قوات الاحتلال اليمني تعتدي على حرمة مسجد علي حبيب بالمكلا أثناء تأدية الصلاة

[حد من الوادي]

جزيرة عبدالكوري منطقة منكوبة بعد قصفها بإعصار باندو أمين قلنسية وعبدالكوري:
39 منزلاً دمرت بالكامل ونخشى من تعرض الأهالي لمجاعة بعد نفاذ مؤنهم الغذائية

المكلا اليوم / وليد التميمي | تصوير / رشيد بن شبراق2010/5/25

مازالت سقطرى وتحديدا جزيرة عبدالكوري، ترزح تحت وطأة المعاناة التي خلفها إعصار باندو، الذي قصف الجزيرة برياح عاتية، وأغرقها بزخات من الأمطار الكثيفة والسيول العارمة التي أودت بحياة امراة وفتاة ودمرت العشرات من المنازل وهجرت المئات من الأسر والعوائل، التي فقدت مأواها، وافترشت العرى، في انتظار من يعينها على مصابها الجلل.



حتى صار شبح الكارثة يخيم على أرجاء جزيرة عبد الكورى، التي يخشى أن يسقط أبنائها في قبضة المجاعة، بعد أن نفذت موادهم الغذائية بالكامل أو أتلفت على يد الإعصار مصير غامض، محفوف بالمخاطر، بات يحيط بكل الأرواح البريئة المحاصرة في جزيرة عبدالكوري، لم تجد إزاء تفاقمه السلطة المحلية بمديرية قلنسية وعبدالكوري، سوى التوجه صوب المكلا، ومطالبة السلطة المحلية بالتدخل الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
منطقة منكوبة ومعزولة عن العالم

وكان في مقدمة الواصلين إلى عاصمة المحافظة للكشف عن حجم المأساة، بكل تفاصيلها، الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية قلنسية وعبدالكوري بأرخبيل سقطرى الأخ عيسى عبدالله أحمد الذي أكد أن جزيرة عبدالكوري أصبحت جراء الإعصار منطقة منكوبة ومعزولة عن العالم كلياً، وباتت بحاجة للتدخل السريع لنجدة سكانها، الذين أجبروا على مغادرة بيوتهم والاحتماء بالمساجد والمدارس، بعد أن دمرت منازلهم، وفقدوا كل ممتلكاتهم، بما فيها مواشيهم وحيواناتهم الأليفة، ولم تصلهم أي إمدادات طوال الأيام الماضية.

تدمير قرية بيت العجوز

مؤكداً في حديثه لـ(المكلا اليوم) أن السلطة المحلية بالمديرية كانت قد اتخذت الإجراءات اللازمة للحد من آثار الإعصار في المدن الرئيسية حديبو وقلنسية، وفق الإمكانيات المتاحة، في حين بقي التواصل قائماً مع جزيرة عبدالكوري وسمحة برقياً من خلال الكتيبة العسكرية المتواجدة بالجزيرة، مشيرا إلى أنه قد نجم عن الإعصار والأمطار الغزيرة التي استمرت بالهطول دون انقطاع على الأرخبيل طوال عشرة أيام، أضرار طفيفة في حديبو وقلنسية، وخسائر فادحة في جزيرة عبدالكوري، حيث دمرت منازل قرية بيت العجوز التي تقدر بحوالي 14 منزلاً، في حين بلغ إجمالي المنازل التي تهدمت في القرى الأخرى، خيصة صالح وبيت عيسى والتواهي 25 منزلاً، وأضاف لقد وجهنا عبر الكتيبة العسكرية بإيواء الأسر المنكوبة في المدارس والوحدة الصحية في المنطقة، بينما ظل الغموض على حد قوله يكتنف مصير الأهالي في سمحة الذين يقدر عددهم بحوالي 500 شخص.

مساع لإرسال باخرة حربية للإغاثة

موضحاً أن الإعصار ضرب الأرخبيل يوم الأربعاء الماضي، ونجم عنه ارتفاع الأمواج التي غمرت جزيرة عبدالكوري التي يقدر عدد سكانها بحوالي 800 نسمة وتبعد عن قلنسية بـ 90 ميل بحري، أي ما يعادل ست ساعات بالقارب، ونتيجة لتفاقم الأوضاع قررنا الانتقال للمكلا، للقاء الأخ محافظ المحافظة سالم احمد الخنبشي الذي تفاعل والأخوة الوكلاء مشكورين مع معاناتنا، وتواصل المحافظ شخصياً مع نائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع لإرسال باخرة حربية للإسراع في إغاثة وإمداد أهالي جزيرة عبدالكوري بالمواد الغذائية والأدوية، على أن نطلع لاحقاً بعملية حصر دقيق وشامل للأضرار التي خلفتها العاصفة والأمطار في الأرخبيل بشكل عام، وجزيرة عبدالكوري على وجه الخصوص.

مناشدة عاجلة

مطالباً بوضع طائرة هليكوبتر في الأرخبيل مهيـأة للتدخل في الأوقات العصيبة التي تشهدها سقطرى خصوصا أثناء مواسم الرياح والفيضانات, مناشداً فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بإصدار توجيهاته لإنقاذ السكان في جزيرة عبدالكوري، لأن حجم الكارثة أكبر من إمكانيات السلطة المحلية بالمحافظة، وبحاجة للإسناد والدعم من السلطة المركزية بصنعاء.