سمعوا باقولكم شئ عن اهل ( خشامر )

[أبو أسامة]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد ،،،
فقد ترددت كثيراً عن الخوض في هذا الموضوع لأمرين أساسيين أولهما إعفافاً لقلمي عن الخوض في مثل هذا الجدل العقيم ، والسبب الآخر أنني محسوب على خشامر كأحد أبنائها وكلامي عن أهلها مطعون فيه .

أنا لن أتصدى للتهمة الباطلة التي افتراها أخونا على الخشامريين ، فجميع حلان وادي حضرموت يعرفون خشامر ، ويعرفون أهلها ، ويعرفون أيضاً إذا كان هذا الوصف ينطبق عليهم أم لا ، ولكن سأنقل هنا نقولاً ثابتة ، وأسرد وقائع لا ولن يستطيع أحد الطعن في صحتها .

فهذا مفتي حضرموت ومؤرخها الحبيب عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف يقول في كتابه "إيدام القوت : معجم بلدان حضرموت" صفحة 255-256 ، ما يلي :

ومن وراء الموزع: خشامر: وهي قرية آل علي جابر اليافعيين وهم قبيلة خشنة:

تنميهم من ذي رعين أسرة *** بيض الوجوه إلى المكارم تنتمي
من كل أغلب وده أن ابنه *** يوم الحفاظ يموت إن لم يكرم

ولو لم يكن لهم إلا سالم بن يحيى بن عبدالحبيب بن علي جابر السابق ذكر أكرومته في غياض الشحر لأبقى لهم مجداً مخلداً، ولهم مع الدولة القعيطية حروب ومواقف، لم تضرع فيها خدودهم، ولم تعثر منها جدودهم، وشيخهم الآن يحيى بن عبدالحميد، قد خنق من عمره التسعين وهو من بقايا الكرام.




وهذا شاعر حضرموت مستور حمادي يمتدح خشامر وأهلها في قوله :

إن قلن ريتها تقرب ألما خشامر *** لا جل من سار مستثقل مسيره
ذكرها لم يزل يطري على كل خاطر *** لا دقيقه ولا سبعين مخطر
وأهلها يطلعون الغرب من قاعة البير

ومن الأحداث القريبة التي شهدتها خشامر وسطرها التاريخ الحضرمي في صدور أهله حادثة الشيخ صالح حبيب بن علي جابر وموقفه من الجبهة القومية ومواجهته للظلم والحيف الذي تعرض له أهل حضرموت وساداتها فكان ما كان من أمره ، والقصة معروفة لكل حضرمي عاصر تلمك الأحداث ، وقد عبر عنها الشاعر محمد علي الحبشي – من أندونيسيا في الأبيات التالية التي نشرتها جريدة صوت الجنوب عام 1391ه والتي يول فيها :


أبدى بربي عد ما هل القمر *** وعد ما تنبت شجاره بالثمر
في الروضة الغنا وفي المرعى الخصيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
والفي صلاة الله على خير البشر *** شفيعنا يوم الكريهة والخطر
ما غرّد القمري وطير العندليب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
خيل مخيلة مخصبة من فوق سر *** هب لزيب والجو قتّم واكفهر
وبا يقع بالبخت ولا بالنصيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
قال الفتى المهجوس قد جانا الخبر*** قالوا لنا المغوار صالح قد حضر
خاض المعامع والمعارك من قريب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
يا بن علي جابر ترى روعك بدر*** فزت بيوم النصر مرة والظفر
علي قسم بالله لا مثلك ذكر*** دورت ثم دورت في بحر وبر
والله لا بلحق كما صالح حبيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
ميتين قاومهم بنفسه وانتصر*** واعياله الشجعان ثلاثة نفر
دخلوا وسط نيران تتلهب لهيب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
عبد الحميد الفحل عكّر واعتكر*** أيضاً وعبد الله على النكسة طمر
وسالم الكرار يصربهم صريب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
ذا من أباة الضيم والله لا صبر*** وجهه نقي ساعة ميازين العبر
وش با يوطي رأسه الحر الصليب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
تسعين عاضلهم على أرباع الستر*** والقائد المغرور سلّم وانتحر
غلط في الحسبة وظن صالح قريب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
كالحمر فروا أو كما وحش البقر*** من قسورة فرت عليهم لا زئر
صوته شبيه الصاعقة يرهب رهيب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
عيون به كالجمر تتطاير شرر*** من شافهن سقف من الميدان فر
توقد كما جمر الغضا في الكريب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
فروا من الميدان حثال البشر*** هجم وطاردهم وخلاهم طير
في المعركة رواهم الموت الغريب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
تفخر بك الأمة على طول النظر *** وحي خشامر لي أنجبت هذا الأبر
عالم وفاضل بطل في الهيجا وذيب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
من صالح الموهوب شو كسري جبر*** دخله في الإسلام لي هو قد كفر
وصبها نيران على الملحد صبيب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
أحيا رسوم القبولة هذا الأغر*** من بعد ما قبرت وقدها في الحفر
جاب المداوي للجماعة والطبيب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
يا أهل النكف زروا في الحبال زر*** موتوا على الجودات يا حن يا انكسر
واتهيؤوا للحرب واليوم العصيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
الشدة الشدة وطلعوهم مشر*** لقوا لهم دوس المدومة في الوصر
من تشرق البيضا لمّان تغيب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
هدوا وموتوا مثل بن جابر عمر*** لمان متى وأنتم تصالون القدر
ومقايسين المجد يأتي بالنحيب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
ما با تجيكم بالتماني والخير*** جلبتوا أرواحهم وقت الخطر
لجل المحلة في وطنكم با تطيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
والقبولة ما هي بقلاف العصر*** والا تلفلف من صوغهم والنجر
دور لكل من هو منسب أو نسيب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
ما كل من شل سيف هكر واشتهر*** ذلا كما النشرة لزينة أو سفر
والا حراسة أو مراقب أو رقيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
ذلا بغى إقدام على الموت الحمر *** بالشُرف والتوكو مع أمات جر
والملح والكبريت قطاع النصيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
ما با يصل للذبر ما سيل الشّحَر *** خذنا السهن والوقت يا أخوان مر
وأنتم عمدتم في المخابي والكثيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
يا قومنا منكم برد جسمي وحر*** صيحت في صيحت ذانا محتضر
يهوين على الأوطان والمجد السليب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
سنتين في ظلمة ولبعد بان بر*** مثل الذي يمهر وسط غبة قمر
وين الكثيري والقعيطي والنقيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
اتبصروا إن شيء بصيرة أو بصر*** من قبل لا تمسون مثناة الحفر
ولا فريسة يا جماعة في أثم ذيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
يا القبولة هانوش غبران الصور *** ذكرى زمانش لولي لي قد عبر
ما اليوم لا داعي ولا حد مستجيب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
سلام يا صالح عدد ذاكر ذكر*** وعدد ما حطت شآبيب المطر
وعد ما ترجم على المنبر خطيب *** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب
والختم صلوا كلكم يا من حضر*** على المشفّع لي به الكون اعتمر
ما غرّد القمري على الغصن الرطيب*** خذها ومت يهناك يا صالح حبيب

فلله در خشامر التي أنجبت مثل هذا الأسد الهصور تغمده الله وبرحمته وأسكنه فسيح جناته .

ومن خشامر العلم الشامخ إمام الحرم المكي فضيلة الشيخ علي بن عبد الله بن علي جابر الذي صدح في أذن الدهر مترنماً بكتاب الله عز وجل من أمام أقدس بقعة على وجه الأرض الكعبة المشرفة ، فكان آية من آيات الله ونفحة من نفحاته .

هذه خشامر وهؤلاء أهلها .

أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع .