![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() كاتبَاتُ حَضرمَوت وَكسرُ النّسَق 2/7/2012 عبدالله أحمد قنيوي ( إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها ) المقولة السابقة ذكرها الميداني في مجمع الأمثال ونسبها إلى الشاعر الفرزدق عندما سمع الأخير بأن امرأة قالت شعراً . وهي تكشف لنا مقدار الممانعة التي كان يمارسها المجتمع العربي وثلة ٌمن أفراده ضدّ " تأنيث الأدب " . هذا المجتمع ارتضى للمرأة أن تعيش في الهامش بعيداً عن الأضواء باعتبارها " عارٌ " و " حـُـرْمة " لاينبغي لها أن تزاحم الفحول في مجالسهم . ومع وصية الإسلام بحقوق النساء إلا أن الرجلَ ظلّ يمارس أنواع الإقصاء والأبعاد للمرأة ، مستعينا بالبستميولوجيا المعرفية للمجتمع ، مسخراً " ثقافة العيب " ، وكان يمانع في منحها تلك الحقوق باعتباره صاحب السلطة المطلقة " القوامة " إذن فهو الأعلم بالمصلحة . واستمرّ الإناث منذ عهد " الخنساء " وحتى " نازك " و " مي " يبحثن عن موطىء قدم لهن في " خيمة النابغة " و " الصالونات الأدبية " في محاولات متعددة لمزاحمة الصوت الذكوري المتفرد الأوحد ، كما قال السيد الأول : ودع كلّ صوت غيرَ صوتي فإنني ** أنا الصائح المحكي والآخر الصدى على مستوى العالم العربي حديثاً حاولت ( الحركة النسوية ) كسر هذا النسق الثقافي الثقيل المتجذر في ذهنية المجتمع العربي ، فنجحت في أقاليم ، وأخفقت في أخرى ، لأن فكرة الفرزدق في ذبح الدجاجة لاتزال تلقى قبولاً واسعاً بين الفئة المثقفة في المجتمع . وحضرموت باعتبارها ذات مسحة عربية وطابع قبلي ، لم تشهد خلال النصف الأخير من القرن الماضي بروز ظاهرة المشاركة الأدبية النسائية ، حتى مع محاولات النظرية الإشتراكية تفعيل مشروع المساواة ، والدفع بالمرأة للمشاركة في المسرح والحراك الثقافي ، إلا أن هذه النظرية اصطدمت بالأعراف الإجتماعية المترسبة في أذهان أبناء حضرموت من جهة ، وبالطابع الديني الذي فرض هيمنة بالغة على القلوب من جهة أخرى . وبملاحظة الارتفاع المطرد في أعداد الفتيات المتعلمات خصوصا في مديريات ساحل حضرموت ، لانكاد نعثر على صوتٍ أنثوي ( شاعر ٍ أو ناثر ٍ ) زاحم بقوة الصوت الجهوري . وإذا كان هناك من تعليل لهذه الظاهرة فمرده إلى اتهام المجتمع بممارسة سلطة خفية ضد " كتابات الأنثى " مع مفارقة ساخرة في دعوة النساء للكتابة والإبداع الأدبي ، وربما نظم الشعر أحيانا . سلطة منطلقها الخوف على " سمعة القبيلة " و " مستقبل البنت " التي سيرفض الاقتران بها طائفة من شباب المجتمع لأنها " مترجلة كتابياً " . ومع هذا كله فقد تم ــ بقدر محدود ــ كسر ذلكم النسق الضدي المترسخ في ذهن المجتمع ، حين فتحت الشبكة العنكبوتية ذراعيها للشباب ، فتمكنت الكاتبات والشاعرات المبدعات من نشر كثير من إنتاجهن على صفحات المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي . وقلتُ أن النسق كـُسِر بشكل محدود لأننا حين نطالع هذا الإنتاج نجده لايكاد يخلو من التخفي وراء الأسماء المستعارة ( بنت المكلا ، الحضرمية كول ، أم أحمد ) وهو مايوحي بوجود الرهاب حاضرا بقوةٍ رغبة في التخفي من جهة ، وبحثاً عن مساحة أوسع من حرية النقد من جهة أخرى . ويضاف إلى سلسلة التغيرات السابقة في المشهد الثقافي في حَضرَموت احتضان إتحاد أدباء ساحل حضرموت ( مُلتقَى كاتبَات حَضرَموت ) فِي مارس 2010م والذي يَضم الكاتبَات الوَاعِدات اللاتِي تفاعَلنَ مع المُجتمَع ، وأضَفنَ لَوناً جَديْداً فِي مَسِيرةِ الإتحَاد الثقافيّة. وهنا يبقى الرهان على الإنتاج الثقافي النسوي الذي من المنتظر أن يقدم نفسه للمجتمع في حضرموت ، مثبتاً قدرته على التفرد لا التكرار ، والأسبقيّة لا التبعيّة . ذلك فعلا مانأمله في مستقبل الأيام . -------------------------------------------------------------------------------- ينظر : الميداني ، مجمع الأمثال 1/67 تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد ، دار القلم ،بيروت . د.ت البيت للمتنبي ، ينظر ديوانه 2/15 ، شرح عبدالرحمن البرقوقي ، المكتبة التجارية الكبرى ، مصر . د.ت النسوية تعني : ( نضال لإكساب المرأة المساواة في دنيا الثقافة الذي يسيطر عليه الرجل ) ، ينظر: رياض القرشي ، النسوية قراءة في الخلفية الثقافية لخطاب المرأة في الغرب ، دار حضرموت ، المكلا ، ط 1 2008م . |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|