ظاهرة صوتية بامتياز.. النواب يقولون ما يشاءون والحكومة تفعل ما تريد

[حد من الوادي]

4/3/2007

ظاهرة صوتية بامتياز.. النواب يقولون ما يشاءون والحكومة تفعل ما تريد


قرابة خمسة أشهر من السنة إجازات برلمانية لأعضاء مجلس النواب، وفي حالة الانعقاد يصل الأعضاء بحدود العاشرة والنصف صباحاً وتستمر الجلسة قرابة ساعتين تتوزع على النحو التالي:

خمس دقائق لقراءة محضر جلسات الأمس، وعشر دقائق للتعليق عليه، وربع ساعة بدل وقت ضائع غير محتسب للأسف جراء ضرب رئيس الجلسة للمطرقة لإسكات النواب عندما تزداد الضوضاء، وخمس دقائق تمنح لرئيس كتلة الحزب الحاكم البرلمانية لمهاجمة أحزاب اللقاء المشترك، ويضيّع كل متحدث دقيقة ونصف لقرع الميكرفون حتى يطلق الشارة الحمراء، يليه شكر اللجنة المقدمة للتقرير ووصفه بالرائع بعد شكر رئيس الجلسة طبعاً مما يعني ببساطة أن الوقت لدى البرلمان مهان وهو ما أكده النائب علي عشال الأسبوع الماضي بالقول: أكثر ما يهدر في هذا المكان هو الوقت والوقت هو الحياة.

*مفتتح:
في إطلالة سريعة على مشروع جدول أعمال المجلس للفترة القادمة سيلحظ أن معظم التقارير المدرجة أنجزت قبل ثلاث سنوات تتناول مواضيع تعد من الماضي قياساً بفترة الدورة البرلمانية والمادة تفقد قيمتها مع مرور الزمن.
وعلى سبيل المثال تضمن الجدول عدداً من تقارير الزيارات الميدانية للجان الدائمة وفيها تقرير حول زيارة ميدانية لعدد من المحافظات لمتابعة مستوى تنفيذ مشاريع الطرق المدرجة في البرنامج الاستثماري وبعض مشاريع الطرق الممولة بقروض خارجية أقرها المجلس للأعوام 1997- 2004م.

وتقرير بشأن موضوع البنك الوطني للتجارة والاستثمار رغم فوات الأوان خصوصاً وأن مبالغ لمودعين قد صرفت ولم يعد هناك شيء يمكن التعويل عليه وتقرير حول زيارة ميدانية إلى مكاتب الأوقاف بعدد من المحافظات في 4/ 4/ 2004م وتقرير بشأن البرامج الاستثمارية للأعوام 2001- 2002- 2003م الخاصة بالمشاريع الإنمائية لقطاع الثروة السمكية وتقرير بناء على شكوى الموجهين الذين أعادتهم الوزارة قبل سنة إلى ميدان التدريس ولا أحد يعرف بعد هذه الفترة مصيرهم والغريب أن لجنة التربية تقصت الحقائق عن الطلاب المحرومين من دخول الامتحان للمرحلتين الأساسية والثانوية في عام 2004م حيث يعلق البعض أن الطلاب قد غادروا البلاد للعمل في الخارج ولا داعي للتقرير ودراسة لحسابات بعض الجهات الرسمية للأعوام 2001- 2002م.

إذ لم يعد مجدياً مناقشتها لأسباب مختلفة طالما أنها لن تحل مشكلة قائمة ولن تعيد الحق لأهله بعد هذه الفترة ناهيك أن الوزراء المسئولين في تجدد مستمر مما يصعب مساءلتهم في ظل النظام القائم.
وكذلك الحال بالنسبة للمواضيع التي لازالت قيد الدراسة في اللجان الدائمة فهناك قرارات جمهورية محالة ومشاريع قوانين واتفاقيات ثنائية وإقليمية ودولية منذ 2004م.
وبخصوص الأسئلة الموجهة للوزراء فحدث ولا حرج حيث مضى على بعض الأسئلة أكثر من عام وهي لا تتجاوز عشرين سؤالاً وربما يغادر النائب من البرلمان ولم يجد إجابة على سؤاله الأمر الذي أثار استغراب النائب عشال مستشهداً بالبرلمان المصري الذي ناقش في دورة له ستمائة سؤال.

*نموذج النقاش:
الأسبوع الماضي ناقش البرلمان أسباب شحة المعروض من السلع الغذائية الأساسية وارتفاع أسعارها المتزايد يوماً بعد يوم بغياب وزير التجارة.
وتضمن تقرير اللجنة اختلالات كبيرة ارتكبتها الدولة مؤكداً وجود تلاعب واحتكار وفساد في الأسواق وأقوات المواطنين.
أشبع النواب الموضوع ضرباً وهدد آخرون بسحب الثقة من الحكومة إلى درجة أن أعضاء الحزب الحاكم استاءوا من تحميل النائب عبد الملك القصوص الأغلبية الكاسحة مسؤولية ما وصلنا إليه مشيرين إلى تناولاتهم الحادة للوضع القائم لكن الجلسة انتهت بتوصيات غير ملزمة.
وبهذا تكون أهم قضية تمس المواطن قد مرت مرور الكرام على ممثليه، والسؤال الآن هو: هل أصبح مجلس النواب ظاهرة صوتية لا يقدم ولا يؤخر، فقط يقول ما يشاء وتفعل الحكومة ما تريد!
ويستبعد النائب محمد بلغيث كمون المشكلة في جهة واحدة ويقول: إذا التزامنا جميعاً بالدستور والقانون واللوائح لأنجزنا شيئاً وحالياً يصعب تحميل جهة المسؤولية أكثر من جهة ونحن كبرلمان نتحمل القسط الأكبر ، مشيراً إلى افتقارهم لاتخاذ قرارات عقلانية مع الجهات المعنية تكون ملزمة للحكومة ويتابعها المجلس وإعطاء تقارير أولاً بأول عن مدى تنفيذها حتى يتم محاسبة المقصرين.

ويؤكد النائب عبدالعزيز جباري أن المجلس لا يعبر عن إرادة الشعب ولا يمثل رأيه، ويضيف: ما بني على باطل فهو باطل، فالنظام الانتخابي بالبلد غير صحيح حيث يتم الانتخاب عن طريق المشيخ والرفقة بغض النظر عن مؤهلات المرشح وقدرته على التمثيل.
وأشار جباري إلى ما أسماه تناقض عجيب عندما يفكر عضو الحزب الحاكم معارضة مشروع تقدمت به الحكومة ويجد رئيس المجلس رئيس المعارضة يصوت لصالح المشروع ، متسائلاً عن الشخص الذي يقف مع الحكومة في هذه الحالة.
وأكد جباري أن المعارضة لا تقوم بدورها في مجلس النواب وزعيمها مع الحكومة مما يولد لدى عضو المؤتمر صعوبة لكي يعارض.
ويرى النائب عبد الله العديني من خلال سير المجلس في دورة 97م وأربع سنوات من الفصل التشريعي الحالي أن المجلس يسير في واد والحكومة تسير في وادٍ آخر وأن المجلس عبارة عن ظاهرة صوتية يتكلم بما يشاء بينما الحكومة لا تلتزم بقراراته. ودلل العديني بقضية ارتفاع الأسعار وكيف أن النواب لم يستطيعوا وضع حل لها ولا أي قضية أخرى حد قوله.
وقال العديني إن المجلس يراد له أن يغرد خارج السرب وإذا أراد ممارسه اختصاصاته يجد من لا يرضيه ذلك، مرجعاً السبب إلى دعم الأغلبية للحكومة والتي بدورها تتقوى بها.
ويعتبر النائب د/ علي المخلافي وصف المجلس بظاهرة صوتية إجحاف ، مشيراً إلى نسبة كبيرة من أمور وقوانين حسنة في ظل الظروف المحيطة بالمنطقة.
وأضاف: البنية التشريعية والقوانين المتقدمة جاءت من المجلس كجهة تشريعية لا تنفيذية حيث أن الخلط في هذا أدى إلى لبس، ويقول: وظيفتنا رقابية تشريعية وأنجزنا الكثير من التقارير الرقابية.
وعن توصيات المجلس وضرب الجهات الرسمية بها عرض الحائط أوضح المخلافي أن التوصيات إلى حدٍ ما تنفيذها ليس مرضٍ للجميع.
وقال: بعض القضايا يخوض فيها البرلمان من باب القبيلة، مضيفاً: تناولنا مشكلة الأسعار بشكل عشوائي ومرتجل وبدون خلفية اقتصادية ومعرفة السوق.

*بيت القصيد:
لو حضر مواطنون جلسات انعقاد مجلس النواب لأصيبوا بصدمة نفسية، وينصح مراقبون المشترك بعدم ترشيح كوادرهم في الانتخابات النيابية أكثر من دورة حرصاً على صحتهم.
النواب يجهلون جدول أعمال الجلسة إلا أثناء انعقادها، ونواب لم تطأ أقدامهم عتبة البرلمان منذ شهور عدة، والحاضرون منهم على قلتهم واحد من خمسة إما متأخر أو وقع في حافظة الدوام وذهب لمتابعة أعماله أو متنقل بين المقاعد لمحادثة زملائه أو في البوفية، وقلة هم المتابعون لما يدور في القاعة.

في إحدى الجلسات الهامة وبعد التصويت على مشروع قانون سأل عضو زميله عن ماذا صوتوا، وآخر طلب الحديث وعلق على موضوع غير مطروح للمناقشة أصلاً، وبما أن لكل قاعدة استثناء فإن الحضور الكثيف للنواب يقتصر على مواضيع بذاتها عندما ترغب الحكومة بفتح اعتماد إضافي أو إقرار الموازنة العامة أو إنزال جرعة سعرية وهو ما حدا بالنائب عبد الكريم جدبان تحدي المجلس إثبات قرار واحد تم اتخاذه لمصلحة الشعب الأمر الذي أثار استياء اللواء يحيى الراعي – نائب رئيس المجلس- واعتبره نوعاً من الخذلان.

[بلخير بازياد]

كلامك صحيح اخي وجهد تشكر عليه وملاحضه اخرى ان ممثلنا لم يتكلم منذ الانتخابات ولم نشاهده يتكلم والاعضاء الي يتكلمون معروفون بافضل والبركاني والوجيه وباصره والعواضي والباقيين يتسمعون