![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() أزمة الهوية اليمنية بدر محمد باسلمة الأحد 2013/04/28 الساعة 05:38:01 1. أزمة اندماج المجتمع اليمني 2. الهوية 1) مفهوم الهوية 2) مكونات الهوية 3) الهوية واثرها على الحرية والاستقرار 3. مظاهر أزمة الهوية اليمنية 1) غياب مفهوم المواطنة 2) بروز طبقة مراكز القوى وانتهاك حقوق المواطنة 3) طمس الهويات 4. نتائج ازمه الهوية اليمنية 5. جذور أزمة الهوية اليمنية 1) نشأة الهوية اليمنية 2) احتواء الهوية الجديدة 6. مظاهر فشل الهوية اليمنية 1. أزمة اندماج المجتمع اليمني إن الحراك الشعبي (الحراك الجنوبي السلمي والثورة الشبابية) الحاصل اليوم في الجمهورية اليمنية، دليلاً مؤكداً على فشل الدولة في بناء هوية نهائية لها ولمواطنيها، تمكّنها من تحقيق الاندماج السياسي والثقافي والاجتماعي ومكوناتها المختلفة. إذ يمكن تصنيف الأسباب الكامنة وراء هذا الفشل الى مجموعتين كبيرتين تتصل المجموعة الأولى ببنية المجتمع اليمني الذي (يتكون حقيقة من عدد من الجماعات المتمايزة والمختلفة الانتماء، ولاسيما جماعات القبيلة والطائفة والجهوية. وقد استطاعت هذه الجماعات المتمايزة بشكل أو بآخر أن تحافظ على هويتها الخاصة متحاشية الانصهار في بوتقة واحدة داخل المجتمع،..) وهو تعبير واضح عن فشل الدولة في تقديم نفسها هوية بديلة للجنوب و للانتماءات القبلية والطائفية والمذهبية والجهوية في الشمال، والتي يمثل استمرار فاعليتها السياسية والثقافية علامة قاطعة على فشل الدولة في تحقيق نقلة مجتمعية من مستوى المجتمع التقليدي. أما المجموعة الثانية من الأسباب فتنسب هذا الفشل إلى ممارسات السلطة داخل الدولة، وهي ممارسات توصف أنها لا ديمقراطية، عنيفة واستبدادية، وفاسدة مما زهّد موطنيها في الانتماء إليها كهوية جامعة لهم وضامنة لمصالحهم. وكرس بالنتيجة الانتماءات القبلية والطائفية والجهوية لديهم وأحياها, والتي يمكن تفسيرها على أن استمرار هذه النزعات هو نتيجة حتمية لفشل الدولة في بناء هوية تمكّنها من صهر قبائلها وطوائفها في بوتقتها السياسية والثقافية، مقابل تأسيس هذه الدولة على هوية جزئية قبلية وطائفية يرفضها المواطنون. يشعر المواطنون في الجمهورية اليمينة اليوم أنهم يواجهون تحديات كبرى تمس مباشرة هويتهم ووجودهم, فشلت الهوية ( اليمنية ) في مواجهتها، حيث تعيش البلد كلها حالة من الاحتقان السياسي الخطير - الطائفي (الشيعي , السني , الزيدي , شافعي , الاسماعيلية) ، والفئوي (حضري – ريفي) ، والمناطقي (صعدة – تهامة – مأرب غيرها) والجهوي (شمالي – جنوبي) - الذي يعرض المنطقة كلها لعدم الاستقرار.. لقد وصلنا اليوم إلى حالة من الاحتقان غير مسبوقة ، وحالة من الاحتقان الفئوي والمناطقي، لا لشيء إلا بسبب الاستغلال السيئ لمفهوم الوحدة اليمنية و بسبب الفشل السياسي عن التعبير عن الهوية الجامعة للجنوب والشمال، واحترام الاستحقاقات السياسية الذي تفرضه هذه الهوية، فلا يمكن تهميش فئة أو طائفة سياسيا أو اقتصاديا، في الوقت الذي تقتضي الهوية الوطنية فضلا عن الهوية العربية والإسلامية تحقيق المساواة للجميع دون تمييز أو تهميش! ومع أن قضية ضعف الانتماء لهوية وطنية تشكل عنصراً شديد الحساسية والخطورة، بالنسبة إلى الدولة واستقرارها، وكذلك بالنسبة إلى مستقبل العلاقات بين مكوناتها الاجتماعية والثقافية والعرقية والطائفية والقبلية المختلفة ، إلا أن هناك تجاهلاً متعمداً لهذه المسألة، تحت عناوين ومبررات زائفة وغير مجدية. إن محاولة إغلاق هذا الملف المعقد، يشكل هروباً من الواقع، وعدم اعتراف بالمشكلة القائمة، ناهيك باستحالة تأجيل بحثها أو طمس ملامحها وآثارها المتفاقمة يوماً بعد آخر. فالعوامل المؤدية إلى التنافر وعدم الاندماج الاجتماعي والسياسي والثقافي والوطني في المجتمع هي التي تيسر التدخلات الخارجية بكل أنواعها. 2. الهوية 1.2 مفهوم الهوية : هي مجموع السمات والخصائص المشتركة التي تميز أمة أو مجتمع أو وطن معين عن غيره، يعتز بها وتشكل جوهر وجوده وشخصيته المتميزة 2.2 مكونات الهوية • موقع جغرافي. • ذاكرة تاريخية وطنية مشتركة. • ثقافة شعبية موحدة • مواطنة وحقوق وواجبات مشتركة. • اقتصاد مشترك. 3.2 الهوية وأثرها على الحرية والاستقرار: إن للهوية أشد الأثر وأخطره على حرية الفرد والمجتمع، وقد تتعرض لأزمة يختل بسببها توازن المجتمع، وتضطرب أحواله، وتتعطل ملكة الإبداع لدى أفراده، لما قد يشعرون فيه من اغتراب اجتماعي، أو استلاب لهويتهم، ولعل أوضح مثال في واقعنا على مدى أثر أزمة الهوية على الحرية قصة عنترة العبسي مع قومه، فقد كان والده يأبى الاعتراف به، لأنه ابن أمة سوداء، وكان يرعى إبل والده، فأغار عليهم العدو، فاستصرخه قومه ليكر على الأعداء، فقال كلمته المشهورة التي ذهبت مثلا (إن العبد لا يحسن الكر والفر، بل يحسن الحلب والصر)! فقال له أبوه: يا عنترة كر وأنت حر! وما إن أصبح عنترة حرا، واعترف به أبوه وعشيرته، حتى كر وخلص الإبل، وحمى قومه، بعد أن تخلص من حالة الاغتراب الاجتماعي، التي كان يحياها بينهم، بسبب استلاب هويته وعدم الاعتراف به، ليصبح أسطورة في التاريخ العربي الجاهلي! لقد عاشت أوربا قرونا من الحروب بسبب تحولات الهوية! فحين صاغت أوربا هويتها وأعادت التعريف بنفسها على أساس ديني طائفي مسيحي دخلت في حروب طاحنة بين شعوبها على أساس الاصطفاف الطائفي، فكانت الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس! ثم لما تبدلت الهوية وأعادت أوربا صياغة هويتها والتعريف بنفسها على أساس قومي دخلت في حروب طاحنة بين كل شعوبها على أساس الهوية القومية حتى بين أتباع الدين والمذهب الواحد، فقد كان الشعور الطاغي بالهوية القومية في أوربا هو السبب في قيام الحرب العالمية الأولى التي دفعت شعوب أوربا ثمنه غاليا حيث قتل نحو عشرين مليون إنسان أوربي! ثم بعد ذلك كله استطاعت أوربا اليوم أن تعيد صياغة هويتها والتعريف بنفسها بعد الحرب العالمية الثانية لتجعل من الهوية الأوربية الغربية هوية مشتركة لكل قومياتها وشعوبها وأديانها، وأخذت تحدد معالم هذه الهوية وتجددها وتبحث في عناصرها الحية التي تصلح للبقاء والنمو، حيث وجد أنها تقوم على أسس راسخة صالحة بالنسبة لها تقوم في الأساس على تحقيق المصلحة المتبادلة بين شعوبها والقبول بتعدد الهويات القومية والدينية, الليبرالية ـ الفردية ـ العلم ـ النمو..الخ ، لتحقيق الأمن والاستقرار من جهة، وتحقيق التطور والازدهار من جهة أخرى. لقد كان أثر صياغة الهوية الأوربية الجديدة على أوضاع أوربا السياسية أثرا عظيما حيث شهدت القارة استقرارا وازدهارا غير مسبوق في تاريخها كله، فقامت السوق الأوربية، والاتحاد الأوربي، والبرلمان الأوربي، والدستور الأوربي، والعملة الأوربية الموحدة...الخ وإنه من الضروري معرفة هذه التجربة الإنسانية الحية والاستفادة منها، ومعرفة كيف تجاوزت أوربا حالة العداء التاريخي والحروب الدموية التي مزقتها قرونا طويلة، لتصل إلى وحدة تنتظم القارة كلها، رغم عدم توفر كثير من عناصر الوحدة التي تتمتع بها شعوب العالم العربي والإسلامي. 3. مظاهر أزمة الهوية اليمنية : 1.3 اولا : غياب مفهوم المواطنة: هو من أشد مظاهر أزمة الهوية خطرا، فالوطن يمثل الوعاء والظرف الحاضن الذي تتشكل فيه هوية أي أمة وأي مجتمع، وإذا كان الوطن هو الأرض والمساحة الجغرافية التي يعيش عليها الشعب أو المجتمع، فالمواطنة هي الانتماء والعلاقة التي تربط الإنسان بالوطن الذي يعيش فيه من خلال الدولة بمكوناتها الثلاث الأرض، والشعب، والسلطة بأقسامها الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، والتي يترتب عليها ـ أي المواطنة ـ إثبات ما للإنسان من حقوق وما عليه من واجبات تجاه الوطن والمجتمع الذي يعيش فيه، كما ينتج عنها ما يتحقق له من أمن اجتماعي واقتصادي ونفسي بانتمائه للوطن. ومفهوم المواطنة يقتضي تقرير حق كل مواطن في الدولة بالمشاركة في اختيار السلطة التي تمثله، وحقه في تولي الوظائف العامة، وحقه في التكافل الاجتماعي، وحقه في ممارسة حريته وحقوقه الطبيعية دون خوف. ويكاد يغيب مفهوم المواطنة في الجمهورية اليمنية اليوم غيابا تاما ليحل محله مفهوم التبعية والرعوية للأنظمة الحاكمة، لقد ترتب على غياب مفهوم المواطنة ما يلي : 1-أزمة الشرعية السياسية: ففي مقابل أزمة المواطنة هذه التي يعانيها المواطنون منذ عقود، نشأت أزمة الشرعية السياسية التي تعانيها الأنظمة الحاكمة المتعاقبة، والمقصود بالشرعية السياسية قبول أكثرية الشعب بالحاكم وبحقه في ممارسة السلطة، كما إن شرعية هذه النظم باتت تواجه تحديات كبيرة تتمثل في : 1- انحسار شعبيتها ومن ثم اهتزاز شرعيتها من جهة. 2- ظهور حركات الاحتجاج السياسي الرافضة لعلاقة التبعية والرامية إلى إصلاح هذا الخلل بترسيخ حقوق المواطنة، وحقوق فئات المجتمع المختلفة في التعبير عن هوياتها. 3- فشلها في تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي والخارجي حيث ظلت البلد تتعرض لخطر الحروب الدائمة بسبب ضعفها وتشرذمها واهتزاز شرعية وشعبية أنظمتها الحاكمة. 4- فشلها في تحقيق التنمية والنهضة الحقيقية للخروج بالبلد من حالة الاقتصاد الريعي والاستهلاكي إلى الاقتصاد الانتاجي الصناعي. إن كل هذه التحديات مرتبطة ارتباطا وثيقا بفشل الحكومات فشلا ذريعا في معالجة أزمة المواطنة، إذ أصبح المواطنون على أرضهم موظفين في مؤسسات مراكز النفوذ القبلية والعسكرية، لا مواطنين على أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم، لهم كامل حقوق المواطنة على قدم المساواة مع أفراد مراكز النفوذ القبلية والعسكرية الحاكمة. 2.3 ثانيا : بروز طبقة النفوذ وانتهاك حقوق المواطنة: من أبرز مظاهر أزمة الهوية تجلي الطبقية الاجتماعية لمراكز النفوذ القبلية والعسكرية وبروزها كظاهرة جديدة تزداد رسوخا ونفوذا، فهناك طبقة اجتماعية تسود وتستأثر بكل مقدرات الشعب، بينما يعاني الشعب من عدم تمتعه بحقوقه الطبيعية التي تتطلبها المواطنة، وقد أدى ذلك كله إلى ازدياد الفجوة بين هذه الطبقة وباقي مكونات المجتمع، وبدأت نذر روح العداء والبغضاء تتأجج على نحو خطير تجاه هذه الطبقة! 3.3 ثالثا: طمس الهويات : وهو مظهر آخر خطير من مظاهر أزمة الهوية اليمنية التي يعيشها الجنوبيون ونواحي كثيرة من الشمال، فالتاريخ والثقافة والعلم والمعرفة كلها عوامل رئيسة في صياغة الهوية ، وهذه العوامل تتعرض منذ عقود للتزييف والاختزال والعبث من خلال مؤسسات الدولة التعليمية والإعلامية والثقافية، حيث تقوم تلك المؤسسات بممارسة دور خطير في تضليل النشء، لخلق هوية وطنية جديدة زائفة يكون الولاء فيها للأنظمة الحاكمة! مدينة عدن التي استطاعت لأكثر من قرن أن تخلق هوية عالمية منفتحة مدنية ومتطورة عاشت فيها مختلف الأديان والمذاهب والعرقيات بسلام ومحبة , هوية حضرموت ذات الحضارة لألاف السنين والتي استطاع أبنائها نشر الإسلام في الشرق والغرب وأسلم على ايديهم اكثر من نصف مليار مسلم , تهامة وتاريخها العريق والذي وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بانهم ألين قلوب وارق أفئدة وغيرها من الهويات العريقة , جميعها تعرضت لسياسات ممنهجة في التزييف والطمس. لقد فشلت الهوية اليمنية في أن تكون بديلا عن الهويات الأخرى في اليمن، لكون الهوية اليمنية لا تمثل إلا فئة اجتماعية محدودة جدا , تمثل مراكز القوى في المجتمع , وهي الفئة الحاكمة وحاشيتها ولا تعبر عن هوية جميع مكونات المجتمع. لقد أصبحت الهوية اليمنية أشبه بالمولود الذي يولد مشوها غير قادر على الحياة مهما حاولت مراكز القوى بكل وسائل الإعلام والتعليم نفخ روح الحياة فيه، لأنها هوية مستحدثة ومشوهة تعيش إشكالية الاستلاب وإشكالية الانتقاص! إن معالجة هذه الإشكالية ثقافيا وسياسيا وقانونيا هو المدخل الصحيح للدفع باتجاه الإصلاح السياسي السلمي في اليمن، وما لم يتم حسم هذه الإشكالية بشكل واضح، وما لم يتم مناقشتها بكل صراحة وصدق، فستظل المنطقة تعيش أزمة سياسية كبرى تتمثل في غياب مفهوم الدولة الحديثة، واستمرار حالة القبلية التي تسيطر على المنطقة. 4. نتائج أزمة الهوية اليمنية : 1. رفض الحراك الجنوبي للهوية اليمنية وعدم الاعتراف بها كهوية وطنية , كان الجنوب دولة بهوية ولم يكن فرعا لأصل هوية في صنعاء. 2. بروز العديد من الهويات المحلية التي تطالب بحقها في التعبير مثل الحوثيون , التهاميون وغيرهم. إن شعور مكون اجتماعي ما في المجتمع بحالة اغتراب مجتمعي يجعله بالنهاية أكثر قابلية للاستلاب والاختراق، وهو ما يجعل من الأهمية بمكان معالجة هذا الخلل وتعزيز روح الانتماء لوطنه ومجتمعه الذي يعيش فيه بإشباع حاجته للهوية الجامعة وتحقيق الاندماج فيه. 3. بروز الصراع الطائفي , الشيعي , السني , الزيدي , الشافعي , الاسماعيلية , وغيرها ونشوب العديد من المواجهات العسكرية فيما بينها 4. غياب مفهوم المواطنة في الجمهورية اليمنية غيابا تاما ليحل محله مفهوم التبعية والرعوية للأنظمة القبلية الحاكمة، 5. ضعف الإنتماء لهوية وطنية جامعة نتيجة لعدم امتلاك الدولة لمشروع نهضوي تنموي شامل : إن قدرة الدولة على النهوض بدور وطني توحيدي وإدماجي، مرتبطة بامتلاكها لمشروع نهضوي تنموي شامل ومتكامل، يحظى بموافقة مواطنيها من جهة، ويستند على قدرتها في تجديد نفسها من الداخل، وتأمين شرعيتها على أسس ومعايير وطنية جامعة، من جهة أخرى. اذا نحن أمام واقع لرفض المجتمع وفئاته المختلفة للإنصهار في الهوية اليمنية !!! لماذا ؟ ....... وهنا نأتي إلى جــــــــــــــــــــــــــــــذور هذه الأزمة . 5. جذور أزمة الهوية اليمنية 1.5 نشأة الهوية اليمنية ظهر اسم اليمن أولا باسم يمنات كمنطقه في اطار كيان يشمل معظم جنوب الجزيرة العربية وليست كدوله. وقد ظهرت في العهد الحميري ، لان الملوك الحميرين عندما يحتلون مناطق من الدول القديمه وأجزاء من حضرموت يطلقون على أنفسهم ( ملك سبأ وذوريدان ويمنت وحضرموت) فلو كان اسم المنطقة في ذلك الوقت ( اليمن) لأطلق الملوك على أنفسهم (ملوك اليمن) ولكن لم يقولوا ذلك. كذلك لم يرد اسم اليمن في كتب التاريخ ,إلا في فترة ما قبل الإسلام ,ولكن كجهة وليست كدوله (وتعني يمن أي اتخذ ناحية اليمين ولم يفسر أي تفسير أخر ). ولم يظهر اسم اليمن كمسمى دوله ,إلا في عهد المملكة المتوكليه اليمنية في عام 1918م التي اعلنها الإمام يحي حميد الدين ,وعلى أراضي الدول القديمة سبأ ومعين وجزء من أراضي أوسان وقتبان وكذا أراضي ما كان يعرف بالدولة الإدريسية التي اصبح معظمها ضمن الأراضي السعودية بعد اتفاقية الطائف عام 1934م. وبعد اقتطاع عدن والمحميات الغربية من هذه الأراضي . وفي هذا العام تحولت اليمن لأول مرة من جغرافيا إلى هوية , فاسم اليمن لم يكن قبل هذا التاريخ إلا دلالة على اتجاه جغرافي ولم يكن يمثل هوية او دولة. 2.5 احتواء الهوية الجديدة : الاستغلال السياسي والديني والاقتصادي للهوية اليمنية لمراكز القوى للبسط على ثروات اليمن والجنوب مضى اقل من قرن منذ ظهور أول فكرة لليمننة السياسية في منطقة جنوب الجزيرة العربية وذلك بإعلان قيام المملكة المتوكلية اليمنية في عام 1918م. في محاولة للخروج بمشروع الدولة الوطنية بعد إدراك الإمام يحي بن حميد الدين عمق المتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية بعد الحرب العالمية الأولى، خصوصاً إنكفاء الدولة العثمانية و تقاسم إرثها بين أطراف محلية وأخرى دولية. . وفي ضوء هذا المعطى الجديد كبرت أحلام الإمام وحلفاءه من القبائل وزادت أطماعه في ضم المزيد من الأراضي لزيادة مداخيله من الخراج من مناطق يحلم بضمها إلى مملكته فكان أن اعتبر ان ما هو جنوب الطائف ومكة إلى مضيق هرمز ( يمين الكعبة ) يدخل ضمن حدود مملكته الطبيعية, ولذلك دخل حروبه المعروفة ضد الأدارسة في إقليم عسير ونجران وضد سلطنات الجنوب ابتداء من بداية القرن الماضي لينتهي به الأمر إلى توقيع اتفاقية الطائف بعد خسارة حربه ووصول القوات السعودية إلى بيت الفقية قرب الحديدة في 1934م وتوقيع اتفاقية اعتراف حدودية مع سلطنات الجنوب وبريطانيا في الجنوب , لينسحب بموجبها من بعض الأطراف التي احتلتها قواته في حدود المناطق الجنوبية المحتلة ويقر فيها بالحدود القائمة بين الطرفين. الهوية اليمنية الجديدة شكلتها وغدتها مراكز القوى الثلاثة الرئيسية في صنعاء وهي , الهاشميون , الحاشديون والبكيليون. ارتكزت هذه الهوية على التوسع وضم كافة المناطق التي تقع تحت مسمى ( اليمن ) اسموها الفروع وضمها إلى الأصل صنعاء. هذا التماسك بين القوى الثلاث تعرض مع المتغيرات المحلية والاقليمية للضعف , شهدت فيها المراحل اللاحقة الضعف المستمر للهاشميون في مقابل زيادة نفوذ القبائل وخاصة الحاشديون الذين استمر نفوذهم في الإزدياد حتى عهد علي عبدالله صالح. ومع اندلاع ثورة سبتمبر 1962م شعر الائتلاف القبلي بموجة التغيير القادمة فركبت الموجة واخترقتها ومثلت فيها حاشد القوة الرئيسية المدافعة عن الثورة حتى اعتقد الكثير من أبناء حاشد أن الثورة لم تقم إلا بسبب ما لحق بمشايخ حاشد من قبل الإمام احمد، كان الكثير من القبائل التي حاربت مع الملكيين تنظر إلى الثورة على أنها ثورة حاشد, وهو ذاته الواقع الذي أعاد نفسة عند قيام قبيلة حاشد بركوب واختراق ثورة فباير 2011م ومحاولة احتوائها كما احتوت ثورة سبتمبر. ورغم التقاسم بين الفئات الثلاث والذي تم الحفاظ عليه طيلة فترة الإرياني مع تغيير في أسماء شاغلي المواقع، فقد كان واضحا أن هناك هيمنة حاشدية ومنافسة بكيلية. وفي هذا المنعطف التاريخي بالذات برز شيخ حاشد كصانع للملوك. وفي عهد صالح تم تقسيم السلطة بين ثلاثة مراكز في حاشد: صالح، ومجموعة من ضباط سنحان وقفوا خلفه بقوة ودعموه حتى وصل إلى الرئاسة ابرزهم علي محسن الأحمر، وشيخ مشايخ حاشد. وكان ذلك التقاسم يعني تقاسم الثروة والسلطة, أن كل واحد من الثلاثة له حصته سواء في التعيينات لكبار المسئولين او لصغارهم أو في التجنيد في الجيش او في الموازنة العامة للدولة أو في غير ذلك , وبدأ عصر أل لحمر في تسخير كل مقدرات الوطن لمصالحهم وتم التعبئة للهوية اليمنية وبناء الدولة بهدف الحفاظ على تماسك البلد خدمة لمصالحهم وتوسيعها. شهدت حرب 1994م تسخير وتعبئة دينية وقبلية تحت شعار المحافظة على الوحدة اليمنية بينما الحقيقة لم تكن سوى بهدف نهب مراكز النفوذ لثروات الجنوب حتى وقتنا الحاضر. والمعارك التي حدثت في عام 2011م بين علي عبدالله صالح وال لحمر لم تكن بسبب موالاتهم للثورة بل لرفض ال لحمر توجه علي صالح في توريثه لابنه والانحراف عن الاتفاق الذي ابرم عند تنصيبه رئيسا أن تكون المرجعية للائتلاف الثلاثي ( صالح , على محسن وشيخ مشايخ حاشد ) ... كانت حربا للحفاظ على السلطة وتثبيت مرجعية مراكز القوى القبلية على حساب مرجعية أسرة على صالح. أنشئت الهوية اليمنية لأهداف توسعية طمعا في مزيد من الأراضي والثروات , والمحرك الرئيسي لها منذ نشوئها هم الحاشديون أساسا وبمساعدة البكيليون واللذان استغلا الدولة وهويتها في كل المراحل لتوسعة نفوذهم وثرواتهم حتى وصل بهم الدهاء إلى درجة قيامهم بركوب واختراق أولا ثورة سبتمبر ومن ثم الثورة الشبابية والتحول إلى حماة وممولين لها, لم يتغير النظام ومراكز نفوذه في صنعاء , بل اصبح لديه القدرة على التكيف والتلون وفق ومتطلبات المراحل المختلفة. 6. مظاهر فشل الهوية اليمنية 1. فشلت الهوية اليمنية المستحدثة في عام 1918م من أن تكون هوية جامعة لدول وسلطنات جنوب الجزيرة العربية, فهناك هويات لها من العراقة والأصالة والقدم ترفض الاندماج والتخلي عن هوياتها القومية. 2. فشلت الهوية اليمنية في التعايش السلمي مع المذاهب الطائفية المختلفة مثل , الشيعي , السني , الزيدي , الشافعي , الاسماعيلي , وغيرها 3. فشلت الهوية اليمنية في التخلص من هوية مراكز القوى القبلية والعسكرية في صنعاء والتي استغلت ولازالت تستغلها في البسط والنهب على مستوى الشمال والجنوب 4. عملت الهوية اليمنية على استغلال الدين وشن الحروب للمحافظة عليها وإعلان الجهاد لها وإصدار فتاوى القتل والتكفير لمن ينتقدها او يرفضها وهو ما حصل في شرعنه حرب 1994م. فشلت الهوية اليمنية لأنها حولت فكرة الوحدة من اتحاد بين دولتين ( الشمال والجنوب ) يهدف إلى تنمية البلدين وتحقيق الاستقرار وتحسين حياة الناس إلى مجرد ضم والحاق ( عودة الفرع للأصل ) ما دفع الجنوبيين للوقوف في وجه هذا المسعى, الذي قادته مراكز القوى التقليدية في صنعاء ورجال دين", وبدلا من أن يتم تعزيز الوحدة وجعلها جاذبة للجميع جرى أقصاء واستبعاد الجنوب شعبا ونظاما وهوية و ثقافة وابقوا عليه أرضا مستباحة وهو ما دفع بالشعب الجنوبي أن ينتفض ويرفض الاستكانة لهذه القوى المتخلفة وليخلع عنه وبصورة مستمرة لا لبس فيها يمننه قسرية لم يكن له أي راي في اختيارها. المراجع : 1- نقطة الانهيار ؟ قضية اليمن الجنوبي تقرير الشرق الأوسط رقم 114- صادر بتاريخ 20 تشرين الأول / أكتوبر 20. 2- الحرية السياسية واثرها على التحول الديمقراطي في اليمن ( 1990 – 2011م ). بحث مقدم من قبل الطالب الخضر علي محمد القفيش لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية جامعة النيلين ( السودان ). 3- مذكرات الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر 4- حل القضية الجنوبية :استعادة الدولة في الجنوب مع نشر الديمقراطية باتريك ريجر – معهد العلاقات الدولية – برمنجهام – المملكة المتحدة – 24/4/2011م. 5- الهوية والإصلاح السياسي – د/ عبدالله الفقيه –جامعة صنعاء – أكتوبر 2012 6- إشكالية الهوية في الخليج والجزيرة العربية توحيدها وتجديدها ورقة مقدمة لمؤتمر (وحدة الخليج والجزيرة العربية)البحرين 13 - 14/10/2011 بقلم د. حاكم المطيري *هذه الوثيقة تم عرضها ومناقشتها في مؤتمر الحوار هذا اليوم في فريق بناء الدولة |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|