![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() وقفات من التاريخ الحضرمي : حدود حضرموت ( 2 ـ 2 ) بقلم : انس علي باحنان الثلاثاء , 31 مايو 2011 م في وقفة سريعة لنا عند محطة من محطات التاريخ الحضرمي كنا في موضوع قد سابق تناولنا الحديث عن " الدول الحضرمية " التي أقيمت على ارض حضرموت سواء ما أقيم منها في العصور القديمة أو المتأخرة , وها نحن نقف وقفة أخرى عند محطة من محطات التاريخ الحضرمي , و في هذه الوقفة نتناول فيها إنشاء الله الحديث عن "حدود حضرموت " وقبل أن نتناول هذا الموضوع نود أن نشير إلى انه أصبحت اليوم مسالة معرفة حدود , وتعين أي دولة , أو أي إقليم , بالأهمية القصوى التي يهتم بها أكثر من أي وقت مضى لاعتبارات عدة ذكرها وأشار إليها بعض من المختصين في علوم السياسة والجغرافية ففي بيان معنى مصطلح حدود الدولة , و أهمية معرفتها و ترسيمها , وكيف يكون تأثيرها على الدول ومواطنيها , يقول احد الباحثين : يُشير مصطلح الحدود السياسية الدولية إلى الخطوط الحدودية الفاصلة بين دولتين متجاورتين أو أكثر .. و هذه الخطوط الحدودية تقوم بتعيين النطاق الذي يحق لكل دولة أن تفرض فيه سلطاتها و تمارس اختصاصاتها .. و ذلك على الامتداد البري و البحري و الجوي بالإضافة للقاعدة الصخرية للنطاق الجغرافي للدولة (باطن الأرض) الذي يمكن للدولة أن تستغل ثرواته المعدنية " ويضيف الباحث قائلا : " و يبقى في النهاية التأكيد على أن الحدود الدولية – شأنها شأن أي إجراءات تنظيمية بشرية – تهدف في الأساس إلى خدمة الناس و جعل حياتهم أكثر أمناً و سهولة عن طريق تنظيم حقوق استغلال البشر للموارد و حقوق الاستيطان و العبور " إلى آخر ما قال . و الآن دعونا بعد هذه الاستهلالة والمقدمة التي نظن أنه لابد منها أن نشرع في الموضوع والحديث عن " حدود حضرموت " الذي ليس لنا فيه إلا النقل لا غير , وكما كان مستندنا في الحلقة الماضية عن " الدول الحضرمية " بعض من مؤلفات مؤرخ حضرموت الشيخ العلامة محمد على باحنان , فكذلك الحال فقد استندنا في موضوع هذه الحلقة على بعض من مؤلفات الشيخ "رحمه الله "و في البداية : ننقل ما نقله عن ابن خلدون فيما يتعلق بحدود حضرموت حيث قال : بينها وبين خط الاستواء اثنتا عشرة درجة إلى الشمال , وطولها كما قال أهل الفلك أربع عشرة درجة , وقيل خمس عشرة درجة , وأما عرضها فثلاث درج من العبر إلى الشحر , كذا قالوه . والدنيا كلها ثلثمائة وستون درجة , وجزؤها عشرة أجزاء , كل جزء ستة وثلاثون درجة , والدرجة خمسة عشر فرسخا , والفرسخ ثلاثة أميال , والدرجة تقطعها الشمس في أربع دقائق , والميل أربعة آلاف ذراع . وقال ياقوت الحموي : في (( معجمه )) طولها واحد وسبعون درجة , وعرضها اثنتا عشرة درجه . وتحت عنوان "مغزى الخلاف في طول حضرموت وعرضها قال الشيخ باحنان : الخلاف في طول حضرموت وعرضها ناشئ عن الخلاف فيما يطلق عليه اسم حضرموت , والتحقيق أن له أطلاقين الإطلاق الأول : يطلق على ما يسمى وادي ابن راشد , وقيل آل راشد .. يسمى وادي السكون , وهو من العقاد ـ قرية بقرب شبام ـ إلى شعب نبي الله هود , وما وراء ذلك غربيا قد سمي بالكسر , ويتلوه الأودية المشهورة , وادي مدهر , ووادي العين , ووادي دوعن الأيمن , والأيسر , ووادي عمد , ووادي العبر , وغير ذلك , وما وراءه شرقيا قد سمي بالمسيلة , والمشقاص . الإطلاق الثاني : عام وقد حققه العلامة الفقيه السيد عبدالله بن حسين بلفقيه العلوي , كما رايته في جواب له عن سؤال من الشيخ العلامة الفقيه علي باصبرين باحميش النوحي الدعوني , نذكر منه ما هو المراد هنا .. قال نفع الله به : اعلم أيدك الله , انه لا يتم معرفة طول كل إقليم , وكذا عرضه درجا , ودقائقا , إلا بعد معرفة حده من جهاته الأربع , وحد حضرموت قد انتشر فيه الأقاويل , وكثرة عنه الأسئلة , وتضمنه مالا يحصى من التأليف , قديما , وحديثا . وحاصل ما للجمهور في حده , أن حد حضرموت من جهة الساحل , عين بامعبد , وبروم , والشحر , ونواحيها إلى حد أرض المهرة , الفاصل بينه وأرض الضني التميمي على مقابلة المكان المسمى بديعوت , وهو الذي يحمل عليه المشقاص , ومن جردان ونواحيها إلى تريم وقبر نبي الله هود ـ على نبينا وعليه أفضل الصلاة والتسليم ـ وما وراء ذلك إلى أرض المهرة . فعلى هذا لا تدخل ظفار ولا ارض مشقاص المهرة , وقيل أن المشقاص من جهة حضرموت وضعف , إلا أن يحمل على ما حاذى ارض الضني , غربي ارض المهرة يقال له مشقاص , وباعتبار دخول المغيابة بالى في المحدود , كدخول المبدأ به في التحديد كجردان , ومعلوم أن جمهور النحاة والأصوليين على أن المغيابة بالى لا يدخل في الغاية , إلا إن دلت قرينة عليه . ثم قال المجيب : بعد كلام .. قال الإمام ابوبكر بن عبدالرحمن شراحيل : في كتابه (( مفتاح السنة )) حضرموت بلاد مشهورة متسعة , من بلاد اليمن , تجمع أودية كثيرة وهي - بضم الميم - وقد اختص بهذا الاسم , وادي ابن راشد , طوله مرحلتان أو ثلاث , من العقاد إلى قبر هود عليه السلام , ويطلق على بلاد كثيرة , وساحلها العين , وبروم , إلى الشحر ونواحيها , إلى تريم إلى قبر هود ـ عليه السلام ـ وما وراء ذلك إلى بلاد مهره . وبالجملة فأقوال العلماء وغيرهم شيء لا يدخله الحصر , إذا علم ذلك فلا شك أن دوعن , ووادي عمد , من حضرموت , وان كان صاحب (( القاموس )) كلامه في دوعن يقتضي خلاف ذلك , حيث قال : بأن الهجرين بقرب حضرموت , ولعله باعتبار ما خص به وادي بن راشد , وإلا فقد خالف نفسه وغيره , فإنه قال فيه : ووادي عمد من أودية حضرموت . إذا علمت ذلك فمن ذكر من أهل الأزياج القاطنين بغير حضرموت , قدرا في طولها أو عرضها , فإنما هو باعتبار جانب من جوانبها , ولهذا تراهم مختلفين . وتحت عنوان صفة حضرموت وتسميتها أولا بالاحقاف قال : هي اسم للجبال الممتدة من المشرق إلى المغرب , في طول واحقوقاف , ولما تكتنفه من المدائن , والبلدان , والقرى , والحصون , والأودية , والفلوات , والعمائر وغير ذلك , ولما يحيط بها من ذلك , مما يقرب منها ودخل في حدها كما تقدم . أما الشيخ الأمام احمد بن حسن العطاس فقد قال في رسالته (( الأنساب )) : اعلم أن حضرموت مخلاف من مخا ليف اليمن , وهو شرقي عدن , وهو ممتد من مرسا بالحاف , إلى المجدحه , وعين بامعبد إلى صيحوت , وعرضه من البحر إلى جردان , وجبال مأرب . اما الشيخ الامام عبد الله الحداد فقال حضرموت : هي اسم للجبال الممتدة من المشرق إلى المغرب , في طول واحقوقاف , ولما تكتنفه من المدائن , والبلدان , والقرى , والحصون , والأودية , والفلوات , والعمائر وغير ذلك , ولما يحيط بها من ذلك , مما يقرب منها ودخل في حدها كما تقدم و الدنيا ستون وثلاثمائة جبل , وحضرموت جبلان منها , وهي بلاد واسعة , وكان الذين أسسوها أهل قوة " و قال في خريدة العجائب : حضرموت شرقي اليمن , بها بلاد أصحاب الرس . وأرض حضرموت هي أرض بلاد الرس , وكانت لهم مدينه تسمى الرس , وهي إقليم واسع , وفيها أمم كثيرة , ومدن , وقرى , ومزارع , ونخيل , وأسواق , وتجارات كثيرة , من مدنها الشحر : وهو على ضفة البحر , وفي سواحله يوجد العنبر الكثير . وفي كتاب (( السعادة والخير )) للعلامة حكم بن سهل باقشير قال قال : أبوبكر الشراحيلي في كتاب (( مفتاح السنة )) حضرموت متسع , وهي أخر قطر اليمن الشرقي , آخرها ظفار الحبوضي , وساحلها المشقاص , والشحر إلى عين بامعبد . <br /> وقال في (( خريدة العجائب )) : ومن مدن أرض حضرموت المشهورة (( سبا )) التي ذكرها الله تعالى في القرآن , وكانت مدينه عظيمة , بها طوائف من أهل اليمن وعمان , وتسمى مدينة (( مأرب )) وهو : اسم ملك تلك البلاد , وبهذا المدينة كان السد الذي أرسل الله إليه سيل العرم .<br /> وعن الحدود النجدية لحضرموت فقد نقل الشيخ باحنان وقال " و نجد حضرموت رملة عالج ويقال مسح هذه الرملة سبع وثلاثون مرحلة نحو ثلثمائة فرسخ ومحالاتها تتصل بالبصرة ونجد وأدنى المنازل إليها جهة لحسا وهذه الرملة هي منازل عاد الأولى واسمها وبار وأهل حضرموت يسمونها البحر السافي . وفي كتاب جواهر المغاص في معرفة الخواص قال : ارض حضرموت هي تقابل اليمن من جهة الشرق وبينها رملة واسعة ليس بها ماء ولا أنيس وارض حضرموت هي بلاد الرس كانت لهم مدينة تسمى الرس وهي إقليم واسع وفيها كثير من المدن والقرى والمزارع والنخيل وأسواق وتجارات كثيرة ومن مدنها الشحر وهو على ضفة البحر وفي سواحله يوجد العنبر ومن حضرموت أودية دوعن ووادي عمد وشبوة ووادي العين ومدهر وجردان وحبان . هذا مجمل ما نقلناه من حديث عن حدود حضرموت , الذي حاولنا فيه بقدر الاستطاعة أن نستوعب مجمل الأقوال و لا شك ليس كلها لاتساع مسالكها وتعددها , ولذا فالباب مفتوح لبحث القضية من كل جوانبها , وليدلوا كل بدلويه حولها وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|