بالقلم الأحمر 16

[سالم علي الجرو]

بالقلم الأحمر
16
اليوم نحن ضعفاء ونعد بأننا الأقوى .
من أين أتى الضعف؟
من هنـــا:
• رسموا الحدود الجغرافية وسنوا قوانين الهجرة والجوازات فصار الابن يكفل أباه والآدمي عبارة عن مجموعة من الأوراق يحملها في جيبه:
ـ الاسم والعنوان والدين والمذهب .
• وضعوا المناهج الدراسية فخرّجوا موظفين خدمات .
• كثفوا الحملات الاعلامية فبنوا الحواجز النفسية
• شكلوا الأحزاب فمزقتنا شر ممزق
• حاصرونا , جوعونا , أفقرونا فصرنا يد سفلى تتوسل المعونة وتشحت العمل بأي أجر كان
• وزعوا الاستخبارات في ديارنا فصيرونا أعداء لبعضنا من حيث نتجه:
ـ عربيا
ـ إسلاميا
... تكشفت وتعروا وبدا عليهم الضعف الثقافي والحضاري إلا من قوة عسكرية تساوت مع الخردة . لذلك نحن أقوياء , ومن نحن؟
نحن المستضعفون في الأرض بفعل باطل وظلم وجور , الأقوياء في الأرض بفعل حق هو المنتصر الحقيقي في نهاية رحلة الصراع .
أليس في مثل هذا اليوم شنقوا رئيس عربي , هم اليوم يعضون أصابع الندم؟
شنقوه من منطلق قوة افترضوها ويعضون أصابع الندم من واقع ضعف حل بهم ..
وسيضعفون ويستقوى المستضعفون وتابعوا...
• بعد الحرب العالمية الثانية رسم المنتصرون ضاحكين خريطة العالم السياسة , مستبشرين بعالم طوع رغباتهم .


مهلا يا باشوات , رويدا يا لوردات
[ الظلم ظلمات ] .
" وإنا لما تأتي به السنون لمرتقبون "

[سالم علي الجرو]

نزداد قوة كلما فقهنا أجواء المحيط , وإلى عناوين محددة:
العنوان الأول: من حيث التكوين الفكري والثقافي والمعرفي تعمل المناهج الدراسية والاعلام وحملات وجاهات الثراء والمراكز الاجتماعية على توجيه العقل العربي وفصله عن أحداث وثقافة العصر بحيث ينشغل في المنمقات اللفظية وجملة المحسنات البديعية ويغرق في التراث وترديد صفحات الماضي من خلال وسائل عدة منها المطبوعات , تابع واكتشف , وهذا العمل المعد له سلفا بعناية وتخصص يجري وفق آليات ورواد التحريف التربوي والتأهيلي , فلا يمكن لطفل عربي أو لأبيه أن يتعلق بعلوم العصر , فالطفل له عالمه الكرتوني والأب له قصص الزير سالم والمهلهل بن ربيعة , وعلى هذا قس وإذا جد في البحث فيبحث في كتب التراث عن نص بقلم جلاده وماص دمائه وثرواته.
العنوان الثاني: عدم الأمن المعيشي والوظيفي ليبقى الإنسان ضعيف قسرا , منشغلا بحاجياته الأساسية صعبة المنال في حين تجد آخرين في بلاد أخرى مؤمن لهم كل شيء حتى المخدرات .
العنوان الثالث: احكام السيطرة على ضرورات الحياة وتقنينها وتضييقها بحيث يظل العربي يلهث خلفها دون ارتواء و وربما تستخدم في حالات الاختناق كعقاب جماعي لمن يخالف رغبات الطغاة .
كثيرة هي العناوين إذا ما جد الجد وقرأنا تاريخ وموسوعة العذاب .

[الزين يفرض نفسه]

سلسلة متواصلة بالأحمر الصريح ..

دمت بهيا..