![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() لماذا عجزت تكنولوجيا الإعلام عن قراءة أحداث اليمن؟؟؟ 2011/06/07 الساعة 21:01:27 د.عبد الملك أحمد الضرعي إن المتابع للتغطية الإعلامية لغالبية الأحداث التي تدور في العديد من مناطق العالم يجد أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تشبع زبائنها بمتعة المشاهدة والمتابعة ، نتيجة ما تقدمه من مادة إعلامية مدعمة بالصوت والصورة والتحليل، بينما في المشهد السياسي الحالي في اليمن وخاصة عقب ما عرف بأحداث جمعة القصر الرئاسي كان الأمر مغايراً تماماً فما أن تفتح أو تقرأ وسيلة إعلامية محلية أو دولية إلا والحديث يدور حول الأوضاع في اليمن ، ولكن العنصر الرئيسي في الحدث وهو الانفجار أو الإصابات لا يعرف عنها أحد شيء ،عدا مشهد يتيم لفجوة في ما قيل من قبل مصدر وحيد هو الإعلام الرسمي أنه جامع الرئاسة ، وما يبدو فيه نتائج هجوم خرق جدار الجامع وفي الصورة عدد من قبعات الجنود تبدوا مرتبة كأنها وضعت بفعل فاعل ، ولكن ذلك المشهد تبدو عليه استفهامات عديدة مثل متى صور وهل فعلاً هو نتاج للعملية التي تتناولها وسائل الإعلام ، وإذا كانت أودت بحياة عدد من مرافقي رئيس الجمهورية وهؤلاء يفترض إحاطتهم به ، كيف حدث كل ذلك ولم يصب الرئيس سوى بجروح من بسيطة؟؟؟؟، ثم أين اختفى كثير من مسئولي الدولة وخاصة الوزراء!!! تشكل الكلمة والصوت والصورة أدوات مهمة تستخدمها تكنولوجيا الإعلام في إبراز أي خبر أو حدث ، وفي الحالة اليمنية غالباً ما تعجز الصورة والصوت عن الحدث ويكتفى بالكلمة التي لم تعد في عصر التكنولوجيا كافية لإقناع الجمهور بحقيقة الحدث ، ويمكن إجمال الأسباب التي أدت إلى عجز الإعلام المحلي أو الدولي في تغطية الأخبار اليمنية إلى ما يلي: 1- من خلال متابعة المشهد الإعلامي في اليمن منذ أشهر نجد أن خطة ما وضعت من وقت مبكر ترتكز على محاصرة وتحييد بعض وسائل الإعلام الداخلية والخارجية ، وبدأ ذلك واضحاً من خلال المضايقات التي تعرضت لها قناة الجزيرة على وجه الخصوص والتي انتهت فعلاً باستدراج قناة الجزيرة بتسريب الأمن القومي لخبر وعبر شخص مؤكد موثوق لدى الجزيرة ويحتمل أن هذا الشخص لا يعلم حقيقة المحتوى، المهم أن المشهد كان يلبي الحاجة لتغطية ما يحدث في مكان لا تصله وسائل الإعلام وهو السجن المركزي بصنعاء ، وبالتالي كان الموضوع يمثل سبقاً إعلامياً ، وقد كشف الاستدراج بعد فترة وجيزة من نشر الخبر سواء من الجزيرة أو مواقع الفيس بوك واعتذرت قناة الجزيرة ، وعلى الرغم من اعتذار الجزيرة بعد نشرالخبر بوقت وجيز إلا أن ذلك لم ينفع إمام المشاهد البسيط حيث سارعت كل وسائل الإعلام الرسمية إلى تكرير ذلك المشهد أحيانا في الساعة عدة مرات ، إضافة إلى التشر الواسع للفيديو في اليوتوب ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ، وبذلك نجحت الحكومة اليمنية في إسكات أهم القنوات العربية شعبية ومشاهدة دون أن تتعرض للوم وظهرت كمدافع عن النفس ، أما الخصم الإعلامي الثاني فهو قناة سهيل الفضائية ، وقد استدرجت ببعض الأخبار والمعلومات إلاَّ أن كل المحاولات لم تحقق النجاح المطلوب لأسباب فنية وقانونية وإدارية ، لذلك لجأت الدولة إلى أسلوب آخر تمثل بالهجوم المسلح على مقر القناة وبعد عودة القناة مرة أخرى للبث تمت مداهمة شركة الإنتاج الإعلامي المعنية بتشغيل قناة سهيل وتم إحراق المبنى ونهب محتوياته حسب بعض المصادر، ومن الأساليب الأخرى الاستهداف الشخصي والتهديد للعاملين في قناتي الجزيرة وسهيل ،ولكن وعلى الرغم من ذلك استمر قناة سهيل في البث دون انقطاع ، وعادت الجزيرة مرة أخرى للبث بعد جمعة القصر الرئاسي ، ولم يعرف حتى كتابة هذا الموضوع كيف عاد مراسلو القناة للعمل مرة أخرى. 2- إن تكنولوجيا الإعلام لا يمكن أن تعمل دون مدخلات تتمثل في التسجيلات الصوتية والمرئية ، وإذا حجب ذلك عنها فإنها تفشل في جذب المشاهد وإقناعه بالخبر ، ولأهمية هذا المبدأ فقد واجه الإعلاميون حملة تهديد واعتداء مباشر سواء على أجهزتهم الحاسوبية أو ألآت التصوير والتسجيل أو حتى الاعتداء الجسدي الذي وصل حد إزهاق الأرواح لمجرد أخذ صورة ، وبالتالي حتى وإن وجدت بعض الوسائل التكنولوجية الإعلامية فإنها وقفت عاجز عن متابعة الحدث لأن محتواها ظل فارغاً ، بل أن التضييق وصل حد حجب المواقع الإلكترونية المعارضة ، وإغراق صفحات التواصل الاجتماعي بمتخصصين لمواجهة حملة المعارضة عبر تلك المواقع على الرغم من محدودية أثرها كون غالبية اليمنيين لا يستخدمون الحواسيب . 3- لقد اتسع نطاق التضييق الإعلامي من المستوى الداخلي إلى المستوى الخارجي ، حيث بدا ذلك واضحاً من خلال حجب السلطات السعودية لحقيقة الإصابات التي تعرضت لها بعض القيادات اليمنية المتواجدة في المستشفيات السعودية ، يضاف إلى ذلك التعتيم الإعلامي الأمريكي عن حقيقة الأحداث حيث أكدت المصادر الإعلامية الأمريكية أن الرئيس صالح لم يصب بأذى في أو تصريح لها ثم توقفت تما عن ذلك القول ، إذن يمكن القول أن عجز الإعلام عن معرفة الحقيقة يرجع لعوامل محلية ودولية ، وللأسف تأخذ نفس المسار الإعلامي لقضايا أخرى مثل قضية الشيخ أسامة بن لادن أو أحداث الحادي عشر من سبتمبر تلك الأحداث التي لازالت وسائل الإعلام العالمية تتناولها حتى الآن دون معرفة الحقيقة كاملة ، على الرغم من التناول الإعلامي الواسع ، الذي نتج عنه وصول من تناول بعض تلك الأخبار إلى مليارات المرات عبر الشبكة العنكبوتية . 4- دور الإعلام الرسمي : يعمل الإعلام اليمني في رصد وتحليل الأحداث السياسية الحالية خارج إطار المهنية الإعلامية ، حيث يلاحظ المتابع لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها أن النفس الأمني يسبق الرؤية المهنية الإعلامية ، وقد حققت السلطة تلك السيطرة من خلال خطة نفذت منذ زمن تركزت على استبعاد العناصر الإعلامية الشريفة والمهنية والوطنية وعلى رأس تلك العناصر كبار الإعلاميين من مذيعين وصحفيين متبعة أسلوب الترغيب أو الترهيب ، كما ساعد انضمام الإعلاميين الأحرار -الذين رفضوا تسخير رسالتهم الإعلامية للتضليل السياسي والرغبات المخابراتية - إلى ساحات التغيير والحرية على مستوى الجمهورية إلى فراغ الساحة الإعلامية الرسمية، ومن ثم لم يبقى في الإعلام إلاَّ المترددين والفاشلين وبعض الخريجين الجدد وغالبتهم فاشلين إعلامياً يسهل إدارتهم من قبل الجهات الأمنية مقابل وعود بالتوظيف أو مكافآت مالية بسيطة ، وللأسف أن أولئك الإعلاميين المغفلين يُدارون من قبل رجال أمن ومقاولين إعلاميين يديرون الحملة الإعلامية المضادة للثورة مقابل موازنات مفتوحة تصل إلى مئات الملايين من الريالات ، بينما صغار الإعلاميين المغرر بهم لا يحصلون إلاَّ على الفتات ويتحملون في نفس الوقت المسئولية الأخلاقية والقانونية في تضليل الرأي العام ، فهل يدرك أولئك الصغار محدودي الثقافة أنهم تحولوا إلى أدوات تضليل ضد الوطن وبيد مجموعة من الفاسدين المحسوبين على الأجهزة الأمنية ، والمصيبة الكبرى أن المتابع للرسالة الإعلامية لغالبية الإعلاميين الصغار تؤكد أنهم محدودي الثقافة والمعرفة الإعلامية ، لذلك يتم استخدامهم في تنفيذ أجندة سياسية وبمشاعر جياشة تصل ببعضهم حد البكاء على الوطن العزيز!!!يرافق ذلك تكليف عدد من رموز السلطة بتوجيه الخطاب الإعلامي الخارجي على وجه الخصوص من خلال المؤتمرات الصحفية والمداخلات واللقاءات وغيرها وهؤلاء يقدمون خطاباً إعلامياً في كثير من الأحيان يفتقد إلى أبسط القواعد السياسية أو الإعلامية والفكرية ومن هؤلاء نذكر بعض الأسماء مثل(عبده الجندي، طارق الشامي ، ياسر اليماني ، أحمد الصوفي ، عبد الحفيظ النهاري ، عادل الشجاع ، عباس المساوى) وغيرهم من الأشخاص الذين نراهم صباح مساء في وسائل الإعلام المحلية والدولية ، مما يعكس حصر الخطاب الإعلامي الرسمي في أشخاص بعينهم يؤكل إليهم الترويج لرؤية واحدة للخطاب الإعلامي ، بينما استبعدت تماماً العديد من الكوادر الإعلامية المشهود لها بالثقافة والمهارة والتي لازال بعضها ضمن الكيان الإداري للسلطة ، ولمنها تختلف معها في إدارة الملف الإعلامي. ويمارس الإعلام الرسمي خطة تقوم على إبعاد المشاهد اليمني عن متابعة أي وسيلة إعلامية لا تتفق مع رؤية السلطة للأحداث ، وفعلاً وعبر مجموعة من أنصار السلطة ومتنفذيها وجهت حملة مركزة ضد الكثير من وسائل الإعلام وعلى وجه الخصوص القنوات الفضائية(الجزيرة- سهيل- بي بي سي- العربية)حتى أن السلطة وعبر أهم رموزها ومن ميدان السبعين أطلقت مصطلح القنوات الكذابة على الجزيرة وسهيل بل وحتى استدرج إلى هذا المفهوم بعض الدعاة من خلال إصدار فتاوى ضد القنوات الكذابة ، ولكن وعلى الرغم من تلك الحملة الموجهة ضد الإعلام المعارض تكوَّن اصطفاف شعبي عفوي متابع للوسائل الإعلام المعارضة أو المستقلة بدافع من الفضول أو لمعرفة الحقيقة من مصادر مختلفة ، وبالتالي الحملة ضد وسائل الإعلام المعارضة أو المستقلة كان نجاحها نسبي وآني ، وسوف تأتي أيام يندم أولئك الإعلاميين الصغار والإداريين عندما يعرف غالبتهم أنهم كانوا أدوات لتنفيذ أجندة سياسية . أخيراً يمكن القول على الرغم من الحملة الموجهة ضد وسائل الإعلام من قبل السلطة والتي دون شك تعيق الدور الذي يجب أن تلعبه تكنولوجيا الإعلام في إبراز المشهد السياسي اليمني الراهن بشكل فاعل وحقيقي ، إلاَّ أن لدى وسائل الإعلام الحديثة القدرة على التكيف مع أي تضييق إعلامي ولا يمكن منع أدوات الحقيقة وهي الصوت والصورة من عبور الحدود المادية أو المعنوية ، والحوادث التاريخية المعاصرة الكبرى أثبتت قدرة الإعلام على كشف الحقيقة ولو بعد حين والدرس الذي قدمته وثائق ويكيلكس في مواجهة أكبر الأنظمة السياسية في العالم أكبر شاهد على ذلك ، كما أن الخدمات التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الألكترونية الأخرى وخاصة اليوتوب والفيس بوك ، كل ذلك حتماً يعطي مرونة فائقة لتجاوز العوائق المخابراتية المضادة للرسالة الإعلامية . |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|