حضرموت تعيش حالة من التخبط والعشوائية والفساد المالي والإداري

[حد من الوادي]

هل أنتم فاعلون ؟!! ... حسام عاشور

الإثنين , 1 فبراير 2010 م

لا زالت بعض من مكونات السلطة المحلية بوادي حضرموت تعيش حالة من التخبط والعشوائية والفساد المالي والإداري وهي بحاجة ماسة جداً جداً إلى إجراء عمليات جراحية عاجلة لها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هذا إذا تبقى في بعضها شيء لم يطله الفاسدون ..

وللأسف أن كثير من المدراء والمسئولين في هذه المكونات أكل الدهر و شرب عليهم و هم ما زالوا في أماكنهم و كأنهم كائنات مخلدة أو محنطة !!
قد تجاوز بعض هؤلاء المدراء سنوات عديدة منذ أن تم تعيينهم ، و كأن تلك الإدارات ملكٌ لهم وحقٌ مكتسب من حقوقهم الشخصية التي تتنافى مع الدستور والتشريعات السماوية ، فبأي حق يعيثون فساداً ويفعلون ما يشاءون ..

هؤلاء المخلدون وحاشيتهم يمارسون كل يوم أساليب التهكم والاستعباد وكتم الأنفاس على موظفيهم والاستفزاز والتسويف والمماطلة لكل من أوقعه حظه التعيس تحت رحمتهم لإنجاز ومتابعة معاملة ما في هذه الإدارات والمؤسسات و إرغامه على الوقوع في فخ الفساد والإفساد ، وهم بأساليبهم تلك يهددون سلامة الوطن وأمنه وكأنهم يتعمدون تعزيز ثقافة الحقد والكراهية وفك ارتباط الوطن بالمواطن المغلوب على أمره والذي يصب لعناته كل يوم على الروتين المتبع في تلك الإدارات .

لم يعد ذلك السرطان حكراً على فروع مكاتب الوزارات أو المؤسسات بل انتقلت هذه الإصابة بهذا المرض الخبيث إلى بعض مدراء عموم المديريات رؤساء المجالس المحلية الذين يفترض بهم أن يراعوا الله ويكونوا عند مستوى المسئولية في متابعة قضايا المواطنين لا استثمارها وتلبية احتياجات المديريات و تنميتها لا نهبها وتسخيرها لمصالحهم الشخصية ..

و ما يثير الاستغراب حقاً ان بعض قرارات التعيين لأمثال هؤلاء تأتي من قبل السلطة المركزية أو المحلية والتي تتم وفق معايير حزبية ليس من أجل الحزبية ذاتها ولكن على أساس عرقي وقبلي إرضاء للشيخ فلان والمسئول علان وهي لا تخدم سوى أشخاص وأفراد معينين فقط لا غير والذين تأتي قرارات الترشيح والتزكية للتعيين من قبلهم وكأن وادي حضرموت إرث لهم يوزعونه على أمزجتهم الخاصة ، و هو ما ينتج عنه تعين أشخاص صمٌ بكمٌ ليسوا أهلاً للمناصب التي تم تعيينهم فيها أميون لا يفقهون في الإدارة والسياسية شيئا والشواهد على هذا كثيرة ..

وهذه السياسة المتبعة هي السبب الرئيسي في زيادة الاحتقانات وإثارة النعرات وهي الأساس لكل المشاكل والمصائب المتراكمة والتي تعاني منها الكثير من الإدارات والمديريات في وادي وصحراء حضرموت لأن المسئولين فيها يمثلون بالوطن والمواطن وذلك كله بفضل قرارات التعيين التي لم تكن مدروسة و موفقة لتلبية احتياجات تلك الإدارات أو المديريات وتعزيزها بالكوادر المؤهلة و الكفؤة و التي ستستطيع الارتقاء بالعمل في هذه الإدارات أو المديريات وتسهيل وتخفيف الأعباء على المواطن، وهو ما نرى حصاده اليوم تخبط و عشوائية و فساد مالي و إداري و توزيع عبثي و غير مدروس سواء للمشاريع أو للمقدرات المالية و ألخ ..!!!

و حتى أكون منصفاً فهناك عدد من المدراء والمسئولين النزيهين الشرفاء و الذين كانوا فعلاً عند مستوى المسئولية واستطاعوا أن يثبتوا في مواقعهم وتمكنوا من خدمة الوطن والمواطن بكل صدق وأمانة وحرص على المصلحة العامة ولهم نرفع القبعات إجلالاً وتقديراً لكل ما قدموه ونحن نفتخر دوماً بهكذا نماذج مشرفة تستحق التكريم والإشادة ..

كما نشيد هنا بالعملية الجراحية الكبرى التي تمت بنجاح في فرع الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني بحضرموت الوادي والصحراء والتي جعلت المواطنين يتنفسون الصعداء ، ولكن عملية واحدة لا تكفي فالهيئة بحاجة أيضاً وعلى نحو عاجل إلى إجراء بعض العمليات الصغرى ..
فيما لا تزال الكثير من الإدارات والمؤسسات والمديريات في وادي حضرموت تنتظر دورها لإجراء لها عمليات جراحية عاجلة وبنفس المعايير التي استخدمت في عملية الهيئة العامة للأراضي والمساحة حتى يتم استئصال جزء كبير من هذا السرطان الخبيث ومحاصرته ومنعه من الانتشار أو القضاء عليه كلياً لنعيش أصحاء في سلام ويستعيد وادي حضرموت عافيته وبسمته ..

فهل أنتم فاعلون !!! ..