من هذا الركن الهادي ابداء

[مسرور]

اقتباس :

تتراجع في كلامك وتخلط الثقافة بالسياسه وكأنك خدرّت نفسك بنفسك بأتهامك للآخر بضحالة الثقافة والفكر

الخليفي الهلالي

ما أكثر السذّج الذين يعتبرون الديمقراطية هبة أو منّة من الحاكم المتربع على الكرسي ...



يرى المفكّر اليمني حيدري أحمد قادر أن اقسى أشكال العلاقة وأشدها إمتهانا للعقل والثقافة والإبداع هو ذلك التوحيد للثقافي والإبداعي والفني والجمالي بالسياسة والسياسي خلال فترات النهوض والحماس الوطني والقومي التي جاءت مرتدية شعارات الثورة والوحدة والتقدّم والإشتراكية وتركت ( مع الأسف ) آثارها المدمّرة على مدار الوعي الإعتيادي الشعبي لمعنى التقدّم والثورة والإشتراكية والوحدة والديمقراطية التي أنحصرت في ديمقراطية دوائر الحكم ..


ديمقراطية دوائر الحكم تعني الديمقراطية الآحادية يارفيقي التي كانت تمارس في الأحزاب الشمولية مثل الحزب الإشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام قبل الوحدة اليمنية ... ومما يؤسف له كثيرا أن الديمقراطية الشمولية لا تزال تمارس من قبل المؤتمر الشعبي العام مع السذّج المسبّحون بالحمد الذين يسقطون عن الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية طابعها المميز لها ويربطونها بالحاكم الدكتاتوري .



خلاصة الخلاصة يارفيقي .... هل أنا من تناقض مع نفسه وخلط الثقافة بالسياسة أم أنك ممن يرون في الديمقراطية فضلا ومنة من الحاكم ومن هذا المنطلق فمن الضرورة ( حسب منظورهم الفكري ) إرتباط الثقافة الآحادية التهليلية التمجيدية بها لتصب في خدمة الكرسي ومن يجلس عليه ؟


السجون والمعتقلات في بلادي اليمن التعيس تعج بالمتناقضين فكريا وسياسيا مع الحزب الحاكم فلماذا تكمم أفواههم ؟


الحاكم يريد إختزال الديمقراطية في شخصه وحزبه فقط ... فلا مكان للمناقض في فكره أيا كان ذلك الفكر وهنا تكمن إشكاليتنا مع الحزب الحاكم ومع السذج وحملة المباخر والمطبلين .



يعلم أبوعوض الشبامي تمام العلم أنني لا أغير منه لعدم وجود ما يبعث على الغيرة من كتاباته ... ونوادره إذا كانت مثل نوادر أبونواس وجحا وتمثل جزء من الثقافة الشعبية فنحن لسنا بحاجة لها ، فأبونواس كان يعاني مشكلة عميقة الأثر في سلوكه وسيرته وشعره وكان يدرك محنة الإنحلال الشائعة في أواسط نافذة من مجتمعه ترافقها ظاهرة متناقضة عجيبة من الرياء والنفاق انعكست عليه وبالا ، وكان يعالج تلك المشاكل بالهروب إلى دنيا الكاس والندماء والأنس بهما تماما مثلما يهرب أبوعوض الشبامي إلى دنيا الكلاب والحمير ويسخر بما يورده ضمنها من مثقفين كان يفترض فيه فتح باب نقاش ثقافي معهم بدلا من تمحور طروحاته حول صنف واحد من السجع الكلامي الممل الذي لا يخدم ثقافة ولا فكرا بقدر ما يحوي في مضامينه تصفية حسابات شخصية فقط .


سلام .