن و لا اعتقد انهم ذاتهم يعتقدون ذلك و لا من رشحهم يعتقد فيهم ذلك ، و انما لانهم جنوبيون يمكن ان يعطوا شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و بالتالي الم يكن هذا ضحكاً عليهم ؟؟؟ . فلا نجيب صانع قرار لدى من رشحه ، و لا مقبل و ياسين صانعان قرار لدى من رشحهما ، و لا فيصل بن شملان صانع قرار لدى من رشحه ، و لا استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه صانع قرار في اللجنه التحضيريه للحوار الوطني ، ولا أي جنوبي في اي حزب صانع قرار باستثناء السيد عبدالرحمن الجفري في حزب الرابطه . و هذا ايضا ينطبق على كل الجنوبيين الموظفين مع السلطه . و مع كل ذلك و غيره الكثير فاننا نرحب باي صحوة ضمير لدى المعارضه او لدى السلطه تجاه القضيه الجنوبيه و نمد ايدينا لهم من اجل ذلك .


سابعاً : ان اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني التي أختتمت مؤتمرها في الاسبوع الماضي قد حاولت ان تقول كلمة حق تجاه القضيه الجنوبيه ، و نحن نرحب بذلك و نشكرهم عليه . كما اننا نبارك انضمام الحركه الحوثيه و أنضمام مجلس التضامن و حركة التغيير الى مسيرة الحوار الوطني التي يقودها الشيخ حميد الاحمر ، و نأمل بان يكون هذا الاصطفاف الشمالي للمعارضه عاملا مساعدا لأجبار النظام على الاعتراف بالقضيه الجنوبيه كقضية شعب كان دوله ذات سياده ، و ذلك باتجاه الحوار مع الجنوبيين من اجل حلها على قاعدة الشرعيه الدوليه بموجب قراري مجلس الامن الدولي او على قاعدة الشرعيه الشعبيه بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . و أقول لكل المنحدرين من الشمال و الجنوب في الداخل و الخارج بأنه لن يكون الا هذا الكلام شاءوا أم أبوا رغم ظروفي الصحيه و الماديه التي لا تسمح لي كثيرا بالحركه . فلا يمكن ان يكون غير ذلك الا في حاله واحده ، و هي أنهيار الدوله و صوملة اليمن فقط و لا غير و بالضروره .


ثامناً : انني في الختام أقول لجميع الجنوبيين في الداخل و الخارج بان القضيه الجنوبيه قد اصبحت حاضره بقوه في الميدان ، و لكنها ليست كذلك في الفكر و السياسه و الاعلام . و هذه المجالات الثلاثه لابد من التركيز عليها في الايام القادمه حتى تواكب ما يجري في الميدان . و لابد من تطوير الحراك الوطني السلمي الجنوبي و تحويله الى حركه سياسيه تكون من حيث التنظيم مثل الحركه الشعبيه في جنوب السودان . فلم تكن الحركه الشعبيه في جنوب السودان تابعه للمعارضه في الشمال و لم تراهن عليها في حل قضية الجنوب ، لان المراهنه عليها تجعل القضيه تكون قضية سلطه و معارضه بدلا عن قضية شمال و جنوب ، و تجعل حاميها حراميها ، رغم ان جنوب السوان لم يكن دوله قط و لم يدخل في وحده سياسيه مع الشمال كما حصل عندنا . ناهيك عن الاختلاف الجذري بين آليّة حل أزمات السلطه و آليّة حل أزمات الوحده . فآليّة حل أزمات السلطه هي في صناديق الاقتراع و ليس غيرها ، و آليّة حل أزمات الوحده هي في الحوار بين طرفيها و ليس غيره بالضروره أيضاً . و بالتالي على الذين يعتقدون بأن الازمه في اليمن هي أزمة السلطه بأن يعيدوا حساباتهم على هذا الاساس .

- 12/6/2010 -

حد من الوادي 06-17-2010 03:32 AM


سادساً : ان نجيب قحطان الشعبي الذي رشحه الرئيس لمنافسته في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م ، و مقبل و ياسين اللذان رشحهما مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا لنفس الانتخابات ، و الفقيد فيصل بن شملان الذي رشحه اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م ، و استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه الذي تم احضاره قبل سنه لرئاسة اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ..... الخ ، لم يكونوا جميعهم افضل ما في اليمن و لا اعتقد انهم ذاتهم يعتقدون ذلك و لا من رشحهم يعتقد فيهم ذلك ، و انما لانهم جنوبيون يمكن ان يعطوا شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و بالتالي الم يكن هذا ضحكاً عليهم ؟؟؟ .

فلا نجيب صانع قرار لدى من رشحه ، و لا مقبل و ياسين صانعان قرار لدى من رشحهما ، و لا فيصل بن شملان صانع قرار لدى من رشحه ، و لا استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه صانع قرار في اللجنه التحضيريه للحوار الوطني ، ولا أي جنوبي في اي حزب صانع قرار باستثناء السيد عبدالرحمن الجفري في حزب الرابطه . و هذا ايضا ينطبق على كل الجنوبيين الموظفين مع السلطه . و مع كل ذلك و غيره الكثير فاننا نرحب باي صحوة ضمير لدى المعارضه او لدى السلطه تجاه القضيه الجنوبيه و نمد ايدينا لهم من اجل ذلك .

حد من الوادي 06-19-2010 12:35 AM


أين المشكلة في اليمن؟ ... بقلم: فهمي هويدي

الخميس , 17 يونيو 2010 م

فى اليمن الآن أزمة عربية نمطية. نظام قبض على السلطة منذ أكثر من ثلاثين عاما، وتمسك بالاستمرار فيها واحتكارها. ولإحكام القبضة سلمت مفاتيح البلد ومفاصله إلى الأبناء والأشقاء والأصهار ومن لف لفهم. وحين استتب احتكار السلطة انفتحت الشهية لاحتكار الثروة، التى أطلقت فيها الأيدى بغير حساب مما وسع من دائرة المنتفعين فى الأسرة والقبيلة. وهو ما أعاد إلى الأذهان ذكريات عهد الإمامة، وصار بعضهم يتندر قائلا إن الإمامة فى هذا الزمن غدت فى «سنحان» ــ قبيلة الرئيس ــ وكانت العرب تقول إن «الإمامة فى قريش». ومنهم من أصبح يعبر عن تعجبه من استشراء نفوذ الأسرة الحاكمة قائلا: سنحان الله، بديلا عن سبحان الله!
حيث شغل القابضون على الحكم باستمرار احتكار


السلطة ومواصلة الاغتراف من الثروة. واستمر ذلك طوال ثلاثة عقود، فإن المجتمع اليمنى الذى لم يفقد عافيته بدأ يتململ معبرا عن ضيقه واحتجاجه على تغييبه.


وإذ أدركت فئاته وقبائله أنها ما عادت شريكة لا فى السلطة ولا فى الثروة، فلم يكن أمامها سوى التمرد على الوضع القائم، ساعدتها على ذلك التقاليد التى أبقت على السلاح فى كل يد وبيت، والجغرافيا ــ فى الشمال بوجه أخص ــ التى مكنت اليمنيين من الاحتماء بالجبال الشامخة فى صراعاتهم. ولأن النظام القائم اعتمد على القوة المسلحة فى تثبيت أقدامه وضمان استمراره، فإنه لجأ إلى السلاح والقمع لإجهاض التمرد وإسكات أصوات الغاضبين.

حين أدرك الجميع أن مظلة الوطن لم تعد تحتويهم، بعدما صارت مقدراته حكرا على أسرة وقبيلة بذاتها، فإنهم احتموا بكياناتهم الخاصة والأصغر.
وهذا ما فعله الحوثيون فى صعدة بالشمال، ودعاة «الحراك» فى عدن والضالع وأبين فى الجنوب. وكان الجنوبيون قد التحقوا بالوحدة مع الشمال فى عام 1990، وانخرطوا فيها باعتبارهم مواطنين وشركاء، ثم اكتشفوا بمضى السنين أنهم تحولوا إلى رعايا وأتباع. وهو ما استفزهم حتى دعا البعض منهم إلى الانفصال واستعادة الدولة التى خطفت منهم.

طوال العقود الثلاثة التى مضت وعقلاء اليمن والناشطون الحريصون على استقرار البلد ووحدته يوجهون النصح لمن بيدهم الأمر، داعين إلى إجراء حوار جاد حول سبل الخروج من المأزق، من خلال توسيع نطاق المشاركة فى السلطة وإجراء انتخابات نزيهة وإقامة حكم ديمقراطى لا احتكار فيه ولا توريث.
ولكن دعوتهم لم تجد أذنا صاغية، رغم أن أولئك العقلاء يمثلون شرائح النخبة اليمنية التى لا يشك فى غيرتها على حاضر البلد ومستقبله، وفى المقدمة من هؤلاء أحزاب «اللقاء المشترك» الذى ضم أهل السياسة، ومجموعة «اللقاء التشاورى» الذين هم أقرب إلى أهل الحل والعقد فى اليمن.


لأكثر من خمس سنوات استمرت الحرب ضد الحوثيين، وطوال الأشهر التى خلت تعذر احتواء التمرد فى الجنوب. وفى حين خاضت السلطة معركتها على هاتين الجبهتين، أثير موضوع وجود بعض عناصر تنظيم القاعدة فى اليمن وملاحقة الأمريكين لهم. وضج الناس بالشكوى من الغلاء والفساد، الأمر الذى وضع السلطة فى موقف حرج، حيث بدا وكأن زمام الأمور يكاد يفلت من يدها.

أخيرا، فى ذكرى إقامة الوحدة بين الشمال والجنوب تحدث الرئيس اليمنى عن مبادرة للملمة الصف وإنقاذ الموقف. فأمر بإطلاق المعتلقين، وأبدى استعدادا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع، فى أعقاب حوار يجرى بين مختلف الفئات.. إلى غير ذلك من الخطوات التى دعت إليها المعارضة خلال السنوات الأخيرة.

بعض العقلاء دعوا إلى التجاوب مع المبادرة واختيار مدى جديتها. وكان من هؤلاء فى مصر الدكتور أحمد يوسف الذى تبنى تلك الدعوة أملا فى أن يؤدى التجاوب معها إلى إنقاذ وحدة اليمن. «الشروق 27/5». لكن هناك رأيا آخر ينبنى على ما هو حاصل على أرض الواقع وعلى خبرة الثلاثين سنة الماضية.

وخلاصة هذا الرأى أن المبادرة تتعامل مع النتائج لا مع الأسباب. ذلك أن سياسة النظام القائم هى التى فرضت مختلف الأزمات التى يعانى منها اليمن، ومن ثم فالمشكلة ليست فى صعدة ولا هى فى عدن، وإنما هى فى صنعاء ذاتها التى يؤمنها الجيش الآن من كل صوب.

بالتالى فالأرجح أن ما تم إعلانه ليس مبادرة، ولكنه مناورة أجريت لتمكين النظام من الاستمرار والخروج من مأزقه الراهن. ولست هنا بصدد الدعوة إلى رفض المبادرة، لكننى من أنصار وضعها فى إطارها الصحيح، لأن المسكنات المطروحة لا تصلح لعلاج مرض خبيث كالذى يعانى منه اليمن.
[email protected]

نقلا عن " الشروق "

حد من الوادي 06-19-2010 02:19 AM


المصدر أونلاين" يبدأ بنشر الوثائق السرية الأمريكية حول اليمن
حقائق ومعلومات تزيل الغموض عن شخصيات وأحداث يمنية هامة في فترة الستينيات والسبعينيات


المصدر أونلاين- خاص

على مدى عام كامل، نشرت "المصدر" حلقات أسبوعية عرضت فيها العشرات من الوثائق السرية الأمريكية التي كان يرفعها الدبلوماسيون الأمريكيون عن اليمن في فترتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

هذه الوثائق استخرجها من سجلات الخارجية الأمريكية الزميل الأستاذ منير الماوري، الكاتب والصحفي اليمني المقيم في واشنطن، وترجمها وأعدها للنشر في "المصدر" وساعده في الترجمة في الحلقات الأخيرة الزميل أنور الشعيبي.

ابتداءً من هذا الأسبوع، يبدأ "المصدر أونلاين" بنشر هذه الوثائق الهامة التي تزيل الغموض عن شخصيات وأحداث يمنية خلال مرحلة ما بعد الثورة.
وإذا نقدمها للقراء الأعزاء، فإننا ننوه إلى أنه لا يسمح بنشر أي منها إذ أنها ستصدر في كتاب قريباً.
فيما يلي مقدمة الوثائق التي كتبها الزميل منير الماوري، وستنشر الحلقة الأولى من الوثائق في وقت لاحق.


قبل البدء بنشر هذه الحلقات تناقشت مع الزميل سمير جبران رئيس التحرير حول كيفية إخراجها للقراء، فرأينا اختيار الوثائق المهمة بعيدا عن الترتيب الزمني لسياقها التاريخي، لأننا في الأساس نقوم بمهمة صحفية لا تاريخية.

ولكن بما أن الوثائق الأميركية تمثل كنزا ثريا بالمعلومات عن تاريخ اليمن المعاصر، إذا ما تم ترتيبها في سياقها الزمني منذ ما قبل فتح السفارة الأميركية بصنعاء مطلع 1963، فإن الترتيب الزمني يحتاج لمشروع آخر سيكون عبارة عن سلسلة كتب ستصدر قريبا من المؤمل أن تساعد الباحثين اليمنيين على معرفة جوانب كانت سرية وغامضة من تاريخ بلادهم، وسنكتفي حاليا بتسليط الأضواء على أبرز الوثائق وأكثرها إثارة للجدل.

ويجب التنويه هنا إلى أن المعلومات الواردة في هذه الحلقات لا تعكس رأينا في الأشخاص المفترض أن ترد أسماؤهم، ولا في الأحداث التي تغطيها الوثائق في عقد الستينات وجزء من السبعينات من القرن الماضي، كما أنها لا تعكس بالضرورة رأي الحكومة الأميركية في تلك الأحداث، وإنما تعكس آراء المصادر اليمنية المنقول عنها تلك المعلومات أو آراء كاتبي التقارير من الدبلوماسيين الأميركيين أثناء فترة خدمتهم. وتتميز هذه الوثائق بأن كتابها أشخاص محايدون لم يكن لهم أي مصلحة مع أي طرف من الأطراف اليمنية المتصارعة على الحكم، علاوة على أن تقييمهم للوضع السياسي اليمني، لم يكن بغرض النشر بقدر ما كان الهدف منه تنوير صانعي القرار في واشنطن بمعلومات تفيدهم في التعامل مع الشأن السياسي اليمني بناء على معرفة وافيه بأهم اللاعبين السياسيين فيه.

ومن الملاحظ أن أكثر الأسماء ورودا في الوثائق الأميركية هي أسماء اللاعبين البارزين في فترتي الستينات والسبعينات وعلى رأسهم الثلاثة العسكريون الكبار المشير السلال والفريق حسن العمري والعقيد إبراهيم الحمدي، والأساتذة الثلاثة، أحمد النعمان ونجله محمد النعمان ومحسن العيني، والمشائخ عبدالله بن الحسين الأحمر وسنان أبو لحوم، وأحمد المطري، والقضاة، عبدالرحمن الإرياني، وعبدالله الحجري، ومحمد إسماعيل الحجي. ولكن كان هناك أيضا لاعبون من وراء الستار وردت أسماؤهم في بعض الوثائق مثل رجل الأعمال شاهر عبدالحق المقرب من جميع رؤساء اليمن، ورجل الأعمال أمين قاسم سلطان، وكذلك السفراء السعوديون المتعاقبون في صنعاء والمحلقون العسكريون، حتى السائقين والموظفين العاملين في السفارات الغربية، وزوجات الدبلوماسيين والسياسيين، كما تشمل الوثائق ملخصات لحوارات ولقاءات أجرها دبلوماسيون أميركيون أو دبلوماسيات أميركيات مع مواطنين أو مواطنات يمنيات، حيث تسلط الأحاديث المدونة على قضايا سياسية متنوعة تتعلق بتلك الفترة الزمنية.

وسوف تشمل كل حلقة من الحلقات المقبلة وثيقة أو أكثر من الوثائق المتعلقة بأحداث بارزة، مثل جريمة اغتيال الشهيد محمد محمود الزبيري والشكوك المحيطة بالمقربين منه، وتساهل القوات المصرية في القبض على القتلة، ومشاعر والدة الشهيد وأرملته أثناء لقاء مع دبلوماسيات أميركيات، في منزل عزيزة عبدالله أبو لحوم زوجة السياسي الكبير محسن العيني،

كما تشمل الوثائق، قضية القبض على شبكة جواسيس يعملون لإسرائيل في اليمن، وتفضيل إسرائيل تسليم رئيس الجواسيس إلى مصر على أمل الإفراج عنه في صفقة لاحقة مع مصر وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتم مع اليمن.

كما تتطرق الوثائق إلى قضية استخدام القوات المصرية لغازات سامة ضد قرى في شمال اليمن أثناء الحرب الأهلية، ودور في استمرار حرب اليمن، والرسائل المتبادلة بين الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ووليام روجرز وزير الخارجية الأميركي بشأن الخطر الشيوعي القادم من الجنوب.

كما ستشمل الحلقات المقبلة، تقييم دبلوماسيين أميركيين لسياسيين يمنيين كبار مثل محمد أحمد نعمان، وعبدالله الأصنج، وحسن العمري، وزيارات لمقرات السفارة الأميركية في تعز وفي صنعاء قام بها مشائخ وعسكريون ومواطنون يرغبون في فتح قنوات اتصال مع الأميركيين.

وبحكم وجود السفارة الأميركية في الشمال وليس في الجنوب، فإن التركيز سيكون على قضايا الجمهورية العربية اليمنية مع التطرق لماما إلى قضايا الجنوب فيما يتعلق بالصراع والحروب بين الشطرين، ولكن ليس هناك معلومات مستفيضة عن سياسيي الجنوب مقارنة مع شمال اليمن باستثناء أولئك المقيمين في الشمال وهم من أصل جنوبي.


حد من الوادي 06-21-2010 02:22 AM


القصة الكاملة لـ"الحراك الجنوبي" في اليمن (2) .. مسؤول الحزب الحاكم : القتلة هم المتصالحون والمتسامحون

2010/06/20 الساعة 11:03:46
صنعاء – عرفات مدابش :

يوم الاثنين الذي وافق الـ5 من أبريل (نيسان) الماضي، كان اليوم الأول في الأسبوع الأول الذي قررت قوى وفصائل «الحراك الجنوبي» تنفيذ «عصيان مدني» في محافظات جنوب اليمن، وبصورة أسبوعية، وذلك احتجاجا على ما يسمى «حصار الضالع عسكريا»، رغم أن بعض المراقبين يشككون في ذلك الهدف، وخصوصا أن موضوع العصيان المدني طرح، قبل ذلك، أي قبل حصار الضالع، ويقولون إن الهدف من مثل هذا العصيان المدني أو الإضراب العام، هو «جس نبض مدى تجاوب المواطنين في تنفيذ فعاليات مستقبلية أكبر وأعظم».

صادف هذا اليوم أن «الشرق الأوسط» موجودة في الجنوب، في الضالع، في ذلك الصباح، بدت المدينة أشبه بمدينة أشباح لخلوها من المواطنين، باستثناء الانتشار الأمني الكثيف جدا وبضعة مواطنين يتجولون في الشوارع بحذر شديد، لكن المحال التجارية كانت مغلقة، لن تستطيع أن تحصل حتى زجاجة ماء أو كوب شاي، والغريب أن دعوة «الحراك الجنوبي» كانت موجهة إلى أنصاره فقط، لكن المؤسسات الحكومية والبنوك والمدارس وغيرها، كانت جميعها، مغلقة، وشبه أحدهم الضالع في ذلك اليوم، بأن نهارها يشبه، كثيرا، أي نهار في شهر رمضان الكريم عندما تخلو الشوارع وتغلق المحال التجارية.

لكن الأمر الأبرز والأهم والفارق البيّن، هو ذلك الانتشار الأمني، غير الاعتيادي، الذي لا يمكن معه، لصحافي، إلا بصعوبة بالغة، أن يخرج كاميرته ويلتقط صورة لذلك السُبات، شبه التام، كما أن إجراء أي مقابلة مع أي شخص، في الشارع، أمر مستحيل، فالجنود من الجيش والأمن متوترون ومشحونون، وأي حركة اعتيادية تعنى الرد عليها بالرصاص الحي، وأي شخص، ولو كان غريبا عن المنطقة، يعتبر مشتبها به، والأمر الأصعب من ذلك أن الكثير من «المدنيين» المنتشرين في شوارع المدينة فوق السيارات والدراجات النارية، غالبيتهم، عناصر أمنية ومخابراتية، كما حدث عندما حاولنا تصوير طريق مقطوع من قبل مسلحين في «الحراك» وبعيدا عن الوجود الأمني، فجأة كان اثنان من المخابرات في زي مدني - شعبي يمنعوننا من هذا الحق المكفول في الدستور والقوانين للجميع، وبخاصة للصحافيين.

قبل أن نغادر مدينة الضالع، كنا قد ضربنا موعدا للقاء صحافي مع العقيد غازي أحمد علي محسن، مدير أمن محافظة الضالع، وهو يمني جنوبي من محافظة شبوة ومن جماعة تسمى «الزمرة»، وهي الجماعة التي فرت من جنوب اليمن إلى شماله في أعقاب أحداث يناير (كانون الثاني) عام 1986 في الجنوب، ووالده حاليا محافظ لمحافظة المحويت الشمالية، لكن حينما وصلنا إلى مبنى إدارة أمن المحافظة لم يكن موجودا، وبعد أن عدنا إلى العاصمة، صنعاء، اعتذر لـ«الشرق الأوسط» عن عدم إجراء أي حوار صحافي، لأن وزير الداخلية اليمني، اللواء مطهر رشاد المصري، يمنع المسؤولين الأمنيين من الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام، على حد قوله.

تلك الأجواء بعثت في نفوسنا الرعب واضطررنا إلى مغادرة الضالع، وخصوصا أننا لم نحصل على أي ضمانات أمنية لزيارة المنطقة التالية وهي مدينة الحبيلين، عاصمة مديريات ردفان الخمس في محافظات لحج، وهي أكثر المناطق، اضطرابا أمنيا في الجنوب، حاليا.

وفي الحوار التالي الذي أجرته «الشرق الأوسط» مع أحمد عبادي، مسؤول حزب المؤتمر الشعبي العام، الحاكم، في محافظة الضالع، نتطرق إلى جملة من القضايا الجوهرية والمفصلية التي يتحدث فيها عن «الحراك» ومن يقف وراءه وقضايا سياسية وأمنية أخرى، فإلى نص الحوار:

> في البدء ما موقفكم في المؤتمر الشعبي العام من «الحراك الجنوبي»؟

- أولا أريد أن أوضح شيئا، وهو أن المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الحاكم في اليمن، ولكنه هنا في الضالع، حزب معارض، والحزب الحاكم هو «تكتل المشترك»، وعلى كل حال، فما يسمى بـ«الحراك الجنوبي» ولد من رحم أحزاب «المشترك» (المعارضة)، وتحديدا من الحزب الاشتراكي، ومن البارزين في «الحراك» هو صلاح الشنفرة، عضو مجلس النواب الذي انتخب باسم «المشترك».

ومن الملاحظ أنه تم استغلال بعض الظروف التي كانت مواتية كالفقر والجفاف في المحافظة، والبطالة، وارتفاع الأسعار وغيرها من العوامل التي استغلت، و«الحراك» بدأ في بادئ الأمر يطرح أنصاره مطالب حقوقية كمستحقات العسكريين والمتقاعدين وفعاليات للتنديد بنهب الأراضي في عدن، و«الحراك» استغلوا هذه القضايا وغيرها واستغلوا الديمقراطية وبدأت الفوضى، بقطع الطرق وإحراق الإطارات في الشوارع وإطلاق النار.

> لكن جماعة «الحراك» ينفون أي علاقة أو صلة بطرد المواطنين الشماليين أو قتلهم أو نهبهم؟

- هل تتوقع أن يقولوا لك إنهم هم القتلة؟ هذا شيء بديهي، القاتل يقتل والناس يرونه وينكر، وإذا اعترف يقول لك «كنت سكران».

> بم تفسر تمكن «الحراك» من إقامة مسيرات وعصيانات مدنية رغم التشديد الأمني الذي نلحظه؟

- من الملاحظ أن ما سموه العصيان، الذي اعتبر ناجحا، يرجع إلى أن مسلحي «الحراك»، ومنذ اليوم الذي يسبق العصيان، تجدهم بأسلحتهم ويمرون يهددون أصحاب المحال التجارية بأنه إذا لم يلتزموا بالعصيان ويغلقوا محلاتهم، فإنهم سوف يقومون بقتلهم وإحراق محلاتهم، ونفس الحال مع إدارات المدارس.. وسبق وأطلقوا النار على إحدى مدارس البنات، أما بالنسبة للنقاط العسكرية فهي لمنع دخول السلاح إلى المدينة، وذلك حرصا من الدولة وخشية أن يحدث اقتتال بين المواطنين أنفسهم، ومدينة الضالع تعتبر مدينة ريفية، أصلا، وليست كالمدن الحضرية.

وأنت تقول لي إنك شاهدت عددا كبيرا من النقاط العسكرية في المدينة، لكنك لو تحركت إلى أطرافها فستجد أن هناك نقاطا لجماعة «الحراك» أنفسهم وهم بأسلحتهم ويمنعون السيارات من المرور.

> أنتم في حزب المؤتمر كحزب معارض في هذه المحافظة، ألم تدخلوا في حوار مع أحزاب «المشترك» أو مع «الحراك»؟

- بلى.. لقد التقينا أكثر من مرة بأحزاب «المشترك» وكنا نخرج بنتائج إيجابية، فمثلا التقينا معا قبل عدة أسابيع واتفقنا على عدد من النقاط أهمها ما يتعلق بالجانب الأمني، كيف نؤمن المنطقة ونرفض الأعمال الفوضوية وعدم إطلاق النار من جوار المنازل وفي المقابل أجهزة الأمن لا تطلق النار، لكن كل ذلك لا ينفّذ.

> هل لديكم إحصائية عن ضحايا الصراع خلال السنوات الأخيرة؟

- نعم لدينا إحصائية.. ولكن لا تحضرني حاليا، وبالمناسبة مدير عام مديرية الضالع نشر بعض الأرقام مؤخرا، غير أن أحزاب «المشترك» اعترضت على ذلك وطالبت وقامت بسحب الثقة منه بحكم امتلاكها الأغلبية في المجلس المحلي أو البلدي (أعيد إلى العمل بقرار من نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي، والمجلس المحلي يعلق أعماله حاليا احتجاجا على ذلك).

> هل أفهم منك أن «المشترك» هو «الحراك» و«الحراك» هو «المشترك»؟

- نعم كان كذلك في بادئ الأمر، لكن «المشترك» بدأ مؤخرا يشعر بالخطر، لقد حذرناهم منذ البداية وقلنا لهم إن هؤلاء لا يقتنعون بكم أو بنا، لأن عندهم جنون العظمة وجنون الحكم، لأن بعضهم أو آباء بعضهم كانوا في الماضي يحكمون، ومن الصعب أن يسمحوا للآخرين بالوصول إلى مواقع قيادية أمنية أو عسكرية أو مدنية، وطبعا الكثير من الشباب الذين يتظاهرون، إذا جلست مع أحدهم، تجده في النهاية يبحث عن وظيفة، لكن هناك مجموعة بسيطة لها ارتباطات مع علي سالم البيض (الرئيس الجنوبي السابق) أو غيره، هي التي تقف وراء ما يجري.

> قيادات «الحراك» تقول إن مظاهراتهم سلمية لكن قوات الأمن تقوم بقمعهم.. ما تعليقك؟

- يا أخي.. دائما في تصريحاتهم يعلنون أنهم سيخرجون في مسيرات سلمية، لكن يحدث عكس ذلك، وأنا على استعداد أن أعطيك كاسيتات وهم يتظاهرون ويحملون الـ«آر بي جيه» والكلاشنيكوف والقناصات والقنابل، وهؤلاء هم نموذج لما يسمى «الحراك السلمي»، وعلى سبيل المثال، من الذي قتل وجرح العسكر؟ هل قتلوا أنفسهم بأنفسهم؟ لنكن واقعيين.. فنحن في المؤتمر الشعبي العام لدينا شفافية وإذا أردنا تجاوز أي أزمة فيجب أن نتحدث بالواقع.

> هل لديكم أسماء معينة متهمة بـ«المساس بالوحدة الوطنية»؟

- كمثال، صلاح الشنفرة.. وهم أصلا يدعون إلى الانفصال، وأحزاب «المشترك» هي الآن في حسرة داخل المحافظات الجنوبية لأنه (المشترك) بدأ بالتعاون مع «الحراك» بترديد قصة، شمالي جنوبي، والآن يلهث وراء «الحراك» من أجل الشعبية، لكنهم لا يستمعون إليه أو إلينا.

> ما الخطورة التي تستشعرونها من تصنيف المواطنين بين شمالي وجنوبي؟

- فيها خطورة كبيرة، عندما أحقد عليك كشمالي أو جنوبي دون أن أعرف ما السبب، فقط لأنهم زرعوا في داخلي صورة مشوهة بأن هذا شمالي، وزرعت هذه الفكرة في عقول الشباب والمراهقين ووصل الأمر إلى داخل المدارس، وهناك معلمون استغلوا الطلاب داخل الفصول الدراسية ويسألون الطلاب من منكم شمالي ومن منكم جنوبي؟ هذه أمور خطيرة على البلد وبحاجة إلى بذل جهود من كل الخيرين وفي مقدمتهم أئمة وخطباء المساجد.

> هل هناك علاقة بين «الحراك» والإرهاب و«القاعدة» وأريد إجابة صريحة؟

- «الحراك» و«القاعدة» قد يلتقيان في تحديد العدو والخصم، أي في عدائهما للسلطة، لكن لكل منهما مفاهيمه ورؤاه الخاصة به، وعقيدتهما وأهدافهما مختلفة، لكن قد يلتقون من أجل زعزعة الأمن والاستقرار أو من هذا القبيل.

> قبل انطلاق «الحراك»، حدث تصالح وتسامح في الجنوب بين خصوم الأمس، ولكن من يدعم «الحراك» من الداخل أو من الخارج؟

- بالنسبة للتصالح والتسامح، هو باختصار قاتل يسامح قاتل، وفي اعتقادي إذا كنا صادقين في التصالح والتسامح، فعلينا أولا أن نتصالح مع أبناء الأشخاص الذين ذبحناهم منذ بداية السبعينات وحتى عام 1986، فقدنا هامات كبيرة، مثلا من كانوا في حادثة الطائرة الدبلوماسية (تحديدا في 30 أبريل 1973)، وتلك الحادثة أعتبرها شخصيا مذبحة، فهل الذين قالوا إنهم تصالحوا وتسامحوا والذين اقتتلوا في 13 يناير 1986، حضر معهم، في تصالحهم، بعض أسر الشهداء؟

> هل أفهم أنك تقول إن حادثة الطائرة كانت مدبرة؟

- نعم كانت مدبرة دون شك، ولا يستطيع أي أحد أن يخفي ذلك، وتلك الحادثة قتلت اليمن الديمقراطي حينها.

> إذن ما هو الحل في اعتقادك للوضع القائم في اليمن حاليا؟ وهل تعتقد أن الجنوب يمكن أن ينفصل في يوم من الأيام؟

- بالنسبة للانفصال فهو أمر فيه صعوبة، دون شك، صعب صعب، لكن في الوقت نفسه، يجب علينا أن نشخص المشكلات القائمة بصدق وأمانة، ولا بد من حلها.

> البعض يعتقد أن الفساد القائم في البلاد أسهم في ظهور «الحراك الجنوبي»، وربما حراكات أخرى في مناطق أخرى قادمة.. ما تعليقك؟

- يا أخي.. الذين نهبوا الأراضي، مثلا، هم قلة قليلة، لكن لماذا لا نشخص هذه المشكلة؟ والأخ الرئيس علي عبد الله صالح دعا أكثر من مرة إلى الحوار، ونتمنى أن تطرح مثل هذه القضايا على طاولة الحوار. والمشكلة أن المعارضة في اليمن تطرح دائما السلبيات فقط ولا تطرح المعالجات ولا تعترف بإيجابيات الطرف الآخر، كما أنهم يرفضون الجلوس لمناقشة هذه المشكلات، وهذه مشكلة في حد ذاتها.

> ألست معي في أن من الصعوبة بمكان أن يقبل من كانوا حكاما، كقادة عسكريين أو سفراء أو وزراء، أن يُرموا إلى الشارع ويحل مكانهم آخرون من مناطق أخرى؟

- أنا لست مع هذا الطرح، ولكن فعلا هناك أخطاء وكانت هناك قيادات من المحافظات الجنوبية، إن لم تكن ككل، مثلا من الضالع، قتلوا أو ماتوا ونحن منذ ما بعد الحرب عام 1994، نحاول في «المؤتمر» الحاكم أن نضع أولادهم كمسؤولين، بينما باقي المؤتمريين والوحدويين في الجنوب الذين انخرطوا في صفوف المؤتمر الشعبي العام، وحموا الوحدة في 1994، لم يحصلوا على شيء ومعظم القيادات حاليا من القيادات الاشتراكية السابقة.

> كم يبلغ عدد أعضاء وكوادر المؤتمر الشعبي في الضالع، مثلا؟

- أعتقد أن الرقم حق تنظيمي لا نقوله أو نصرح به.

> والنسبة؟

- النسبة «كويسة» جدا، وعليك أن ترجع إلى نتائج الانتخابات.

> نتائج الانتخابات تقول إنكم أصبحتم أقلية ومعارضة في هذه المحافظة؟

- ارجع إلى نتائج الانتخابات وستعرف نسبة وجود «المؤتمر» في الضالع.

> كقيادي في الحزب الحاكم ما هي قراءتك لمستقبل الجنوب؟

- قراءتي للوضع في اليمن كله أنه لا بد من حوار ووضع الحلول المناسبة وإخراج البلد من أزماته.

المصدر : الشرق الأوسط


1 - ممتعض
انتم السبب
قبل ظهور الحراك كنتم نكذبون من يقول ان هناك مظالم واجحاف في حق الجنوبين وبعد ان اشتد عود الحراك اعترف كبيركم بالمظالم والاجحاف ولكنها حدثت من قبل افراد ولا علاقة للوحدة بها حسب قولة فرردتم بعده كالببغاوات ماقاله ومرت سنين فماذا فعلتم منذ الاعتراف غير الكذب وتزييف الحقائق وما افعالكم الا لصالح الحراك


2 - الساطع
حضرموت
لماذا تأخذوا المعلومات والكلام من جانب واحد ؟ لماذا لا تسمعوا وجهة نظر الحراك؟

حد من الوادي 06-22-2010 01:50 AM


القصة الكاملة لـ«الحراك الجنوبي» في اليمن (3): قيادي اشتراكي : لا يمكن للسلطة القضاء على الحزب.. فهو شوكة في حلقها

2010/06/21 الساعة 10:56:29
صنعاء – عرفات مدابش :

لا تكاد مناطق كثيرة في جنوب اليمن، تخرج من أزمة فعالية: مظاهرة، أو عصيان مدني، أو تشييع لجثمان أو جثامين ضحايا في صراعات أو مواجهات مع قوات الأمن، حتى تدخل في الصراع نفسه، أثناء تشييع جثمان قتيل، يسقط آخر، واحد أو أكثر، وهلم جرا، في أجندة الصراع في جنوب اليمن الذي باتت الحياة اليومية فيه شبه مشلولة، على الرغم من محاولات السلطات الفاشلة، في إحياء تلك المناطق وإعادة الحياة إليها.

كان الحزب الاشتراكي اليمني هو الحزب الحاكم والوحيد في جنوب اليمن بعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، حيث غادر آخر جندي بريطاني جنوب اليمن في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1967 وحتى عشية قيام الوحدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي في 22 مايو (أيار) 1990.

وحكم «الاشتراكي» جنوب اليمن، بالنظرية الاشتراكية، وخاض حروبا كثيرة من أجل قيام الوحدة، وتبنى الجبهة الوطنية للديمقراطية، في الشمال من أجل إسقاط النظام هناك، عبر الكفاح المسلح، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع الشطري، ومن ثم قيام الوحدة بين الشطرين، عقب أحداث يناير (كانون الثاني) الدامية بسنوات قليلة.

حاليا، في الجنوب، تنزل أعلام دولة الوحدة، باعتبارها «غير مقبولة»، غير أن القيادي البارز في الحزب الاشتراكي اليمني، محمد غالب أحمد، يكشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن علم «الجمهورية اليمنية»، هو في الأصل، علم «الجبهة القومية» التي حررت جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني.

وبالطبع لم يكن «الاشتراكي» بتلك التسمية، بل كان يحمل اسم «الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل» ثم «التنظيم السياسي - الجبهة القومية»، ثم «التنظيم السياسي الموحد - الجبهة القومية»، قبل أن يعلن اسم الحزب الاشتراكي اليمني في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1978، ويظم جميع هذه الفصائل الجنوبية والشمالية.

وبعد أن خرج «الاشتراكي» من الحكم عقب خسارته في حرب صيف 1994، بدأت الكثير من الأوراق تفقد منه، وشيئا فشيئا احتل الحراك الجنوبي، مكانة الحزب في الجنوب، على الرغم من أن معظمهم إن لم يكن جميع قيادات وأنصار وجماهير الحراك، نابعة من رحم الحزب الاشتراكي، الذي يعتقد البعض أنه، اليوم، بين سندان التمسك بالقانون والوحدة ومطرقة فقدانه لجماهيره مع مرور الوقت، لأنه لم يتبن مطالبها.

وخلال زيارة «الشرق الأوسط» لمحافظة الضالع، التقت وحاورت أحد قيادات الحزب الاشتراكي، وهو عبد الحميد طالب، عضو اللجنة المركزية، الذي أفرج عنه مؤخرا من الاعتقال بتهمة مساندة الحراك الجنوبي، ومن دون إطالة.. لنقرأ الأسئلة والإجابات التي توضح الكثير من الجوانب حول خفايا الصراع والحراك في جنوب اليمن.

* كيف تنظر إلى مستقبل الحزب الاشتراكي اليمني بعد أن سحب الحراك الجنوبي البساط من تحت أقدامه؟

- في البداية أتقدم بالشكر والتقدير إلى كل شريف يحب بلده ويكون حريصا على مستقبله. وبالنسبة إلى مستقبل الحزب الاشتراكي اليمني وحسب السؤال المطروح بأن البساط سحب من تحت أقدامه، ففي رأيي الشخصي وأنا عضو في لجنته المركزية، فلا خوف على الحزب الاشتراكي ولا شيء يسحب من تحت أقدامه حتى يمكن القول بأن هناك خوفا عليه، لأن السلطة قد عملت بكل ما في وسعها من أجل القضاء على «الاشتراكي» ولم تتمكن من تحقيق ذلك الهدف، وخير دليل على ذلك شنها حرب صيف 1994 الظالمة ضد الحزب الاشتراكي، ولكن «الاشتراكي» ظل حيا يرزق، على الرغم مما قامت به السلطة بعد حربها على الجنوب في 1994، وظل الحزب شوكة في حلقها ومن يتحالف معها اليوم، تحت أي اسم كان. وخير دليل على ذلك أن أكثر من 80 في المائة من الحراك هم أصلا أعضاء في الحزب الاشتراكي، ولا يمكن للاشتراكيين أن يتخلوا عن الحراك السلمي الديمقراطي، بعد أن رفضت السلطة مطالب «الاشتراكي» فيما بعد 1994 لإصلاح مسار الوحدة وإجراء إصلاحات سياسية شاملة، وحذر «الاشتراكي»، حينها، مما وصلنا إليه اليوم.

* ما مدى صحة ما يقال عن أن «الاشتراكي» هو الحراك والحراك هو «الاشتراكي»؟

ـ في اعتقادي أن هذا السؤال هو الإجابة عن السؤال الذي سبقه، فمن المعروف عن حكم الحزب الاشتراكي اليمني لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لأكثر من 25 عاما، أن الأعداء شهدوا له قبل الأصدقاء، بإرساء دولة النظام والقانون الذي تفتقر إليه، اليوم، دولة الوحدة الفاشلة، وأقول فاشلة بشهادة المجتمع الدولي. وللأسف إننا نتشدق، اليوم، باسم «دولة» على الرغم من أن اليمن ليس دولة كمفهوم وإنما عصابة، تحكم اليمنبكل ما تعنيه كلمة عصابة.

* كيف تنظر إلى ما يمكن أن يصل إليه الحراك في الجنوب عموما؟ وماذا عن خيار القوة أو الكفاح المسلح؟

ـ ما يمكن أن يصل إليه الحراك في الجنوب عموما هو أمر طبيعي، فكل ما يدور في الجنوب هو انعكاس طبيعي لما تمارسه عصابة صنعاء ضد أبناء المحافظات الجنوبية، على الرغم من أنه كان من الطبيعي أن تقوم سلطة حرب 1994 الظالمة التي قامت باحتلال المحافظات الجنوبية بقوة السلاح، كان بإمكانها بعد انتهاء الحرب أن تجري إصلاحات، ومنها إعادة جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى الخدمة كما تفضل الأخ رئيس الجمهورية في إحدى مقابلاته بالمطالبة بإعادة جيش صدام بعد غزو أميركا للعراق إلى الخدمة، كان الأولى به أن يقوم هو بإعادة جيشاليمن الديمقراطي إلى الخدمة بعد غزوه للجنوب. وكما نصح الفلسطينيين بفتح باب الحوار بين الفصائل الفلسطينية كان عليه أن يفتح الحوار مع الجنوبيين وبالذات الحزب الاشتراكي.

وأما خيار القوة أو الكفاح المسلح فهذا في رأيي الشخصي غير مجد للحراك ولكن هذا هو المطلب الذي تريد السلطة أن تجر الحراك إليه، لكون السلطة تملك القوة العسكرية والعتاد العسكري ومستعدة أيضا أن تدمر الجنوب بكامله لبقاء هذه السلطة على الكرسي. ولكن في اليمن كل شيء جائز وهوية سلطة صنعاء شن الحرب على شعبها ويمكن لها أن تقوم باختراقات للحراك من أجل استخدام القوة، وأنصح الحراك ألا ينجر إلى هذا المنزلق الخطير، ولكن تمادي السلطة في إغفالها للقضية الجنوبية، لا يعني أن الشعب في الجنوب سيظل صامتا، وخاصة أن لنا تجارب في طرد الاستعمار البريطاني الذي استعمر الجنوب أكثر من 129 عاما.

* السلطات تعتمد أسلوب القوة والقمع لإجهاض الحراك.. فهل يمكن أن يكون مجديا؟

ـ القوة لا تولد إلا القوة، والعنف، أيضا، يولد العنف، فمهما كانت قوة السلطة اليوم لا يمكن أن تستمر لأن القوة في حاجة إلى تعزيز اقتصادي، واقتصاد اليمن يوميا يتدهور، فمهما تمادت السلطة في استخدام القوة، لا يمكن أن يفيدها بشيء، وخاصة أن المجتمع الدولي الذي يمنحها المال يراقب أوضاعنا الداخلية، وآخر تحذيرات المجتمع الدولي في المؤتمرات الأخيرة وكلها باشتراطات، حيث لم يلاحظ أي تقدم في أوضاع اليمن الداخلية وسلطتنا تكذب بأنها تحارب الإرهاب وتجري إصلاحات ولكن عمر الكذب قصير ومفضوح.

* ولماذا يطالب الجنوبيون بفك الارتباط أو الانفصال، وهناك طرق مثل الانتخابات المحلية والنيابية للتعبير عن مطالبهم؟

ـ هذا أمر طبيعي، فالشعب الجنوبي يطالب بذلك نتيجة لما يعانيه من ظلم وقهر، وبحسب قوله تعالى: «لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ»، وأما الحديث عن طرق الانتخابات المحلية والنيابية للتعبير عن مطالبهم، فهذا والله كذبة كبيرة، لأننا في اليمن نتغنى بالديمقراطية فقط، ولن نمارسها، لأن السلطة تمتلك كل شيء وتسخره من أجلها، من مال عام ووظيفة عامة وكل ممتلكات البلد، والمعارضة تشم الهواء وتنافس السلطة بقميصها!

المصدر : الشرق الأوسط


1 - صالح المعكر
قضية الجنوب قضية شعب محتل وليس قضية حزب أشتركي مسبب الاحتلال

جنون العظمة والسلطة تجعل قيادات الاشتراكي متخبطة بين قيادة الحراك حسب قولهم وحكومة صالح الفيدرالية وكلها حسبة خطاء فلو نجح الحراك الجنوبي سيكون له تصرف اخر مع الاشتراكي ولودخل الثاني في حكومة أئتلاف فان وضعه يكون أصعب ويختلف حسابهم على من شردهم الاشتراكي في 76-86م أمثال نائب الرئيس ووزير الدفاع

حد من الوادي 06-22-2010 02:14 AM


الجنوب العربي

بتاريخ : الإثنين 21-06-2010 02:08 مساء

شبكة الطيف - بقلم : شمسان محمد علي

الجنوب العربي هوا جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه والاسم الذي يطالب به شعب الجنوب في الوقت الحالي واما الاسم بعد الاستقلال هوا مايقرره الشعب الجنوبي.

فك الارتباط مع نظام صنعاء الهمجي هوا الاسم الذي نحبه ونرغب فيه الاسم المسطر بالدماء الاسم المستعاد بالقوه وبدون شك وشعارنا خذو يمنكم ورحلوا من الجنوب اذهبو دون ان تنظروا الينا لانريد ان نرى وجوهكم بعد يوم الرحيل اصمتوا فانتم مطرودين والى الابد لاتنسوا علمكم خذوه معكم خذوه ولاكن بدون ان ترفعوه في ارضنا ضعوه على قصوركم المسروقه من ثرواتنا او ضعوه على قبوركم حتى يرفرف عليها فهي قبور قد مات من فيها لاتحرك ساكن لوجود هذا العلم عليها, وخذوا صور القزم التي تضعوها على اعمدة مصابيح الكهرباء خذوها وحرقوها أو أعبدوها ولاكن من ارضنا ابعدوها وحذاري حذاري ان تتركوا زبالتكم فقبل ان تغادرو احرقوها.

لا تقولوا أن استعادة دولة الجنوب حلم فالحلم انكم دخلتموها فوالله لوغزوتموها الف مره لحررناها وحررناها وحررناها فنحن شعب الجنوب وليس من غزاها.

واني ومن خلال هذه الكلمه ادعوا قيادة الحراك الى بداية معركه جديده وهي ان تهبو قوتكم وقدرتكم من محافظاتكم الى عاصمة الجنوب العربي عدن دمرو وفجروا استهدفوا اكابر الغزاه فيها فان مدينة عدن هي مصدر عيش الغزاه وذيولهم فلا يأمن العيش فيها من غزاها الا ان يخرج منها.

حان الوقت ليثبت كل من له القدره في جيش الجنوب السابق على ان يصنع الغام ومتفجرات, لاتدعو عيون الغزاه تنام فيها فانها مصدر قوتهم اجعلوها مدينة اشباح لكل من يتنعم من الغزاه فيها ادعوكم بان لاتتركو عدن مدينه آمنه لهؤلا الغزاه.

حد من الوادي 06-28-2010 12:49 AM


اليمن الواحد الفيدرالي ... عبد الكريم عبد الله عبد الوهاب نعمان

الأحد , 27 يونيو 2010 م
ثَلَاْثَةُ أَلْفِ سَنَةٍ أَوْ تَزْيْدُ ، وَ نَحْنُ نُعَاْلِجُ الْجُرُوْحَ مَرَّةً بِالطَّبْلَةِ وَ الدُّخَاْنِ ، و مَرَّةٍ بِالسِّحْرِ وَ الزَّاْرِ ، وَ مَرَةً بِالزَّوَاْمِلِ وَ الرَّقْصِ وَ الْبَرَعْ ! وَ غَاْلِبُ الْأَحَاْيِّيْنِ بِالْمَرْهَمِ وَ الْلَّصْقَةِ !
وَ أَحْيَاْنَاً بَاْلْبُصَاْقِ وَ التُّفَّاْلِ!
وَ مَرَّةً بَالرِّزَاْمْ وَ الْمَزُوْزْ وَ الْكِبَّاْسْ !.
وَ مَرَّاْتٍ غَيْرِ قَلْيْلَةٍ بِالتَّحْكِيْمِ الْقَبَلِيِّ وَ أَعْرَاْفِ الْقَبِيْلَةِ !


أَنَاْ لَاْ أَعْتَرِضُ عَلَىْ التَّحْكِيْمِ الْقَبَلِيِّ ، وَ أَعْرَاْفِ الْقَبِيْلَةِ ، وَ مَاْ اعْتَاْدَ عَلِيْهِ الْيَمَنِيُّوْنَ فِيْ حَلِّ خِلَاْفَاْتِهِمْ عَلَىْ مَسَاْفَاْتٍ كَبِيْرَةٍ مِنْ تَاْرِيْخِنَاْ . فَالْعَاْدَاْتُ وَ التَّقَاْلِيْدُ وَ الْأَعْرَاْفُ فِيْ الْيَمَنِ لَهْاْ إِمْتِدَاْدَتُهَاْ فِيْ التَّاْرِيْخِ ، كَأَي مُجْتَمَعٍ مِنْ الْقَبِيْلِ العَرَبِيٍّ ـ وَ إِنْ اخْتَلَفَتِ النُّسَبُ فِيْ الْبُعْدِ أَوِ الْقُرْبِ مِنْ التَّوَصِيْفِ الْمُشَاْرِ إِلَيْهِ !
وَ لَقَدْ ظَهَرَ ذَلِكَ جَلِيَّاً وَاْضِحَاً فِيْمَاْ بَاْدَرَ بِهِ الشَّيْخُ الشَّاْبُّ حَمِيْدُ ابْنِ عَبْدِالله ابْنِ حُسَيْنَ الْأَحْمْرِ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ وَ بَاْدَرَتْ بِهِ أَيْضَاً قَبَاْئِلُ يَاْفِعَ الْيَاْفِعَةِ فِيْ النُّزُوْلِ إِلَىْ الْإِحْتِكَاْمِ إِلَىْ تِلْكَ الْأَعْرَاْفِ الْقَبَلِيَّةِ ، وَ التَّحْكِيْمِ الْقَبَلِي وَ الْمُصَاْلَحَةِ بِالزَّوَاْمِلِ ، وَ أَغَاْنِيْ التَّرْحِيْبِ ، وَ الْخُطَبِ الْمُؤَثِرَةِ !

وَ بِإِعَاْدَةِ إِسْتِقْرَاْءَآتٍ سَرِيْعَةٍ لِأَحْدَاْثٍ كِبَاْرٍمَرَّتْ بِنَاْ فِيْ حَيَاْتِنَاْ فِيْ الْمَدَىْ غَيْرِ الْبَعِيْدِ مِنْ تَاْرِيْخِنَاْ الْقَرِيْبِ سَيَبْدُوْ لَنَاْ جَلِيَّاً ـ وَ بَلَاْ مُوَاْرَبَةِ ـ أَنَّ التَّحْكِيْمَ الْقَبَلِيَّ ، وَ الْإِحْتِكَاْمَ إِلَىْ الْأَعْرَاْفِ الْقَبَلِيَّةِ ، وَ الْمُصَاْلَحَةَ عَلَىْ طَرِيْقَةِ الزَّوَاْمِلِ ... لَاْ تَبْحَثُ غَاْلِبَاً إِلَّاْ فِيْ نَزْعِ الْفَتِيْلِ ، لَاْ إِتْلَاْف وَ تَعْطِيْلِ الْقُنْبُلَةِ !
وَهِيَ تَنْزَعُ إِلَّاْ إِلَىْ تَهْدِئَةِ الْأُمُوْرِ ، وَ تَصَاْلُحِ الْأَطْرَاْفِ الْمَعْنِيَّةِ فِيْ الْمُشْكِلَةِ قَبْلَ التَّصَاْرُحِ بِتَفَاْصِيْلِ الْمُشْكِلَةِ !
أَيْ أَنَّهُ لَاْ يَبْحَثُ عَنْ الْأَسْبَاْبِ التَّرَاْكَمِيَّةِ الَّتِيْ تَضاْعَفَ فَسَاْدُهَاْ ، فَيُنْظَرُ فِيْ الْكَيْفِيَّةِ الَّتِيْ يُسْتَأْصَلُ بِهَاْ جَرَاْثِيْمُ الْمَرَضِ الْمُزْمِنِ الَّذِيْ تَقَاْدَمَ فَاسْتَعْصَىْ !

إِذِنْ ..
فَمَاْ الْفَاْئِدَةُ !؟
وَ لِهَذَاْ فِيْ اعْتِقَاْدِيْ سَنَظَلُّ نَدُوْرَ فِيْ دَوَاْئِرَ مُتَلَاْحِقَةٍ مُفْرَغَةٍ إِلَّاْ مِنْ جُرْحِنَاْ الَّذِيْ يَكْبَرُ، وَ يَكْبَرُ مَعَهُ دَوَرَاْتُ فَسَاْدِهِ فِيْ الْجَسَدِ وَ إِفْسَاْدِهِ !
نَحْنُ عَلْىْ غَاْلِبِ الْأَوْقَاْتِ لَاْنُحِلُّ الْمَشْكِلَةَ !
نَحْنُ فَقَط نُهَدِأُ آلَاْمَ الْجُرْحِ !
نَحْنُ نَنْزَعُ فَتِيْلَ الْقُنْبُلَةِ !
وَلَاْ نُفَكْفِكُ الْقُنْبَلَةَ لِنُفْسِدُهَاْ وَ نَمْنَعَ الْإِنْفِجَاْرَ !
نَحْنُ فَقَط نُؤَجِلُ الْإِنْفِجَاْرَ !؟

كُلُّ مَاْ فِيْ الْأَمْرِ أَنَّاْ فِيْ أَيَّةِ مُصَاْلَحَاْتٍ ، أَوِ إِتَّخَاْذِ تَرْتِيْبَاْتِ أَيَّةِ تَحْكِيْمَاْتٍ ، لَاْ نَسْعَ إِلَّاْ إِلَىْ تَسْهِيْمَاْتِ وَ تَحْصِيْصِ الْإِلْتِزَاْمَاْتٍ الْمَاْلِيَّةِ الَّتِيْ يَلْتِزِمُ بِهَاْ كُلُّ طَرَفٍ مِنَ الْأَطْرَاْفِ الْمَعْنِيَّةِ فِيْ مُشْكِلَةٍ مَاْ.. وُ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ شِرَآءِ الْوَقْتِ وَ شِرَآءِ الْمَرْهَمِ وَ الْلَّصْقَهْ وَ الشِّاْشْ الْلَّاْزِمِ لِلْتَهْدِئِةِ فَقَط !
نَحْنُ لَسْنَاْ بِحَاْجَةِ الْمُصَاْلَحَاْت، بَلْ نَحْنُ بَأَمَّسِ الْحَاْجَةِ للْمُصَاْرَحَاْتِ وَ مِنْ ثّمَّةَ نَبْدَأُ الْمُصَاْلَحَاْتِ !

لِأَنَّهُ بِغَيْرِ تِلْكَ الْمُصَاْرَحَاْتِ الْمُسْتَلْزِمَةِ عَلَيْنَاْ ، سَنَظَلٌّ دَوْمَاً نَرْمِيْ بِمَشَاْكِلِنَاْ وَ سِلْبِيَّاْتِنَاْ عَلَىْ الْعَكَاْبِرْ ! وَ نَكُوْنُ كَمَنْ يَرْمِيْ الْحَقَاْئِقَ بِجْهَلٍ وَ غَبَآءٍ نَاْدِرَيْنِ بِأَنْ نَضَعَ الْعَرَبَةَ أَمَاْمَ الْحِصَاْنِ !
وُ كُلْ سَاْعْ شِظْهُرْ لَنَاْ عِكْبَاْرْ !
وَ مَاْ سَأَلْنَاْ أَنْفُسَنَاْ أَبْدَاً عَنِ الْأَسْبَاْبِ الَّتِيْ تُغْرِي الْعَكَاْبِرَ بِالْقُدُوْمِ إِلَىْ دَاْرِنَاْ وَ الْعَيْشِ فِيْ أَشْحَاْجٍ كَثِيْرَةٍ وَ فِيْ كُلِّ الْغُرَفِ وَ الْمَطْبَخِ وَ الْحَمَّاْمَاْتِ وَ الْحَوْشْ وَ الْحَدِيْقَةِ ! أَوْ لِمَاْذَاْ أَصْلَاً نُوْجِدُهَاْ مَنْ لَاْ شِئَ .

يَبْدُوْ لِيْ أَنْ الْبَيْتَ بِكَاْمِلِهِ بِحَاْجَةٍ إِلَىْ التَّطْهِيْرِ وَ التَّنْظِيْفِ أَوَّلَاً !
ثُمَّ الْبَحْث فِيْ مَصَاْدِرِإِغْرَآءِ الْعَكَاْبِرْ فِيْ الْقُدُوْمِ إِلَىْ دَاْرِنَاْ!
وَ إِفْنَآءِ تِلْكَ الْمَصَاْدِر!
وُبَعْدَهَاْ لَوْ ظَهَرْ لَنَاْ عِكْبَاْرْ إِحْلُقُواْ شَنَبِيْ يَاْ قَبَاْئِل الْيَمَن !
سَاْمِحِيْنَاْ يَاْ يَمَن !

عُمْرُنَاْ مَاْ جَلَسْنَاْ فِيْ حَيَاْتِنَاْ نَتَكَلْمُ وَ نُنَاْقِشُ مَشْكِلَتَنَاْ ، وَ الْمَرَضَ الَّذِيْ نُعَاْنِيْهِ ! عُمْرُنَاْ فِيْ يَوْمٍ قَدِ اعْتَرَفْنَاْ أَنَّ لَدِيْنَاْ مَرَضٌ خَطِيْرٌ يَجَبُ أَنْ يُعَاْلَجَ ، وَ غَاْلِبَاً مَاْ نَنْتَهِيْ فَوْقَ الطَّاْوُلَةِ إِلَاْ وَ نَحْنُ يَشْتُمُ بَعْضُنَاْ بَعْضَاً ..
وَ يَتَّهِمُ بَعْضُنَاْ بَعْضَاً..
وَ يَرْجُمُ بَعْضُنَاْ بَعْضاً ..
وَ يَضْرُبُ بَعْضُنَاْ بَعْضَاً..
وَ يَقْتُلُ بَعْضُنَاْ بَعْضَاً ..

قَبْلَ أَنْ نَجْلِسَ عَلَىْ الطَّاْوُلَةِ !
وَ لَاْ مَرَّهْ جَلَسْنَاْ وُصَلِّيْنَاْ عَلَىْ النَّبي مِنْ صِدْقْ !
لِنُعَاْلِجَ الْجُرْحَ بِالْمَشْرَطِ وَ السِّكِيْنِ لَاْ الْمَرْهَمَ والشِّاْشْ وَ الْلَّصْقَةْ !
دَعُوْنَاْ مَرَّةً وَاْحِدَةً أَلَّاْ نَدْفِنَ رُؤُوْسَنَاْ فِيْ الرَّمْلِ كَالنَّعَاْمِ !
مَرَّةً وَاْحِدَةً.
سَاْمِحِيْنَاْ يَاْ يَمَن !

إِنْفَجَرَ السَّدُ وَ تَفَرَّقَتْ أَيْدِيْ سَبَأٍ ، وَرَاْحَ الْيَمَنِيُّوْنَ فِيْ أَرْجَآءِ الْأَرْضِ بَحْثَاً عَنْ أَوْطَاْنٍ أُخْرَىْ !
قُلْنَاْ عِكْبَاْرْ !؟..
عِكْبَاْرٌ يَهِيْلُ التُّرَاْبَ عَلَىْ حَضَاْرَةٍ !
عِكْبَاْرٌ يَكْسِرُ سَدَّاً !؟..
وَ يُحِيْلُ جَنَّتِيْنِ قِفَاْرَا !

مَهْزَلَةٌ ..
وَ اسْتِخْفَاْفٌ بِالْعَقْلِ ..
وَ الْإِنْسَاْنِ ..
وَ سُنَنِ الْحَيَاْةِ ..
وَ نَوَاْمِيْسِ الْكَوْنِ !

وَ الْمَهْزَلَةُ الْكُبْرَىْ أَنَّاْ مَاْزِلْنَاْ مُؤْمِنِيْنَ ـ إِلَىْ هَذِهِ الْلَّحْظَةِ أَنَّ ذَلِكَ الْعِكْبَاْرَ الْمُجْرِمَ هُوَ الَّذِيْ أَنْهَىْ أَرْضَ الْجَنَّتِيْنِ فَمَزَّقَنَاْ عَنْ يَمِيْنٍ وَ شِمَاْلٍ !
وُمَاْفِيْشْ مُؤَرِّخ عُرِّيْ مُحْتَرَم جَاْءَنَاْ بِدِرَاْسَةٍ تَاْرِيْخِيَّةٍ مُؤَصَّلَةٍ وَ مُفَصَّلَةٍ عَنْ أَسْبَاْبِ سُقُوْطِنَاْ مُنْذُ ذَلِكَ الزَّمَاْنِ إِلَىْ هّذَاْ الزَّمَاْنِ !؟
لَكِنْ هَلْ فِيْ عُرَّيْ قَدْ بَرَأَ عِكْبَاْرَاً !

أَتَصَوَّرُ نَتَفِقُ جَمِيْعَاً عَلَىْ إِجَاْبَةِ السُّؤَآلِ !
عُمْرَنَاْ مَاْ جَلَسْنَاْ نَتْفَاْتَحْ
وُنَتْصَاْرَحْ ..
وُنَتْسَاْمَحْ !
أَبَدَاً !

قُمْنَاْ بِالثَّوْرَةِ وُبَكَّرْنَاْ مِنْ غَبَشْ نَتْقَاْتَلْ !
وَ قُلْنَاْ عِكْبَاْرْ !
الشِّاْفِعِيْ الْمُبَنْدَقْ يِجْبْ أَنْ يَظَلَّ تَحْتَ جِنَاْحِي الْإِمَاْمَةِ بَلْاْ بَنْدَقَة!؟ وَ وُصِمَ الْمُبْنَدَقْ الشِّافِعِيْ صَاْحِبْ الْيَمَن الأَسْفَلْ عَبْدالرَّقِيْب بِكِلِّ مَاْ اسْتَطَاْعُوا لِيَكِيْلُوا لَهُ مَاْ شَآؤُوا مِنَ الْإِتِّهَاْمَاْتِ الْقَاْذِعَةِ ..كَيْلَاْ يَمْسِكَ خِطَاْمَ النَّاْقَةِ وَ يَقُوْدَ الْقَاْفِلَةَ.

وَ قُلْنَاْ عِكْبَاْرْ دَخَلْ يَفْتِنْ بَيْنَنَاْ !
وَ سُحِلَ ذَلِكَ الثَّاْئِرُ صَاْحِبْ الْيَمَنْ الْأَسْفَلْ الشِّاْفِعِيْ مِنْ مَنْزَلْ ـ بَعْدَ أَنْ غُدِرَ بِهِ بَعْدَ الْغَدَآءِ !
فَمَاْ جَلَسْنَاْ بِعَقْلٍ لِنَتَصَاْرَحَ وَ نُعَاْلِجَ الْجُرْحَ .
بَلْ زِدْنَاْ الْأَرْضَ وَ الْعِرْضَ جُرْحَاً فَوْقَ جُرْحٍ !

وَ بَدَلَاْ مِنْ مُجَاْرَحَةِ الْجُرْحِ ، وَ الْمُصَاْرَحَةِ بِمَرَضِنَاْ .. وَقَفَتْ كُلُّ الْأَطْرَاْفِ الْمَعْنِيَّةِ تَتَصَاْلَحُ !
وَ اقْتَسَمَ الْمَلَكِيُّ مَعَ الْجُمْهُوْرِي الدَّوْلَةَ !
وَ كَأَنَّاْ مَاْ قُمْنَاْ بَالثَّوْرَةِ لَيْلَةَ أَمْسٍ قَط؟

وَ رَاْحَ ضّحِيَّةَ هَذِهِ الْمُصَاْلَحَاْتُ الْمُتَعَكْبِرَةُ كَثِيْرٌ مِنْ مَشَاْئِخِنَاْ وَ رِجَاْلَاْتِنَاْ وَ لَوْ أَحْصَيْتُ مَاْ كَفِيْتُ ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ أُغْتِيْلَ ، وَ مِنْهُمْ مَنْ نُفِيَ ، وَ مِنْهِمْ مَنْ هُمِّشَ وَطُنِّشَ وَ حُنِّشَ .. وَ مِنْهُمْ مَنْ قَضىْ نَحْبَهُ فُكْدَاً وَ مَاْ بَدَّلُواْ تَبْدِيْلَاً!
وَ مَاْ بَرحَنَاْ نَدَّعِي أَنَّ الْعَكَاْبِرْ تَأْتِيْ إِلَيْنَاْ مِنْ خَاْرِجِ الْبَيْتِ وَ مَاْ فِيْ الْبَيْتْ إِلَّاْ أَصْحَاْبُهْ !

عَكَاْبِرْ عَبْقَرِيَّةٌ هَذِهِ الَّتِيْ تَأْتِيْنَاْ !
وُقَاْلُوا اسْكُتُوا وُبَطِّلُوا التَّعِكْبَاْرْ !
وَ نَسْكُتُ وَ كُنَّاْ نَرْضَىْ بِقِطَعٍ مِنَ الْجُبْنِ وَ التِّوِزَاْرْ وُنَدْخُلْ الْأشْحَاْجْ !؟ إِلَىْ أَنْ جَآءَتِ الْوُحْدَةُ وَ تَنَفَّسَنَاْ !
وَ الْحِسَاْبَاْتُ آنَئِذٍ كَاْنَ مِنَ الصَّعْبِ تَقَبُّلُ مُوَاْزَنَاْتِهَاْ ، خَاْصَّةً الآنَ أَنَّ الشِّاْفِعِيَ كَبَرْ كَثِيْرْ ـ دَوْلَةْ وُعَيْشْ وُجَيْشْ !

وَ مَرَّةً أُخْرَىْ لَمْ نَتَصَاْرَح أَوَّلَاً ثُمَّ نَتَصَاْلَحُ !
وَ لِهَذَاْ شُنَّتِ الْحَرْبُ فِيْ 1994 بِجِنَاْحِيْ الْإِمَاْمَةِ !
وُقُلْنَاْ عِكْبَاْرْ !
كُلَّمَاْ نُحَاْوِل أَنْ نَخْرُجَ مِنْ الْأَشْحَاْجْ يَدْهُفُوْاْ أَبَتْنَاْ لَدَاْخِلْ !
يَوْمأ قَاْ هِيْ إِلَّاْ هِيْ يُدْهَفُ بِنَاْ إِلَىْ مُصَاْلَحَةٍ جَدِيْدَةٍ وَ التَّحْكِيْمِ الْقَبَلِيْ وَ قَوَاْنِيْنِ الْقَبِيْلَةْ وَ أَعْرَاْفِهَاْ !

نَفْسُ الَّذِيْ حَدَثَ بَعْدَ الثَّوْرَةِ حِيْنَمَاْ الْتَقَتْ كُلُّ الْأَطْرَاْفِ الْمَعْنِيَّةِ لِتَقْدِيْمِ الْحُلُوْل لِتَحْقِيْقِ التَّوَاْزُن الطَّبِيْعِي لِلْمُعَاْدَلَةِ الشِّاْفِعِيَّةِ الزَّيْدِيَّةِ ... نَفْسُ الَّذِيْ حَدَثَ أَنَذَاْكَ سَيَحْدُثُ أَنْ عَاْجِلَاً أَمْ آجِلَاً !
هِيَ مُشْكِلَةُ كُلِّ الْأَطْرَاْفِ الْمَعْنِيَّةِ فِيْ الْبِلَاْدِ بَلْاْ اسْتِثْنَآء .
إِحْسُبْهَاْ مُعَادَلَةَ زَيْدِيْ ـ شَاْفِعِيْ ..
إِحْسُبْهَاْ مُعَاْدَلَةَ يَمِنْ أَسْفَلْ ـ يَمَنْ مَطْلَعْ !
إِحْسُبْهَاْ مُعَاْدَلَةَ إِشْتِرَاْكِيْ ـ كَوْنْجِرس !
إِحْسُبْهَاْ مُعَاْدَلَةَ عَلِيْ صَاْلِح ـ عَلِيْ سَاْلِم !

فِيْ النَّهَاْيَةِ ..
سَتَجِدُهَاْ نَفْسَ الْمُشْكِلَةِ الْأُوْلَىْ !
أَنَاْ لَاْ أَدْعُواْ إِلَّاْ لِلْوحْدَةِ؛
إِمَّاْ وحْدَةُ عَكَاْبَرْ !
وَ إِمَّاْ وحْدَةُ عَرَاْرِيْ !
أَنَاْ أَدْعُواْ لِوحْدَةِ تَعَاْدُلِيَّةِ تَدَعُ الْجَمِيْعَ يَأخُذُ نَفْسَ السَّهْمِ مِنْ نَفْسِ الْجُبْنَةِ.
مُشْ جَمَلْ يَعْصِرْ وُجَمَلْ ياكُلْ عُصَّاْرْ !

تَسْأَلُوْنِيْ ..
وَ الْحَلُّ؟!
لَاْ بُدَّ وَ لَاْ مَفَرَّ مِنْ قِيَاْمِ نِظَاْمٍ فِدرَالِيْ عَلَىْ أَسْرَعِ وَقْتٍ يُعْطِيْ الصَّلَاْحِيَاْتِ للوُلَاْيَاْتِ الْجَدِيْدَةِ وَ إِطْلَاْقِ طَاْقَاْتِ الْإِبْدَاْعِ لِلْإِنْسَاْنِ الْيَمَنِيْ وَ يُحَرِّرُ حُكُوْمَاْتِ الْولَاْيَاتِ مِنْ عُرِّيْ مِخْبَاْزَةِ الْعَاْصِمَةِ .. وَ تَتْرُكُهَاْ تُدِيْرُ شُؤُونَهَاْ بِمَاْ تَرَاْهُ يُنأْسِبهَاْ فِيمَاْ عَدَاْ الشُؤُون السِّيَاْدِيَّةِ الَّتِيْ تَمْتَلِكُهَاْ الْعَاْصِمَةُ الفدْرَاْلِيَّةُ وَ الَّتِيْ تَقُوْمُ بِتَوْزِيْعِ مَوَاْرِدِهَاْ بِالْعَدْلِ بَيْنَ حُكُوْمَاْتِ الدَّوْلَةِ الفِدْرَاْلِيَّةِ الْمُتَّحَدَّةِ : الْيَمَنْ الْوَاْحِد الْفِدْرَاْلِيْ !

أَمَّاْ غَيْرُ ذَلِكَ
فَصَدِّقُوْنِيْ سَتَذِهَبُ رِيْحُكَمْ مُتَفَرِّقِيْنَ ! وَ إِذَاْ مَاْ أَذْهَبْتُمْ هَذِهِ الْفُرْصَةَ مِنْ يَدِكِمْ هَبَآءَاً مَنْثُوْرَاً إِشْتُبَكِرُوا مِنْ الصُّبْحْ تُطَلِّبُواْ عَلَىْ عِكْبَاْرْ جَدِيْدْ لِتَرْمُواْ فَوْقَ كَاْهِلِهِ فَشَلَكُمْ بِعَدَمِ قٌدْرَتِكُمْ عَلَىْ الْإِبْقَاءِ عَلَىْ مَاْتَبَقَّىْ مِنْ جِدَاْرِ الْوحْدَةِ !
وَ سَتَبْكُوْنَ كَثِيْرَاً..
لِتَقُوْلُواْ مَرَّةً أَخِيْرَةً ـ بَعْدَ ثَلَاْثَةِ أَلْفِ عَاْمٍ..
سَاْمِحِيْنَاْ يَاْ يَمَنْ !
كَاْنْ فِيْ عِكْبَاْرْ هِنَاْكْ مَشِفْنَوْشْ !

المصدر : موقع " المشهد " الالكتروني

حد من الوادي 07-01-2010 01:17 AM


حرب قبيلة بالحارث الجنوبية وعبيدة اليمنية"لا لداحس النفط وغبراء الغاز

لا لداحس النفط وغبراء الغاز

2010/06/30 الساعة 21:47:33
ابو الحسنين محسن معيض

وطني سفينة المشاكل التي لا تنتهي .. سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وصحية وغيرها كثير.. ربانها وملاحوها تركوها تصارع الأمواج العاتية بمفردها .. يتقاذفها موج الهوى والعصبية والفساد والمحسوبية يمنة ويسرة فيتخبط ركابها بداخلها .. يتصارعون فيما بينهم ويتزاحمون على منافذ النجاة فيداسون تحت الأقدام .. وطني تتداخل فيه أطراف وأطراف وتتشابك خيوطه الصوفية فيما بينها فلا تعد تدري أين أول وأين منتهاه ..

ومشاكل نزاع الأراضي والثار والقتال القبلي إحدى أهم مشاكل اليمن عامة يعاني منها كل من اكتوى بنارها وذاق طعم مرارتها .. قطع أرحام وتمزق صداقات .. خوف وقلق وبغضاء وخصومات لا طعم لطعام ولا لذة لشراب يصبح فيها الإنسان أسير هدفه إما دفاعا وإما هجوما .. أخوه سلاحه ورفيقته ذخيرته .. عند أدنى صوت يهب وعلى أبسط شك يلتهب قومته ونومته ذئب وتواردت الأخبار بما حصل بين الأخوين الجارين بلحارث وعبيدة .. جبلان شامخان بين سلسلة جبال وتلال القبائل .. عملاقان لا تخطئهما العين .. تقاتلا على رمال في صحراء .. على وظيفة سائق أو عامل كهرباء .. حارس بوابة أو عامل بناء .. لقد حصل ما حصل قدر الله وما شاء فعل ..

بلحارث وعبيدة ما القضية والى أين المسيرة ؟! أداحس النفط وغبراء الغاز بعد أن هدانا الله للإسلام ؟ أشركة أجنبية دخيلة كناقة البسوس بعد أن صرنا مؤمنين ؟ أبعد الحب جفاء ؟ أبعد الصلات قطيعة ؟ كيف سيتعامل فيما بينهم الأقارب ؟ هل سيقاتل الولد خاله ؟ ويقتل الزوج أبا زوجته ؟ والصديق صديقه !! كيف نتناسى في لحظة من الشيطان ساعات العشرة ولحظات الآلفة وسنين الأخوة ؟ كيف نحتوي ما قد كان ونستوعب غضب الإنسان .. كيف نخزي الشيطان ونصنع مأثرة خير تتحدث عنها الأجيال في مستقبل الزمان..

كيف نرضي الملك الديان من غير مذلة ولا هوان .. تستطيعون ذلك في وجود رجال خير وحكمة وانتم أهلها ومنبعها وبصدق المنطلق وإخلاص النية حتما ستفعلون ذلك .. وبالعقل والمنطق ماذا سيحدث بتقاتلكم .. مزيدا من القتلى .. كثيرا من الدماء والجرحى .. خسائر مادية وبشرية من اجل ماذا ليقال : هؤلاء حمران العيون ما نسيوا دمهم وها هي طبول حربهم تقرع .. وهؤلاء ما رضخوا لهم ولا سلموا أبنائهم للحكم ولا للشرع .. سأخبركم بما سيكون ولا تغضبوا مني فما عهدت نفسي إلا صريحا ومحبا لكم وقد تكون الكلمات مرة ولكنها الحقيقة :

ـ ستكونون محل تعلول المجالس في قاتهم وسمرهم ومناسباتهم الاجتماعية .. عن إخباركم وقتلاكم وحروبكم سيسألون القادم أعطنا أخبار عبيدة وبلحارث ..كم وصلوا قتلاهم وأيش أخر أخبار غاراتهم ؟ وسينفض المسمر في انتظار الحلقة القادمة من الأحداث ستكون الحجر من أرضكم والدماء التي ستسيل دمائكم .. فهلا أرضيتم ربكم قبل هواكم ونواقيس حربكم ؟!

ـ ستظهر الخفافيش في سمائكم وستسبح الثعابين في مائكم .. وستصبح أرضكم مسرحا لكل شارد ووارد ممن يجيدون لعبة الحروب والمحن أو من حملة لافتات الفتن الذين سيجعلون منها منطلقا لحرب كبيرة في الوطن .. ولقد قرأت تعليقا في أحد المنتديات يقول : على بلحارث إعلانها قضية وطن أي ( جنوب ) وسترى ما سيحدث .. سيستفيدون من حربكم بيعا وشراء .. قصصا وأخبارا .. والخاسر الأكيد انتم وأبنائكم وأحفادكم.. فلماذا تورثونهم حربا ضروسا وشدة وقهرا !!

ـ إذا اشتعل فتيل الحرب فهل تظنونه سينطفئ قريبا .. صدقوني مع كل طلقة ستتعطشون للأخرى ومع كل إصابة ستنتظرون غيرها .. ستصبح هي تجارتكم وهي مدرستكم وهي جامعتكم وهي طعامكم وشرابكم بل هي كل حياتكم ويا لها من حياة .. بدلا من أن يحمل ابن العاشرة منكم كتبه للمدرسة سيحمل بندقيته للمعركة ! ويا له من جيل !!

سيطول الكلام الإنشائي .. فما هي الحلول والمخارج العملية لاحتواء المشكلة وتهدئة الأوضاع وعدم تفلتها وانتشارها .. الحل من وجهة نظر الفقير إلى عفو ربه وتوفيقه يكمن في مجموعة جهات إن تكاتفت وفهمت أبعاد الخطر فسيكون الخير بإذن الله فيها ومعها .. وأوجه إليهم رسائل دعوة وطلب ورجاء أن يستجيبوا :

الأولى ـ إلى عبيدة وبلحارث عليكم باليقين الكامل أن لا خيرا في القتال بينكما وانه سيستفيد من قتالكما من تسبب فيها وستكون فرصة له بالخلاص منكما وسيخلو له الجو والمكان بانشغالكما ببعض وسيدعمكما معا لتستمر الملحمة إلى أقصى حد وابعد مجال .. فعليكما الصبر والحكمة وان لا يعاقب الكل بجريرة البعض .. نعم المصاب كبير وجلل ولكن لماذا لا بد أن يكون الغد أكثر إيلاما للجميع .. وعلى العبيدي والحارثي أن يسلما من كان في موقعة القتلة إلى الدولة كجزء من درء الفتنة وأهوالها وبضمانات قبلية أخرى وان يتراضيا بذلك وتسير القضية في مجراها للطرفين .. أم ترون انه لا يصلح هذا إلا بعد أن نصل بقتلانا إلى المئات حتى نثبت للجميع أننا أهل شدة وبأس وشجاعة..

وأسمى وأرقى أنواع الشجاعة هما الصبر والحكمة في مواطن الغضب والحمية .. لا نقول لكم انسوا قتلاكم وجرحاكم وحقوقكم ومطالبكم ولكن نطلب التعقل والهدوء والسير نحو محاسبة المتسببين وفقا للشرع .. نطلب تفويت الفرصة على الذين قد يرون فيما حصل فرصة لتأجيج النزاع والتخلص من قبيلتين بهذا الحجم والتأثير في العملية السياسية والاقتصادية في البلاد .. ونقول للأخوة المتجنسين في المملكة والخليج : اتقوا الله في أهلكم عشتم بعيدا عن الوطن فلتكن عودتكم ميمونة ولها فضل وخير في لم الشمل والسلام والسعي للتوصل إلى ما يحقن دماء أهلكم بدلا من إشعال فتيل الفتنة وما أحسبكم إلا أهل خير فأرونا إياه .

والثانية ـ للدولة الحاكمة المسئولة أمام الله ثم التاريخ عن هذا الشعب وعن أمنه ومصالح الناس ومعيشتهم .. ماذا انتم فاعلون ؟هل بقي فيكم مسئول فيه ذرة خير وإنسانية .. اخرجوا قوات أمنكم التي تستعرضون بها في ميدان السبعين للفصل بين الحيين .. طبقوا الشرع والقانون .. نفذوا العدل ..احيوا القضاء العجوز الكسيح المشلول .. أقنعونا مرة واحدة في الحياة أنكم حكام وأنكم دولة وسلطان .. أن لنا عندكم كشعب خاطر وقيمة .. أنفقوا من بيت مال المسلمين ما يصلح به الحال وتهدأ به الأوضاع بدلا من التفرج وترقب ما سيصير عليه الحال فربما يوما طار رمادها إلى أعينكم المرمدة وستصرخون ولكن بعد فوات الأوان .

والثالثة ـ للقبائل اليمنية شرقية وغربية .. جنوبية وشمالية هذه حرب لو استعرت ستمتد السنة لهبها ويتطاير شرارها إلى ابعد مما تتصورون وستصل إليكم حتما .. لان هناك من سينفخ في جمرها ويأخذ جذوة من حطبها ويرمي بها هنا وهناك لغاية في نفسه فعليكم بالحركة السريعة .. خذوا مبادرتكم الكريمة تحملوا مسئوليتكم في ظل غياب دولة النظام وفي وجود حكومة سياستها تأجيج ودعم الخصام .. انتم لها وقدها .. أين هرم بن سنان والحارث بن عوف فيكم ؟ فلتتحرك رجالكم وفق اتفاق وتنظيم إلى حدود القبيلتين .. احجزوا وأصلحوا بين أخويكم .. قوموا بتهدئة الوضع والتوصل إلى اتفاقات لا تضيع فيها حقوق أولياء دم المقتول ولا حق الحي المعلول .. ولن تعدموا حلا أو هدنة أو خيرا وصلحا فأنتم أهل للخير وعلى مر التاريخ وجوهكم ناصعة بيضاء ولو تطلب الأمر بقائكم شهورا وسنينا فالأمر يستحق وسيكلل عملكم بالنجاح بعون الله وإخلاص النية له وحده

والرابعة ـ إلى العلماء والدعاة إلى حملة الأقلام الشريفة إلى المصلحين من أبناء اليمن عامة وأبناء المحافظتين خاصة .. هذا يومكم الحقيقي بينوا أضرار القتال وأبعاد الفتنة وضحوا للناس ما هو مخفي عنهم من أثارها وثمنها .. لا تعتزلوهم ولكن اخرجوا إليهم اكتبوا .. اخطبوا .. حاضروهم وعظوهم .. كل امرئ منكم على ثغرة فليسدها بما استطاعه من علم وجاه وقلم ومسئولية ..

إخوتي الكرام /والذي نفسي بيده لا شي ستحققونه بالقتال والدماء يساوي صراخ طفل خائف مرعوب من فقدان أبيه ..أو لوعة أم تنتظر كل يوم الدخول بولدها جثة هامدة .. أو قرقرة دموع في عين كهل يرى بحسرة أبناءه وأحفاده يكتوون بنار طالما تجاوزوها بسلام وحكمة .. ينظر في الأفق بأسى على تاريخ مضى كان الحيان فيه على وفاق وحب وإخاء .. طالما عاشا صديقين اخوين متراحمين .. يتسائل : هل عدموا وسائلهم ليبقوا لنا ذلك الحلم الجميل والتاريخ النبيل ؟ ويردد : لقد ورثوا شجاعتنا فهلا ورثوا حكمتنا .. فهلا كفيتموهم ذلك الهم والقلق والتساؤل الحزين .. حتما ستفعلون فأنتم أكرم من التهور وراء الهوى وأعز من الانجراف وراء ناعق الردى ... سائلا ربي لنا ولكم ولوطننا وشعبنا عامة السلامة من كل شر وفتنة وبلاء وان يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين .. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

حد من الوادي 07-03-2010 05:51 PM


صالح لا يستبعد تولي نجله الرئاسة عبر صناديق الاقتراع

2010/07/03 الساعة 11:55:59
التغيير - صنعاء - محمد القاضي :

نفى تكتل اللقاء المشترك المعارض اتهامات الرئيس علي عبدالله صالح لها بأنها تطالب بإطلاق سراح المعتقلين من عناصر القاعدة. وقال الناطق الرسمي للقاء المشترك محمد صالح القباطي:"ماقاله الأخ الرئيس لقناة روسيا بشأن "اشتراط المشترك إطلاق معتقلي القاعدة" مردود عليه، ولا يمس بصلة للمعارضة كتكتل اللقاء المشترك لا من قريب ولامن بعيد."

وقال القباطي مطلب أحزاب اللقاء المشترك واضح وعلني ولا يحتمل الالتباس وهو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين على ذمة الحراك السلمي في الجنوب وعلى خلفية الحرب في صعدة وكذا الصحفيين وذي الرأي والتعبير، وهو ما وعد به الأخ الرئيس في بيانه المعلن عشية 22 مايو المنصرم وأطلق على أساسه عددا من الصحفيين، إلا انه تم تجميده لاحقاً دون أن يتم الإفراج عن أي من المعتقلين السياسيين المشمولين بالبيان الرئاسي والمضمنيين تفصيلاً في مذكرة وزير العدل للنائب العام وهو ما يطالب به المشترك حتى الآن. وقال صالح في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" وبثته مساء الخميس من ضمن شروط المعارضة الخفية لبدء الحوار الركض وراء الضغط على الحكومة لإطلاق سراح ما يسمى بتنظيم القاعدة. وهذه خطوة خطيرة وقد أطلقنا عدداً من تنظيم القاعدة أكثر من مرة ويعلنون التوبة ويتمردون مرة أخرى ويقومون بأعمال تخريبية، فهذه من ضمن شروطهم ولكن لا يجاهرون بأنهم يطالبون بنتيجة إجماع المجتمع الدولي ضد الإرهاب فهم لا يجاهرون لكن في ثقافتهم المعارضة وفي أنفسهم هو إطلاق سراح المعتقلين وهو مايسمى بتنظيم القاعدة".

وأضاف: نحن دعونا إلى الحوار جميع الأطراف السياسي، لكن شروط المعارضة هو إطلاق سراح المعتقلين، وتكلمنا معهم، من هم المعتقلون هل هم ناصريون هل هم بعثيون هل هم اشتراكيون هل هم أخوان مسلمون وإصلاح. قالوا لا، هناك على ذمة الحراك والحوثيين".

واتهم الرئيس الحوثي بالمماطلة في تنفيذ النقاط الست. واشار إلى إن اليمن اعتمدت على نفسها في المقام الأول أثناء الحرب ضد المتمردين الحوثيين، لكنه استدرك قائلاً "هناك أيضاً دعم عربي معنوي ومادي من دول الخليج وعلى وجه الخصوص دول الجوار".

وحول توريث الحكم لنجله أحمد قائد الحرس الجمهوري، قال الرئيس صالح "إن توريث الحكم إشاعة من ضمن الإشاعات غير المسؤولة". واضاف "ابن الرئيس أو أخو الرئيس هو مواطن في نهاية الأمر!".

ولفت إلى إن "البلد بلد تعددي سياسي يتفقون الناس ويجرون الانتخابات، فكيف تقدر تورث والدستور واضح، لسنا نظام آخر نحن بلد تعددي وليس هناك ما ينص في الدستور أو القانون أو النظام الأساسي للدولة على التوريث لذلك فهي من ضمن الإشاعات ومحاولة إيجاد ثقافة داخلية بأنه إذا الرئيس تخلى أو انتهت ولايته سيأتي من بعده ابنه".

لكن صالح لم ينف نفياً قاطعاً احتمال تولي نجله الرئاسة من بعده، وقال "إذا جاء عن طريق صناديق الإقتراع أو عن طريق حزبه ليش لا؟!". واستشهد بتولي بوش الابن الرئاسة في أمريكا من بعد أبيه وكذلك بشار الأسد في سوريا. وأشار إلى إنه لم يقل أحداً أن بوش ورث الحكم لابنه.

المصدر : الرياض السعودية

حد من الوادي 07-05-2010 01:13 AM


هل ينجح العالم في فك الارتباط والفصل بين الدولتين" عدن وصنعاء

اجتماع المعارضة اليمنية في القاهرة.. رؤية للدلالات والأبعاد

2010/07/04 الساعة 23:41:36

عبد الله سلام الحكيمي

يكتسب الاجتماع الذي تم مؤخراً في القاهرة، وضم قيادات في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني بمن فيها قيادات لأحزاب اللقاء المشترك، وقيادات ورموز جنوبية بارزة، أهمية كبيرة، من حيث مكان الاجتماع وتوقيته والنتائج التي تمخض عنها وفقاً لما تضمنه البيان الصادر عنه.

إن انعقاد هذا اللقاء أو الاجتماع الذي شاركت فيه قيادات المعارضة بمختلف توجهاتها داخل اليمن وخارجه، في القاهرة، يرسم مؤشرات ودلالات ومغاز واضحة، بحسب رأي المتابعين المراقبين للشأن اليمني، تشير إلى بداية تغير وتطور هام في الموقف الإقليمي تجاه المشكلة اليمنية، ينبئ بدور فعال قادم ستضطلع به الدول العربية الرئيسية والمؤثرة لوقف تدهور وانفلات الوضع السياسي في اليمن ومعالجة المشاكل والأزمات المستفحلة التي تعصف باليمن، مهددة بانهياره العام مما يشكل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وهو دور إقليمي سيتم تنفيذه بقيادة مصرية وخليجية وموافقة ودعم دولي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية، ويؤكد عدد من المراقبين والمحليين، يتجه إلى إحداث تغييرات جوهرية وشاملة في بنية النظام السياسي القائم وهيكليته ومؤسساته ومكوناته ومضمونه، بما يحقق عملياً الإشراك الفعلي والفعال لمكونات المجتمع اليمني وشرائحه الاجتماعية،

في الجنوب والشمال والوسط ومختلف القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة، ووضع حد نهائي لمسألة احتكار الحكم والتفرد به لصالح فئة محدودة جداً على حساب الأغلبية الساحقة من فئات وشرائح ومكونات المجتمع اليمني التي تجد نفسها عرضة منذ عقود من الزمن، التهميش والإقصاء والاستئصال، باعتبار ذلك الوضع غير السوي هو السبب الحقيقي الكامن وراء المشاكل والأزمات والكوارث التي باتت تعصف باليمن من كل جانب.. ويلاحظ هؤلاء المراقبون أن ذلك الدور الإقليمي، المسنود دولياً، قد أخذ طريقة بالفعل إلى التنفيذ الميداني، من خلال تولي غرفة عمليات أمنية رفيعة المستوى من قيادات أمنية مصرية وخليجية وأردنية وأمريكية، لمهام الإدارة المباشرة للملف الأمني ومحاربة الإرهاب، تتخذ من اليمن مقراً لها، أعقب هذه الخطوة الهامة عقد اجتماع موسع ورفيع المستوى لقيادات المعارضة اليمنية في الداخل والخارج في مدينة القاهرة مؤخراً،

وهناك بعض المعلومات التي رشحت أو تسربت حول طبيعة وفصول ذلك الدور الإقليمي.. الدولي القادم في اليمن، تشير أن القوى الإقليمية والدولية تشعر بقلق بالغ ومخاوف جادة بأن النظام اليمني يسير حثيثاً نحو الانهيار وتقتضي الضرورة الاستراتيجية وجوب التدخل المباشر والفعال للحيلولة دون ذلك حتى لا تتكرر تجربة الصومال وغيرها في اليمن بكل ما يحمله من مخاطر وتحديات للأمن والاستقرار العالمي والدولي، وذلك من خلال السعي الحثيث لاحتضان قوى المعارضة اليمنية ودعمها وتحفيزها لاستكمال إطارها السياسي المتحالف المتمثل بـ (اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني)، وذلك من خلال تمكين هذه القوى من التحرك بحرية ودون تقييدات في عدد من العواصم العربية الرئيسية،

وبلورة صيغ تفاهمات سياسية معها، والضغط على النظام الحاكم للقبول بأجندة إصلاحات جذرية شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية في إطار إعادة بناء الدولة من جديد على أسس سليمة وديمقراطية حقيقية انطلاقاً من قاعدة (الدولة الاتحادية) أو (الفيدرالية)، ومن ثم عقد لقاءات ممنهجة ومدروسة وفق جداول زمنية محددة بدقة، بين المعارضة والنظام الحاكم، لإقرار برنامج التغييرات والإصلاحات المطلوبة، عبر حكومة وحدة وطنية تمنح كافة الصلاحيات والسلطات لوضع ذلك البرنامج موضع التنفيذ، دون أي تدخل أو عرقلة من قبل مؤسسة الرئاسة أو الجيش أو غيرها، وبإشراف ودعم ومساندة مباشرة من القوى الإقليمية والدولية، وتحت رقابتها المستمرة، على أن تكون مدة هذه الحكومة باعتبارها (حكومة انتقالية) ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام، تجري بعدها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية وفقاً لدستور جديد تتولى إعداده وإنزاله للاستفتاء (حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية)..

وتتحدث بعض تلك المعلومات أيضاً على أن (المشكلة الجنوبية) ستحظى باهتمام خاص، ومعالجة خاصة، تتحدد في بعض ملامحها، حسب ما يشير أولئك المراقبون والمحللون، بأن يبقى الجنوب بعد إقرار وتطبيق النظام الفيدرالي وإجراء الانتخابات المختلفة لهذا النظام، كما أشرنا إليه آنفاً، لمدة خمس سنوات ضمن الدولة اليمنية الفيدرالية الجديدة، وبعدها يستفتي أبناء الجنوب، بإشراف إقليمي ودولي، للاختيار بين البقاء في إطار الدولة الفيدرالية الجديدة أو الانفصال عنها، والواقع أن هذه المعالجة الخاصة للمشكلة الجنوبية ناتجة عن إدراك القوى الإقليمية والدولية بأن سبب مطالبة ابناء الجنوب بالانفصال يعود أساساً إلى الأخطاء والسياسات والممارسات السيئة التي مورست في حقهم منذ حرب 1994م ولاحقاً، ولهذا فقد رؤي أن تغيير صيغة النظام وطبيعته وإقامة (نظام فيدرالي) حقيقي يضمن مشاركة كافة مكونات وشرائح وفئات الشعب، من شأنه أن يقنع الجميع بأن مصالحهم وحاضرهم ومستقبلهم يتحقق بالوحدة الحقيقية السليمة والإيجابية وليس بالانفصال..

والواقع أن هذا الدور الإقليمي في اليمن، لم يكن وليد اللحظة، وإنما جاء كإحدى النتائج الهامة للمؤتمرات الدولية الخاصة باليمن والتي عقدت في لدن، ونتج عنها إقامة مجموعة (دولية) خاصة باليمن أطلق عليها مجموعة (أصدقاء اليمن) التي تفرعت عنها مجاميع عمل مختلفة لمعالجة الأوضاع المتجهة نحو الانهيار في اليمن، حيث أوكلت مهمة (الإصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية) لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في حين أوكل (الملف الأمني) لفريق عمل رفيع بقيادة مصرية من القادة الأمنيين في مصر، ودول مجلس التعاون الخليجي والأردن وأمريكا، أما (الملف السياسي) الذي يعتبر حجر الأساس في أهمية وأولويته فقد أوكل – بحسب تصريحات متواترة لمسئولين في الإدارة الأمريكية والبنتاجون للمملكة العربية السعودية باعتبارها الدولة الأكثر قرباً ومعرفة ودراية بمشاكل اليمن وأزماته وتحظى بنفوذ وتأثير واسعين لدى أوساط يمنية واسعة ومؤثرة وقوية.

كان مجاه في البداية مقتصراً، في الظاهر، على اليمن، بكونه –أي اليمن- ساحة اختبار عملي ميداني لتقييم مدى قدرة وفاعلية ونجاح ذلك الدور الإقليمي، بحيث يشكل نجاحه في اليمن، بداية ومنطلقاً لممارسة دوره الإقليمي في ساحات أخرى كفلسطين ولبنان والسودان والعراق والصومال وغيرها، وسيكون بديلاً للتدخلات العسكرية من قبل القوى العظمى تلك التدخلات التي تسببت لها بخسائر جسيمة من الأرواح والدماء والإمكانيات المادية والأعباء المالية الباهضة التي لم تكلل بالنجاح والإساءة إلى صورتها ودورها في العالمين العربي والإسلامي.

إن نجاح الدور الإقليمي في أداء مهمته في اليمن، بصورة فعالة حازمة إيجابية، من شأنه أن يجعل من الدول العربية الرئيسية المكونة له، مؤهلة لتصبح نواة قوية ومؤثرة لتأسيس وصياغة ما اصطلح على تسميته، منذ زمن، بالنظام العربي الجديد..
فهل سينجح ذلك الدور الإقليمي أم لا؟ ذلك ما ستبينه الفترة القصيرة القادمة.


حد من الوادي 07-07-2010 01:18 AM


من هنا وهناك ( تحليل سياسي خاص بالتغيير ) .. فرص الحرب والسلام في شمال اليمن

2010/07/06 الساعة 17:58:22
التغيير – كتب – المحرر السياسي :

لم تكد تنقضي حتى 6 اشهر على توقف آلة الحرب في صعدة وحرف سفيان بعمران ، حتى عادت مجددا طبولها تدق . لقد استبشر الناس خيراً في حقن الدماء بقرار إيقاف الحرب بغض النظر عمن اتخذه ، المهم أن آلة الحرب توقفت ، وبدأ تطبيع الحياة في تلك المناطق من هذا الوطن .

لكن التداعيات الأخيرة والمتمثلة في الاشتباكات المتقطعة بين الجيش والحوثيين ، من جهة ، وبين الحوثيين ورجال القبائل ، والاتهامات التي سيقت للحوثيين بخرق قرار وقف إطلاق النار ، والرد بالتكذيب واتهام اللجان المشرفة على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بعدم الحيادية وغيرها من الأحداث ، هي – اليوم – مؤشرات حقيقية على مدى صعوبة الوضع ميدانياً . ويمكننا هنا وضع العديد من الملاحظات أو النقاط لقراءة الوضع في شمال البلاد .

- يمكن التأكيد على أن قرار وقف الحرب بصورة " ثنائية " أو في ضوء " تفاهمات ثنائية " وغياب الشفافية لدى الطرفين وعدم إعلان ما يتم الاتفاق عليه ، يمثل " خط الرجعة " لدى الطرفين ، وذلك لانعدام الثقة فيما بينهما ، أو أنها – الثقة – تتوفر بنسبة ضئيلة جداً.

- تغييب أطراف محايدة عن الإطلاع على ما يتم الاتفاق عليه والمشاركة الميدانية الحقيقية وليس على تلك الطريقة التي رأيناها بعد وقف الحرب ، كفقاعة إعلامية تلاشت مع مرور الأيام ، وبقي الطرفان في الميدان لوحدهما ، أدى إلى بروز نزعة عدم الثقة والتوجس من الأخر ، إلى أن تتعثر عملية تنفيذ الاتفاق على الميدان ، ولذلك كان ولازال مهما أن تشرف أطراف محايدة على تنفيذ أي اتفاق ، خاصة وان الطرفين سعيا حثيثاً لوقف الآلة العسكرية ، رغبة في إنهاء الاقتتال ، لكن – كما يبدو – دون رؤية مستقبلية واضحة .

- لقد جاء إيقاف الحرب السادسة دون وضع عدة استراتيجيات لمعالجة الملفات الشائكة ، أي أن ذلك تم على " الطريقة اليمنية " الخالصة ، ومن أهم الأمور التي لم يتم التوقف أمامها أو الالتفات إليها ، أو لم يرد ذلك ، هي وضع الاحتكاك الميداني بين ثلاثة أطراف : الجيش والحوثيين .. الحوثيون ورجال القبائل في بعض المناطق والمواليين للحكومة اليمنية ، والاحتكاك الأخير هو الأخطر ، لان هناك من يطرح أن أي احتكاك بين الجيش والحوثيين ، يعني اندلاع حرب جديدة وان أي احتكاك بين الحوثيين ورجال القبائل ، يعني استمرار الحرب بشكل أخر ، عبر الوكلاء من الطرفين ، مما يتضح أن الطرفين مازالا يخوضان الحرب ، الجيش عبر " ميلشياته " القبلية والحوثيين عبر " الناس في المنطقة " ، حسب وصفهم . والمهم ، في الأمر ، أن مثل هذه المعركة التي تعكس عدم حُسن النوايا ، قابلة وبسبة كبيرة للاستمرار ، حتى لو حُسم الأمر ميدانياً لأي من الطرفين ، بسبب التركيبة القبلية وثقافة الثأر والثأر المضاد ، وغياب مؤسسات الدولة الأمنية والقضائية في تلك المناطق القبلية .

- من ضمن النقاط أو الحقائق التي يمكن الإقرار بها في ضوء مشهد الحروب الست في سبع سنوات ، أن جماعة الحوثي قوة لا يستهان بها ميدانياً ، فلديها الفكر الأيدلوجي – الديني الذي تسيطر به على عوام الناس ، ولديها العقيدة العسكرية المؤهلة والمتمرسة في تلك المناطق ، وكذا الدعم المالي وبالسلاح ، وهو ما لم تفك الحكومة طلاسمه حتى اليوم ، أو أنها لا تريد ذلك لحسابات محلية أو إقليمية أو دولية ، ربما !

- أيضا من ضمن الحقائق التي يجب الإقرار بها في مشهد صعدة ، أن استخبارات الحكومة والجيش اليمني في تلك المناطق ، ضعيفة للغاية ، وإلا لما كانت الأمور وصلت إلى ما وصلت إليه من استعداد حوثي غير مسبوق عسكرياً وامنياً وإعلاميا ، واقتصادياً . ويرجع ذلك إلى تركيبة تلك المناطق القبلية بسبب عجز الدولة من خلال أكثر من أربعة عقود ، عن تموينها ، وبالتالي فان تجنيد المخابرات لعملاء وزرعهم في صفوف أهاليهم أمر صعب للغاية ، لا يقل صعوبة عن عدم إمكانية نشاط عملاء من خالج تلك المناطق ، إضافة إلى الأداء العتيق والتقليدي لأداء مخابرات الجيش في عموم المناطق ، وليس فقط في صعدة وعمران .

- ضمن الحقائق التي لابد من التطرق إليها ، هي أن أساليب وتكتيكات الجيش اليمني في حربه ضد الحوثيين ، قديمة وباليه ولا تعكس أي تطور تقني وتكنولوجي مما يتم الحديث عنه ليه نهار في وسائل الإعلام الرسمية ، وهذا يجعل المواطن اليمني يستشعر خطورة ، لا قدر الله ، جرت مواجهات عسكرية مع أية دولة ، أو وجدت بؤرة عسكرية لتنظيم القاعدة أو غيره من التنظيمات الإسلامية المتطرفة ، في إحدى المساحات الجغرافية للبلاد ، ذات المساحة الشاسعة ، على غرار ما يجري في الباكستان وأفغانستان .

عود على بدء
وبالعودة إلى مشهد ما يجري حاليا من تصعيد تُشم منه روائح البارود ، يمكن القول إن المواطن اليمني ، كان مستشعراً منذ البداية أن قرار وقف الحرب وإطلاق النار ، لم يكن سوى " استراحة محارب " من اجل التقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الصفوف بعد إنهاك الحرب لأشهر ، رغم أن هذا المواطن – كان ولا يزال – يأمل في أن يستريح وتستريح البلاد من ويلات الحرب ونتائجها ، لأن المنتصر في مثل هذه حروب ، دائماً مهزوم !


يمكن الجزم أن الحكومة اليمنية وكذا الحوثيين ، لا يدركون – جميعاً – مدى الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي بما يجري في شمال البلاد ، بدليل أنهم " يكولوسون " فيما بينهم ، دون وعي بأهمية أن تحظى خطواتهم بتغطية إعلامية ، لنقل إن اتفاق وقف الحرب تم ولم ترد الحكومة إظهار " المتمردين " في موقف الند ، من خلال استدعاء وسائل الإعلام لتغطية الاتفاق ، ولكن تم أواخر الشهر الماضي ( يوليو / حزيران ) الماضي ، توقيع اتفاق أخر جديد ، غير النقاط الست ، وبحسب الحوثيين فهو يتضمن 22 بنداً ، وبحسب الدكتور رشاد العليمي ، فانه يتضمن نقاطا لتنفيذ " ما تبقى من النقاط الست " ، ويمكننا الاستنتاج مما جرى في المرة الأولى والمرة الثانية أن الجانبين يمارسان أسلوبا واحدا ، وهو " استغفال " الآخرين ! :

- لم يتم عرض أي اتفاق على مجلس النواب أو حتى مجلس الشورى .

- لم يتم إطلاع المؤسسات الدستورية أو وسائل الإعلام على فحوى وبنود الاتفاقيات .

- لم يتم السماح لمؤسسات الإعلام والمنظمات المحلية والعربية والدولية بالنزول إلى المناطق التي كانت مساحات معارك.

- لم يتم الإطلاع على حجم الدمار والخراب الذي لحق بالمنطقة وحجم الخسائر المادية والبشرية في صفوف الجيش وقوات الأمن وكذا في الطرف الأخر ( الحوثيين ) ، وأيضا في صفوف المدنيين ، كم من الرجال والنساء والأطفال والحيوانات قضوا في هذه الحروب وبالأخص الحرب الأخيرة التي كانت طاحنة ؟!!


ومما سبق يمكن أن نخلص إلى التالي :
- بغض النظر عن التطورات الجارية ، فان الحرب يمكن أن تندلع في أي وقت ويمكن أن لا تندلع ، بمعنى تؤجل ، في حال جرى تقليص مساحة تحرك " تجار الحروب

ودعاتها في الطرفين وحصول " تنازلات " تطيل من عمر الهُدنة !

- يمكن أن تندلع الحرب في حال رفعت تقارير أمنية و استخباراتية إلى الجهات الرسمية المعنية وتكون غير دقيقة وتفيد بان " الوضع تحت السيطرة " و " القبائل في أيدينا " و " قواتنا المسلحة ستدك معاقل المتمردين " وغيرها مما يعرف الجميع .

- ويمكن ، أيضا ، أن تندلع إذا شعر الحوثيون أنهم أعادوا ترتيب صفوفهم ، ربما حصلوا على سلاح جديد ، معلومات استخباراتية بإمكان تمركز الجيش وخططه المستقبلية في التعامل معهم ، في حال تمكنوا من كسر شوكة القبائل الموالية للحكومة والتي تساند الجيش عسكريا – ميدانياً ، وإبعاد رموزها عن الساحة ، بأي طريقة !

وكافة تلك الاحتمالات ، ستلعب دوراً مهما وكبيراً في أي احتمال لدور إقليمي أو دولي في تجدد المعارك واندلاع حرب سابعة ، لان الدور الدولي يراهن – دائماً – على المعطيات الميدانية ، قبل العواطف والمشاعر والرغبات !

ثلاث ملاحظات أخيرة :

1- الدور والصوت السعودي خفت وانتهت الاحتكاكات بينه والحوثيين بتنفيذ مطالبه.

2- لا صوت أميركيا أو موقف بشأن ما جرى ويجري وهناك غموض في موقف الولايات المتحدة .

3- العلاقات اليمنية – الإيرانية " محلك سر " .


سؤال أخير :
متى ستندلع الحرب والصورة التي ستكون عليها ؟!!

(ع . م )


حد من الوادي 07-07-2010 04:11 PM


نص الاتفاق الجديد بين الحكومة اليمنية والحوثيين

2010/07/07 الساعة 11:47:47
صنعاء - عرفات مدابش :

حصلت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة على نسخة من نص الاتفاق الجديد الموقع بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في شمال اليمن، في 21 من يونيو (حزيران) الماضي، الذي يتضمن 22 بندا، وتتعلق هذه البنود بتنفيذ النقاط الست التي وضعتها الحكومة اليمنية لوقف الحرب في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، والتي قبل بها وبتنفيذها عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين.

وكان نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن، وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي، زار محافظة صعدة نهاية الشهر الماضي وصادق على الاتفاق.

وتشهد محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان، توترا هذه الأيام، بين الطرفين، وتبادل اتهامات بشأن خرق قرار وقف الحرب الذي دخل حيز التنفيذ منتصف فبراير (شباط) الماضي، لكن أكثر من منطقة شهدت اشتباكات وسقوط قتلى وجرحى، خاصة من جانب الحوثيين ورجال القبائل الموالين للحكومة اليمنية.

وتوقفت الحرب السادسة بين الجانبين، بعد إعلان عبد الملك الحوثي، القبول بالشروط التي تضمنتها النقاط الست التي وضعتها اللجنة الأمنية العليا من أجل وقف الحرب، وتؤكد مصادر حوثية لـ«الشرق الأوسط» أن الاتفاقية الجديدة تتضمن بنودا لتنفيذ ما تبقى من النقاط الست التي تنص على: الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق، والانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية، وإعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية اليمنية والسعودية، وإطلاق المحتجزين من المدنيين والعسكريين اليمنيين والسعوديين، والالتزام بالدستور والنظام والقانون، كما تشتمل على الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية.

* نص الاتفاق 1 - تنفيذ ما تبقى من النقاط الست التي أعلن عبد الملك الحوثي القبول بها.

2 - على الحوثي إلزام عناصره بالعودة إلى مناطقهم ومحافظاتهم آمنين وعدم الاعتراض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية.

3 - تأمين جميع الطرقات لجميع المواطنين دون استثناء وكذا المساجد والمدارس والمقرات الحكومية.

4 - عدم التدخل في شؤون السلطة المحلية.

5 - إيقاف جميع الاعتقالات التي يقوم بها عناصر الحوثي ضد المواطنين أو الطلبة أو العسكريين الذين منحوا إجازات لزيارة أهاليهم.

6 - إيقاف الاعتقالات سواء كانت من قبل المواطنين المتعاونين مع الدولة أو من قبل الأجهزة التنفيذية.

7 - سرعة إطلاق جميع المختطفين من قبل عناصر الحوثي من تاريخ إعلان وقف الحرب وحتى تاريخه دون استثناء وكذا من اعتقل من قبل أجهزة الدولة أو المتعاونين معها.

8 - إيقاف الاستحداثات من المتاريس وشق الطرق وحفر الخنادق والجروف لأن هذه الأعمال لا تخدم عملية السلام.

9 - سرعة إنهاء المظاهر المسلحة في الطرقات وأعالي الجبال والتباب والخروج من جميع المنشآت العامة والخاصة بما فيها منازل المواطنين.

10 - تشكيل لجنة ميدانية من قبل اللجنة الوطنية والوسيط والحوثيين لمتابعة تنفيذ هذا في الميدان ورفع تقرير عن ذلك.

11 - على الحوثيين تسليم كشف موقع عليه بما يدعون به لدى الدولة وما يثبت من ذلك يتم تسليمه.

12 - تفجير الألغام في المحاور الثلاثة.

13 - تجميع المعدات المدنية والعسكرية إلى صعدة عند الوسيط.

14 - تقوم اللجنة الأمنية العليا بإرسال جميع السجناء إلى صعدة تمهيدا لإطلاق سراحهم بالتزامن مع تسليم المعدات المدنية والعسكرية في آن واحد.

15 - يعلن صلح عام شامل كامل بين القبائل يرقد الخائف في بطن المخيف لمدة خمس سنوات لجميع المواطنين في صعدة وحرف سفيان والجوف والسواد دون استثناء.

16 - التوقف عن أي عمل استفزازي سواء بإطلاق النار إلى المواقع أو القصف أو التفجير أو نهب أو أسر أي شخص أو أي عمل من الأعمال التي تخل بعملية السلام من أي جهة كانت.

17 - إيقاف أي تناحر للقبائل ضد بعضهم البعض وإلزامهم بأن السلام لا مناص منه وأن على الجميع اتباع صوت العقل ويعيشون في أمن وسلام وعدل في ظل الدولة بزعامة رمز اليمن وقائدها المشير علي عبد الله صالح.

18 - تستكمل اللجان الفنية لنزع الألغام مهامها في جميع المحاور وعلى الهيئة الوطنية لنزع الألغام إرسال ثلاث فرق إلى كل من الملاحيظ وشدا ومران لنزع الألغام والعمل على تفجيرها.

19 - إعادة الموقوفين عن وظائفهم إليها وصرف مرتباتهم.

20 - سرعة بدء العمل في إعادة الإعمار وتعويض المتضررين.

21 - عودة النازحين إلى منازلهم وقراهم وعدم مضايقتهم.

22 - إغلاق ملف الحرب نهائيا والبدء في الحوار السياسي.

ونسأل من الله التوفيق والهداية

* توقيع:

علي ناصر قرشة (الوسيط)، يوسف عبد الله الفيشي (ممثل عبد الملك الحوثي)، علي بن علي القيسي (رئيس اللجنة الوطنية/ محور الملاحيظ والشريط الحدودي)

المصدر : الشرق الأوسط

حد من الوادي 07-15-2010 12:52 AM


850 مليون دولار خسائر حرب صعدة السادسة.. وآلاف القتلى والجرحى والمشردين

2010/07/14 الساعة 12:16:31
التغيير – صنعاء – منصور الغدره :

كشف تقرير حكومي يمني أن حجم الخسائر المادية، لليمن في حرب صعدة السادسة، التي خاضتها الحكومة اليمنية مع عناصر التمرد الحوثية تفوق 850 مليون دولار، فضلا عن الاف القتلى والجرحى والمشردين. وفيما لم يذكر التقرير حجم الخسائر البشرية وعدد القتلى والجرحى من الجانبين الذين سقطوا في الحرب السادسة بمحافظة صعدة -شمال اليمن- قال إن التقديرات الأولية للخسائر التي تكبدتها الخزينة العامة للدولة في المواجهة العسكرية مع عناصر التمرد في الحرب السادسة بمحافظة صعدة وحدها فقط تصل إلى نحو 750 مليون دولار، تمثلت في شراء سلاح ونفقات يومية خلال المواجهة التي استمرت قرابة ثمانية أشهر، فضلًا عن مائة مليون دولار تحتاجها مرحلة إعادة إعمار ما دمرته الحرب من منشآت عامة وخاصة في صعدة.

وفي الوقت الذي تذهب التوقعات إلى اندلاع جولة سابعة من الحرب بين الحكومة اليمنية والتمرد الحوثي لعدم التزام الأخير بنقاط اتفاق وقف الحرب، أكد التقرير أن الدمار طال بشكل جزئي أو كلي، نحو 4141 منزلًا، و64 مزرعة لإنتاج الفاكهة، و24 مزرعة لإنتاج الدواجن، و201 منشأة حكومية منها 116مدرسة و36 منشأة صحية و26 منشأة أخرى ومسجد. وكشف التقرير عن وجود آلاف القتلى والجرحى والمشردين والأرامل والأيتام،كانوا ضحايا المواجهة السادسة ولكن دون وجود إحصائية دقيقة لدى الجهات الرسمية عن عدد الخسائر البشرية وحجمها الحقيقي. واعتبر التقرير أن هذه الأحداث أدت إلى تنامي مؤشرات انعدام الأمن الغذائي لنحو 2.7 مليون من سكان اليمن مطلع عام 2010م حسب تقديرات الأمم المتحدة،

والتي أشارت أيضًا إلى أن اليمن سيحتاج لنحو 105 ملايين دولار خلال عامي2010- 2011م لتغطية العجز الغذائي لثلاثة ملايين شخص، منهم نحو ربع مليون من مهجري حرب صعدة. وقال التقرير إن تلك الأحداث والاضطرابات والتحديات الأمنية التي شهدها اليمن خلال العقدين الماضيين أثرت بشكل مباشر في مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية من خلال الكلفة الاقتصادية والبشرية الباهظة لتوتر الأوضاع الأمنية والتي كان أولها حرب صيف 1994م التي كلفت الاقتصاد الوطني نحو 12مليار دولار، وأدت إلى تراجع النمو الاقتصادي إلى 1.4 ورفعت معدل تضخم إلى 77% وغيرها من الخسائر. وأضاف التقرير أن اليمن يعاني من مشكلات أخرى كلفت الاقتصاد خسائر كبيرة، مثل تبعات المشكلة الصُّومالية التي وصلت كلفتها على الاقتصاد اليمني إلى 700 مليون دولار موزعة على خسائر الاقتصاد الوطني والصيادين والتأمين وتجهيزات الأمن الساحلي، يضاف إليها أعباء حماية المياه الإقليمية من أعمال القرصنة واستضافة نحو 700 ألف لاجئ صومالي على الأراضي اليمنية.

المصدر : المدينة السعودية

حد من الوادي 07-15-2010 01:04 AM

اسعد الله مساكم

حد من الوادي 07-17-2010 01:56 AM


المستثمرون السعوديون وهو امير الاراضي
بقلم/ يحيى محمد الحاتمي
نشر منذ: يوم واحد و 8 ساعات و 17 دقيقة
الخميس 15 يوليو-تموز 2010 05:35 م
--------------------------------------------------------------------------------

لم يعد خافيا على احد بأن مشكلة الاراضي من أن اصعب المشاكل باليمن وتمثل التحدي الأكبر للحكومة اليمنية ، بل ان كثير من المحللين السياسين يعتبرون مشكلة الأراضي من اكبر المشاكل التي تهدد الأمن القومي اليمني. وذلك لخطورتها على الوضع العام في البلد واقلاق للسكينة العامة.

فالمتابع والملاحظ لهذه الآفة يجد أنه لا تكاد تخلو منها قرية او مديرية او محافظة في اليمن الا وفيها مشكلة ارض ونهب واستيلاء على اموال ناس بغير حق.

لكن الغريب في الامر ان الهوامير الكبار للأراضي هم انفسهم في كل المحافظات وان تعددت الواجهات فالخلفية واحدة .

لكن مايحز في النفس هو وصول هذة الآفة الى مفصل هام من اقتصاديات اليمن...


فالإستثمار هو ماتتغنى الحكومة اليمنية به ليل نهار وتشجيع الاستثمار هو من اساسيات عمل الحكومة اليمنية وأولوياتها وقد اصبحنا نسمع ان هناك شخصيات كبيرة ترعى الاستثمار في اليمن . ولكن للأسف الشديد واقعنا يحكي غير ذلك فالإستثمارات بدأت تتسرب من اليمن واحجام المستثمرين عن الاستثمار في اليمن بدا واضحاً.

قبل فترة قرأت مقالا للشيخ ياسر العواضي عن اراضي الحديدة وكيف ان ارضية احد الهوامير وصل طولها لأكثر من 60 كيلو متر يعني اكبر من احدى دول الخليج ، لم اصب بالذهول بل كنت متوقعا هكذا نهب فلي تاريخ طويل مع الأراضي ومشاكلها وقد خضنا معارك حامية الوطيس في كثير منها لكن ولله الحمد ليس نهبا بل دفاعا عن حقوق منهوبة وأعرف كثيرا عن اساليب هوامير الأراضي واطماعهم.

هذه المشكلة تعودنا عليها نحن كيمنيين فيما بيننا ، ولكن ان تصل الى عصب الحياة الاقتصادية في البلاد دون ان يوقف لها حد فهذه هي المصيبة .

في الاجتماع الاخير الذي عقد بجدة لمجلس رجال العمال السعودي اليمني قدم الجانب السعودي كتابا من اكثر من خمسمائة صفحة ويحوي مئات القضايا لمستثمرين وقعوا ضحايا لهوامير الاراضي في اليمن , الكتاب الذي صدر بعنوان (مشكلة اراضي المستثمرين السعوديين باليمن) ويحوي احكام قضائية وتوجيهات رئاسية وحكومية عليا , ولكن دون جدوى كل هذه الاحكام والأوامر لم تجد طريقها للتنفيذ بسبب قوة الهوامير ومن يقف وارائهم , والحكومة لم تحرك ساكنا لحماية المستثمرين بل ان الهيئة العامة للاستثمار مارست دور المصلح في كثير من القضايا وهذا ماحكاه الكتاب , فالهيئة العامة للاستثمار اصبحت شيخا مصلحا ولم تستطع ممارسة دورها الطبيعي لحماية المستثمرين حيث وهي الجهة المعنية الاولى في هذه القضية .

المستثمرون السعوديون من جانبهم بدءوا باتخاذ خطوات عملية لإسترجاع حقوقهم ولا أحد يلومهم على ذلك

فالخطوة الأولى التي قام بها المستثمرون السعوديون هي تقديم الكتاب وايصاله لأعلى المستويات في اليمن ,

اما الخطوة الثانية التي يزمعون القيام بها هي نشر قضاياهم في وسائل الاعلام المختلفة اذا لم تقم الحكومة اليمنية بما يجب لإنصافهم .


اما الخطوة الثالثة وهي الأهم فهي تقديم مقترح لرئيس الجانب السعودي لمجلس التنسيق السعودي اليمني صاحب السمو الملكي الأمير / سلطان بن عبدالعزيز آل سعود بخصم خسائرهم باليمن من المساعدات السعودية التي تمنح لليمن .

لا أدري كيف ستتصرف الحكومة اليمنية تجاه هذه المقترحات خاصة الأخير منها لأن مايؤلم حكومتنا هو المال , وأعتقد ان رجال الأعمال السعوديين عرفوا العصب الذي يؤلم حكومتنا. فهل ستقوم الحكومة بواجبها في حماية أموال المستثمرين أم انها ستصر على عماها والبقاء في موقف المتفرج حتى تشوه سمعة الإستثمار اليمني؟ وهل ستفرط الحكومة ومسئوليها بالاستثمار في اليمن كما فرطت بالوحدة التي قدمنا فيها دمائنا للحفاظ عليها فأصبح الانفصال قاب قوسين او أدنى فأساس المشكلة الجنوبية من بدايتها الى نهايتها هي نهب الأراضي في المحافظات الجنوبية والتي عجزت الدولة ان توقف اياً من هواميرها , يجب ان لا تنسى حكومتنا أن اكبر المستثمرين باليمن هم السعوديين حيث بلغت اجمالي استثمارات السعوديين باليمن أكثر من خمسمائة مليون دولار توزعت في استثمارات صناعية وسياحية والتفريط فيها خسارة كبيرة للإقتصاد اليمني وتفاقم هذه المشاكل ستؤدي الى احجام رؤوس الأموال عن الاستثمار في اليمن وهو مابدأ واضحا خلال الفترة الأخيرة حيث تراجعت رؤوس الأموال الاستثمارية في اليمن الى النصف مقارنة بالأعوام الماضية بحسب محللين اقتصاديين .

لقد تحولت اليمن من بيئة جاذبة للأستثمار الى بيئة طاردة للإستثمار وذلك بفعل عدة عوامل منها الوضع الأمني المهتري في اليمن ومشاكل الأراضي وحرب صعدة ومشكلة الجنوب ودخول القاعدة على الخط وغياب القضاء العادل وعدم وجود ادارات متخصصة للتعامل مع المستثمرين وتلبية حاجاتهم مما يعني ان الوضع لا يبشر بالخير والمعروف ان رؤوس الأموال جبانة تبحث دائما عن البيئة المثالية الآمنة للإستثمار , فهل من مغيث ؟؟.


تعليقات:
1)
العنوان: للتوضيح ياشيخ يحيى
الاسم: فهد سماري
مع فائق تقديري للأخ الزميل يحيى الحاتمي اود أن أؤكد التالي:
1-أتفق معك تماما على ان مسألة نهب وهبر وفيد الاراضي عندنا(معضلةعصيةالحل)خصوصا بوجود قيادةيقودها فخامة الجنرال المشير
2-من حق المستثمرين السعوديين ان يلجئوا الى كل وسيلة(شرعيةاوغيرشرعية)لإسترداد حقوقهم حتى لو لجئوا الى المنظمات الدولية الحقوقيةذات العلاقة
3-لجئوهم للأميرسلطان ليس في مصلحةاليمن إطلاقا لأن الأميرسيتكفل بدفع مانهبه(لصوص علي بابا)من جيبه وسيستمر النهب والفيد على بوتيرةأكبر
4-ليس صحيحا ان السعوديين هم اكبرالمستثمرين في اليمن؟؟ والدليل ماناقشه البرلمان حول عقود(إستثمار)الغاز المسال بأثر رجعي وبالمليارات الدولارات ياحاتمي!!والشركات الآسيويةلديهاإستثمارات بالمليارات ايضا(وبمشاركةحمران العيون)من لصوص علي باباطبعا!!
5-حللت فكتبت فأحسنت ولعصابات علي بابا أسأت وفضحت ولا أظنك لشرهم إمنت؟شكرا
للتواصل:fhasmar2000@hotmail
الخميس 15/يوليو-تموز/2010 07:26 مساءً
2)
الاسم: اليمني
رحم اللة الحمدي جعل ايمن في القمة واليوم *نستجدى الشحاتة اعرف ان الكاتب صادق لكنة عميل
الخميس 15/يوليو-تموز/2010 07:37 مساءً
3)
العنوان: الاحتلال الجني
الاسم: ضابط جنوبي
..‏ ‏الكاتب لم يكشف عن أسرار لا يعرفها أحد .الرئس يتهددويتوعد ناهبي الأراضي مجلس الوزرا و النواب و الشورى و القضاء كلهم يتحدثوا عن ناهبي الأراضي الشعب اعتصامات و مظاهرات ضد ناهبي الأراضي اذا من أين جاءوا هؤلاء الذين استولوا على الأرض و سرقوا الآثار وابتلعواالبترول و الغاز و اشعلوا نار الفتن و الصراعات و الاقتتال بين الأحزاب و المذاهب و القبائل ؟اذا كان كل هؤلاء من الرئس إلى المرؤوس يبرون أنفسهم مما يحدث في هذا البلد من هذا العدو الخفي ؟هذا هو السر الذي لم يستطع الكاتب كشفه *اتعرفون من هذا العدو الذي يمارس كل هذا الظلم ؟لأول مرة اكشف لكم هذه الحقيقة !*البلد وقعت تحت احتلال الجن !!!*ولاطاقة لنا بمحاربة من لا نراهم و لا نسمعهم ليس امامكم إلى الدعاء و قراءة أية الكرسي و المعوذات حتى يرفع الله عنا هذا العذاب والله إن هذا عقوبة لنا على مااقترفت أيدينا... كيف تكونوا يولى عليكم @
الجمعة 16/يوليو-تموز/2010 01:25 صباحاً
4)
الاسم: محمد حيدر
لكن مايحز في النفس هو وصول هذة الآفة الى مفصل هام من اقتصاديات اليمن ===> نعم وهذة الاقتصاديات لابد لها من عقول مدبرة وايادي امينة من اجل الحفاظ على الثروة لان الاقتصاد هو عصب الحياة.
الجمعة 16/يوليو-تموز/2010 06:43 مساءً
5)
الاسم: محمد حيدر
المال وما ادراك ما المال ، المال في اليمن يحتاج الى حماية(عقول ابطال) ، من اجل تشجيع الاستثمار وكما قال المثل من لايحمي ارضة لا يحمي عرضة ، فا لمتامل لهذا المثل يجد ان ناهبي الاراضي كاللصقة الياباني لا تدري كيف تتخلص منهم ، فيجب علينا ياليمنين حماية الاراضي من البلاطجة المفتنيين من اجل تشجيع الاستثمار
الجمعة 16/يوليو-تموز/2010 09:34 مساءً

حد من الوادي 07-17-2010 02:19 AM


اليمن في الوثائق السرية الأمريكية (1)
رسائل متبادلة بين الشيخ عبدالله ووزير خارجية واشنطن وتقسيم الحكومة الطائفي يلفت انتباه دبلوماسي أمريكي


المصدر أونلاين- خاص


يبدأ "المصدر أونلاين" بنشر الوثائق السرية الامريكية التي كان يرفعها الدبلوماسيون الأمريكيون عن اليمن في فترتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

هذه الوثائق نشرت على مدى عام كامل، في "المصدر" الصحيفة أسبوعياً، وقد استخرجت من سجلات الخارجية الأمريكية وقام قسم الترجمة في "المصدر" بترجمة هذه الوثائق الهامة التي تزيل الغموض عن شخصيات وأحداث يمنية خلال مرحلة ما بعد الثورة.
-----------------------------------------
تنبية نضرا لعدم رغبة الموقع في النقل اضع لكم الرابط للمتابعة ؟

المصدر أونلاين - رسائل متبادلة بين الشيخ عبدالله ووزير خارجية واشنطن وتقسيم الحكومة الطائفي يلفت انتباه دبلوماسي أمريكي

حد من الوادي 07-17-2010 02:19 AM


اليمن في الوثائق السرية الأمريكية (1)
رسائل متبادلة بين الشيخ عبدالله ووزير خارجية واشنطن وتقسيم الحكومة الطائفي يلفت انتباه دبلوماسي أمريكي


المصدر أونلاين- خاص


يبدأ "المصدر أونلاين" بنشر الوثائق السرية الامريكية التي كان يرفعها الدبلوماسيون الأمريكيون عن اليمن في فترتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

هذه الوثائق نشرت على مدى عام كامل، في "المصدر" الصحيفة أسبوعياً، وقد استخرجت من سجلات الخارجية الأمريكية وقام قسم الترجمة في "المصدر" بترجمة هذه الوثائق الهامة التي تزيل الغموض عن شخصيات وأحداث يمنية خلال مرحلة ما بعد الثورة.
-----------------------------------------
تنبية نضرا لعدم رغبة الموقع في النقل اضع لكم الرابط للمتابعة ؟

المصدر أونلاين - رسائل متبادلة بين الشيخ عبدالله ووزير خارجية واشنطن وتقسيم الحكومة الطائفي يلفت انتباه دبلوماسي أمريكي

حد من الوادي 07-17-2010 09:56 PM


الرئيس يحتفل بمناسبة تولية رئاسة اليمن

السبت 17 يوليو-تموز 2010 الساعة 04 مساءً / مأرب برس ـ صنعاء

استقبل الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم جموع المهنئين الذين قدموا التنهئة لفخامته بمناسبة ذكرى الـ 17 من شهر يوليو .

حيث استقبل الرئيس نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورؤساء مجلس النواب يحيى علي الراعي ومجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ومجلس القضاء الأعلى رئيس المحكمة العليا القاضي عصام السماوي ومجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ونواب رئيس الوزراء وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وممثلي عدد من التنظيمات السياسية والمنظمات النقابية والابداعية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني الذين قدموا التهاني والتبريكات بمناسبة يوم السابع عشر من يوليو اليوم الذي تولى فيه الرئيس قيادة مسيرة الوطن .


وإنتخب الرئيس على عبد الله صالح من قبل مجلس الشعب التأسيسي في الـ 17 يوليو عام 1978 م،

--------------------------------------------------------------
وللمزيد من تفاصيل الصراعات في اليمن منذيوم 26سبتمبرالى اليوم ومن وصول الرايد علي عبدالله صالح العرش قبل 32سنة كان تربعة على عرش اليمن نكبة
للعملة اليمنية حيث وصل والدولاربأربعة ريال ونصف والبلد لاتوجد بها قطرة بترول؟
ورغم بترول الجنوب واسماكة ومعادنة هرولت العملة الى 232ريال مقابل الدولار؟

لمزيد من معرفة الواقع ادخل الراوابط التالية؟

كيف استطاع البقاء في الحكم طوال 32 عاماً - سقيفة الشبامي

صنعاءصالح يتجه شرقاً ويعيد توزيع المهام وعلي محسن يتحرك بذكاء مستغلاً أخطاء الأولاد - سقيفة الشبامي

المستثمرون السعوديون وهو امير الاراضي - سقيفة الشبامي

حد من الوادي 07-19-2010 02:17 AM


هل كان السلال يتلقى مخصصات شهرية من شاهر عبدالحق ولماذا تنبأ رجل الأعمال الشاب بفشل مؤتمر حرض ؟
اليمن في الوثائق السرية الامريكية (2)


المصدر أونلاين ـ خاص
محمد حزام الشوحطي يشرح للأميركيين مدى كراهية اليمنيين لآل حميد الدين



نتناول في هذه الحلقة وثيقتين أميركيتين الأولى تتضمن معلومات مستقاة من رجل أعمال يمني شاب هو شاهر عبدالحق. وصفته الوثيقة بأنه مقرب من الرئيس السلال. وقال كاتب الوثيقة الدبلوماسي كلارك إن هناك معلومات -لم يحدد هذا الدبلوماسي مصدرها- بآن آل عبدالحق يدفعون مخصصات شهرية للسلال منذ قيام الثورة حتى تاريخ كتابة الوثيقة.


هذا الاتهام لم يظهر في الوثيقة بشكل جازم، ومن الصعب إثباته تاريخيا إلا إذا أقر به شاهر عبدالحق نفسه، حيث أن الرجل مازال على قيد الحياة، ويستطيع أن ينفي أو يؤكد لو أراد.

أما الوثيقة الثانية فتتعلق برأي صارم ضد آل حميد الدين تلقته الخارجية الأميركية في واشنطن من موظف يمني في البنك الدولي للإنشاء والتعمير بالكويت هو محمد حزام الشوحطي (توفي قبل نحو عامين رحمه الله).


تنبؤات شاهر عبدالحق

هذه الوثيقة عبارة عن برقية تتألف من ثلاث صفحات مرسلة من البعثة الأميركية في تعز إلى المقر الرئيسي لوزارة الخارجية في واشنطن مع نسخ للبعثات الأميركية في كل من القاهرة، جدة، عدن، لندن. تزامنت الوثيقة مع الاستعدادات لمؤتمر حرض عام 1965 وتنبأ فيها شاهر عبدالحق بفشل المؤتمر.



وفي هذه الوثيقة اعتبر الأميركيون المعلومات المستقاة من شاهر عبد الحق بأنها رسالة شفوية من المشير السلال نفسه تتضمن استعداده للتخلي عن الولاء للمصريين وتبني موقف وطني يمني. كما تشير الوثيقة إلى وجود طموحات لدى القاضي عبدالرحمن الإرياني لتولي الرئاسة بدلا من السلال.



تاريخ الوثيقة: 20 نوفمبر 1965
الموضوع: البديل الجمهوري لأي حل مصري- سعودي يتعلق بمشكلة اليمن.



(بدأت الوثيقة بملخص مختصر يخصص عادة للمشغولين جدا من المسؤولين الذين ليس لديهم وقت لقراءة التفاصيل، ولا تهمهم أسماء الأشخاص، ولكننا هنا سنترك المقدمة ونورد التفاصيل الكاملة مباشرة لأنها تغنينا عن الملخص وتعفينا من التكرار).



النص:

رجل أعمال يمني شاب مقرب من الرئيس السلال -كان موجودا في القاهرة أثناء مداولات الأسابيع الأخيرة بين الجمهورين- تقدم بفكرة ربما تكون هي آخر محاولات السلال اليائسة للبقاء في السلطة، وربما أنها تعبر عن وجهة نظر مجموعة أوسع من الجمهوريين.



مصدر المعلومات التالية هو شاهر عبدالحق (انظر البرقية السابقة رقم ِ-232 يناير 1965)، ومصالحه التجارية محمية في صنعاء من قبل السلال، كما أنه حتى الآن لم ينتقد أبدا المصريين بشكل مباشر. أشار شاهر إلى أن القادة اليمنيين أحمد نعمان، وحسن العمري، وعبدالرحمن الإرياني، وآخرين ذهبوا إلى القاهرة للتباحث مع مسؤولي ج. ع. م. بشأن تمثيل الجمهوريين في مؤتمر حرض ولكنهم بقوا هناك من أجل الاحتجاج على اتفاقية جدة.



لقد كان الجمهوريون اليمنيون غاضبين قليلا في البداية، لأن المصريين والسعوديين توصلوا إلى اتفاق دون التشاور مع اليمن، ولكن بمجرد أن علموا ببنود اتفاقية جدة كاملة ارتفعت نبرة غضبهم جميعا بدون استثناء. ولم يفصح شاهر عن بنود الاتفاقية كاملة، لكنه تحدث مطولا عن البنود التي يرفضها الجمهوريون:



1. حضور أمراء من آل حميد الدين لمؤتمر حرض. 2. إجراء استفتاء على الجمهورية أو تخيير الشعب بين الإمامة والجمهورية. وقال شاهر إن القادة الجمهوريين بقوا في القاهرة من أجل الاحتجاج لدى الرئيس ناصر، الذي رفض رؤيتهم، وكان هناك انقسام بين الجمهوريين فيما يتعلق بالسلال هل يجب أن يعود إلى صنعاء، ولكن الاجتماعات التشاورية في القاهرة، وما تلاها بعد عودة بعضهم إلى صنعاء، أسفرت عن قرارات بالأغلبية ضد عودة السلال في هذا الوقت، وأقر شاهر أن نجل السلال، العقيد علي عاد إلى صنعاء لجمع متعلقات العائلة، والعودة بهم إلى القاهرة.



وطبقا لشاهر فإن متزعم المعارضين لاتفاقية جدة بين الجمهوريين هو القاضي عبدالرحمن الإرياني، على النقيض من أحمد نعمان الذي غير اتجاهه إلى هذا النحو بناء على آخر نصيحة تلقاها من ابنه محمد. وحسن العمري من جانبه أصبح الآن على توافق عام مع الإرياني. أما السلال نفسه، فقد أصبح الآن وطني يمني، وقد تخلى للأبد عن فكرة أن المصلحة العليا لليمن تتمثل في اتباع النصائح المصرية.



وتحدث شاهر بكثير من الشك حول أي احتمال للاتفاق بين الجمهوريين والملكيين أو حكومة تسوية. وكدليل على ما يقول فقد استشهد بإيراد اسم أحمد الشامي وزير خارجية الملكيين قائلا إن الوزير الشامي ربما يكون عضوا في الحكومة المؤقتة، وهذا الرجل هو كبير مساعدي الإمام، فكيف يمكن أن ينظم للمعسكر الجمهوري، ويصبح أحد وزراء الحكومة؟

ملاحظة: معظم المصادر الجمهورية الأخرى في صنعاء استشهدت بالشامي كمثال واضح على أنه وجه ملكي مقبول.



وحسب قول شاهر فإن مؤتمر حرض ربما يفشل، وبالتالي فإن حكومة جمهورية جديدة برئاسة السلال أو الإرياني سيتم تشكيلها. وسوف تطلب رسميا من ج.ع.م سحب قواتها، ثم تجري انتخابات جمهورية، وبعد ذلك ترتب لإجراء حوار وطني بين كل اليمنيين. ولن تكون الحكومة الجمهورية المنتظر تشكيلها بعد مؤتمر حرض معادية ل "ج. ع. م" ولكنها ستعترف أن الوجود المصري في اليمن هو لب مشكلات اليمن.



وقد أبلغ السلال نفسه شاهر أنه لم يعد مستعدا لقبول توجيهات "ج.ع.م" وفي المستقبل فإن السلال أو حسن العمري أو أي قائد يمني سوف يرحب بنصائح أو مساعدات ج.ع.م. ولكنه سيفاوض وفقا لمصالح اليمن الوطنية. وأكد شاهر، أن السلال كسب مؤخرا، دعما شعبيا من عامة الناس، ومن القادة الجمهوريين.

تعليق: أخوان عبدالحق وفقا لبعض التقارير كانوا يدفعون للسلال مخصصات شهرية منذ بداية الثورة، وكانوا بالمقابل يتلقون تفضيلا على غيرهم.



ونعتقد أن ما قاله شاهر يمثل آخر المحاولات اليائسة من قبل ما تبقى من القوى المؤيدة للسلال بغرض إنشاء آلية تعيده إلى صنعاء في حال انهيار مؤتمر حرض، أو ما قبل ترتيب الانهيار. وفي الواقع، من خلال خبرة السفارة فإن أحمد نعمان، مرن في تفكيره، والإرياني يميل لأن يكون أكثر صلابة في مواقفه.



الإرياني كذلك اتهم مرارا بوجود طموح لديه لتولي الرئاسة. وبينما نحن لا نعتقد أن الإرياني وحسن العمري أصبحا شريكين أيديولجيين مثلما حاول شاهر أن يوحي لنا، ولكن ما ورد في كلامه يدل على أن الجمهوريين المتخاصمين يفكرون على الأقل حول بدائل جمهورية للحل السعودي المصري حتى وإن كان الأمر مجرد تفكير بالتمني وغير واقعي. ومثلما ظهر في الاجتماع الذي تم بين قادة جمهوريين مع الشيخ الغادر والشيخ العوجري في صعدة مؤخراً، فإن الجمهوريين مازال يبدو عليهم أنهم مصدقين بأنهم يستطيعون اختيار شخصيات معارضة معينة للتفاوض معهم حول حل لكل اليمن.



الشوحطي يشرح للأميركيين مدى كراهية الشعب لآل حميد الدين

الوثيقة مؤرخة في 29 ديسمبر 1967 وموجهة من وزارة الخارجية الأميركية إلى السفارة الأميركية بجدة، مع نسخة إلى كل من سفارة الولايات المتحدة في الكويت وطهران.

الاسم الوارد في الوثيقة هو محمد الشوحطي، وعلى الأرجح أنه محمد حزام الشوحطي الذي أصبح فيما بعد وزيرا للاقتصاد في إحدى حكومات عبدالكريم الإرياني، ونقل مقربون من الرئيس علي عبدالله صالح وقتها أنه قال له حينها " عيناك وزيرا قبل أن نعرفك". ولكن الوثيقة الأميركية تعتبر دليلا حيا على مدى وطنية الرجل لأنه ذهب إلى الخارجية الأميركية محذرا من القبول بالملكيين لأن آل حميد الدين غير مقبولين شعبيا وسيتولى الشعب اليمني قتلهم لو عادوا لدخول صنعاء حسب رأيه.



تزامن تحذير الشوحطي مع أيام حصار صنعاء من قبل الملكيين، وكان يبدو على المعسكر الجمهوري الذعر من احتمال استيلاء الملكيين على السلطة في صنعاء، وعودة آل حميد الدين، ولذلك توجه الشاب محمد الشوحطي إلى مقر الخارجية الأميركية منتهزا فرصة وجوده في واشنطن ضمن فريق كويتي يعمل مع البنك الدولي للإنشاء والتعمير، وبادر بتحذير الأميركيين من أن سقوط صنعاء في أيدي الملكيين لن يؤدي إلى القبول بآل حميد الدين لأن الأسرة مكروهة على نطاق واسع حسب رأيه، وسوف يتولى اليمنيون اغتيال كل عضو فيها ولن يقبلوا بعودتها للحكم.



ملخص الوثيقة:

حضر في 29 ديسمبر إلى مقر وزارة الخارجية في واشنطن اليمني محمد الشوحطي وهو من ضمن موظفي الكويت في البنك الدولي للإنشاء والتعمير، وجاءت زيارته قبيل رجوعه للكويت. الشوحطي سبق له أن عمل في وكالة التنمية الأميركية باليمن، وهو شخص بشوش وصريح مع الأميركيين. ولدى حضوره أعرب عن رأي يتبناه بقوة، وهو أن هجمات القوات الملكية حتى وإن نجحت في طرد الجمهوريين فإن الشعب اليمني سوف يقوم باغتيال كل عضو في عائلة حميد الدين. وقال إن الكراهية لهذه الأسرة واسعة الانتشار في جميع أنحاء اليمن مشيرا إلى أنه رغم حاجة البلاد لقيادة مركزية قوية فإن أسرة حميد الدين لن تكون قادرة على القيام بهذا الدور. وأضاف: إن هذه الأسرة لم تعد قادرة على عرض صورتها المخيفة على المواطن اليمني العادي، وهناك شعور عميق بالكراهية لآل حميد الدين لا يعتمد على الجمهورية فقط وفقا للشوحطي. وقال الشوحطي إن الشاب محمد بن الحسين الذي يوصف بأنه ديمقراطي ليس له أي تأثير على الشارع اليمني. وأعرب الشوحطي عن أمله في أن يجدد الروابط مع السفير كوتام والقائم بالأعمال (في الكويت) كاتش. انتهى النص

ملاحظة: لم تشر الوثيقة إلى أن الشوحطي يحمل الجنسية الأميركية.


خاص بالمصدر أونلاين.

لقراءة الحلقة السابقة انقر هنا.المصدر أونلاين - رسائل متبادلة بين الشيخ عبدالله ووزير خارجية واشنطن وتقسيم الحكومة الطائفي يلفت انتباه دبلوماسي أمريكي


لقراءة توطئة الحلقات انقر هنا.المصدر أونلاين - "المصدر أونلاين" يبدأ بنشر الوثائق السرية الأمريكية حول اليمن

حد من الوادي 07-21-2010 05:16 PM


في الحلقة الثالثة من: اليمن في الوثائق السرية الأمريكية
اعتقالات في أوساط «الهاشميين» عقب اغتيال الإرياني والسلطات المصرية تسجن العمري ومسئولين يمنيين في القاهرة


المصدر أونلاين- خاص

هذه الوثائق خاصة بالمصدر أونلاين ولا يسمح بإعادة نشرها.

للاطلاع على الموضوع على الرابط التالي؟

المصدر أونلاين - اعتقالات في أوساط «الهاشميين» عقب اغتيال الإرياني والسلطات المصرية تسجن العمري ومسئولين يمنيين في القاهرة


الساعة الآن 04:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas