01-21-2012, 05:17 PM
|
#1
|
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
أنِْ تغتال المروءة والأخلاق فينا !
أنِْ تغتال المروءة والأخلاق فينا ! |
إنّ تغتال المروءة والْأَخْلَاقِ فينا يكون من أعظم مصائبنا !
حينها نسأل أين مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَالشّيَمِ ؟
أنِْ تغتال المروءة والأخلاق فينا !
حينها نسأل أين ذهبت إغاثة الْمَلْهُوفِ وَالتّفْرِيجِ عَنْ الْمَكْرُوبِ ؟
أنِْ تغتال المروءة والأخلاق فينا !
حينها نسأل أين نصرة المظلوم، وإعانة الضعيف، و حب الأخ لأخيه ،وحق الجار لجاره؟
أنِْ تغتال المروءة والأخلاق فينا !
فَانْظُرْ إلَى فعل الْحَرَامِ الْيَوْمَ وَكَثْرَتِهِ وَكَثْرَةِ التَّسَامُحِ فِيهِ وَعَدَمِ التَّحَرُّزِ من الوقوع فيه !
أنِْ تغتال المروءة والأخلاق فينا !
يغيب عنّا الصَّفْحَ وَالْعَفْوَ عن المُخطِىءَ والمسيء ، ومقابلة إساءته بإحساننا ،و يذهب منّا َخَفْضِ الْجَنَاحِ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ وَالْعِزّةِ وَالْغِلْظَةِ عَلَى أَعْدَاءِ اللّهِ0
إنه من أقبح الأمور؛ أن لا يأخذ الناس على يد الظالم ،ولا ينكرون عليه ظلمه وتعديه وأن سكتوا عنه يصيرون إليه لا محالة (أي إلى الظلم ) 0
ومن أقبح الأمور أن يسكتوا عن الفاسد ، والغاش ،والمسيء،وأن يتركوا الحبل على الغارب حتى تغرق بنا السفينة .
أن تلك الوقائع والمشاهد التي نراها أو نسمع عنها في مجتمعاتنا التي نعيش فيها ،وقد تولى الأشرار والمفسدون ؛ غالب أمرها ، وأعانوا الظالم على ظلمه و الفاسد على فساده و الفاجر على فجوره 0
فقد صار الْمُنْتَهِبَ والغاصب الَّذِي يَأْخُذُ الْمَالَ أو السيارة أو أرض أخيه ، أو المصالح العامة التي تهم الجميع ،جَهْرَةً بِمَرْأَى مِنْ النَّاسِ بطلاً وشجاعاً ومقداماً ،وصديقاً قريباً للحاكم وأئمة الدين ، ياسبحان الله !!،وكان بإمكانهم أَنْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ ، وَيُخَلِّصُوا حَقَّ الْمَظْلُومِ ، أَوْ يَشْهَدُوا لَهُ عِنْدَ الْحَاكِمِ ويحاسبوه قبل الحساب الأكبر عند الله تعالى0
وَأَمَّا الْمُخْتَلِسُ الذي يَأْخُذُ الْمَالَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ مَالِكِهِ وَغَيْرِهِ ، فَلَا يَخْلُو من مدحهم له بالذكاء والدهاء بدلاً من قدحهم له بالخيانة وأكل المال الحرام ، والإنكار عليه ؛ثم أنك تراهم يشاركونه في هذا وغيره بطلب وده وتحسين موقفه في المجتمع كقولهم عنه هو شخصية اجتماعية أو من أعيان البلد وغيرها من الألقاب والمسميات التي لا يستحقها؟
وَالنَّاظِرُ إلَى من يسعى بشتى الحيل والمكر والخديعة أن يخلص الْقَاتِلِ الذي قتل أخيه الْمُسْلِمَ ظلماً وعدوانا، وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يمنعه وَيَنْهَاهُ من فعل هذا المنكر لهو أَعْظَمُ إثْمًا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى لإعانته على هذه الجريمة التي استحق فاعلها غضب الله ولعنته وناره وعذابه0
وأنظر أيضاً لذلك الخلق الذميم حين تمر فئام من الناس على رجل ملقى على قارعة الطريق قد دهسته سيارة ولا يكاد أحداً أن يتقدم أليه كي يسعفه إلى أقرب مستشفى ،وقد فرّ المتسبب بسيارته أمام أعين المارة ولم يلحق به أحد ،أو تجد تقاعساً من بعض رجال الأمن للحاق به والقبض عليه متلبساً0
وأعظم من هذا أن يتوسط من يظن أنهم مصلحون لتخليص المجرم الفار من العدالة بطلب العفو والصفح له من أهل الضحية وهم يعلمون أنه شارباً للمسكر والمخدر ،ومروجاً أو بائعاً له ،وعضواً فاسداً ومريض في جسد هذا المجتمع الذي نال الأعداء من أخلاقه ومروءته وكرامته مانالوه؛ومع هذا يفضلون مُوَالَاةُ هذا القاتل وَنُصْرَتُهُ 0
أَمَا وَاَللَّهِ إنَّ الظُّلْمَ شُؤْمٌ عقابه خراب الديار ومحق البركة والذرية إلى أين نسير ؟؟؟؟
فهذا وغيره من نتائج اغتيال المروءة و الأخلاق الفاضلة التي ضاع بسببها الْحِلْمِ وَالْوَقَارِ، وَالسّكِينَةِ وَالرّحْمَةِ والأمانة ،وَالصّبْرِ وَالْوَفَاءِ ،وَسُهُولَةِ الْجَانِبِ وَلِينِ الْعَرِيكَةِ ، وَالصّدْقِ وَسَلَامَةِ الصّدْرِ مِنْ الْغِلّ وَالْغِشّ وَالْحِقْدِ وَالْحَسَدِ وَالتّوَاضُعِ وَخَفْضِ الجَنَاحِ 0
هل من يقظة ضمير ،وعودة إلى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ الفاضلة ، وَالشّيَمِ والمروءة التي كنا نعرف بها؟
اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ،أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وأهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت0
لمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ ... أَرَحتُ نَفسِيَ مِن غَمّ العَداواتِ
إِنّي أُحيّي عَدَوِّي حينَ رُؤيَتِهِ ... لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحيّاتِ
وأَظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغِضُهُ ... كَأَنَّهُ قَد حُشيَ قَلبي مَسَرّاتِ
|
|
|
|
|
|