المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الطب والأسره > سقيفة الأسره
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


بنــاتنا

سقيفة الأسره


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-24-2008, 09:53 AM   #1
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي بنــاتنا

بناتنا


لم أكن أتوقع أن تمتهن البنت في الشام مثلا لأني وجدتها معززة مكرمة في حضرموت ، وليس في هذا انتقاص للبيت الحضرمي ، حاشا وكلا ، بل لأن الشام أبعد ثقافة وأظهر مدنية ، فالحضارمة لم ينتجوا فيلما واحدا يعالج قضية اجتماعية ، ولم يكونوا بجوار دول متقدمة ، لكنهم حضاريون إلى درجة ما وإن تعرضوا لتقلبات الدهر وصنوف العذاب والتهجير.
في حضرموت هذه المعزولة جغرافيا ، الحاضرة عالميا من حيث التأثير الإيجابي تربويا وسلوكيا على الغير عبر التاريخ ، تجد البنت معززة مكرمة ، لها كلمتها في البيت ، يحترمها أشقاؤها ، وتعالوا معي:


بناتنا في البيوت

د.مصطفى السباعي
الشبكة الإسلامية)


تلقيت رسالة من فتاة (في دمشق) تقص علىَّ قصتها:
يعاملها أخوتها الآخرون بالقسوة والغلظة، يمتهنوها امتهان الخادم، وينتهرونها انتهار السيد لعبده المذنب...ً......
ثم تقول الفتاة في ختام رسالتها: هل لك يا سيدي الأستاذ أن تفهم مثل هؤلاء الأهل أننا بشر لنا عواطفنا وإحساساتنا، وأننا نتأثر بالكلمة الطيبة كما ننعفل للكلمة القاسية.. وأننا لسنا خادمات ولا أجيرات بل بشر لنا كرامتنا في الحياة...

ومنذ يومين ألقت فتاة في ريعان الصبا بنفسها تحت عجلات القطار فمزقها أشلاء متناثرة! وقيل في أسباب ذلك: إنها أرادت أن تتخلص من شقاء فرضه عليها أهلها حين أجبروها على الزواج بمن تكره...
وفي الحق أن ما تلقاه تلك الفتاة من قسوة إخوتها، وما لقيته المنتحرة من ظلم أهلها يقع كثيراً في بيوتنا، فنحن في الكثير الغالب وخاصة في الأوساط الجاهلة أو الفقيرة لا نزال نعامل بناتنا في البيوت معاملة القسوة والإهمال والامتهان... تقذف البنت من أرحام الأمهات إلى الحياة، فنستقبلها بالتجهم والعبوس، وإذا كانت ثالثة أخواتها أو رابعتهن، كانت ولادتها مصيبة تجزع لها قلب الأم، إذ هي تخشى ألم الأب واستياءه!

ولقد لقيت ذات ليلة امرأة تبكي ساعة ولادة ابنتها فسألتها عن سر البكاء وهي في ساعة فرح وسرور! فقالت.... هذه هي المولودة الرابعة لابنتي، وأخشى أن يكرهها زوجها فيطلقها! وإذا نشأت الطفلة في البيت كانت أول ما تسمع كلمات الدعاء عليها بالموت ونحن نمازحها ونداعبها، فإذا طلبت شيئاً وألحت في طلبه، ازدريناها وأفهمناها أنها أرخص من أن تعطى ما تطلب، فإذا اختصمت مع أخيها الصبي فضربته، ضربناها وصرخنا في وجهها وأرينا أخاها كيف نبالغ في الانتصار له عليها ليطمئن ويرضى... فإذا كبرت عاملناها كالخادم، فعليها أن تقوم بطهي الطعام وغسيل الثياب وتنظيف المنزل، نأمرها كما نأمر الخادم المهين، ثم نضن عليها بكلمة تشجيع أو ثناء، وبابتسامة رضا أو حب... فإذا بلغت سن الزواج نقطع الأمر دونها فنرد ونقبل ونأخذ ونعطي، ونشرط من الشروط ما نشاء، ونطلب من المهر ما نريد، لا يؤخذ لها رأي ولا يعرض عليها ما يراد لها... فإذا رضي الأبوان بالزوج الخاطب، زفت إليه مكرهة أو ساخطة، ويا ويلها إن أبدت رأيها بالإعراض، أو لوحت بالانتقاد، إنها حينئذٍ الفتاة الوقحة السيئة الأدب، التي لم يبق عندها خلق ولا يرتجى منها خير!.

إن النتيجة الطبيعية لهذه المعاملة سيئة بالغة الخطورة في المجتمع. فهي أولاً تغرس في نفس البنت شعوراً بالمهانة والضعف، حتى إذا أصبحت أماً لم يكن في استطاعتها أن تبث في نفوس أبنائها الشعور بالعزة والاعتداد بالكرامة، وكيف تفعل ذلك وهي تفقد في نفسها هذه المعاني ولا تجد لها ظلاً؟

وهي ثانياً: تشعر الفتاة بأنها مظلومة مهضومة الحق، والشعور بالظلم مع الضعف والمهانة يولد الحقد والرغبة في الانتقام، وليس أسوأ خطراً ولا أشد انحداراً للمجتمع من أن تبنى بيوته على الحقد والميل إلى الثأر! وليس أمامها من تثأر منه وتنتقم إلا زوجها وأولادها، ومن ثم يبدأ النزاع، ويكون الخصام، ويفقد الحب، وتقع المشاكل التي لا تنتهي.
وهي ثالثاً: تحمل الفتاة من حيث لا تشعر على الجموح في سلوكها، والخروج على آداب المجتمع وتقاليده، والتبرم بحياة البيت وعاداته... فإن أحيطت بجو قاس ورزقت تديناً وحياً من المجتمع، كبتت إحساسها وشعورها، وعاشت مريضة في جسمها أو نفسيتها.. وإن وجدت مجالاً ولو ضيقاً لنسيم الحرية خارج بيتها، انفلتت ثم انتهت إلى أحد أمرين: إما العار وإما الانتحار...
التوقيع :
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas