المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


مفارقة لغوية: من الاستقلال إلى الاستقلال .. د.سعيد الجريري

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-24-2010, 01:42 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

مفارقة لغوية: من الاستقلال إلى الاستقلال .. د.سعيد الجريري


مفارقة لغوية: من الاستقلال إلى الاستقلال .. د.سعيد الجريري
الإثنين , 23 أغسطس 2010 م
(1)
منذ أن وعينا كانت كلمة الاستقلال الموصوف بالناجز لازمة في التعبير المدرسي، ثم وجدناها تتردد في الخطاب السياسي وأدبياته، حتى وقرَ في الوعي العام أن كل الشعوب المقهورة الرازحة تحت نير الاستعمار تتوق إلى الاستقلال وتسعى إليه بطرائق متوافقة حيناً ومتخالفة حيناً آخر.
ثم تعددت زوايا النظر والتوصيفات، فثمة الاستقلال المالي والإداري، والاستقلال الاقتصادي، حتى امتد الاستقلال ليشمل الفرد والعاطفة والرأي والموقف...إلخ. لكنها تشترك جميعاً في أنها استقلالات.
وفي سياق الانتماء والتحزب الذي لا يمثل أغلبية في الغالب، تجد فئة تسمى بالمستقلين، أي غير الملتزمين بتوصيف أو تأطير تنظيمي معين. ومن حيث يظن أولئك أنهم يمثلون الموقف النائي عن تضييق زاوية النظر، لتغدو أكثر اتساعاً، يجدون أن ليس لهم من صفتهم تلك سوى بعدها السلبي، إذ يتم (استقلالهم)، بفاعلية الآليات الناظمة للممارسة في الواقع بكل تعقيداته البنيوية، وتداخلاتها الإشكالية.

(2)
لقد كنا ندرك إيحاء الكلمة، وإن ظللنا لا نفهم العلاقة بين التحرر من الاحتلال، وتلك الكلمة الرومانسية الثورية الجميلة (الاستقلال). تماماً مثلما يدرك التلاميذ إعراب الفعل المضارع المرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. فإذا سألت أحدهم: ما معنى مضارع؟، فغرَ فاه ؛ لأنه يدرك معنى الفعل الماضي ودلالته، إدراكه فعل الأمر ودلالته أيضاً، لكنه لا يفهم العلاقة بين الفعل الدال على الحدوث والتجدد، وصفة الفعل (المضارع).

ولعل من طريف ما تنتجه اللغة تلك العلاقة بين الاستقلال الذي وقرَ في الوعي، وارتفاع الطائر في الهواء محلقاً بلا قيود. بل لعل من غريب طريفها أنها تجعل من معاني الاستقلال: الارتفاع والاستبداد !.

(3)
لكن للاستقلال في التوظيف اللغوي والواقعي وجهاً آخر، إذ تمحى دلالته الإيجابية، وترسخ دلالته السلبية اعتماداً على جذره وتركيبه المزيد، في الفعل ( استقلّ). تقول العرب: من استقلّ شيئاً استهونه. أي: إذا رآه قليلاً هانَ عليه. وقال المتنبي:
ومَن قصدَ البحرَ استقلّ السواقيا
وفي حديث أنس: أن نفراً سألوه عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبِروا كأنهم تقالُّوها، أي استقلّوها. وهي تفاعلٌ من القلة. فالاستقلال هنا عكس الاستكثار.

(4)
من الاستقلال الناجز في التعبير المدرسي والخطاب السياسي وأدبياته، إلى (رجائيات) الاستقلال المالي والإداري، والاستقلال الاقتصادي، والاستقلال العاطفي...إلخ، مروراً بغموض الدلالات، والاكتفاء بالظلال الإيحائية، تظل شعوب كثيرة ترزح (وتترزح) في منطقة وسطى حيث لا إدراك ولا وعي ولا فعل، إلا بما يترشح من إدراك ووعي بالفعل المضارع الذي يدرك التلاميذ بعد احتراق زهرة الشباب أنه أنما سمي مضارعاً لمضارعته الاسم في بعض أحكامه (أي مشابهته). فتبدأ حينئذ مرحلة البحث عن الذات والمعنى، بدءاً من الاستقلال الذاتي والعاطفي وليس انتهاء بالاستقلال المالي، والإداري، والاقتصادي...إلخ، لكن بعض تلك الشعوب الكثيرة كثيراً ما تُفجأ (أو تفجع) في كل دورة بحث بأن ثنائية الاستقلال والاستكثار لعبة دائرية البناء، تلفها في دواماتها، حتى لا تستطيع تحليقاً كالطائر، لتجد نفسها على قارعة المستقِلين (بكسر القاف) المستقَلين (بفتح القاف)، تعيد سيرتها الأولى، منذ أن كانت كلمة الاستقلال الموصوف بالناجز لازمة في التعبير المدرسي!!.

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas