|
![]() |
#1 | ||
مشرف سقيفة التصميم والجرافيكس
![]()
|
![]()
![]() شكرا للمتابعة الخليفي وتقبل هذه الاضافة للمناقشة من أخطر الذي يصل إليه الإنسان تبدل المبادئ والحقائق في تفكيره ، لذا إن أصبحت اللاأخلاقيات والمبادئ الباطلة ركيزة من ركائز ضمير أي إنسان عاقل ، هنا يعتبر ذاك الإنسان قد وصل إلى أدنى درجات الحضيض والانتكاس ، حينها يعتبر التلوث الفكري معششاً في كيانه أجمع ، لذلك يعد التلوث الفكري من أخطر أنواع التلوث على الإنسان ، بحيث يؤدي ذلك إلى تدمير المجتمعات الإنسانية . لذا نرى أن الإنسان السوي المنبت ، سليم الفكر ، فِطرته باقية كما وهبها له الخالق الجبار ، إذا ضَعفت نفسه في أي لحظة من اللحظات ، وفي أي يوم من الأيام ، ترى أن هناك ضميراً يُؤنبه ، تلاحظ رادعاً يُحاول ثنيه عن ارتكاب خطأ ما ، كما تجد حِساً يُوبخه ، ثم لا يلبث إلا أن يعود إلى الحق بإدراك وفهم عميق ، هذه صفات الإنسان العاقل الرشيد ، ذا الفكر الصافي غير الملوث ، وغالباً يتصف بها الإنسان المؤمن الطائع لربه ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم )) . لذلك نلحظ أنه عند وصول الفكر لدى أي مِنا إلى مرحلة التلوث ، يُؤدي به ذلك الأمر إلى أن يصبح كل شيء عنده أمراً اعتيادياً ، لا فرق بين الخطأ والصواب ، وأيضاً لا فرق عنده بين الحق والباطل حتى أنه يصل إلى أبعد من ذلك ، بحيث يتفاخر بأنه عمل كذا وكذا من المنكرات ، بِلا رادع من ضميرٍ ولا حياء ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) رواه البخاري ، ويقول أيضاً صلى الله عليه وسلم : ((.......... والحياء شعبة من الإيمان )) رواه البخاري ومسلم . فلو نظرنا إلى العبر الواردة في القرآن الكريم من أمثلة عن الأقوام السابقين ، نجد أنه عند وصول قوم لوطٍ عليه السلام إلى حَدٍ تَخَلَوا فيه عن المبادئ السامية ، بسبب المبادئ الباطلة والتي تَرسَخت في أفكارهم ، أي أُصيبوا بتلوث فكري أوصلهم إلى حَد الوقاحة ، بحيث فقدوا بسببه الحياء ، كانت بعد ذلك النتيجة أن خُسِفت بِهم الأرض وطُهرت منهم . وفي مجتمعاتنا الإسلامية الحالية ، نرى أن أعداء الأمة قد وصلوا إلى ما خططوا له من تخريب الأمة أخلاقياً ، حيث أن هذه المجتمعات أصيبت بتلوث فكري كبير ورهيب ، فترى السلوكيات الغير أخلاقية ، يُدافِعُ عَنها مُرتكبها بُكلِ وَقاحةٍ وجُرأة ، ويأتيك بأمثلة وأدلة تُعتبر واهية لِيبرر عَمله هذا . ومن أشدِ أنواع التلوث الفكري انحرافاً هو اتخاذ عادة الكذب مبدأ ، فقد حارب الإسلام هذه العادة ، وحذر مُرتكبها وتوعده بأشدِ العذاب ، واعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم من تواجدت في فكره وتبناها مَبداً له بأنه خارج الدين الإسلامي ، حيث يقول صلى الله عليه وسلم : (( .........، المؤمن لا يكذب )) رواه البخاري ، ويقول صلى الله عليه وسلم : ((.....................، ولا يزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً )) متفق عليه، وأيضاً اتهمه بأن به خصلة من النفاق (( ........... ، وإذا حدث كذب )) متفق عليه . فهؤلاء الشيعة الأثني عشرية اعتمدوا مبداً التقية ركناً من أركان إيمانهم ، فلا إيمان لمن لا تقية له ، والتارك للتقية كالتارك للصلاة ، وقد رووا أحاديث في أمهات كتبهم عنها ، فقد روي عن جعفر الصادق انه قال : (( التقية من دين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له )) أصول الكافي : 2/219 ، المحاسن :255 ، ويقول الباقر : (( أشرف أخلاق الأئمة الفاضلين من شيعتنا التقية )) الأصول الأصلية : 324 . والتقية كتمان الحق وسِتر الاعتقاد وكِتمانِ المُخالفين ، وتركِ مُظاهرتهم بما يَعقِبُ ضرراً في الدين أو الدنيا . أو بمعنى آخر أن يُظهر الإنسان لغيره خِلاف ما يُبطن ، حيث سمح الدين الإسلامي في حالة واحدة استخدام التقية ، ألا وهي عند تعرض المؤمن لعذاب شديد شارف بسببه على الموت من قبل الكافرين ، في محاولة من الكافرين لرده عن دينه ، كما حدث مع عمار بن ياسر رضي الله عنهم . فإن الشيعة إن جلسوا مع أهل السنة قالوا لهم بأننا كلنا مسلمون ، ولا فرق بيننا وبينكم ، وإن جلسوا مع أعداء الأمة قالوا لهم نحن معكم ونحن أعداء للإسلام ، نحاول تخريبه من داخله ، يقول عز وجل : (( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون )) البقرة : 14 ، إن كانوا صادقين في ادعائهم أنهم أتباع آل البيت ، وأن مذهبهم هو مذهب آل البيت رضي الله عنهم ، فلماذا لا ينشرون ويبينون مذهبهم بكل وضوح وجُرأة ، وبلا تُقية أمام الناس ، حتى يتبع الناس أجمعين مذهب آل البيت [على حد زعمهم] . ولكن الحقيقة غير ذلك ، حيث أن مبدأ التقية هذا أوصلهم إلى قمة التلوث الفكري ، أوصلهم حداً مبالغاً فيه من الكتمان ، وأيضاً حداً خطيراً جداً من الكذب ، حتى أنهم أوردوا أحاديث باطلة ذكرناها سابقاً تعتبر هذا التلوث الفكري باباً لكسب الحسنات والتقرب به إلى الخالق ، أدى بهم هذا التلوث الفكري إلى الدفاع عن الباطل بكل إصرار وتفاني ، وهم مغلقي عقولهم عن التفكير في كل هذا ، لكي لا يتم لهم التمييز بين الحق والباطل . (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) الحج:46 |
||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|