القائم والقادم - محمد بالفخر

[حد من الوادي]

القائم والقادم - محمد بالفخر

الثلاثاء - 07/04/2009 - 09:44:58 مساء

القائم والقادم - محمد بالفخر

شبكة شبوة برس – خاص - في الأسبوع الماضي تحدثت عن المقال الرائع (ويسألونك عن الجنوب) للأستاذ الدكتور محمد عبدالملك المتوكل والذي شخص فيه الألم الجنوبي والهم الجنوبي على السواء والمتركز على الخلاص مما هو قائم بصرف النظر عما هو قادم .

واستشهاد الدكتور المتوكل بجواب الشهيد محمد محمود الزبيري رحمة الله عليه لسؤال الرباعي له في الخمسينات – عن ماذا سوف يعمل الأحرار بعد الخلاص من الإمام ؟ - فكان جوابه لا داعي للتفكير لأننا سنختلف المهم أننا نخلص من الإمام أولا .

هذا هو حال كل قوى التحرر والمعارضة في عالمنا العربي على وجه التحديد ولا شك أنه هو نفس الحال بالنسبة للجنوبيين . ماذا تخبي لهم الأقدار؟

هذا علمه عند المولى جلّ في علاه .

المهم الخلاص من الوضع الكئيب أولا .

وبقدر ما هو مهم جدا التفكير في القادم بل والتفكير بروية لتجنب إخفاقات الماضي القريب ولكن الحاضر الكئيب لا يجعلك إلا تفكر في الخلاص .

وبالتالي لا شك أن الأمل والتفاؤل مرافق للجميع بأن المستقبل لن يكون بحال من الأحوال اسواء من الحاضر لاعتبارات عديدة .

على اعتبار أن دروس وعبر الماضي القريب لا يمكن تجاهلها ولا يمكن تكرار أخطاء ذلك الزمن على أرض الواقع في زماننا المعاصر وبالتالي لن تتكرر تلك المآسي إذا أخذنا في الاعتبار أن معظمها كانت صنيعة أيادي من خارج الصف حاكت تلك السياسات والدسائس والمؤامرات التي اكتوى بها الجميع ولم يكن لأبناء الجنوب حينها سوى الوقوع في حبالها .

وعليه فلا يمكن كما أسلفنا تكرار مآسي الماضي الأليم وخاصة أن الجميع قد أدركوا حجم الأخطاء التي وقعوا فيها في الماضي القريب وقادت الجميع إلى كوارث الحاضر الكئيب .

وما ترسيخ قيم التصالح والتسامح والتضامن فيما بينهم إلا نسيانا لصفحات الماضي وحرقها ودفنها إلى الأبد .

وبالتالي لن تنجح سياسة إثارة تلك الذكريات المؤلمة ولن تجد لها آذان صاغية فلا يتعب مروجوها إذا .

وكثير منا قراء وسمع من قادة الحراك ونشطائه أن لا هدف شخصي يبحثون عنه ولا مطمع ذاتي ينشدونه وإنما هدفهم الوطن والمواطن .

وهذا كلام يؤيده المنطق إذا نظرنا إلى أعمارهم وكذلك أعمار القيادات التاريخية للجنوب لوجدنا الكثير منهم قد تخطى السبعين عاما نسأل الله أن يمدهم بطول العمر وصلاح العمل ويختم لنا ولهم بالحسنى .

وبالتالي فان ما يشيعه إعلام النظام عنهم بان لهم مطامع يبحثون عنها ومصالح ومناصب فقدوها .

فهذا يدحضه الواقع لأنهم لو كانوا متشبثين بها لما تركوها أو على الأقل لساروا في ركب المهرولين .

وإذا عدنا إلى ما قاله الدكتور المتوكل والذي من وجهة نظري انه وكما ذكرت في الأسبوع الماضي يتحدث بنظرة المحايد والحريص على ضرورة دراسة القادم كله بكل أبعاده بعيدا عن العواطف والغضب والاستفادة من كل التجارب الماضية ودراسة كل الخيارات بعناية كاملة وعقلانية لا تتحكم فيها مشاعر العواطف والغضب وليست كلماته تلك هي دعوة للحد من طموح المناضلين بقدر ما هي دعوة لكافة مكونات الحراك الجنوبي أن تتبلور رؤاها وتتوحد صفوفها لتثمر عن عمل ايجابي غير قابل للتمزيق والتقزيم ويحمل في طياته مشروعا حضاريا يعيد الأمل للمحرومين وينتصر من الظالم للمظلومين ويشيع قوانين العدل والمواطنة المتساوية لكل المواطنين .

خاتمة من الشعر الشعبي الحضرمي ألقيت في المطلع الشبواني في زيارة الشحر 2008((للشاعر رمضان باعكيم ))

يابو عوض قل دان واحسن لك تهيبل أو غرم
في ذا الزمن لو با تفكر با يغرم بك غرام
أموالها تسري وانأ وانته نطيّب في العظم
واللحم لاهل اللحم والكلبان يقحين العظام
حد في زرا عايش وحد عايش منغنغ في النعم
الشعب في الجرسه وعمك نيم على ريش النعام
اسجع بصوت الدّان خل همك على مليون هم
ولا تحن ع الجوهره لا شفتها على راس هام
كاتم علينا كتم في الأسواق مانلحق نسم
يا رب عسى له أمر عزرائيل قطّاع النسام
يا العندليب الساحلي كل من لحق قرمه قرم
هانوا ميازين الذهب لي توزن الا بالقرام
البحر منه الصيد يسري وانته خصارك لخم
والجول شركاته تصدر للنصارى نفط خام
والبر فيه الخوف ما تأمنه من كثر الزحم
فيه الأفاعي والحناش الصفر والسود الجحام
كلين ينهب في شروق الشمس ولاّ في غيم
السارقة تسرق بعز الظهر من قبل الغيام
البر بسته الآف منكر يا الوزير المحترم
لي ما احترم حق المواطن ما لبوه الاحترام
لما متى في ليلها تسري تعبيها ببم
والصبح تضربها ابر ومهديات دياز بام
ذا فصل والثان بداء هاجسي ميزان الكلم
قدها مقاله يحبل الإنسان من بعض الكلام
له تحت كفر سكس لي ضوّّا لنا دغشة رمم
وغز أبو شوكة ذليق الحد على صعي الرمام
وباع عز النفس والناموس لكبار اللقم
وحرق شناب الهر لسود لي سقط ولعاد قام

شبكة شبوة برس