شعب مغلوب على أمره..ويمن لايحكمه إلا صالح

[حد من الوادي]

شعب مغلوب على أمره..ويمن لايحكمه إلا صالح


ما من صفة تزري بالإنسان كالجهل ، والجهل أعدى أعداء الإنسان ، والجاهل يفعل في نفسه ما يستطيع عدوه أن يفعله به ، وإن الإنسان إذا طلب العلم أكد إنسانيته ، فإن ترك العلم هبط عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به. إن الجهل لايطلق على ليس من شأنه أن يتعلم ، فلا يقال على الحائط ولا الشجر ولا الحيوان، فالجهل يُنسب إلى الإنسان خاصة لأنه يمتلك قابلية التعلـم ومن شأنه أن يكون عالما.

يقول المنطقيون إن الجهل ينقسم إلى قسمين (بسيط ومركب) فالأول (أن يعلم الشئ وهو عالم بجهله) فلا قبح ولا خطورة في الجهل البسيط لأن الإنسان ما دام أنه يعلم بجهله فسوف يسعى لإزالة هذا الجهل.

والثانى (أن يجهل الشيء وهو لا يعلم بجهله) فهو إذا ًغافل عن جهله ولا يدري بأنه جاهل فيرى نفسه عالما به، فيتركب جهله من جهلين: جهل بالواقع و جهل بهذا الجهل، فهذا الجهل ليس هو إلا ظلمات بعضها فوق بعض وسرابٌ بقيعة يحسبه الظمآن ماء.

يقول بعض الحكماء : "إن من قدرات الإنسان ومميزاته هو أنه يتمكن من التوجه والإنتباه إلى علمـه وجهله فيعلم بأنه يعلم ويعلم بأنه لا يعلم" وأما الحيوانات إن كانت تعلم فهي لا تعلم بأنها تعلم كما أنها حينما تجهل لا تعلم أنها لا تعلم .

فهل ياترى جهل الشعب اليمنى بسيط أم مركب؟
إن كان بسيطا فمتى سيسعى الشعب لإزالة هذا الجهل؟
وإن كان مركبا فهذا هو الخوف .

إن كان الشعب اليمنى يعلم أنه لايعلم الشيء ، فليس من الإنصاف أن نقول عليه شعب جاهل وقد عرف أنه لايعلم شئ ولذلك نقول إنه قد اكتسب نصف العلم وهو العلم بجهله وبقي النصف الآخر وهو العلم بالشيء المجهول فكيف يصل اليه!!؟ نحن الشعب اليمنى لانعرف بجهلنا ، فنحن في ظلمة لا نور فيها أصلا .
فياشعب اليمن لانريد أن نكون من أصحاب الجهل المركب والذين قال فيهم الله تبارك وتعالى:

" قل هل ننبئكم بِالأخسرين أعمالا*الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ".
لانريد أن نكون من المنافقون الذين ورد فى شأنهم " ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون ".

نريد أن نتعلم على سبيل النجاة من الجهل وليس أن نكون همج رعاع أتباع كل ناعق ، لا بد أن نستظئ بنور العلم، ونجد لنا ركن وثيق .
لقد سمعنا ومازلنا نسمع تصريحات من بعض المسؤولين وشيوخ القبائل أن الرئيس صالح هو الرجل الوحيد الأنسب لقيادة البلاد!!!.
فهل ياترى لم يعد هناك رجال قياديون إلا من بيت الصالح!؟

كيف نقول ذلك والشعب اليمنى قادرعلى أن يحكم نفسه كما حكم نفسه أيام بلقيس وسواها من الحكام الذين كانوا خاضعين لآراء الشعب وعقلائه ، فمثل ذلك الكلام لايقوله إنسان عاقل وإنما إنسان صاحب مطامع شخصية .

فالمسئولون يخافون على مناصبهم ومواقعهم إذا رحل صالح لأنهم أصبحوا يفهمون بعضهم البعض، وأما شيوخ القبائل فيخافون أن تضيع القبيلة وتكون مهمشة بعد رحيل صالح من السلطة لأن صالح يقوم بدعم هذه القبائل وذلك لمصلحته ، حتى أصبح الشعب لعبة بين الحاكم وأتباعه وأصبح اليمن حكما قبليا بعيدا عن القانون والدستور.

لكن ماالذى تخاف عليه أنت أيها المواطن ، وأنت أيها الرعوى الذى ستظل رعويا فى نظر شيوخك وتسيركالدابة إن قالوا شمالا شمالا وإن قالوا يمينا يمينا دون أن تـُحكم عقلك لتعرف الصواب من الخطأ !!

ماالذى تخافون عليه؟
فالبطاله أصبحت لقبا يلقب به الشباب وقد أصبحت وظيفته أيضا ، فلا استطاعوا أن يفتحوا بيوتا ولايربوا أولادا.
والفساد أصبح يعم البلاد!! وأما الفقروالجوع فقد جاروا علينا وهذا مايريده الحكام وأتباعهم لأنهم يعرفوا أن الفقر والجوع لايعرفان الإنصاف ،وأصبح الشعب اليمنى مشغول بلقمة عيشه ولاوقت له بالتفكير بشئ أخر.

لذلك علينا بالعلم لكى نعتز بأنفسنا ويكون لنا رأينا الشخصى دون مجاملة لا لمسؤول ولا لشيخ قبيلة ، علينا أن نثق بأنفسنا وأن لانقدس الغير ولانتبع العقائد الفاسدة والشك ويجب أن يكون لدينا القدرة على المقاومة وعدم التواكل على الغير حتى نتخلص من جهلنا وتخلفنا.

لابد أن نعيش كمواطنين دون تمييز ولا أفضلية لأحد وتكون مصلحة البلاد فوق كل اعتبار .
لايهمنا من سيكون الشخص الذى سيحكم البلاد ولكن مايهمنا أن يكون قادرا على خدمتنا وتحقيق مصالحنا سواء كان هاشميا أوقحطانيا ، زيديا أوشافعيا ، شماليا أو جنوبيا...

علينا أن نتخلص من العقائد الفاسدة التى تفسد علينا تفكيرنا وحياتنا وتحولنا إلى سوائم يتحكم بحياتها الحكام وأتباعهم ، لابد أن نتخلص من أفكار العبودية التى تغلغلت فى نفوسنا وورثناهاعن أجدادنا وأبائنا الأوائل.

إنه دوركم أيها الشباب المثقف يجب أن تتيقظوا لواجباتكم ويكون هدفكم بتحقيق التقدم فى حياة اليمن ولا تكون رؤيتكم فى الجدل المتوارث العقيم بين هاشمى أو قحطانى ، زيدى أو شافعى ، شمالى أوجنوبى .

لابد من جيل الشباب أن يفجروا طاقتهم المحبوسة ويتقظوا لعوامل التفرقة والانقسام والحروب والذى يعيشه أبناء اليمن اليوم فلقد أدخل حكامنا الضغائن والأحقاد فيما بيننا وقسمونا إلى شماليين وجنوبين ، زيود وشوافع .

عليكم أن تعرفوا إنكم لستم عبيدا لأحد يتوارثونكم كما تتوارث الأرض وإنكم لستم أعداء فيما بينكم .
لابد للمثقف اليمنى أن يلتمس شخصيته ووجوده من خلال فك العصاب من عينيه ويعرف تاريخ اليمن واقتصادياته وآدابه وثقافته حتى نعرف مشكلاتنا ونجد الحل السليم لها.

إن أكبر تحدي أمام الشباب هوإصلاح الذات بالعلم والمعرفة والإطلاع المستمر لبناء القدرات التي تمكنه من الإمساك بأدوات التأثير القوية لإصلاح مسيرة تاريخ الوطن.

إننى لست حاقدا ولاناقما على بيت الصالح لأقول ذلك ولكننى شديد الحقد على الجهل وكثير النقمة على التخلف الذى نعيشه.
إن صالح ليس المشكلة التى نعيشها ولايحق لنا أن نلومه على أى فساد أوفقر أوبطالة فى اليمن ولكن المشكلة

الكبيرة تكمن فى المواطنين الذين مازالوا يعيشون على الطريقه التخلفية والقبلية والتى تنم عن جهل وتكون إرضاء ومجاملة للأعيان وشيوخ القبائل وهنا يعود اللوم كل اللوم على الشعب اليمنى...


ضياء محمد عبدالله محمد نعمان
بريطانيا

[email protected]


شبوة برس الأخبارية:23/6/2008 ـ شبوه برس / بقلم ضياء محمد عبدالله محمد نعمان