الخبر عند مسرور

[مسرور]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

إذن البغدادي هو الشاعر الأوّل ، وما دام اللقاء الأول بينهما عام: 1948 فهذا يعني أنّ أستاذنا سيبحر بنا في فضاء الشعر النضالي ـ السياسي ـ الوصف والغزل ، لشاعرين عملاقين طويلا ، وسنكسب معلومة جديدة في التاريخ والجغرافيا ونفثات مسرور عندما يكون مسرور. كما أشارت الأخت عفاف: نسأل الله تعالى أن يمنّ عليك بالسرور الدّائم ، أستاذنا الكريم الفاضل.

الشكر والتقدير للعزيزة :






الأستاذ سالم بن علي الجرو

تاليا بعض المساجلات التي تمت بين الشاعرين السيد محسن بن ابوبكر البغدادي ومحمد صالح باسرده :

السيّد :

يالله تسهلها وتقطع كل شر = واحنا توكّلنا وماقدر يكون
يالله تصون الناس في بحر وبر = والثانيه يالله لا غالي يهون

من الواضح أن السيد محسن قد عبّر عن طبيعة الإفرازات الأولى لظهور ما يسمى بالصراع الطبقي داخل المجتمع وما بدأ يلحظه من تشجيع سياسي مخطط له للطبقات الرثّة والرعاة والضعفاء للمشاركة في الإنتفاضات الفلاحية وإذلال بقية الفئآت الأخرى التي تشكل غالبية الناس والسواد الأعظم وهم فئآت السادة والمشايخ والقبايل .

باسرده :

ثارت شعوري يوم شميّت الهوا = شم الهوا وأمسيت ما بين البيون
لما متى في القاع يابن الهاشمي = والساده أصحابك على روس الحصون

فهم باسرده ما يرمي إليه السيد محسن وتوجه إليه بالسؤآل حين قال لما متى وقصد بالسادة الحكّام القابضين على زمام الأمور في كل البلاد .

السيد :

أنا حصاة الشر مانا حولها = وأنا مزارع عندي الرايه دفون
وانته على الساحل تشوف المنكسر = بنّك تشوف البز في زين الجفون

يظهر من قول السيد خشية من أي مساءلة ورغبة في تجنيب نفسه وغريمه باسرده من أية مشاكل قد تنتج وأنه لا مصلحة له في مناقشة الأمور السياسية وأنه مزارع بسيط لا يركز إلا على أموره الذاتية ولقمة عيشه في الوقت الذي يتهم غريمه بالتطلعات السياسية .

باسرده :

قدّمت جودي للحقوصه مانفع = عالجود والمعروف غبني يالغبون
ما اليوم باخليك ما باكلّمك = لا صدت نطحه من محاجين القرون

يلاحظ أن باسرده ورغم التهمة الخطيرة التي وجهها السيد إليه لم يتردد في الإفصاح عن أهدافه وتطلعاته السياسية رغم نصائح السيد الكثيرة له واشار إلى التفاف الجميع حول السلطة الوطنية عند ظهورها وتأسفه على عدم تقديرها له ورمز للحكومة بإسم رجل معروف اسمه الحقوصه ويخلص إلى أنه سيقطع كل علاقة له بتلك السلطة التي خاب ظنه فيها .

السيد :

يابوسرد كل البلاد مرهّنه = وانتو تبون الناس يلغون الرهون
أما الحقوصه عاد طرفه مارقد = هذا دواء جبتوه أو سم العيون ؟

يشير السيد إلى أن الحكومة تنوي فعل المزيد من الأفعال التي فيها تنفيذ لأهدافها ومراميها السياسية التي تنسجم مع طبيعة توجه النظام الشمولي فيها أما سؤآله في عجز البيت الثاني فإنه موجه إلى أنصار تلك الحكومة ورجالها وكوادرها الموجودين في تلك المناسبة .

باسرده :

باتخبّرك من كان يحكم ميفعه = وشو من الحكام سماها اصبعون
والله ما تلغي خطوط الساقيه = مكنّتها ما بين المطاحن والسنون

يوجه باسرده الكلام إلى السيد وعلى طريقة كلام يوصلك ويتعداك ويسأله عن من كان يحكم ميفعه التاريخية في الماضي ومن ذا الذي أطلق عليها اسم اصبعون من الحكّام ملمحا في بيته الشعري إلى حقيقة زوال الأنظمة والحكومات وعدم ديمومتها وأن الله وحده هو صاحب الديمومة والبقاء ويصر عل عدم اعترافه بشرعية ذلك النظام في قوله والله ما تلغي خطوط الساقيه .

السيّد :

تخبروا مركوز هو يعلم بها = وهو يعلم بالخساره والديون
وانته ضربت الوعل لكنه سلم = الدم ماشي دم في جنبه قطون

أحال السيد السؤآل إلى مركوز وهو من أبناء ميفعه ليجيب باسرده عن من أطلق عليها اسم اصبعون وقد جعل السيد من مركوز رمزا لأبناء البلاد بل ورمزا لأهل العلم والتاريخ الذي من شأنهم الإفتاء به والإجابة على مثل تلك الأسئلة كما أنه جعل منه رمزا لمن يمكن استشارتهم والأخذ برأيهم في شأن قانون الإصلاح الزراعي الذي تنوي الحكومة تطبيقه ... ويعترف السيد بجرأة غريمه حين يقول له أنت ضربت الوعل لكنك لم تدميه بعد .

باسرده :

انته صحابك كلهم في جانبك = ونا صحابي بعد ساعه بايجون
مركوز ماهو من صحابك لعشره = مركوز متكبّر ويتكلّم زيون

اعترف باسرده بما اشار إليه السيد من فشل في محاولاتهم التي استهدفت النظام ولكنه عزى ذلك إلى عدم اكتمال الحشد ووعد بإستكماله ... اعتبر باسرده أن مركوز الرمز الذي اشار اليه السيد ابن البلاد ولا يمكن أن يعرض خبرته وتجربته لمن لا يقدرها .

السيد :

أنا صحابي هل محمد بنعمر = من صاح فيهم جوه ما بايوعدون
ماهل علو الواد محنا حولهم = لاصبح في النبوه ولا مسي في دبون

يشير السيد لغرميه لأن يعتمد في مواجهته للنظام على القوى المحلية المتوفرة لديه .

سأستكمل بقية المساجلات في وقت لاحق بدون شرح تفصيلي حيث أن اختصاره يسبب لي الإجهاد وأنا مش ناقص وعلى القارىء الإستنباط .



تحياتي .


** نفس المرجع السابق