![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الحوار السياسي
![]() ![]()
|
![]()
البلد بين استمرار عقليه التفرّد وقبول التنوع
عبدالله أحمد الحوتري الأربعاء 08 فبراير 2012 09:27 مساءً صفحة عبدالله أحمد الحوتري عبدالله أحمد الحوتري rss -------------------------------------------------------------------------------- اقرأ للكاتب من المسؤل عن أحداث المعلا؟ الوضع الجديد في الجنوب يستدعي الاتفاق على خيارات جديدة أجتهد الماوري فأخطأ هل يحل المجلس الأهلي الصراع في أبين؟ التصالح والتسامح الجنوبي يمر عبر التوصيف القانوني للقضية الجنوبية كل ما لحق بالبلاد من صراعات سببّت أحقاد وضغائن لا حدود لها وفقدنا خلال صراعات التفرد خيرة الرجال وذهبت خيرات البلاد في غير محلها كل ذلك بسبب عقلية التفرد والإقصاء، لقد ظل المنتصر في مختلف دورات العنف يكيل التهم للمهزوم الذي كان في نظر المنتصر لابد من مواجهته والقضاء علية خدمة للوطن وللثورة !! دائما نجد مثل هذه المرادفات في بيانات المنتصرين على رفاقهم في دورات العنف جنوباً وشمالاً وأخيراً في بيانات الانقلاب على الوحدة في حرب 94م ، اليوم نحن أمام مفترق طرق أما انتصار عقلية وزعامة الإقصاء والتفرد أو أفول هذه الثقافة وروادها وبدأ عصر جديد يقوم على قبول التنوع والاعتراف والتعامل مع الرأي الآخر .. وأول خطوه مطلوبة هي تغيير الخطاب الإعلامي لأحزاب السلطة التي دأبت على تمجيد من لا مجد له والحط من قدر خيار الأمة – لا لشي إلا لجني منفعة خاصة مقابل قبول المنتفع بإذلال نفسه أولاً وإطلاق قلمه لينفث الخطيئة ويشوٌه الحقائق ويمهّد طريق العبودية للفرد أو الحزب عن طريق تصوير من يصل للسلطة تصويراً متميزاً متفرداً عن صفات بقية أفراد الأمة وكأنه خلقه الله ليحكم الآخرين ومن بعده أسرته أو حزبه – أن الإعلام هو المسئول الأول عن كوارث البلاد... إذا أردنا استقرارا علينا خصخصة الإعلام وتجريد السلطة من السيطرة على سلاح الإعلام وتوجيهه ، ما نطالب به هو جعل وظيفة الإعلام في هذا البلد كما هو حال وظيفة الإعلام في الدول الديمقراطية في العالم. نحن في بداية عصر لم تتضح ملامحه لكننا من خلال وسائل الإعلام أصبحنا غير متفائلين بما يجري الترتيب له ، أصبحنا نلاحظ وسائل إعلام حزبية تسير في الخط الذي سار عليه نظام الرئيس صالح ، إن لم يكن أسوأ.. ولنا زملاء طيبون في تلك الأحزاب نحترمهم كثيراً ، ونتمنى أن لا يكون هؤلاء ممن تربطهم صله بكل ما ينتسب لهذا الخطاب الإعلامي المنفرَ والمكفرَّ.. علينا أن نعلم أننا أفراد وأحزاب نخطأ كما يخطأ غيرنا .. وأن قلب الحقائق أصبح أمر غير وارد بسبب كثرت الوسائل الإعلامية وتعدد توجهاتها وبذلك أختلف الأمر عما كان في فترة سابقه عندما كان يجري قلب الحقائق فالجاني يرجع مجني عليه والمعتدي معتدى عليه والصادق كاذب والعكس ( وقضية الأيام وأحمد عمر المرقشي خير دليل على ذلك )... بعض وسائل الإعلام جافت الحقيقة في كثير من التغطيات وهي بذلك تعمل على إفقاد أحزابها مصداقيتها من خلال ما تبثّه . تحت مبرر تجنيب البلاد الحرب الأهلية جرى بتعاون الآخرين تحويل الثورة إلى أزمة سياسيه .. وهنا تحول المشترك إلى شريك في السلطة وبوصوله للشراكة في السلطة تغير خطابه الإعلامي تجاه المعارضة ولا يستبعد أن نسمع فتاوى بتكفير المعارضة (سواء شباب الساحات في صنعاء وتعز وغيرها أو الحراك السلمي الجنوبي أو الحركة الحوثيه أو الأحزاب السياسية خارج المشترك )...عقلاء أحزاب السلطة يعلمون ويلاحظون هذا التوجّه الإعلامي الخاطئ ولهم تصريحات إعلامية تدل على قبولهم للتنوع والاعتراف بالآخر . لكن بعض وسائل الإعلام كأن مهمّتها ليس نقل الحقائق بل تغييرها بحيث يجري تصوير من يخالف توجهات أحزابها وكأنه عدو يعمل ضد البلد ومستقبله ؟ اقرءوا ما تقوله وسائل الأعلام عن الحوثيين وشباب الساحات ( على استحياء ) ومناصري القضية الجنوبية ، ولو اقتصرنا على ما تثبه تجاه مناصري القضية الجنوبية نراها تستفز كل من يرى أن الجنوبيين لهم الحق في تقرير مصيرهم بما يرتضوه ولو بفك الارتباط ، لقد أدت وسائل الإعلام هذه إلى خلق اصطفاف لكل من ينتمي للسلطة ضد كل من يعارضها ، وهو ما يدفع الجنوبيين إلى خلق اصطفاف جنوبي شامل بما فيه الجنوبيين في أحزاب السلطة ومفاصلها ( فالضفر لا يخرج من لحمه ) ، ومما تتحفنا به هذه الوسائل الإعلامية اليوم الإصرار على إعطاء الإيحاء بأن كل الشعب قابل بالانتخابات الرئاسية في 21 فبراير الحالي ، وهو أمر يجافي الحقيقة ... ألا تعلمون أن الأطراف التي لم تشترك معكم لا في توقيع المبادرة ولا في الحقائب الوزارية لها رأي يخالف رأيكم ؟؟؟ وان هذه القوى ليست أتباع لكم (شركاء السلطة) ويحق لها الجهر بمعارضتكم وعليكم قبول صوت المعارضة وفعلها السلمي لما تراه يجسّد موقفها ... ألا تستحق هذه القوى المعارضة لكم سلمياً الاعتراف بها والتعامل معها كما اعترفتم بالقاعدة وتطالبونها بالحوار والمشاركة في القرارات السياسية في البلاد بالطرق السلمية بدلاً من فرضها بقوة السلاح ؟؟؟ أي دولة هذه التي تسعون لها ؟؟؟ توجّهون إعلامكم للنيل من المعارضة السلمية التي أوصلتكم للسلطة ، وتستجدون عناصر القاعدة بوضع سلاحهم والاشتراك معكم في السلطة ؟؟؟ انها مفارقة عجيبة ، ألا تعلمون إن ما تسمونهم بالقاعدة لهم من يمثلهم بينكم في السلطة !!. ما يصدر عن الكثيرين من شركاء السلطة وإعلامهم يشير إلى أن المراحل طويلة للوصول إلى ما يصبوا له شعبنا الصابر كالتداول السلمي للسلطة وقبول التنوع والرأي المعارض واحترام إرادة الشعب الجنوبي في تقرير مصيره بين خياري الفيدرالية الثنائية وفك الارتباط وهو حق لا تستطيع أي قوة منعه أو الاعتراض عليه ، لكن عقلية الحكم في صنعاء لا تعترف بحق الآخرين إلا عندما يفرض عليها بالقوة كما حدث مع الحوثيين وكما سيحدث مع من تسميهم السلطة بالقاعدة ، وأنتم بذلك كمن يدفع بالجنوبيين وشباب تعز وبقية مناطق الوطن إلى التخلي عن نضالهم السلمي واللجوء إلى العنف .. طالما ظلت عقلية الإقصاء والتفرد والتكفير هي الحاكمة فلا أمل لنا في بناء المستقبل الذي يطمح الشباب بثورتهم الوصول إليه ، ضعوا حد لوسائل إعلامكم لتقول على الآخرين ما تقبلون قوله على أنفسكم وتجنّبوا إدارة البلد بالأزمات ، وأوقفوا الحروب المذهبية ، وكفوا عن الاستفزازات وإنكار الحقوق لأبناء المناطق المهمّشة وأعيدوا الاعتبار لأسر الضحايا في صراعات الماضي شمالاً وجنوباً ، وأعيدوا الأملاك المؤممة في الجنوب ما قبل الوحدة وما بعد حرب 94م ، واعترفوا بأن الجنوب دولة وشعب وأرض دخل شريكاً في وحدة جرى الغدر بها ، وإن من حقه تقرير مصيره بما يرتضيه ولو بفك الارتباط بقلم / الشيخ عبدالله احمد الحوتري |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|