|
![]() |
#1 |
حال نشيط
![]()
|
![]() ![]() نبأ نيوز - علي عمر الصيعري - • هاهي الذكرى الثالثة والأربعون للاستقلال الوطني المجيد تهلّ علينا, ونحن نعيش كرنفالاً رائعاً من خليجي 20, الذي تشرّفت به بلادنا اليمن وخصته الجميلة (عدن) والفاتنة (أبين) لمكانتهما الحضارية وأدوارهما التاريخية. ومما يزيد من مباهج احتفالنا بهذه الذكرى المجيدة، هو وجود الآلاف من أشقائنا الأعزاء من جميع دول الخليج العربي بين ظهرانينا, يشاركونا أفراحنا واحتفالاتنا بيوم وضع حداً لاستعمار غاشم جثم طيلة 128 عاماً على رقعة عزيزة وغالية من هذا الوطن الأبي, الذي استحق عن جدارة لقب “مقبرة الغزاة والمستعمرين” على امتداد حقب التاريخ اليمني منذ ما قبل الإسلام وإلى ما شاء الله أن يرث الأرض وما عليها. • وعند الحديث عن هذه المناسبة العزيزة يصعب الغوص في التفاصيل لضيق الحيز وحساسية بعض المعلومات وتشعب التناولات عند الإجابة عن تفاصيل يوم الاستقلال الوطني وما تلاه من أيام وسنوات, عاشها شعبنا اليمني في جنوب الوطن في ظل الحكم الشمولي طيلة ثلاثة وعشرين عاماً باستثناء سنتين هما حكم المرحوم قحطان الشعبي, أول رئيس للجمهورية الوليدة (30 نوفمبر 1967- 25 يونيو 1969). وعلى سبيل المثال: لماذا فضلت بريطانيا التفاوض مع الجبهة القومية حول الاستقلال بدلاً عن جبهة التحرير؟!، أو صحة ما قيل ـ وقتئذ ـ عن اتفاق 5 نوفمبر67م بين بريطانيا وجمال عبدالناصر, والذي أفضى إلى تزامن خروج آخر جندي بريطاني من قاعدة “ خور مكسر” بعدن، مع خروج آخر جندي مصري من ميناء “الحديدة”؟!. أو لماذا لم تتحقق الوحدة اليمنية حينها ودور «وثيقة استقطاب حركة التحرر الوطني عام 68» التي أريد بها حرق الأوراق، في تأخير قيام الوحدة, وغيرها من التفاصيل والتساؤلات؟!. فمعظم هذا وذاك أورده وأجاب عنه العديد من السياسيين والكتاب والباحثين، وآخرهم الأستاذ عبدالقادر باجمال في كتابه القيّم “نحو ثقافة الحوار” ومع ذلك لايزال كم هائل من هذه التفاصيل في “المكتبة الملكية البريطانية” كما قال الأستاذ باجمال. ولأن الأهم والمهم الذي أصلح ما انحرف طيلة تلك السنوات هو قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 بقيادة حاديها ومحققها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية - حفظه الله. • واليوم، ونحن نحتفل بذكرى الاستقلال المجيد الذي أحبط ثواره مخططات الاستعمار البريطاني, والتي كان من أخطرها “مشروع الدستور العدني” الذي يرمي إلى قيام “اتحاد فيدرالي” عام 1959م, وسمي بعد ذلك “اتحاد الجنوب العربي”. والذي كان يهدف إلى قيام اتحاد يجمع حكام الكيانات من سلاطين وأمراء ومشايخ في دولة مستقلة، وربطها بمعاهدات مع بريطانيا تضمن لها إبقاء سيطرتها وبقاء قواعدها العسكرية, دولة تحصل على اعتراف دولي، وتصبح عضواً في “دولة الكومنولث” مما يؤدي إلى تشكيل يحول دون توحيد اليمن تحت كل الظروف كما أورد ذلك الأستاذ سعيد أحمد الجناحي في كتابه القيّم “أنظمة اليمن بين الشورى السبئية وديمقراطية الوحدة”. نقول: واليوم وبعد انقضاء 42 عاماً على إجهاض تلك المخططات البريطانية الخبيثة، نجد - وللأسف الشديد - من يحلم بإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، وهم قلة يحدوهم شطط وأفكار شاذة ومطامع لا مشروعة في السلطة والمجد الغابر. الأمر الذي دفع بهم إلى المناداة بفك الارتباط أو الانفصال، ليحيوا تلك المخططات كأن يؤسسوا على أنقاض وحدتنا اليمنية، على حدِّ زعمهم، ما يسمون بـ«اتحاد الجنوب العربي» حيث إنه وفق تطلعاتهم يخططون لتقسيم “الجنوب” إلى مناطق ذات كيانات من حكام وسلاطين وأمراء ومشائخ، ثم بعد ذلك يدعون إلى توحيدهم تحت المسمى الذي إليه أشرنا. • ولا يغيب عن نظر حصيف وعاقل مخاطر هذه المشاريع الصغيرة، إذا قدّر لها النجاح - ونحن لا نعتقد ذلك - فأقلها عودة الحروب الداخلية بين السلطنات والمشيخات، وتفاقم التناحر القبلي، واستفحال ظاهرة الثأر، ناهيكم عن خلق بيئة حاضنة للإرهاب والخارجين عن النظام والقانون في كل سلطنة ومشيخة. • كما أن هذه المخاطر ستعكس نفسها لا محالة على المواطنين أولاً, ثم على أمن واستقرار الجزيرة والخليج العربي, ودليلنا على ذلك، كما يقال: أول الغيث قطرة، نشير إلى أن الخلافات والمزاحمة على الوجاهة والتكتلات المناطقية وتهميش الآخرين بدأت تطفو على السطح وتسيطر على عقليات قيادات ما يسمى بالحراك السلمي الذي تتبنى ذلك المشروع الاستعماري البريطاني. فهاهي أجنحة وكتل هذا الحراك المزعوم تفرخ في الداخل, ناهيكم عن قوى الخارج الممولة لها، وهاهم السلاطين والمشايخ ينفضون الغبار عن وثائقهم وملفاتهم ويعدّون العدة للعودة إلى سلطناتهم ومشيخاتهم, مع التنويه أنه كانت في حضرموت وحدها ثلاث سلطنات هي: سلطنة القعيطي في الساحل, وسلطنة الكثيري في الداخل، وسلطنة الواحدي جنوب غرب حضرموت وهلم جرّا. • ومع هذا وذاك نقول لهؤلاء: هيهات أن تحلموا بعد عقود من انتصار الثورة اليمنية، وعقدين من قيام الوحدة، وترسخ الوعي المجتمعي وتطوره وتعمق الحس الوطني الوحدوي.. ولكم في الثلاثين من نوفمبر المجيد دروسٌ وعبر. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|