إهتمام عالمي بالثورة المصرية‏..‏واشنطن مستعدة للتعاون مع أي حكومة ديمقراطية رغم التلويح بورقة المساعدات

[يماني وشامخ كياني]

إهتمام عالمي بالثورة المصرية‏..‏واشنطن مستعدة للتعاون مع أي حكومة ديمقراطية رغم التلويح بورقة المساعدات
عواصم العالم ـ وكالات الأنباء ـ موسكو من سامي عمارة‏:
الاهرام المصرية






تباينت ردود الفعل العالمية أمس بشأن الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي‏,‏ حيث أيدت واشنطن أي نظام ديمقراطي
في مصر وحرصت علي عدم السير قدما في موقف معارض للتغيير في مصر بعد أن لوحت بورقة المساعدات أمس الأول‏.
فيما أعلنت روسيا دعمها للتغيير. وأوروبيا تبنت بريطانيا موقفا يشدد علي التعامل مع أي سلطة في مصر مقابل وصف ألمانيا لما حدث بأنه انتكاسة للديمقراطية. فيما اجمعت جميع الأطراف الدولية علي ضروورة وضع خريطة طريق سريعة للتحول الديمقراطي وإجراء انتخابات ونقل السلطة للمدنيين.
أمريكيا, خرج السفير الأمريكي في تل أبيب دان شابيرو ليعلن تأييد واشنطن أي نظام ديمقراطي في مصر, مشيرا إلي أن تمسك الولايات المتحدة بالديمقراطية هو الذي دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي الدعوة لانتقال السلطة سريعا للحكم المدني. وقال شابيرو إن الشرق الأوسط يشهد فترة تاريخية ويستحيل التوقع ماذا ستتمخض عنه التغييرات.
في المقابل, اعلنت موسكو تأييدها الصريح للتحولات في مصر, حيث أكد رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس
الشيوخ الروسي ميخائيل مارجيلوف أن ما حدث في مصر كان تصحيحا لمسار الربيع العربي وليس نهاية له وسيترك أثره علي الوضع في الدول المجاورة.
وفي بكين, أعلنت الصين تأييدها خيار الشعب المصري, ودعت إلي الحوار بين الأطراف السياسية.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينج أن بكين تأمل في أن يتفادي جميع الأطراف اللجوء إلي العنف وحل الخلافات من خلال الحوار.
ومن جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء التغيرات في مصر مع اعترافه بشرعية
مطالب المتظاهرين. وقال المتحدث باسم بان كي مون إن تدخل الجيش في الشئون السياسية أمرا مقلقا ومن الأفضل تعزيز الحكم المدني سريعا وفقا لمباديء الديمقراطية.
وفي أنقرة, وصف وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الإطاحة بمرسي بأنها غير مقبولة, ووصف تدخل الجيش بأنه انقلاب عسكري. وأضاف لا يمكن الإطاحة بأحد من منصبه الا من خلال الانتخابات وهي إرادة الشعب. بينما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن بلاده ستتعامل مع أي شخص موجود في السلطة في مصر. ولكنه أكد أن لندن لا تدعم التدخل العسكري لحل الأزمة السياسية في مصر.
وقال هيج: لقد حدث هذا بالفعل وعلينا أن نعترف الأن بالوضع الحالي في مصر. وأوضح أننا في بريطانيا نعترف بالدول وليس بالحكومات ولهذا فنحن نعترف بالدولة المصرية وعلينا أن نتعامل مع من هو موجود في السلطة, وعلينا أن نفعل هذا من أجل أمن البريطانيين ممن يزورون مصر والعديد من الشركات والاستثمارات العاملة هناك. وأضاف ما يحدث في دول الربيع العربي قد يستمر لجيل كامل وهناك بعض الاضطرابات وسيكون هناك المزيد من وقت لأخر.
ومن جانبها, أكدت فرنسا أنها تأمل في أن يتم اعداد مواعيد نهائية للانتخابات في مصر في إطار السلم الأهلي والتعددية والحريات الفردية بحيث يتمكن الشعب المصري من اختيار قادته ومستقبله بحرية.
وفي موقف مغاير تماما للموقف البريطاني, وصف وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله ما حدث في مصر بأنه يشكل انتكاسة خطيرة للديمقراطية.
وقال إنها واقعة جسيمة أن تعطل القوات المسلحة المصرية النظام الدستوري وتعزل الرئيس مثل هذا التعطيل للنظام الديمقراطي ليس حلا مستداما للمشكلات الكبيرة التي تواجه مصر.
وفي نهج ثالث, صرح وزير الخارجية النرويجي إسبن بارت بأن بلاده تأسف لعدم توصل المسيرة السياسية إلي حل من شأنه توحيد الصفوف في مصر مما أضطر في نهاية المطاف الجيش للتدخل وعزل مرسي. وأوضح إسبن بارت أن النرويج شجعت مرسي والمعارضة علي التوصل لحلول للتحديات التي تواجهها مصر من خلال عملية سياسية موسعة وغير اقصائية ولكنهما فشلا في تحقيق الأمر. وقال وزير الخارجية النرويجي إن بلاده ستقدم مساندتها الكاملة لتطور المسيرة الديمقراطية في مصر, منوها بضرورة أن يتم تشكيل حكومة مدنية في أسرع وقت ممكن والاستعداد من أجل التمهيد لبدء تنظيم انتخابات ديمقراطية بمشاركة جميع الأطراف.