إخوان اليمن وسرقة الانتصارات

[حد من الوادي]

[COLOR="Blue"]
إخوان اليمن وسرقة الانتصارات[/COLOR]

فارغ

عدن حرة
الأربعاء 2015-11-25 3:06:32 AM
.
* أحمد مصطفى علي
.
تؤكد مجريات الأحداث على الساحة اليمنية، خاصة معركة تحرير تعز، من قبضة ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح، أن حزب التجمع اليمني للإصلاح، والذي يعتبر الفرع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين، يمارس سلوكه الانتهازي، شأنه في ذلك، شأن جماعتهم في مصر التي قفزت في غفلة من القوى الوطنية للاستئثار والتفرد بالسلطة على حساب دماء الشهداء التي أدت إلى ثورة يناير/كانون الثاني 2011.
.
للإخوان باع طويل في نقض العهود والمواثيق والتآمر على الحلفاء، إن دعت الحاجة لذلك، والجري خلف مصالحهم الحزبية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا، وفرعه اليمني، لا يستثنى من هذه الحقيقة، بمحاولته خطف وسرقة الانتصارات التي تتحقق بسواعد أبطال المقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني وقوات التحالف العربي.
.
المتابعون لمعارك تحرير اليمن من الميليشيات المتمردة، يلاحظون مدى التأخير في تحرير مدينة تعز، وبطء تقدم قوات الشرعية والتحالف العربي، لكن من يدقق في تصرفات وسلوك أعضاء وأتباع حزب التجمع اليمني للإصلاح، يدرك السبب الحقيقي وراء هذا التأخير، إذ إن هذه الجماعة لا تريد استكمال تحرير تعز إلا وفق أجنداتها الحزبية الضيقة، وبما يظهرها بأنها القوة الوحيدة التي حررت المدينة الصامدة، ضاربة عرض الحائط بكل التضحيات التي قدمتها الأطراف الأخرى.
.
من المؤسف أن فرع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، يجيز لنفسه، استخدام كافة الأساليب اللاأخلاقية وفرض شروط مسبقة للوصول إلى مآربه الحزبية المفرطة في الأنانية، على حساب باقي فئات الشعب الذي قدم التضحيات الجسام لرؤية وطن يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدل، فهذه الجماعة معروفة بتاريخها التآمري على اليمن، والمراوغة والتخاذل والتردد بالمشاركة في المعارك ضد ميليشيات الانقلابيين، بل وحتى الانسحاب من بعض الجبهات من دون إعلام فصائل المقاومة الشعبية الأخرى.
أمام هذه الممارسات الحزبية الضيقة لإخوان اليمن، لا يمكن لأي مطلع ومتابع للشأن اليمني، إلا أن يصدق التقارير التي تحدثت عن انتهازيتهم التي وصلت إلى حد إقامة علاقات مشبوهة مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي والسطو على المساعدات الإنسانية والإغاثية وبيعها في السوق السوداء وحرمان المستحقين منها، بعد تحرير عدن، فكانوا بذلك شركاء في إيصال البلاد إلى أوضاعها المأساوية التي تعيشها حالياً.
.
من رحم الإخوان المسلمين ولدت التنظيمات الإرهابية ك “داعش” والنصرة، التي عاثت في الأرض قتلاً وفساداً، ومن هنا يولد القلق على مستقبل اليمن إذا استفرد الإخوان بالسلطة، وأن تتحول هذه البقعة الجغرافية الاستراتيجية إلى بؤرة لتصدير التطرف إلى العالم، ما يشكل خطراً على اليمنيين الذين لم يبخلوا بالتضحيات لرؤية وطنهم مستقلاً وحراً كريماً، لا أسير أهواء جماعة كانت دائماً في الخطوط الخلفية والثانوية وفي المواقع الهامشية خلال المواجهات مع الانقلابيين، وما أن انتهت المعركة حتى قفزوا إلى واجهة المشهد السياسي محاولين خطف وسرقة إنجازات القوى التي كانت في الصفوف الأمامية لجبهات القتال.
.
من المؤكد أن من ثاروا ضد حكم المخلوع صالح ومن بعده انقلاب الحوثيين على الشرعية، لن يقفوا مكتوفي الأيدي، أمام من كان متفرجاً على تضحياتهم وبطولاتهم، ليتسلق في نهاية المعركة على دماء الشهداء وينقض على السلطة ويستفرد بها، ويعيد ساعتهم إلى الوراء، في وقت يحتاج فيه اليمن إلى كل جهود أبنائه المخلصين دون إقصاء أو تهميش لإعادة بنائه، لا إلى قوى ظلامية تعيد تجربة المخلوع والانقلابيين المريرتين.
.
[email protected]
.
*الخليج