صيـد اليــوم

[سالم علي الجرو]

لم نقرأ قط في التاريخ عن أهل بلد يتآكلون من داخلهم ولن نقرأ .
كنا في نقاش مع أحد المسئولين القادمين من سيئون ، من ضمنه سيطرة بنو عمومتنا على أراض زراعية وسكنية دون وجه حق و " أنتم تنظرون ". وكان الجواب مؤلما:
قال هذا المسئول:
إن الذين يقرّبون المستحوذين ويسهلون لهم المهمّة هم منّا وفينا ، وأتى بأمثلة تثير الشفقة والحزن منها أن طرف من المتخاصمين على أرض عندما تضعف حجّته أو أنه يريد إيذاء خصمه ولو كان أخا أو قريبا له ، ينتقم لنفسه فيبحث عن أحد بني عمومتنا من النافذين وتنتهي المهمة بتملك الأرض.

إن المقولة:

" انا ضد ابن عمّي وأنا وابن عمّي ضد الغريب "

ليس لها مكان في ذهنية الحضرمي ولا في وجدانه.
كثيرة هي الأمثلة وطويل هو تاريخ الجفوة ، ونحسبها هفوة من باب التّسلية لعل وعسى تصلح الهفوات من خلال عمل كبير تدخل فيه التربية ونشاط من نوع ما يعيدنا إلى أنفسنا ، ولا يتطلب الأمر أكثر من:
ذات الصدق والإخلاص اللذان نقدمها للغير نعمل بهما فيما بيننا كأجدادنا في العصور السحيقة وإلا......

[عفاف]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

لم نقرأ قط في التاريخ عن أهل بلد يتآكلون من داخلهم ولن نقرأ . كنا في نقاش مع أحد المسئولين القادمين من سيئون ، من ضمنه سيطرة بنو عمومتنا على أراض زراعية وسكنية دون وجه حق و " أنتم تنظرون ". وكان الجواب مؤلما: قال هذا المسئول: إن الذين يقرّبون المستحوذين ويسهلون لهم المهمّة هم منّا وفينا ، وأتى بأمثلة تثير الشفقة والحزن منها أن طرف من المتخاصمين على أرض عندما تضعف حجّته أو أنه يريد إيذاء خصمه ولو كان أخا أو قريبا له ، ينتقم لنفسه فيبحث عن أحد بني عمومتنا من النافذين وتنتهي المهمة بتملك الأرض. إن المقولة: " انا ضد ابن عمّي وأنا وابن عمّي ضد الغريب " ليس لها مكان في ذهنية الحضرمي ولا في وجدانه. كثيرة هي الأمثلة وطويل هو تاريخ الجفوة ، ونحسبها هفوة من باب التّسلية لعل وعسى تصلح الهفوات من خلال عمل كبير تدخل فيه التربية ونشاط من نوع ما يعيدنا إلى أنفسنا ، ولا يتطلب الأمر أكثر من: ذات الصدق والإخلاص اللذان نقدمها للغير نعمل بهما فيما بيننا كأجدادنا في العصور السحيقة وإلا......

تؤلمني مثل هذه الأخبار ,,, ومثل هذه المشاكل تحصل في المجتمع المتحضّر لان المادة طغت على المباديء والأعراف والدين ,,, ناهيك عن الحالات التي نسمع
بها بعد الوحدة "المباركة" بعد ان انتشرت ورقة القات المميتة ,,, أخلاق الناس فسدت ,,, والحالة المادية المتردّية عند الناس تجعل الكثير منهم يلبس ثوب ليس ثوب أهله ولا أجداده ,
والحضرمي لا زال ينظر اليه بأنه يتمتّع بالاخلاق (ولازال ولله الحمد)وهو بنك متحرّك وفكر وعقل منفتح على الآخر ,,, كمان الحضرمي للحضرمي سند وعضد !!!
تسلم استاذ سالم ,,, صيد من صيد يفرق .

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفــــــــاف [ مشاهدة المشاركة ]

تؤلمني مثل هذه الأخبار ,,, ومثل هذه المشاكل تحصل في المجتمع المتحضّر لان المادة طغت على المباديء والأعراف والدين ,,, ناهيك عن الحالات التي نسمع بها بعد الوحدة "المباركة" بعد ان انتشرت ورقة القات المميتة ,,, أخلاق الناس فسدت ,,, والحالة المادية المتردّية عند الناس تجعل الكثير منهم يلبس ثوب ليس ثوب أهله ولا أجداده , والحضرمي لا زال ينظر اليه بأنه يتمتّع بالاخلاق (ولازال ولله الحمد)وهو بنك متحرّك وفكر وعقل منفتح على الآخر ,,, كمان الحضرمي للحضرمي سند وعضد !!! تسلم استاذ سالم ,,, صيد من صيد يفرق .

الخطورة والمغامرة تكمن هنا حسب اعتقادي:
ضرب من الجنون إختيار أن تكون غنيّا ولو كان نصيبك الفقر

ثقافة وسلوك الأغنياء

هنّ ثلاث:
1- العقل
2- العلم
3- المال

كيف نهتم بتربية وتنشئة وتتنمية وتهذيب العقول؟ . هذه فرصة الجميع وأخو العقل يعيش بعقله كما قال أحد الحكماء.

كيف نهتم بالعلم وبتربية وتنشئة وتنمية المهارات؟ . هذه أيضا فرصة للجميع ، " وأخو العلم يعيش بعلمه "

أجدادنا الأول وآباؤنا اهتموا بتربية العقل رغم الأمية لكنها الأعراف والتقاليد وقد شارك الجد والجدة والأم والأب والمجالس المبسطة والمثل وبيت الشعر في تربية العقول، وهي العقول التي عاشوا بها في المهاجر. أين هو هذا التفليد اليوم الذي يعدّ مدرسة.

ماذا بقي؟

بقيت عيوب ، أي لا يستطيع من خسر نعمة العقل والحصافة وإن كان أميا ونعمة العلم وإن كان غير حصيف أن يعيش وعليه فيلزمه مال كي يعيش والمال يلازم الأغنياء. إذن عليه أن يكون غنيا. إنها المغامرة والخطورة بحياة.

حيّا الله عفاف ، وحيّا الله من يتألّم لواقع مرير كهذا.
يقولون يا عفاف:
[COLOR=darkred]" الولد لا تخاف عليه "[/COLOR]
الولد يشق طريقه تحت أيّ ظرف ، وهذا صحيح لكن في الزمان الأوّل ، أما اليوم فيجب السؤال:
" كيف يعيش الولد؟ "
وهذا السؤال يفرض واجبات والتزامات تبدأ بالإهتمام منذ الصغر بالعقل والعلم ، ولن تجدي نصوص باردة أوبلهاء بقدر ما هو منهج تربوي يشترك فيه الجميع.

كان بيت الشعر عقل وحصافة وسلوك وعلم وأخلاق ومروءة . لأبي عامر:

قال أبو عامر نفسي ما نوطّيها الدّنا = لا جي مرت صاحب ولا اطّلع دار من لا عزّنا

ما تلاحظين من تفكك وضياع هو حال الضعف قبل القات وقبل أن تتوزع الضعفاء أهواء هي أقرب إلى الجهالة . القات والمخدرات والبحث عن وسيلة ، أية وسيلة لكسب المال حلّت محل العقل الذي يترفّع صاحبه عن هكذا تناول وسلوك ، ولغياب العلم الأثر الكبير.[/COLOR]

يا عفاف: اليوم هذا اختزلنا جغرافية حضرموت في خور المكلا ، واختزلنا طبقات حضرموت في أحزاب وأفراد تائهين واختزلنا الشرائح في شريحة الأغنياء والتجار ، وكأنما هو غزو حضرموت [ أقلية ] لحضرموت[ أكثرية ] ثقافيا. أي تطغى ثقافة الأغنياء والأقوياء على ثقافة التاريخ والجذور وهي ثقافة المجتمع الغير قابلة للإلغاء والقابلة للتجديد والمعاصرة. مر أسبوه ماذا حدث؟ إسأل... ومر شهر وعام وعشر أعوام ، إسألي: ماذا حدث ويمس الثقافة العامة؟ لا شيء . إنها الإسطوانة المكررة لثقافة القلّة.

من الآن يا عفاف راقبي ما يحدث في سيئون من نشاط ثقافي علمي بحثي وما يحدث في مناطق أخرى ثم اسألي عن أشرطة الفيديو والتوثيق لكافة الأنشطة ويؤسفني القول بأن أشرطة الخواء هي المنتشرة والعجيب أنها تتجدد والعنصر الجديد هو الزمن أما المادّة أو المضمون واحد.

كيف نفهم حقيقة وضعنا وكيف نبحث عن ذواتنا ونعود إلى أنفسنــا؟
سؤال سيبقى مطروح وجوابه لدي كلّ معني ، والمعنيون هم الكل فكيف يتوافق الكل مالم يحضر العقل؟ يؤسفني القول ثانية أن ذوي العقول على أبواب الأغنياء ومنهم من يقول في نفسه:
[COLOR=#000080]" يا ليتني محل هذا : مشيرا إلى قبر

كم أنت عظيمة يا عفاف عظمة التاريخ الإنساني وعظمة الأم المربيّة والأخت .
سلمت ودمت

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

لم نقرأ قط في التاريخ عن أهل بلد يتآكلون من داخلهم ولن نقرأ . كنا في نقاش مع أحد المسئولين القادمين من سيئون ، من ضمنه سيطرة بنو عمومتنا على أراض زراعية وسكنية دون وجه حق و " أنتم تنظرون ". وكان الجواب مؤلما: قال هذا المسئول: إن الذين يقرّبون المستحوذين ويسهلون لهم المهمّة هم منّا وفينا ، وأتى بأمثلة تثير الشفقة والحزن منها أن طرف من المتخاصمين على أرض عندما تضعف حجّته أو أنه يريد إيذاء خصمه ولو كان أخا أو قريبا له ، ينتقم لنفسه فيبحث عن أحد بني عمومتنا من النافذين وتنتهي المهمة بتملك الأرض. إن المقولة: " انا ضد ابن عمّي وأنا وابن عمّي ضد الغريب " ليس لها مكان في ذهنية الحضرمي ولا في وجدانه. كثيرة هي الأمثلة وطويل هو تاريخ الجفوة ، ونحسبها هفوة من باب التّسلية لعل وعسى تصلح الهفوات من خلال عمل كبير تدخل فيه التربية ونشاط من نوع ما يعيدنا إلى أنفسنا ، ولا يتطلب الأمر أكثر من: ذات الصدق والإخلاص اللذان نقدمها للغير نعمل بهما فيما بيننا كأجدادنا في العصور السحيقة وإلا......

" في النّفس "

المطمئنّــة: تخلّت عن الرذائل وتوّرت بنور الإيمان وتحّت بالفضائل.

اللوامــة: تخلط عملا صالحـا وآخرا سيئـا وكلّ ما غفلت بقدر غفلتها تنبّهت.

الأمـارة بالسوء: تتبع شهواتها وتجيب داعي هواهـا وتميل إلى جمع الأخلاق الذّميمـة والوفوع في الرذيلة وتأمر باللذات الحسّية.

آداب النّفس

تهذيبها بالتقوى وتطهيرها من فجور يفسدها وإعدادها لمعرفة واتباع ما يلزم لها مما وجدت لأجله وما عايها من حقوق وواجبات مفروضة ووفوقها على أمهات الأخلاق من:
حكمــة ــ عفّـة ــ حيــاء ــ دعــة ــ صبر ــ سخاء ــ قناعة ــ مسالمـة ــ وقــار ــ شجــاعة ــ ثبات ــ حلم ــ سماحــة ــ مسامحــة ــ عدالــة ــ صدق ــ تودّد ــ مقابلة إسـاءة بإحسان ــ مروءة.

كيف لنا بتربية النفوس؟