ماهو الشعر ؟

[ميزان القوافي]

الشعر لايكون شعرا حتى يكون كلام موزون مقفى . فإن وجد الاختلال في وزنه فلم يعد شعرا . مهما حاول الألوف من الذين لاعلم لهم ولادراية اثبات ذلك . فقولهم لا اعتبار ولا قيمة له . فالشعر قد عرّفه العرب . ولسنا بحاجة لتعريف الذين لايفقهون .
يقول ابن خلدون في مقدمته في الفصل الرابع والأربعون في باب انقسام الكلام الى فنّي النظم والنثر مايلي .
( اعلم أن لسان العرب وكلامهم على فئتين : في الشعر المنظوم وهو الكلام الموزون المقفّى ..الخ . )
ويقول إبن خلدون في مقدمته في الفصل السادس والأربعون في باب صناعة الشعر ووجه تعلّمه التالي
( هذا الفن من فنون كلام العرب . وهو المسمّى بالشعر عندهم . ويوجد في سائر اللغات الا أننا الآن انما نتكلم في الشعر الذي للعرب . فإن أمكن أن تجد فيه أهل الألسن الأخرى مقصودهم من كلامهم . والا فلكل لسان أحكام في البلاغة تخصه . وهو في لسان العرب غريب النزعة عزيز المنحى . إذ هو كلام مفصّل قطعا قطعا . ( متساوية في الأوزان ) متحدّة في الحرف الأخير من كل قطعة من هذه القطعات عندهم بيتا . ويسمى الحرف الأخير التي تتفق فيه رويّا وقافية ........ إلخ ) .
ثم قال إبن خلدون في مقدمته عن الشعر مايلي .
( ....... فنقول : الشعر هو الكلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف . المفصّل بأجزاء ( متّفقة في الوزن والروي . وقولنا المفصّل بأجزاء متّفقة في الوزن والروي ( فصل ) له عن الكلام المنثور الذي ليس بشعر عند الكل ) . ألا نلاحظ بأن ابن خلدون يقول بأن الفصل بين الكلام المنثور والشعر هو إختلال الوزن ؟؟؟
وعلى كلام إبن خلدون وغيره فأن أي شعر ليس موزون أو به خلل في وزنه فلا يمكن أن تسميه العرب شعر. ويمكنهم أن يسمونه نثرا .
فما يكتبه البعض هنا يزعمون انه شعرا . وهو لا يندرج تحت مسمى الشعر وليس بشعر إلا بعد أن يلتزموا بوزن أبياتهم عندها سيكون مايكتبونه شعرا . ولا يسمّى الإنسان شاعرا حتى يقول كلاما موزونا ومقفّى .
لذلك فلاعبرة بقول الذين لا يعلمون وليسوا من أهل هذا الفن . فالمتسلقين على الأدب عامة وعلى الشعر خاصة كثير . وشهاداتهم لأي أحد لاتنفعه ولا يعتد بها طالما لم يحسن الكاتب وزن أبياته .