إلى حضارمة مؤتمر القاهرة وإلى كل من يفاوض لحضرموت

[حد من الوادي]

من شروق الحضرمي إلى من تَحَمَّلَ وزر الأمة الحضرمية رسالة
إلى حضارمة مؤتمر القاهرة وإلى كل من يفاوض لحضرموت

11/20/2011 المكلا اليوم / كتب: عبدالله بن آل عبدالله


وأنا أتصفح ليلة أمس في الفيس بوك، لفت نظري اسم شروق الحضرمي ، ولم يكن شروق الحضرمية!! وهذا ما جعلني أتوقف للتمعن في المسمى،سبقت أصبعي عيني وضغطت على تلك الأيقونة فإذا بي أفاجأ بصورة لفتاة صغيرة في ربيع عمرها كما تبدؤ ابتسامتها البريئة الرائعة اثني عشر عاماً ، حرضني هذا الاسم أيضا لأتابع ما كتبتْ، فإذا بي أسبح مع تلك الحروف وكأنني أقرأ معلقة من عاشق متيم حتى الثمالة لمعشوقته ،سبحتُ في بحرها المليء بكل أنواع الدرر حتى كلمة "مماتي" التي ذيلت بها تلك العبارات العظيمة ،

سقطت دمعتي واقشعر كل جسدي وطاف بي خيالي في أنحاء حضرموت زرت دارنا في لجرات بدوعن صليت في المسجد الملاصق للبيت ركعتين حمدا وشكراً لرب العالمين ، دخلت فاضلتنا "غرفتنا" وكل غرف البيت وأجنحته وريومه جناح جناح غرفة غرفة محار محار حتى وصلت الثلاثين ،هذا عددها ما شاء الله ، دخلت المطابخ نزلت المعاقيب" مستودعات تحت الأرض" تفقدت حتى مشاور "إسطبلات" حميرنا وأبقارنا وأغنامنا وحتى صناديق الدجاج ،مررت بدوعن كلها ،صعدت من لجرات إلى "صاعد" وحتى رباط باعشن مرورا بالقويرة والرشيد والخريبه فمررت بقرن باحكيم وقرحة باحميش ثم حدرت إلى "حدرا" ثانية فكانت على يساري عورة والقرين ثم رحاب وهدون وخسوفر والحصن وغيل بلخير مروراً مرة أخرى بلجرات مسقط الرأس فقابلتني ظاهر وعرض باسويد ومطروح والجبيل ثم مدينة بضه على يساري تذكرت حبيب عبود خرد وحبيب حِمد العطاس رحمة الله عليهما ومحروس بافضل الله يسامحه ويسامح البقية من الأحياء والميتين ،ومن الذين في القاهرة ولا يزالون في غيهم ضالين ،وصلت قرن ماجد والجحي وصبيخ سألت عن أبوسعيد بكر باخطيب قالوا في القاهرة الله يعينه (يفرع بين جماعته)، وخيله والدوفه وحوفه وعرض باقار وعلى يساري بلاد الماء وصِيف وقيدون والمئات من القرى الرائعة لا مجال لذكرها فهي قاموس ولا أستطيع حفظ كل مفرداته ، إستقبلني إمرؤ القيس في دمون، وقال: دمون .. لا نحن يمانيون.. لا شماليون ولا نحن جنوبيون، نحن الحضارمة الأكرمون، دخلت أيضا عمد ذلك الوادي البهيج وإلى حريضه التي أصّرتْ وسلمتني رسالتها فقالت:

قل لحيدر،"شروق الحضرمي". * أَمَّنْتَكْ إِياها وذِي مني وصَاه
أحلامها في ذمتك وبذمتي * ذِي حضرموت الغالية ما هي حصاة
تُزْقٌل بها للضالعي والأبيني ! * والا لمولى ورس ! ما تشبع شواه
قل كِلْمَتَكْ . أُقسمْ على اِنكْ حضرمي * حفيد لَشْعَثْ ووائل والقُضاة

من حريضة إلى بحران فقابلتني شامخة عالية بنيانها تأبى السقوط والانكسار شبام زينة الديار دخلت تريم استقبلني الكريم أنس باحنان فقال ماهية الأخبار قلت انتظر إلى أخر النهار* إِما ولدنا من جديد أو بقينا صورة عالجدار ،

عرجتُ على الطويلة إستضليت بالباسقات وشربت من مائها الفرات ، ضيفتني القطن ومدودة وإلى شبوة وجردان وبئرعلي وحبان ،ومنها إلى حجر من صدارتها إلى ميفعتها وبروم ،ولبنة والحيسر ،مروراً بالسيطان وكل الريد ، ووادي العين ، عرجت على المسيلة فقالت ليتني لم أكون، أنقذوني إنهم في أحشائي يحفرون،لا يكلون ولا يملون ،وأنتم إليهم ناظرون، وخيراتكم يأخذون، أيها القوم... ألا تخجلون !، وإلى وثمود والعبر وأرض الأسود صيعر الجدود ومنها إلى حوف السحر والجمال والى الغيضة وقشن ثم الى سيحوت وانا أسيرعلى شواطيء بحرحضرموت ، قابلتني سعاد لابسة ثوب الحداد تنتظر رب العباد،وإلى الشرقية ديسنا الأبية وإلى باوزير الغيل التي أذاقت الغزاة الويل ، وإلى سقطرى وكل الأرخبيل شكرت فيها الشباب لرفضهم شجرة الزقوم طعام الأثيم وصاحبها الشيطان الرجيم .

ونادي المنادي من مكلانا الحبيبة*قال وينك ليش هذي المغيبة ،
قلت والدمع من عيني سكيبة...روحي وقلبي لها بافدي به ,

نعم يا شروق الحضرمي يا من زدتِ لهيبي لهيباً وشوقي شوقاً وجنوني جنوناً، أبَعدَ كلماتك هذه كلمات، أوَ بَعدَ حروفك حروف! حروفك التي نقشتِ بها الصخرَ والحجرْ وأشعلتِ بها حتى عيدان العِشَرْ، أفلا يفهما من له عقل بشر،

عقبت على لوحتها الرائعة وقلت لها (((بنتنا العزيزة شروق : ما أروعك من حضرمية " راح نسفركم البلاد " نعم لقد سفروكم البلاد لقد سفروا قلوبكم البلاد لتحبها وتعشقها، وصفة رائعة سأستخدمها مع أبنائي ، ليعشقوا بها حضرموت ، سأكتبها على الجدران ، سأعاتب بها البنات والصبيان، سأنقشها على خشب الصندل والسنديان ، سأرسلها لكل حضرمي في حضرموت وحضرمية، سأقول لهم حضرموت ليست يمانية، وسارسلها لكل من يقول هويتي جنوبيه ، لأ قول له هذه شروق بنتا الوفية، من مسافات بعديدة قالت حضرمية،)))

هذا كان تعقيبي عليها في نفس الصفحة على الفيس بوك .
استأذنتها لأنقل لوحتها وأزين بها جدراني ... أذنت لي مشكورة...
أترككم مع شروق الحضرمي وأعود إليكم ثانية.... عسى الله أن يجعلها ملهمةً لمن لا إلهام له.
هكذا كتبت شروق بدون رتوش اوإضافات..

((عشية الذكرى الثالثة لرحيلك عن عالمنا ..أكتب إليك وفيك عرفاناوامتنانا لما قدمته لناكأب يضرب بة المثل في الأصالة والأبوة..هذة السنة ياأبي غادرنا كنزي الحضرمي الثالث ..أباك وجدي ..بعد أن غادرني على حياتك كنزاي الحضرميان ,جدي وجدتي لأمي..لذلك أصبح تعلقي بكنزي الرابع خرافياً..جدتي التي أرى بهاوفيها ..حضرموت ماثلة أمامي ..جدتي التي لاتكل ولا أمل أنا من تكرار طلبي لها ,أن تعيد على مسمعي قصة الهجرة من حضرموت ..هذة الرحلة التي مضى عليها أكثر من سبعين عام!!!ولازالت حضرموت حاضرة بيننا .وكل جيل يسلم راية ثقافة وتقاليد وهوية حضرموت للجيل الذي بعده...كنوزي الحضرمية الأربعة..أجدادي الذين أرتبطت بهم منذ صغري لأسمع منهم (حكاوي ) البلادباللهجة الحضرمية التي أعشقها وأشعر بغصة أني لاأتحدثها..لكن أفهمها جيدا لارتباطي الوثيق بأجدادي ..

جملتك الشهيرة يا أبي ..أنت وأجدادي (راح نسفركم البلاد !!) كردة فعل على أي خطأ نرتكبة ونحن صغار ,حتى وإن كان عفويا ..أصلت لدينا عراقة وفخر الانتماء للأصل...
السعودية وطن نعيش فية ,لكن حضرموت وطن يعيش بداخلنا ..كبرنا وهو يرافقنا خطوات عمرنا..وكأننا نراة أمام أعيننا ...

ترف ورفاهية العيش بالسعودية لم تجعلنا ننسى أصولنا ..كنا نعيش بمجتمع حضرمي مصغر , ..

كان يوم الجمعة مميزا ..لأني سأمتع حواسي الخمس ,بمنظر ولذة العصيدة الحضرمية ,بعد أن تنتهي جدتي من صنعها ..كنا صغاراً..أنا وأخوتي نتصارع حين تأتينا الحلوى الحضرمية مع القادمين من البلاد ..كان مذاقها عندي ,يفوق لذة"الجالكسي والمارس وغيرهما "..وكنت لاأستطيع إطلاقا مقاومة رائحة الخمير التي تفوح عند أذان المغر ب يوم الخميس والأثنين ,من كل أسبوع ..فأتسلل إلى غرفة جدتي لأشاركها إفطارها بعد صيامها ..كانت الفرحة تغمرنا حين يكون على الفطور خبز "المعطف "الحضرمي وليس "الصامولي "....

لقد تربينا على احترام الآخرين وتقديرهم ,والتسامح وتقبل الآخر والاندماج معة ..مع المحافظة على الهوية والثقافة والنكهة الحضرمية المميزة ..حتى عادات الزواج وتقاليدة ,أصبحنا وأمسينا محافظين عليها ..فالغمرة ركن أساسي من تحضيرات الزواج ,لايمكن

لايمكن الاستغناء عنة إطلاقا ..لذلك كان إصراري أن أمضي في قطار الحياة مع رفيق درب أُبحر أنا وإياه بمهارة في عباب ثقافتنا الحضرمية ..لأني لن أكو ن ماهرة أبدا في الإبحار بثقافة أخرى ..مع احترامي لجميع الثقافات ..ورغم انفتاحي عليها ...

في كل إجتماعاتنا,وفي غيابنا وحضورنا ..كانت حضرموت حاضرة فينا ..بل لايمر يوم علينا خلال هذة العقود ,إلا وكان شجن الحنين إلى الأصل ( الجذور )..هو ديدننا ومصدر مواضيعنا..جدران المنزل تعتريها الكآبة لو مر يوم دون أن نذكر البلاد ...

ترعرعت وأنا أرى نفسي مختلفة عن بنات المجتمع الكبير ..المختلفات في الثقافة عني ومميزة عنهم بثقافتي ...لأني كنت أرى محافظتنا على ثقافتنا وسط ثقافة أخرى ..أذكر حين كنت أتاخر بالخروج من المدرسة ظهرا ..لاشعورياً أقول "ياويلي ..أهلي راح يسفروني" !!الدهشة والا ستغراب على محيا صديقاتي أين؟؟..أقول لهم مبتسمة ..إلى بلدي ألأصلي ...وأودعهن وأخرج من المدرسة ..

مرت عقود عديدة ..ولا يزال المضبي سيد الا عياد ..ولازال العسل الحضرمي زينة المنزل..
العائلة كلها سعيدة بي يا أبي لدخولي مجال النضال عن أرض الأجداد ..كم كنت أتمنى أستمع لتوجيهاتك وافتخارك ببنتك التي ربيتها وأجدادي على حب البلاد ..ومن جيل أبناء الأحفاد تخوض نضالا دفاعا عن أرض الأجداد ..

هذة المقالة أهديها عرفانا وامتنانا مني لآباء أجدادي ,أجدادي ..ثم أبي وأمي ..الذين بقوا محافظين على ثقافتنا وهو يتنا في بلاد المهجر ,وكأن آباء أجدادي لم يفارقوا حضرموت إلا بالأمس وليس منذ عقود طوال ...

حضرموت ...لم تشأ الأقدار أن أتر عرع أمام ناظريك..فلا تحرميني أن تضميني جسدا بعد مماتي ))

أيها الحفل الحضرمي الكريم في قاهرة المعز،لن أزيد ولن أطيل ، هذه ليست خاطرة ، بل رسالة عظيمة من شروق الحضرمي ومن كل بناتنا الحضرميات الماجدات الغاليات العزيزات المعتزات بحضرميتهن ،إنهن شرف الأمة وعزتها أوليس لكم مثلهن شرفٌ وعزةْ ، أتفضلون عليهن غيرهن ،فتستبدلون بهويتكم هوية وبقضيتكم قضية ، وبأرضكم قطعةَ أرضية..

دولة حضرموت وعاصمتها المكلا ، هذه أمانة في رقابكم إنها وزر عظيم إما تدخلوا به جنات عدْنٍ او تصالوا به الجحيم ..... وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم .....

وأعتذر لإخواننا في جنوب اليمن ، أهل أبين الأخيار والضالع الأبرار ولحج الخضيرة بكل مديرياتها، إن مسهم مني قرحْ ، ولكن حضرموت أغلى من أن نجامل بها الإخوة والأشقاء ،ولا مجال للمساومة ، إن كان قدرنا أن نعيش سويا في وطن واحد فتعالوا معنا إلى دولة حضرموت وعاصمتها المكلا بإقليمنا الشرقي وإقليمكم الغربي وإلا فدولتين جارتين خير من أن يطغى أحدنا على الآخر.

20/11/2011
[email protected]

[علي بن ماضي]

كل الافتخار للفكر النير والفكرة الجميله وللاخت شروق الحضرميه المتمسكه بحضرميتها واصالتها وياريت قومي يعلمون ؟
ان مطلب الصغار قبل الكبار هو الاصاله ودايما الطبع يغلب التطبع فطبعنا حضرمى ولن نكون غير هكذا ؟ وسنورثها للابناء
(عسل حضرمي اصلي )