الامام زيد بن علي زين العابدين

[الزعيم]

اسمحوا لي اخواني الاحبه ان افتتح مشاركتي في سقيفتكم الغراء بهذا الموضوع وهو عن الامام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه .

ولد الامام زيد في المدينه المنوره عام ثمانين للهجره. ومازال رجع الانين على الحسين شهيد كربلاء يملأ الاذان، ومازالت الفجيعه تغص الحلوق وتحرق الا كباد !!
ولد ومازالت دماء كربلاء تغشى عيون صناع الفجيعه والمفجوعين على السواء .. ومازالت ذكريات نكبة ال البيت تفري صدور قوم مؤمنين !
ما من شيئ بعد يطفئ النار التي في الصدور .. حتى القصاص الذي ثأر فيه انصار الحسين من كل من شارك في مقتل الحسين وال بيته ..حتى هذا القصاص لم يشف غيظ القلوب !
استمر الاضطهاد وسارت الدوله على اقصاء آل البيت والزمتهم المدينه ، فالتزموها لايبرحونها الا للحج.
وكان عميد ال البيت بعد استشهاد الا مام الحسين هو ابنه علي زين العابدين عليهم السلام.
وقد كان علي زين العا بدين هو اصغر ال البيت في كربلاء ..انقذه مرضه واستماتة عمته زينب دفاعا عنه .. وكان القتله قد ذبحوا ال البيت من الذكور ولم يرحموا احدا حتى الاطفال ،وشردوا نساء رسول الله في الفلوات.. ثم ساقوهن في موكب وحشي من كربلاء الى دمشق يتقدمهن رأس سيد الشهداء على سن رمح !!
كل تلك الذكريات الفاجعه ظلت تعيش حيه في اعماق زين العابدين ،وصورة ابيه لاتفارق عينيه .عبد صالح خرج يطلب العفو للناس ،ويناضل لاسترداد حقوقهم وحريتهم ،وبايعوه لينصروه ،واذا بهم يخذلونه ويسلمونه وال بيته الى ظالميهم..!!
من اجل ذلك رفض زين العابدين طلب شيعة ال البيت في العراق ان ينهض من المدينه كما نهض ابوه.
وصرف زين العابدين عنه اولئك الذين استنهضوه فقد وعى ماحدث لابيه في العراق .. وظل يوصي ولديه محمدا الباقر ،وزيدا الا ينخدعا بأستنهاض اهل العراق،ففي مأساة الحسين عبرة!!!
وحين توفي الامام زين العابدين ،وترك تلك الحياة المعذبه بكل ما فيها ،ترك للناس علما غزيرا ،وترك ابنه الاكبر محمدا راعيا واستاذا لابنه الا صغر زيد .....
مات اخوة الاكبر محمد الباقر ،وبقي هو وابن اخيه جعفر يتذاكران . وحفظا علوم ال البيت وكل ما لديهم من احاديث ،وكل ما وصل اليهم من علماء المدينه .
وكان عدد من الصحابه والتابعين قد تفرقوا في الامصار.
لقد سمع خلال الحج والعمرة من رجال يعيشون في البصرة والكوفة فأراد ان يطلب علمهم ..
وهاهو ذا يضطرب بين الكوفه وامدينه والبصرة ..فتى في نحو الثلاثين ، فارع مهيب صبوح الوجه،ضاحك السن ، محب لطيبات الحياة، طالب للحقيقة، مولع بالحكمة، باتر في حسمه،فارس باسل من فرسان الحق !!!
وفي العراق وجد جماعات مختلفة متطرفة من شيعة ال بيته اضطرهم جور الحكام وظلمهم لآل البيت الىالمبالغه والتطرف .. والتفوا حوله .. منهم جماعة تدعي ان الوحي كان سينزل على الامام علي ولكنه اخطأ!! واخرون يواجهون لعن علي من على المنابر بصب اللعنات على الشيخين ابوبكر وعمر !!ومنهم جماعة تعتقد ان عليا لم يمت ،ولكنه رفع الى السماء كعيسى بن مريم عليه السلام !وكما تعلم من ابيه واخيه الاكبر محمد البا قر ،حاول ان يرد تلك الجماعات الى الصواب فلم يستطع ،وحاور رؤساءهم فأنكروا عليه رأيه واتهموه بأنه ينا صب جده الامام علي العد اء ،فأعلن براءته منهم جميعا .. كما فعل اخوه الاكبر وابوه من قبل ..
واقبل على الذين اختلفوا على دروسه يوضح لهم مزايا الشيخين ، ويذكر بفضلهما على الاسلام ، ويعلن ان توليهما الخلافه مشروع وصحيح ..
وهكذا تابع اباه واخاه الاكبر في توقير الشيخين وعثمان ، واعلن ان المفصول قد يقدم على الافضل اذا اقتضت ذلك مصلحة الامه ، وانه لايشترط ان يكون الاماممن اولاد علي وفاطمة بل يشترط فيه الصلاح....
وفي البصرة وجد خلافا حادا بين الفقهاء حول موقف مرتكب الكبيرة .. اكافر هو ام فاسق منافق ؟
وحاور هناك عددا من افاضل العلماء منهم واصل بن عطاء وابو حنيفه النعمان ،وقامت بينهم مودة واحترام متبادل ..حتى لقد صرح يه اوابو حنيفه انه ماوجد في البصرة افضل من زيد بن علي ..
وفي العراق عرف فيمن عرف فرقا تتحاور فيما بينها حول اقضاء واقدر ..وحول الانسان امخير هو ام مسير .. ووجد اخرين يبحثون عن مصادر الاحكام ..من اين ياتون بالحكم اذا عرضت قضيه او ماده او حله لم يجدوا لها حكما في القران والسنه .
واخرون يقولون ان مرتكب الكبيره منافق يظهر غير ما يبطن فلو كان مؤمنا ماارتكبها .. وبعضهم يراه كافر مخلد في النار..
واخرون يرون انه لايضر مع الايمان معصية. وان مرتكب الكبيرة يرجأ الى ان يحاسبه الله ..وقد اغرى هذا الرأيبعض الناس بارتكاب الكبائر ..
وفرقة اخرى رأت ان مرتكب الكبيرة يستحق العقاب وامره راجع الى ربه..
ولكن الامام زيد رأى ان اقتراف الكبيرة منزلة بين الكفر والايمان.. ويسمى مرتكبها فاسق..وهو مسلم لا كافر .ولكنه ليس مؤمنا لان المؤمن ولي الله ومرتكب الكبيرة يعصي الله ..ثم ان الايمان يقتضي الطاعه .ومرتكب الكبيرة عاصي .ولكن لايخلده الله في العذاب .0بل يعذبه الله بقدر ذنبه .
اما عن القضاء والقدر وحظ الانسان من الجبر والاختيار فالامام زيد يعتبر الانسان حرا مختارا فيما يفعل وفيما يأخذ اويدعمن طاعه وعصيان ذلك ان المعصية ليست قهرا من الله ولولا هذه الحرية لسقط التكليف .ولسقط الثواب والعقاب . فالانسان اذن مسئول عما يفعل.وبمقتضى حريته في الاختيار يستحق الثواب والعقاب . ولكن على الانسان ان يؤ من بالقضاء والقدر وهذا الايمان لايلغي حرية الانسان. وقد روي عن عمر انه سأل سارقا لم سرقت ؟ فقال : قضى وقدر . فأ مر عمر بقطع يده وبجلده قائلا :القطع للسرقه والجلد للكذب على الله !!
والقدر هو تقدير الله في علمه الازلي .واقضاء هو حكمه التكليفي . والانسان حر في ان يعمل او لايعمل وهو يحاسب بعمله.
وكان الامام زيد يوضح للناس ماروي عن الرسول ..ص.. فقد شبه الرسول قضاء الله وقدره بوجود الانسان بين السماء والارض لايستطيع منهما فكاكا .وشبه حرية الانسان في العمل بحريته على الارض .. فلا السماء ولا الارض تمليان عليه ما يصنع ...
وراى الامام زيد في القضاء والقدر شبيه براي حسن البصري الذي عرفه الامام زيد بالعراق يقول البصري : من لايؤمن بالله وقدره وقضائه فقد كفر ومن حمل ذنبه على الله فقد كفر ...
اما الرأي في الامور الجديده التي تعرض والاقضيه التي تستحدث وليس في الكتاب ولا السنه حكم لها ...فقد ذهب الامام زيد الى وجوب النظر في تشابه هذه الامور الجديده مع الامور الذي وردت لها احكام في الكتاب والسنه . فان تشابهت جميعا وتوفرت فيما لم يرد في الكتاب والسنه ذات علة الحكم المنصوص عليه طبق الحكم نفسه .. وهذا هو القياس ..
على انه اذا تعارض قياسان احدهما ظاهر ضعيف .. والاخر قوي غير ظاهر وجب الاخذ بما هو اقوى وهذا هو الاستحسان.....
ومهما يكن شيئ فالعبرة في اجراء الحكم هو رعاية مصالح الامه لان تحقيق المصلحه هو قصد الشارع وهدف الشريعه ..وتلك هي المصالح المرسله .

رحم الله الامام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي كرم الله وجهه ... وارجو ان اكون قد وفقت بعض الشيئ في طرح الموضوع ..

والى اللقاء في تكملة هذا الموضوع ......