الى التقدم يايمن

[بوبيان]

فيما تستعد الحكومة الجديدة لانجاز برنامجها الذي ستنال بموجبه ثقة البرلمان يرى المحللون ان المرحلة القادمة ستشهد نشاطا دبلوماسيا مكثفا يعزز النجاحات التي حققتها الدبلوماسية اليمنية خلال السنوات الاخيرة.
وينظر هؤلاء المحللون إلى ان تجديد الثقة للدكتور ابوبكر القربي في منصب وزير الخارجية الذي يشغله منذ ابريل 2001م يعني تكليف القيادة السياسية له بمواصلة ما تم انجازه والعمل على تنفيذ برنامج فخامة الرئيس الانتخابي في ما يتعلق بالسياسة الخارجية لليمن والتي تتمثل ابرز اولوياتها في تعزيز خطوات الشراكة والتكامل اليمني الخليجي ، ولعب دور فاعل لتعزيز التضامن وتفعيل العمل العربي المشترك واصلاح الجامعة العربية ووضع اليمن دوليا في المكان الطبيعي والمميز والمنطلق من سياسة التوازن والانفتاح السياسي والاقتصادي على الشرق والغرب والعمل كشريك فاعل للمجتمع الدولي في الحرب على الارهاب وتعزيز أمن وسلامة الملاحة العالمية انطلاقا من موقعها الاستراتيجي الهام.
فخلال السنوات الست الاخيرة حققت الدبلوماسية اليمنية بقيادة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح نجاحات لافتة عززت الحضور اليمني الفاعل اقليميا ودوليا.
فعلى صعيد علاقات اليمن بمحيطه الخليجي واشقائه في دول مجلس التعاون شهدت القمة الخليجية في مسقط في ديسمبر 2001م منعطفا هاما باقرار عضوية اليمن في ثلاث من مؤسسات مجلس التعاون اضافة إلى بطولة كأس الخليج لكرة القدم . وتبع ذلك خطوات توجتها قمة ابوظبي الخليجية في ديسمبر 2005م والتي اقرت المقترحات اليمنية لتأهيل الاقتصاد اليمني لمواكبة الاقتصاديات الخليجية وكانت اولى ثمارها مؤتمر لندن للمانحين وماينتظر من مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية.
وفيما يتصل بجوار اليمن في منطقة جنوب البحر الاحمر والقرن الافريقي اثمرت الدبلوماسية اليمنية ولادة تجمع صنعاء للتعاون في اكتوبر 2003م والذي يضم اليمن والسودان واثيوبيا والصومال ويواصل مسيرته بنجاح لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين هذه البلدان وتحقيق تعاون أمني يفضي إلى استقرار وسلام منطقة جنوب البحر الاحمر والقرن الافريقي وحماية الملاحة البحرية الدولية في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية من العالم.
وعلى الصعيد العربي فقد جاء اطلاق المبادرة اليمنية لاصلاح الجامعة العربية واقامة الاتحاد العربي مطلع العام 2004م ليحرك المياه الراكدة ويستنهض الجهود العربية الاخرى للدفع بتفعيل العمل العربي المشترك وتعزيز التضامن وحل الخلافات العربية – العربية.
اما في الاطار الاسلامي فقد كان استضافة صنعاء لمؤتمر وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي في يونيو 2005م كمحطة ابرزت الدور اليمني وفرزت الرؤية اليمنية لاصلاح المنظمة وتفعيل ادائها لمواجهة التحديات التي تحدق بالأمة.
ودوليا كانت احداث 11سبتمبر 2001م في الولايات المتحدة امتحانا حقيقيا لقدرة الدبلوماسية اليمنية على تجاوز دائرة الخطر والانتقال من خانة البلدان المصنفة على انها ملاذ حاضن للارهاب والتطرف إلى خانة الشريك الفاعل للمجتمع الدولي في الحرب على الارهاب.
وفي وقت برزت فيه الاطروحات والمبادرات الدولية لاحداث اصلاحات سياسية وديمقراطية في المنطقة برزت اليمن كبلد صاحب تجربة رائدة في احداث اصلاحات ديمقراطية وسياسية منذ وقت مبكر وتحديدا منذ ولادة الجمهورية اليمنية في مايو 1990م الأمر الذي جعل الدبلوماسية اليمنية تطرح بثقة مفهوم الاصلاح والتغيير النابع من الداخل وبإرادة وطنية.
وجاءت شهادة المجتمع الدولي على نجاح تجربة الاصلاحات في اليمن عند اختيار صنعاء لاحتضان المؤتمر الدولي حول الديمقراطية وحقوق الانسان ومحكمة الجنايات الدولية في يناير 2004م.
ثم عند دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح للمشاركة في قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى التي عقدت في سي ايلاند بالولايات المتحدة في يونيو 2004م وانبثق عنها تشكيل اللجنة الثلاثية لنشر الحوار الديمقراطي في العالم التي تضم اليمن وايطاليا وتركيا.