حضرموت"نبذه عن حياة المقدم سالم الجويد باسلوم (مليل) قائد انتفاضة قبائل سيبان ضد المس

[حد من الوادي]

بمناسبة مرور خمسين عام على استشهادة
نبذه عن حياة المقدم سالم الجويد باسلوم (مليل) قائد انتفاضة قبائل سيبان ضد المستعمر الانجليزي والسلطة القعيطية
31/7/2011 المكلا اليوم /خاص

الجد المقدم/ سالم الجويد باسلوم (مليل)، قائد ثورة البادية والبطل الثائرهو المقدم سالم بن الجويد بن حسن باسلوم الخمعي الجبلي السيباني رجلا قلما يجود الزمان بمثله قائد في صفاته كريما بتصرفاته شهما بالوراثة ورث التقدمة من أبيه الشيخ الجويد آلت إليه تقدمة قبيلة الخامعة بعد أن تنازل والده الجويد بن حسن باسلوم عن التقدمة لكبر سنه..

بزغ نجم (مليل) خلال فترة قصيرة وكان الزعيم الذي قاد انتفاضة قبائل سيبان وغيرها ضد المستعمر الانجليزي والسلطة القعيطية .. وخاصة الأحداث التي سبقت معركة المدحر وكان القائد الفعلي للمعركة التي استشهد خلالها.

قاد المقدم مليل ثورة لم تعرف حضرموت مثيلها ، وأشعلت الثورة ضغطا كبيرا على الاستعمار والتضيق على تجارة البادية لمنعهم الجمال من النقل وكان المقدم مليل قائد مشهور في هذه الثورة قام بجولات عديدة لجمع القبائل حول الثوار و(مليل) لقب له كان أسد الثورة وقائدها .. وقد قام بعدة جهود مضنية وزيارات وتحالفات لحماية مصالح قومه سيبان مع القبائل الحليفة والتي مسها الضرر .

والتفت البادية حوله وتوالت اجتماعات القبائل ووقعت معارك عدة في هذه الثورة من أشهرها على الإطلاق معركة المدحر.

معركة المدحر سنه 1961:

وهذه المعركة وقعت يوم الأربعاء 19/7/1961 م ففي يوم 14 من نفس الشهر استدعى نائب دوعن حسن باصره مقادمة الخامعه سالم مليل وسالمين بحمد باقديم ومبارك بارشيد وساروا إليه وفي مساء ذلك اليوم علموا بان هنالك قوات تزحف إلي غيل الحالكة وهي منطقة في وادي حويرة .

فقد تم التنسيق من جهة الحكومة بين مستشار السلطنة ومسئول السلاح الجوي وانطلقت القوات مدعومة من قوى الاستعمار وهاجموا الغيل من ثلاثة اتجاهات فلقد تحركت القوات في 17 من نفس الشهر من المكلا وعند وصولها إلي منطقة غفيت توقفت عن المسير لمدة يومين ريثما يتم وصول الجمال لنقل المؤن والمعدات في المناطق التي لا تستطيع السيارات والعربات عبورها .. وصلت القوات إلى منطقة يقال لها المدحر في وادي حويرة وهي أضيق منطقة في الوادي وكان المقدم مليل قد وصل إلى تلك المنطقة قبلهم ووزع الرجال وكانوا 46 رجلا فقط والجيش من 800 رجل بكامل عدته وسلاحه .

رتب المقدم مليل الرجال في أسفل الوادي فيما وضع في الأعلى دمى من ملابس البدو للتمويه وتمركز هو في المقدمة وحالما وصل الجيش انهالت عليه رصاص المقدم مليل معلنة بداية المعركة ولم يكاد أحد من الجنود يسلم من الرصاص كما يصف ذلك احد ضباط الجيش ، وكانت القبائل قد عرفوا مسلكا للانسحاب في حالة التراجع أو في عند حلول الظلام.

وفاته وقصة استشهاده :-

استمرت المعركة حتى منتصف الليل من الظهر وبعدها انسحب الرجال .. وعندما تجمعوا تفقدوا بعضهم إذا بأحدهم ناقص، انه المقدم مليل نفسه فرجع سعيد بن عمر بارشيد إلى موقع المعركة فوجد المقدم شهيدا في موقعه وقد جرحت يده في المعركة وربطها بالدسمال ((عمامة المقدم)) ويقال إن احد الجنود قد استجار بالمقدم مليل أثناء المعركة أن يعطيه الأمان وعندما أمنه وخرج له المقدم أطلق عليه النار ثلاث رصاصات ..

رجع بارشيد بالمقدم قتيل ووقع في نفوس القبائل من الكرب ما الله وحده عليما به وانحطت معنوياتهم إلى الحضيض كيف لا والمقدم مليل هو من كان يزرع الأمل فيهم ويسن حربتهم، وقد لوحقت قبيلة سيبان بمحاكمات عسكرية ظالمة وقاسية استمرت لأشهر طالت الثوار والمقادمة والرجال ولم تستثني احد.

المراجع :-
ملتقى سيبان
كتاب سيبان عبر التاريخ للخنبشي