الغناء هوّية
سلطان الأغنية هو الإيقاع ، ومن خرج عن الإيقاع فلا أغنية له . فإذن لا بدّ من الالتزام لإيقاع الأغنية والالتزام في حد ذاته ولاء والولاء هويّة ، وهنا تجدر الإشارة إلى المطربين الملتزمين ، ولن أتردد في إشهار اسم: المطرب الأول لليمن:
محمد مرشد ناجي
جمع بين مدارس الفن اليمني
من عمالقة الأغنية العدنية
وهو الذي يجمع بين طرب الأغنية ووقار الثقافة وعبق التاريخ اليمني في جلسة واحدة.
وإذا ما انتقلنا إلى حضرموت فسنقف عند مطرب مغمور هو:
عيدروس بن سعيّد الكاف
ولمدينة الشحر حضور فنّيّ معبّر عن هويّة وتاريخ ، فأين من يفرق بين أغنية وأغنية؟ ، وأين من يفرق بين إيقاع وإيقاع؟ ، هنا يستوقفنا المطرب:
بدوي زبير
ولن أتراجع في زعمي:
الشّحـر هي التي قدّرت لبدوي زبير فنّه أكثر من أيّ طرف آخر ، وهي الحافظة للإيقاع الحضرمي ، الحاضنة لأصوات شجيّة أمثال:
سعيد عبد النّعيم
محفوظ بن بريك
وآخرون....
نعود لنقول: لو أن الالتزام وإمكانات التجديد توفّرت لها بيئة الانطلاق لما فضّلت في الجزيرة أغنية وإيقاع كالأغنية الحضرمية والإيقاع الحضرمي. أمّا وأن العجز والضّمور وعوامل تعرية أخرى قد حجبت الأغنية الحضرمية أو حبستها أو تركتها رهينة وقع الماضي ، فإن أغنية أخر ستملي الفراغ ، كما ملأت الفراغ في الساحة عناصر أخرى في مناحي أخرى.