مقاييس محددة

[سالم علي الجرو]

في المجال الثقافي يقاس المرء من خلال قراءته بصمت وتعليقه أو تعقيبه ليقرأ الآخرون عنه بصمت أو يكتب بصمت وتتكلّم الكتابة . هكذا شهد التاريخ الأدبي لقرائه وكتّابه ، وشهدت قاعات المكتبات العامة وغرف المراجع.
دون ذلك ليس له اسم وإن كان بين من يكتبون ومن يقرؤون لكنه مولول في ظاهره ، قلقق لجوج ، يبحث عن لفتة ولو كتب المقزّز .
متهم بالعجز والعبثية.

كم قارىء يقرأ قارىء دون معرفة به فيمجده ويوقّره وللقراء علامات
وكم قارىء يقرأ عابث فيزدريه ويحقّره ، وللعابث أيضا علامات
لا ذاك درا ولا هذا يدري ، لكنه الثناء والوقار والمهابة تكون من نصيب أحدهما ومن نصيب الآخر المهانة والإحتقار.
دليل القارىء الصّمت والتعليقات الهادئة الموفّقة وهو يفتخر كلما أعدت إليه كتاباته ، ودليل العابث الولولة دون فائدة تذكر وهو يخجل وربما يغضب إن أعدت إلى الواجهة كتاباته.
ربما أكون تجاوزت أو بالغت قليلا ـ لا أدري فهذا اجتهاد ـ في كشف العابث من الجاد لكنني أتشرّف بمن سيدلي بدلوه في صلب الموضوع ليضيف شيئا أو يعلّق أو ينتقد