المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


كاتبَاتُ حَضرمَوت وَكسرُ النّسَق

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-2012, 02:18 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

كاتبَاتُ حَضرمَوت وَكسرُ النّسَق


كاتبَاتُ حَضرمَوت وَكسرُ النّسَق

2/7/2012 عبدالله أحمد قنيوي

( إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها ) المقولة السابقة ذكرها الميداني في مجمع الأمثال ونسبها إلى الشاعر الفرزدق عندما سمع الأخير بأن امرأة قالت شعراً . وهي تكشف لنا مقدار الممانعة التي كان يمارسها المجتمع العربي وثلة ٌمن أفراده ضدّ " تأنيث الأدب " . هذا المجتمع ارتضى للمرأة أن تعيش في الهامش بعيداً عن الأضواء باعتبارها " عارٌ " و " حـُـرْمة " لاينبغي لها أن تزاحم الفحول في مجالسهم .

ومع وصية الإسلام بحقوق النساء إلا أن الرجلَ ظلّ يمارس أنواع الإقصاء والأبعاد للمرأة ، مستعينا بالبستميولوجيا المعرفية للمجتمع ، مسخراً " ثقافة العيب " ، وكان يمانع في منحها تلك الحقوق باعتباره صاحب السلطة المطلقة " القوامة " إذن فهو الأعلم بالمصلحة .

واستمرّ الإناث منذ عهد " الخنساء " وحتى " نازك " و " مي " يبحثن عن موطىء قدم لهن في " خيمة النابغة " و " الصالونات الأدبية " في محاولات متعددة لمزاحمة الصوت الذكوري المتفرد الأوحد ، كما قال السيد الأول :

ودع كلّ صوت غيرَ صوتي فإنني ** أنا الصائح المحكي والآخر الصدى
على مستوى العالم العربي حديثاً حاولت ( الحركة النسوية ) كسر هذا النسق الثقافي الثقيل المتجذر في ذهنية المجتمع العربي ، فنجحت في أقاليم ، وأخفقت في أخرى ، لأن فكرة الفرزدق في ذبح الدجاجة لاتزال تلقى قبولاً واسعاً بين الفئة المثقفة في المجتمع .

وحضرموت باعتبارها ذات مسحة عربية وطابع قبلي ، لم تشهد خلال النصف الأخير من القرن الماضي بروز ظاهرة المشاركة الأدبية النسائية ، حتى مع محاولات النظرية الإشتراكية تفعيل مشروع المساواة ، والدفع بالمرأة للمشاركة في المسرح والحراك الثقافي ، إلا أن هذه النظرية اصطدمت بالأعراف الإجتماعية المترسبة في أذهان أبناء حضرموت من جهة ، وبالطابع الديني الذي فرض هيمنة بالغة على القلوب من جهة أخرى .

وبملاحظة الارتفاع المطرد في أعداد الفتيات المتعلمات خصوصا في مديريات ساحل حضرموت ، لانكاد نعثر على صوتٍ أنثوي ( شاعر ٍ أو ناثر ٍ ) زاحم بقوة الصوت الجهوري . وإذا كان هناك من تعليل لهذه الظاهرة فمرده إلى اتهام المجتمع بممارسة سلطة خفية ضد " كتابات الأنثى " مع مفارقة ساخرة في دعوة النساء للكتابة والإبداع الأدبي ، وربما نظم الشعر أحيانا .

سلطة منطلقها الخوف على " سمعة القبيلة " و " مستقبل البنت " التي سيرفض الاقتران بها طائفة من شباب المجتمع لأنها " مترجلة كتابياً " .

ومع هذا كله فقد تم ــ بقدر محدود ــ كسر ذلكم النسق الضدي المترسخ في ذهن المجتمع ، حين فتحت الشبكة العنكبوتية ذراعيها للشباب ، فتمكنت الكاتبات والشاعرات المبدعات من نشر كثير من إنتاجهن على صفحات المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي .

وقلتُ أن النسق كـُسِر بشكل محدود لأننا حين نطالع هذا الإنتاج نجده لايكاد يخلو من التخفي وراء الأسماء المستعارة ( بنت المكلا ، الحضرمية كول ، أم أحمد ) وهو مايوحي بوجود الرهاب حاضرا بقوةٍ رغبة في التخفي من جهة ، وبحثاً عن مساحة أوسع من حرية النقد من جهة أخرى .

ويضاف إلى سلسلة التغيرات السابقة في المشهد الثقافي في حَضرَموت احتضان إتحاد أدباء ساحل حضرموت ( مُلتقَى كاتبَات حَضرَموت ) فِي مارس 2010م والذي يَضم الكاتبَات الوَاعِدات اللاتِي تفاعَلنَ مع المُجتمَع ، وأضَفنَ لَوناً جَديْداً فِي مَسِيرةِ الإتحَاد الثقافيّة.

وهنا يبقى الرهان على الإنتاج الثقافي النسوي الذي من المنتظر أن يقدم نفسه للمجتمع في حضرموت ، مثبتاً قدرته على التفرد لا التكرار ، والأسبقيّة لا التبعيّة . ذلك فعلا مانأمله في مستقبل الأيام .

--------------------------------------------------------------------------------
ينظر : الميداني ، مجمع الأمثال 1/67 تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد ، دار القلم ،بيروت . د.ت
البيت للمتنبي ، ينظر ديوانه 2/15 ، شرح عبدالرحمن البرقوقي ، المكتبة التجارية الكبرى ، مصر . د.ت
النسوية تعني : ( نضال لإكساب المرأة المساواة في دنيا الثقافة الذي يسيطر عليه الرجل ) ، ينظر: رياض القرشي ، النسوية قراءة في الخلفية الثقافية لخطاب المرأة في الغرب ، دار حضرموت ، المكلا ، ط 1 2008م .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas