عادة ما بات رئيس الجمهورية يصرف الناس إلى مصادر هامشية، مرة يقول ارصفوا الشوارع، وأخر

[حد من الوادي]

;kai ;kai ;kai
الصيد مهنة محفوفة بالمخاطر
عندما يتحول الصيادون إلى فريسة للقراصنة.. أو أهداف لدول الجوار

10/04/2008 الصحوة نت - مصطفى نصر

عادة ما بات رئيس الجمهورية يصرف الناس إلى مصادر هامشية، مرة يقول ارصفوا الشوارع، وأخرى يطالبهم أن يكونوا صيادين ...


يؤكد مقبل بن نصر “ فليحموا البحر من القراصنة إذا كانوا يريدون الفقراء أن يصطادوا “، ويضيف بأسلوبه المرح “ السمك لقراصنة البحر، والمواطنين يشربوا من ماء البحر “.

الشرب من ماء البحر، كما لوح رئيس الجمهورية في خطابه التاريخي الحاد الشهر الماضي، ربما يكون الخيار الأقوى بالنسبة للصيادين، وقد يكون شعارهم “ من لم تخطفه اريتريا أو قراصنة الصومال، فعليه بماء البحر، لكن شريطة أن يتخير أكثره ملوحة !!

ربما أن رئيس الجمهورية لم يسمع بتزايد عمليات القرصنة على شركات الاصطياد، والصيادين اليمنيين في البحرين الأحمر والعربي.

خلال يومين فقط نجا قارب يتبع شركة أسماك اليمن من قراصنة صوماليين بأعجوبة في حين وقع قارب على متنه 34 صيادا يتبع شركة بروم للأسماك في شرك القراصنة الصوماليين.

كنت في حيرة من أمري كما هو حال الصديق على الحبشي مدير الشركة حول مصير الصيادين، والقارب الذي تبلغ تكلفته 400 ألف دولار، لم يكن في اليد حيلة، إذ أن مصلحة خفر السواحل لا تمتلك فرع في حضرموت، كما أن الفرقة التابعة للجيش، وتقوم بعمل خفر السواحل في المكلا لا تمتلك إمكانية إسترداد القارب، ولا إنقاذ هذا الكم من الصيادين.

بعد يومين من حرق الأعصاب، كانت البشرى، عاد القارب بفضل تدخل قوات التحالف “ تقودها الولايات المتحدة الأمريكية “، بالقرب من ميناء بصاصو في الصومال، فر القراصنة فورا عندما شاهدوا طيران التحالف يحلق فوقهم، بعد أن كانوا متوجهين نحو المحيط.

ما ساعد على استرداد القارب أنه مراقب عبر الأقمار الصناعية لحظة بلحظة كانت إدارة الشركة ترقب تحركات القارب، لكن ما باليد حيله، والمؤسف أن وكيل وزارة الثروة السمكية يعلن عقب إسترداد القارب عن العملية، يتخيل من لا يعرف حقيقة الأمر أن وزارة الثروة السمكية بجهودها العظيمة هي من قامت بهذا الجهد الجبار لاسترداده.

عادة ما يقع الصيادون اليمنيون مصيدة في يد أريتريا، أو ضحايا قراصنة صوماليين، لكن تلك السواعد السمر تكتفي بالشكوى لله.

خلال عشرة أيام فقط، استولى قراصنة اريتريون على 18 قارب صيد يمني في المياه الدولية وعلى متنها عدد من الصيادين، كان ذلك في سبتمبر الماضي حسب موقع سبتمبر نت، وحسب الموقع ذاته قام قراصنة باحتجاز 10 قوارب أخرى في منطقة القيف ومن ثم اقتيادهم إلى جزيرة مقيدح ، بالإضافة إلى احتجاز قاربين على بعد 12 ميلاً من جبل الطير وكذا احتجاز أربعة صيادين يمنيين.

المصادر الخاصة بالموقع تقول أن السلطات الاريترية أفرجت فيما بعد عن 58 صياداً بعد اقتيادهم إلى منطقة عد واحتجازهم فيها، لكنهم تعرضوا للتعذيب والضرب من قبل القراصنة، ومصادرة قواربهم.

على ذات الصعيد وصل خلال منتصف مارس الجاري 102صياداً يمنياً إلى منطقة الخوخة بمحافظة الحديدة على قارب صيد بعد إن كانت السلطات الاريترية قد احتجزتهم بحجة اصطيادهم في مياهها الإقليمية .

السلطات الإرتيرية كالعادة، كانت قد احتجزت 8 قوارب صيد وعلى متنها 130 صياداً يمنياً، وفي حين أفرجت عن 102منهم أبقت على 28 صياداً و7 قوارب رهن الاحتجاز.

وقبل أسبوع فقط، أفرجت السلطات الاريترية عن 127 صياداً يمنياً كانوا معتقلين في السجون الأرتيرية منذ ثلاثة أشهر

المحزن أن العشرات من الصيادين ما يزالون في السجون الأرتيرية، الكثير منهم يعتقلون من المياه الإقليمية اليمنية ، حسب تأكيدات مسئولين يمنيين، ومن يتم الإفراج عنهم يدفعون مبالغ مالية تصل إلى عشرة آلاف دولار.


توقف الصيد !

أن تكون صياداً، ويصادر قاربك الوحيد الذي تملكه، لا يشعر بحجم الكارثة أحد دونك، ربما باستثناء أسرتك، أما القوات المختلفة التسميات “ قوات مسلحة، خفر سواحل، أمن” يبدو أن همها الأكبر هو شواطئ البحر، إذ لا تعني المناطق الساحلية بالنسبة لقادتها أكثر من شواطئ استجمام، وأراضي تصنع الثراء .

قرب جزيرة عبدالكوري التابعة لأرخبيل سقطرى ينشط القراصنة، ويتوقف الصيادون اليمنيون عن الاصطياد، إذ باتت المنطقة خطرة.

يؤكد الصيادون أن قراصنة صوماليون يدخلون المياه الإقليميه ، ويطاردون قوارب الصيد اليمنية، ونقلت صحيفة الغد الأهلية أن القراصنة يجبرون الصيادين اليمنيين على دفع 4000 دولار كرسوم مخالفة على كل قارب.

كأن الأمر لا يعني الجهات الرسمية اليمنية، لم يبق من إهانة لليمن وصياديها إلا أن يدفعوا أشبه ما يكون بالجزية للقراصنة عرض البحر.

وعلى مدى أعوام عديدة تقوم قوارب من بلدان أخرى بنهب وتجريف الثروة السمكية، وتزداد معها شكوى الصيادين، لاسيما التقليديين.

ويؤكدون أن مراكب الاصطياد الاستثماري تؤدي إلى القضاء على الثروة السمكية وإلحاق الأضرار الفادحة بالبيئة البحرية، ما يجعل الصيادين يجازفون بحياتهم للاتجاه نحو الأعماق، ومعها تبدأ رحلاتهم التي لا تخلو من مخاطر.


لجنة لحماية الصيادين من قراصنة البحر

شكل محلي حضرموت لجنة خاصة لمتابعة قضايا الصيادين وما يتعرضون له من حوادث بحرية جراء نهب ممتلكاتهم ووسائل إنتاجهم الخاصة من قبل قراصنة البحر.

وأكد تقرير حديث ناقشه المجلس المحلي أهمية إيجاد برامج وخطط عملية تساعد على الحفاظ على المخزون السمكي وحماية هذه الثروة .

واستمع المجلس إلى تقارير شفهية من رئيس فرع الإتحاد التعاوني السمكي بالمحافظة عمر سالم قمبيت ورؤساء عدد من الجمعيات السمكية حول ما يتعرض له الصيادون من مخاطر أثناء عملية الإصطياد في المياه الإقليمية وخاصة من بروز ظواهر السطو على وسائل إنتاجهم الخاصة من قبل قراصنة البحر .

وأكد المجلس المحلي بالمحافظة على ضرورة تفعيل وتعزيز قوة خفر السواحل في المحافظة لحماية الصيادين وضبط التجاوزات والجناة وتقديمهم للعدالة . كما دعا الأجهزة الأمنية إلى مواصلة جهودها في حماية السواحل والمياه الإقليمية للبلاد خاصة في ضبط ووقف المتسللين من بعض جنسيات القرن الإفريقي إلى السواحل اليمنية.

وطالبوا بتوفير أجهزة الإتصالات الخاصة بالصيادين التي وجه بها رئيس الجمهورية وزيادة التوعية بين أوساط الصيادين وقيادات الجمعيات السمكية بضرورة الإلتزام بالنظم واللوائح الخاصة بتنظيم عملية الإصطياد وحماية الثروة السمكية وتعزيز الدور الرقابي لوزارة الثروة السمكية .


هل تأهل ميناء الاصطياد بالحديدة ؟!

لا أدري إن كان وزير الثروة السمكية يتذكر كلامه بشأن مشروع تأهيل ميناء الاصطياد بالحديدة الذي يندرج ضمن مشروع الأسماك الخامس البالغ تكلفته 5 مليون دولار بتمويل من البنك الدولي والاتحاد الأوربي.

مشروع الأسماك الخامس أصبح الشغل الشاغل لوزارة الثروة السمكية في أكثر من حكومة

و تؤكد مصادر أن البنك الدولي أنتقد تباطؤ الحكومة أكثر من مرة، لكن لا تزال حركة السلحفاه هي المسيطرة على عمل الوزارة . نائب رئيس البنك الدولي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دانيلا جريساني زار الحديدة، واطلع على الأوضاع الحالية لميناء الاصطياد بالحديدة، وعمليات التأهيل والتوسعة التي يشهدها الميناء بتكلفة إجمالية تبلغ خمسة ملايين دولار.

ومن المفترض أن يعمل الميناء على استقبال أكبر عدد ممكن من قوارب الصيد التي ترتاده، وتقديم كافة الخدمات اللازمة للحفاظ على إنتاج الصيادين.


اليمن يطالب مصر باحترام مياهه الإقليمية

طلبت الحكومة من نظيرتها المصرية العمل على منع تكرار حوادث اعتداء سفن الصيد المصرية على سيادة اليمن ودخول مياهه الإقليمية من دون إذن مسبق، وتوعية العاملين في مجال الصيد في مصر بالاتفاقية التي وقعها البلدان عام 2000م لتنظيم عمليات الصيد في المياه الدولية والإقليمية في البحر الأحمر.

وأفرجت اليمن عن سفينة صيد مصرية وطاقمها بعد دخولها المياه الإقليمية اليمنية الأسبوع الماضي من دون ترخيص تطبيقا للاتفاقية في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين حيث لم تتخذ السلطات اليمنية أي إجراءات قانونية ضدهم وأفرجت عن السفينة والطاقم دون ضمانات بعد احتجاز دام ثلاثة أيام.