![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() اشتقنا لك ياعـدن بقلم/ د. الهام باشراحيل: في عدن حياتنا بسيطة للغاية قد لايفهم القطيع القادم من كهوف الشمال كيف عاش "العدني" حياته لقرون طويلة وتغلب على أشياء كثيرة للغاية وخرج شامخا منتصرا رغم حجم الالم.. في عدن كانت حياتنا بسيطة تطلعاتنا ضئيلة احلامنا صغيرة عالمنا صغير لكنهم استصغروا علينا كل شيء مرة أخرى. اشتقنا في عدن ان نمارس الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لايعرف عمقها سوانا. نريد ان نخرج مرة أخرى إلى ارصفة الشوارع ننتظر حافلة الكوستر أو الهايس ونشير إليها بيدنا يصيح وتتوقف ويطل منها "الكراني" يصيح بصوت مبتهج شيخ العريش نهز له رؤسنا لا "الشيخ الجسر. معلا يابنات .. عدن ياحجة؟.. نريد ان نطل مرة أخرى صباحا ونرى الآلاف من أبناءنا وهم يتوجهون إلى كليات الجامعة اشتقنا لموالد العيدروس في القطيع وشعب العيدروس وابتهالات كل خميس من مسجد "أبان" ومسجد العيدروس بالشيخ عثمان. اشتقنا لعزومة سمك تجمع الاهل والاصدقاء على بحر "صيرة" وقهقات أناس بسيطة تبحث طوال أشهر عن عزومة "مجانية" على شاطئ صيرة وأسفل قلعتها الصغيرة. أشتاقت المعلا لاهلها وافتقدت الابواب لطرقات أطفال المعلا.. _ نعاااام قالت أمي بتلاقي معكم بصل ولو في قليل طماط . - نعاااام قالت أمي معكم مي بارد.. اشتاق السوق الطويل لرواده .. هناك حيث يفترش العدنيون الهنود ليحكوا قصة التاريخ في عدن ويلتم حولهم الاطفال والشباب وتسترق النسوة السمع من خلف الابواب. أشتاق نفق القلوعة لزفات الاعراس وعلى امحنى وعلى امحنى وصرخات الفرح وانزال العريس ارضا.. اشتاقت خور مكسر وساحلها العريق لاهلها هناك حيث تنسج قصص الحب البريئة كل مساء ويتجمع الاهل أمام ساحل أبين وبحره العتيق ليشكوا إليه من كل شيء .. أشتاق بحر صيرة لصياديه وهم يغادرون برها عند الفجر يرددون نشيد "البحر والصياد" ويعودون بعد أيام يستقبلهم العشرات ليفرشوا كل شيء على رصيف حراج صيرة.. -بكم المشك الباغة؟ -500 ريال ياخي نشتيه للبيت طيب خذه ب 400 والله ما انقص ريال اشتقنا لنزاعات الجيران في الحارات العتيقة حينما يخرج العدني بالجرم النص ليفرع بين جيرانه .عيب يا أبو علي امسحها بوجهي إحنا أهل وينتهي الأمر. أشتقنا ان نرى مجند الشرطة أبن الحافة وهو يعود بعد رحلة تجنيد قصيرة فاردا عضلاته يحكي مساءا لعيال الحافة قصته مع التجنيد وسلاحه الكلاشنكوف. أشتقنا لوطن النظام والقانون.. العدني الذي يريد أن يبني أمام بيته جدار لكنه يخشى عامل البلدية الذي لايحمل السلاح. أشتاقت المراة العدنية ليوم "المشاهرة" وهي تعود محملة بالخضار والفواكه وتذهب عصرا إلى أم خالد تسدد لها الهكبة ..وتعود وهي تشعر بسرور بالغ. أشتقنا لساحة العروض وهي تحكي عن مجد دولة أضاعها أهلنا وكسبنا الما يقطع كل مافينا اليوم. أشتقنا لرؤية "مراهقي عدن " في عدن مول وهم يقطعون السوق ذهابا وإيابا يبايعون على كل شيء ويسألون عن كل شيء وهم في الحقيقة لايملكون قيمة مشروب بارد واحد لكنهم يملكون إبتسامة عدنية وصفاء روح لاتساويه أموال الدنيا كلها. أشتقنا لكل شيء في عدن.. نريد ان نعيش هذه التفاصيل مرة أخرى ستظل عدن جوهرة المكان والزمان ستظل عالقة في الاذهان ستظل شامخة شموخ الجبال لك كل الحب لك كل الحنان يابلد الود والحب والوفاء يابلد كل من يلجىء اليه أي إنسان رغم صغرك وبساطة أهلك الا انك كبيرة أكبر من أن يتصوره عقل إنسان |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|