احتفالات 22 مايو في إب، وحكومة صنعاء

[حد من الوادي]

08/03/2007
احتفالات 22 مايو في إب، وحكومة صنعاء
بدأت بموازنة تقديرية 109 مليار، وقبل شهرين من الاحتفال لم ينفذ سوى 10%
ابراهيم البعداني، إب


الاحتفال بالذكري الـ17 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية هذه المرة في محافظة اب، تكريما لها – حسب رئيس الجمهورية الذي كانت آخر زيارته للمحافظة في 12 سبتمبر الماضي أثناء مهرجاناته الانتخابية اثناء السباق للرئاسيات.
ووعد رئيس الجمهورية المحافظة بمئات المشاريع تقديرا لدورها النضالي ورافق الاعلان قرار مجلس الوزراء باعتماد ميزانية لإنجاز مشاريع خدمية "كون المحافظة تفتقر لمشاريع وضع حجر الأساس لها قبل أكثر من 10 سنوات ولم تنفذ".
اعتمدت الحكومة ميزانية كبيرة لمحافظة اب بهذه المناسبة لإنشاء وتنفيذ تلك المشاريع التي حددها المكتب التنفيذي والمجلس المحلي للمحافظة ورفعها إلى الحكومة حيث وافقت وبتحمس شديد من جميع الوزراء على اعتماد تلك المبالغ المخصصة والتي وصلت (109 مليار ريال و220 مليون و774 ألف ريال).
هذه الموازنة المبدأية اعتبرها ابناء المحافظة كافية لبناء مدينة عملاقة بكافة مرافقها الخدمية لان الخطة التي رفعها المسؤلون على مجلس الوزراء شملت مشاريع خدمية وحيوية في جميع المديريات وقرى المحافظة"، متمثلة في "التعليم والمياه والكهرباء والطرقات والزراعة والرياضة والصحة وغير ذلك".
بدأ المواطنون يحلمون بأن "عقدة المشاريع الفاشلة والمتعثرة سوف تحل، ووعود الدولة المليونية سوف تتحقق هذا العام وأن مايو القادم سيكون عيد لافتتاح تلك المشاريع، وبدأ المسئولون وحملتهم الدعائية في الانتخابات الرئاسية والمحلية".
وتحدث المواطنون عن "اب مايو بأنها أشبة بدبي والشارقة الاماراتيتين" وتم رسم ملامح إستراتجية للمحافظة بدءا من "توسيع الطرقات ورصفها مرورا بانتهاء الجسور المعلقة وانتهاء بالحدائق والمنتزهات في كل مديرية".
وتوسعت الأحلام إلى انجاز "المكتبات العامة ومعالجة تصريف مياة السيول والمجاري، وبناء السدود والحواجز المائية".
لم يمر شهر على الانتخابات الرئاسية والمحلية وبدا الحديث عن تقليض الحكومة المبلغ الذي كانت قد قررت اعتماده وصرفه لإنشاء وتنفيذ مشاريع إب بقيمة 13 مليار ريال وهو مبلغ لا يصل إلى 10% من المبلغ المعلن عنه ويصل أكثر من 19 مليار ريال.
وبعد اعلان الموازنة الحقيقية حدثت الربكة وتم "تأجيل افتتاح بعض المشاريع" التي كانت من المفترض أن يتم في شهر اكتوبر الماضي إلي هذا العام ضمن المشاريع التي سيتم افتتاحها بمناسبة عيد الوحدة.
خطة مكتب الأشغال العامة للمدينة في حال كانت الموازنة تصل إلى اكثر من 109 مليار ريال ترسم لوحة جمالية للمحافظة وتحل مشاكل المحافظة المتعثرة والتي تحتفظ المحافظة بأحجار أساس حولها منذ 1970م مثل مشروع طريق اب حبيش.
وتدور احاديث في المجلس المحلي ان الحكومة لم تسلم محلي المحافظة الـ13 مليار ريال الخاصة بالمشاريع المتعثرة وإنما "أقرت تعيين مقاولين ومهندسين من صنعاء يقومون بتنفيذ تلك المشاريع باشرافه فقط"، وأنه بذلك "همشت المسئولين في اب خاصة مهندسي الأشغال".
محلي إب لم يعترض على تهميشه وسارع الأمين العام عقب صدور ذلك القرار "للاجتماع بكبار مسئولي المحافظة طالبا منهم سرعة تنفيذ المشاريع التي كان قد أعدلها".
واكتفي الأمين العام بالتوجيه "للاهتمام بمداخل المدينة والشوارع التي سوف يمر بها موكب الرئيس".
الحكومة أمهلت السلطة المحلية إب وقت محدد لإنجاز تلك المشاريع فحدوث السقف الزمني للانتهاء من كل ذلك بداية شهر مارس الجاري.
الاحتفال الذي كان مقررا أن تقام فعالياته على استاد22 مايو الدولي وسط المدينة تغير إلى خارج مدينة اب بحوالي 15كيلو متر في منطقة متيم بساحة معسكر الحمزة ما دفع السلطة المحلية إلي نقل بعض مشاريع المدينة الهامة والضرورية إلى تلك المنطقة النائية وباشروا بإنشاء منصة تصل تكاليفها إلي 500مليون ريال.
نقل مكان الاحتفال من استاد 22 مايو المقرر افتتاحه كأحد المشاريع العملاقة جاء بعد تخوف السلطة المحلية من وقوع كارثة كتلك التي حصلت في نفس الاستاد أثناء المهرجان الانتخابية لرئيس الجمهورية في12 سبتمبر الماضي راح ضحيتها أكثر من 70 شخص ولم تكشف اللجنة المكلفة بالتحقيق في ذلك إن كانت معايير التصميم أم تأثير خارجي وراء الحادث.
في منطقة المعاين وعسم والمنصوب وكاحب والنزهة (مدخل المدينة) تمت سفلتة الطرق بدون شبكة صرف صحي والسلفته الحالية تتم بدون دراسة لتصريف مياه الأمطار وكيفية معالجة الصرف داخل المدينة.
وحتى ليس هناك مناطق صحية لتجمع الصرف كون التصريف مكشوف إلى السائلة الموجود أسفل الخط الدائري (اب-صنعاء) وهو ما يهدد الأرض الزارعية في منطقة السحول وأيضا السكان القاطنين بالقرب منها.
ولاحظ مراسل "نيوزيمن" الذي قام بجولات في المحافظة أن أغلب مشاريع السفلته "تنفذ في طبقة واحدة" الأمر الذي يؤدي إلى هبوط طبقة الإسفلت وظهور الحفر نتيجة عدم الدفن والدك الجيد.
أشغال اب قالت على لسان مهندسين فيها أن "الموازنة المخصصة للمشاريع وزعت على أساس المناطق التي يسير منها موكب الرئيس وخصصت للطريق داخل المدينة رغم وجود مشاريع لا تحتمل التأخير ولها الأولوية كونها تخدم المواطن وتعود علية بالفائدة".
واشاروا إلى "مشكلة الصرف الصحي" الوحيد الموجود في المدينة والذي لم يعد بامكانه "استيعاب الزيادة السكانية"، وأصبح يمثل اكبر مشكلة بيئية داخل المحافظة.
وأكد المهندس( ن.و) لـ"نيوزيمن" أن ما تم تنفيذه من مشاريع ليس له علاقة بما خطط له "وماتم تنفيذه هو صورة للعشوائية".
كما أن المستشفيات الحكومية الموجودة لاتفي بالغرض ولا تعطي حتى مانسبته 10%من احتياجات المحافظة – حسب المواطنين كونها من المدن الأولى من حيث الكثافة السكانية .
واشاروا إلى أن "مستشفى ناصر لم يعد مؤهلا لأداء العمل كون المبني قديم يحتاج الى ترميم وصيانة كاملة لأنه آيل للسقوط أي لحظة".
وأكدوا أن "ما حصل أثناء مهرجان الرئيس الانتخابي يثبت صحة ماذكر حيث أن مستشفيات المدينة الحكومية والأهلية لم تستطيع استيعاب من 100 الي200 حالة إصابة بحادث بسيط فكيف لو حصلت كوارث إنسانية اوبييئة كما حصل في زلالزل الثمانينات التي شهدتها المحافظة.
وتقتضي المحافظة "إنشاء مدن سكنية للموظفين محدودي الدخل بنظام المباني ذات الكلفة المخفضة لاستيعاب الزحف السكاني واقتصار البناء العمراني على أصحاب الدخل الكبير وضرورة إنشاء حديقة عامة للمدينة كمتنفس".. أما الجامعة التي تمتلك 3 بوابات تكلف عشرات الملايين فتنقصها المعامل والقاعات.