![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() تحليل: هكذا يفرض الحوثيون أنفسهم على المشهد السياسي ومشكلتهم مع حليفهم (صالح) في كيفية اقتسام اليمن الأربعاء 07 يناير 2015 11:37 مساءً كتب: عبدالوهاب العمراني (موسم الهجرة إلى الشمال) , ليس عنوانا لرواية الأديب السوداني الكبير الطيب صالح. أنها آخر محطات ساسة اليمن من أطياف متعددة ممن كانوا وغيرهم سببا في ما نحن عليه اليوم. يحجون لمصدر القرار في مدينة صعدة النائية شمال الشمال اليمني، وإقليميا غدت طهران عاصمة محورية. لقد اختلف "أنصار صالح" و"أنصار الله" في فترة ما بعد انقلاب سبتمبر. فالرئيس صالح والذي سمى نفسه بالزعيم قد تراجع مؤيدوه في منطقة الخليج ودول الإقليم ولاسيما طهران والتي لن تنسى مساندته لصدام حسين في حربها الضروس. فقد غدت إيران بيضة القبان في السياسة الخارجية اليمنية، بينما يمثل أنصار الله النجم الصاعد على أكتاف اليائسين والبائسين للوضع المزري من فساد وظلم وعبث وإحباط سياسي في المشهد السياسي اليمني مطلع العام الجديد. ولذا ففي سبتمبر الماضي ركبوا موجة "الجرعة القاتلة" أي قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية هذه الجرعة قد تكون الشرارة التي ستدخل اليمن في حرب أهلية التي حاول اليمنيون تجنبها ومنحوا حصانة ممن لا يملك الى من لا يستحق بعد ثورة فبراير 2011. ركب الإصلاح والجنرال المنشق والقبيلة والإسلام السياسي موجة الثورة، وكان نتيجتها انقسام اليمنيين بين شيعة صالح وشيعة الثورة، واليوم ينقسم الشعب اليمني بين شيعة السيد وشيعة الأغلبية السنية. إجمالا في اليمن لا يمكنك أن ترى كل أمر أو إشكال من زاوية واحدة، بل عليك أن تتفاجأ كل يوم بزاوية جديدة لكل قضية. فهي تجمع فقر الصومال، وطائفية العراق، وتنظيمات سوريا، وقبلية ليبيا، ولعبة العسكر والإخوان على الطريقة المصرية. وإضافة إلى كل ذلك، فهي تشبه لبنان كساحة يتصارع فيها الأقوياء في الإقليم الكبير، وإن بصورة أقل. اليوم امرً يدبر بليل في صعدة التي غدت بقدرة قادر عاصمة القرار السياسي اليمني في عصر الميليشيا. وعلى المستوى الإقليمي فقد بعث هادي مندوبه لسلطنة عُمان للتوسط لدى إيران بأن تضغط على من يسمون أنفسهم بأنصار الله ضمن مبادرة جديدة مضمونها تثبيت عناصر أنصار الله في كل مفاصل الدولة والتغاضي عن بعض مخرجات الحوار كمسألة الستة الإقليم ليتحول اليمن إلى إقليمين، مقابل التمديد لهادي لبضع سنوات قادمة يُتفق عليها. في المقابل هناك من يرى بأن هناك تنسيقا آخر بين أنصار الله وأنصار صالح للتخطيط والترتيب لانقلاب عسكري وتشكيل "مجلس إنقاذ وطني" يكون على قاعدة ثلثين وثلث، إلى جانب بعض من أحزاب المشترك كديكور انقلابي. ولكن يبدو بأن الفريقين قد اختلفا: من يكون الثلثين ومن يكون الثلث. هذا كل ما في الأمر. على كل حال إقليميا، فأن الطبخة الجديدة سيكون دور للسعودية ومصر، الى جانب إيران. هذا طبعا غير طبخات القضية الجنوبية، والتي ابطالها الساسة المعتقدين في الجنوب نفسه. اليمن أصبح حقل تجارب بالفعل لساسة الداخل والدور الإقليمي للخارج وهذا العام سيكون عام دفع الثمن لسقوط صنعاء الذي خلط الأوراق وأعاد اليمن للمربع الأول بعد ان كان المشهد السياسي على أعتاب الاستفتاء وأمل الخروج من النفق وانفراج الأزمة. وهكذا عام يطوى بأيامه الصعبة على رائحة بارود تفجيرات مدينة إب وعام آخر يطل علينا واليمنيون مذهولون لما يجري حولهم من تخبط وهم أكثر يأساً وإحباطا عما ذي قبل، ذلك لان المشهد السياسي الضبابي يعكر مزاجهم المتزامن مع تعثرات سياسية وصعوبات وندرة الخدمات الصحية والخدمية مقرونا بعوز اقتصادي لم يسبق له مثيل. لطالما ناشد المصلحون والمفكرون بإصلاح المجتمع وتربيته، وكل ما يحدث بداهة هو حصيلة هذا الواقع الاجتماعي المتخلف. فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ولقد كانت نتائج ثورة 2011 ضد الرئيس السابق هي أن اليمنيين انقسموا إلى أغلبية تطمح في التغيير وأقلية لا تحبذ تغيير الوضع القائم آنذاك وهم المستفيدون من نظام صالح الذي تمكن من خلق شبكة مصالح ناهيك على ان الجهل والتخلف قد اعميا بصيرة البعض الآخر ونتج عنه نفاق اجتماعي لا زال مسيطرا على البعض حتى اليوم. وقد اصطف الإخوة الأعداء في خندق واحد عندما ساند النظام السابق ميليشيا الحوثي للسيطرة على كل بعض المحافظات اليمنية وسقوط صنعاء والسيطرة شبه الكاملة على القرار السياسي. ولكن على ما يبدو فأن تأجيل الانقلاب على هادي أنهم اختلفوا على ما بعد مرحلة هادي. فكلا من الفريقين يطمح بالغلبة له. ومن هنا بدا الاختلاف رغم التعاون الجوهري الذي لازالت ملامحه ترسم ملامح المستقبل. لقد كان العام المنصرم عام لبننة اليمن وإفرازات ذلك العام الدرامي ولاسيما في ربعه الأخير ستلقي بضلالها بداهة على المشهد السياسي اليوم والذي يحمل أكثر من سيناريو. فالنقمة الشعبية بدأت تظهر على السطح بسبب تدخل الفاتحين الجدد في كل تفاصيل حياة المجتمع رغم أنهم أقلية ضمن أقلية فأنصار الله لا يمثلون المذهب الزيدي والذي يعتبر نفسه أقلية في محيط سني (الشوافع) وعليه فأن فرض امر واقع من جهة ما وتلبس الإسلام السياسي لا يصب في تكوين الدولة المدنية العصرية. دبلوماسي يمني وكاتب سياسي - عن ميدل ايست أونلاين - عدن الغد جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year} |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|