![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() بو قمر….الله الله في الأمانة هنا حضرموت / د. عبدالله سعيد الجعيدي الثلاثاء 3 أبريل 2012 إذا وصفنا بعض مدن حضرموت ومناطقها بكلمات انطباعية يمكن وصف (تريم) بالمحافظة، و (القطن) بالممانعة، و(حريضة) بالساكنة، و(دوعن) بالغامضة، و(غيل باوزير) باليَقِظَة و(المكلا) بالمتجددة، ومدينة (الشحر) بالذكية. ولا ريب أن مكانة المدن في قلوب أهلها أكبر من أن تستوعبها كلمات عابرة في سطور سريعة. ومن اللائق ترك كل عاشق ومدينته يقول فيها ما يشاء . قدَمت الشحرُ لحضرموتَ رموزا في الشعر والأدب والسياسة والإدارة والتاريخ. ويكفي الشحر فخرا من الشعراء حسين أبوبكر المحضار، ومن الكتاب والمؤرخين محمد عبد القادر بامطرف وعبد الرحمن الملاحي وعبد الله صالح حداد، ومن أهل الفن سعيد عبد النعيم ومن أهل السياسة وزير السلطنة القعيطية السيد أحمد محمد العطاس، والوزير الدكتور عبد الخير النوبان، والوزير فرج بن غانم، والشيخ القاضي محفوظ المصلي، ومن أهل الرياضة نكتفي باللاعب أيوب. بيد أن الشحر الذكية زاخرة برموز كثيرة لا يعلمهم إلا الساكنون فيها والمتيمون بها، أسهمت هذه الرموزُ ببصماتها الطيبة في رسم ملامح مدينة الشحر الظريفة، من هذه الرموز الأصيلة صاحبنا ( بو قمر)-رحمه الله- الذي لم يكن لي شرف مشاهدته لكنني سمعت نتفا من قصته من أصدقاء وزملاء شاهدوه عين اليقين. (بوقمر) رجل شحري صاحب مطعم يقع في وسط المدينة، ارتبطت به بعض الغرائب منها توقيته بيع وجبة العشاء المكونة من الأرز والسمك بعد منتصف الليل وهو توقيت لا يتناسب مع طبيعة المدينة الهادئة التي يأوي أكثر أهلها إلى النوم قبل الساعة العاشرة مساء ، التساؤل المشروع (بو قمر) يبيع لمن ؟؟؟ والأغرب أن (بو قمر) بعد أن يفرغ من إعداد الطعام ينام نوما عميقا داخل مطعمه تاركا الزبائن لأمانتهم في دفع ثمن ما يلتهمونه!! لحظة…. يا(بو قمر) من أنت؟ ومن هم زبائنك ؟ ولماذا وجبة آخر الليل؟ ولماذا تترك مالك لمن هب ودب؟ وهل تستفيد فعلا ؟ هل تعمدت فتح مطعمك لعابري السبيل ؟ لماذا افترضت في الجميع الأمانة؟ بعض الإجابة نجدها عند أهل الشحر نيابة عن (بو قمر) بما تيسر لهم من معلومات، قالوا : زبائن المطعم هم أهل الشحر المعتادين السمرَ الحلالَ في جماعات قبل أن يغزو التلفزيون البيوت، ومن هؤلاء الزبائن بعضُ أصحاب اللهو المغمس بالشراب الحرام، كما أن هناك عابرو السبيل. مطعم (بو قمر) بذلك التوقيت يجعل الشحر والرز والسمك ثلاثية تجدها في معظم ساعات اليوم، وإذا افترضنا الأمانة في جماعات السمر البريء وقيامهم بدفع قيمة ما يأكلونه! ماذا إذن عن عابري السبيل؟ وماذا أيضا عن الزبائن السكارى ؟ ما الذي يدفعهم إلى دفع قيمة ما يلتهمون؟ فلا رقيب بينهم إلا ضمائرهم. ولاسيما أن شخير عمنا (بو قمر) يعلن مطلق الأمان في المكان. وإذا افترضنا أن بعض الزبائن لا يدفعون الحساب وأن (بو قمر) ربما حسب حسابهم فالأدهى أن المتروك في ذمة رواد المطعم ليست وجبة العشاء حسب ولكن ما يدفعه الزبائن الأمناء من نقود. فلماذا يترك الناس نقود (بو قمر) وشأنها ؟ لقد عاش (بوقمر) مرتاح البال ونام نوم القانعين قرير العين، ثم مات راضي النفس. بيد أنه كما ترك ماله لأمانة عابري السبيل، وأصحاب الليل، تركنا نلهث وراء تساؤلاتنا، واكتفى بإشارات يسيرة تحض على الأمانة في زمن سادت فيه الأمانة وتغنت الشحر وأهلها بالأمانة ورددت كلمات شاعرها المحضار : شاءت الأقدار يا زين الطباع في فؤادي تطبعك فأذكر الماضي وحسك من ضياع قلب ما قد ضيعك قد حفظ عهدك وصانه الله الله في الأمانة يوم أمنتك بقلبي الله الله في الأمانة… |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|