قصص الأمثال الشعبية و ومدلولاتها ...!!

[أبوعوض الشبامي]

.

تمثل الامثال الشعبية في حضرموت جانبا كبيرا من التعبير عن الروح الشعبية في مجالاتها الواسعة وقد صاغ الالون عصارة تجاربهم في جمل وامثال شعبية مختزلة وقد حاولوا
ايضا شرح الامثال واسباب قولها ، وحتى ان لم يعرفوا عنها شيئا حاولوا أن يصطنعون من الحكايات والقصص ليتناسب مع روح المثل وما ذهب اليه المعنى في المثل .

فهنا في سقيفة التراث تعالوا نقف مع بعض من قصص ألأمثال ومدلولاتها والقصة التي نشأ منها المثل :

قصة المثل الأول : (( قُـبـَـل بن سلعان ))

ماهي القـُبـَل القبل بضم القاف وفتح الباء هي في عاميتنا بحضرموت الأعواد الخاصة بسقف المنزل .
من هو بن سلعان ؟ هو اسم شخص بدوي من وادي عدم .

اساب ضرب المثل : يأتي على الشخص الذي يؤدي لك عملا جيدا او يختار لك بضاعة ممتازة ثم يظل يمن عليك بها، ويتخذ من ذلك حجة عليك ويأخذ في التردد عليك مادحا ما قام به او صنعه لك .

قصة المثل : قيل ان بن سلعان كان بدويا و جمّالا اعتاد كل يوم جمعة يسوق بضاعته في تريم فإذا ما باع بضاعته عاد الى باديته ، وقيل أنه ذات مرة دخل الى تريم حاملا اعوادا من خشب البناء
(( قبـل )) وصادف السيد العلامة احمد بن محمد الكاف ( ت 1300هـ) في السوق فأشترى السيد أحمد بن محمد من إبن سلعان عودا واحدا وطلب منه ان يحمله على جمله الى بيته ،
فعرف إبن سلعان طريق بيت هذا الداعية المعروف ، فلما كانت الجمعة التالية دخل إبن سلعان الى تريم وباع ما معه من بضاعة فعرج الى بيت السيد أحمد بن محمد الكاف وناداه ففتح
له السيد أحمد وطلب إ بن سلعان مشاهدة موضع العود في سقف البيت فرحب به السيد الكاف وقدم له القهوة والتمر ومكنه من مشاهدة العود (( القبل )) في سقف البيت ، فجلس بن سلعان
يمتدح العود وكيف انه و لولاه لما كان هناك اثر لقوة السقف وتماسكه وووو الخ ، ثم غادر بن سلعان بيت السيد ذاهبا فلما كانت الجمعة التالية فإذا ابن سلعان ينادي تحت دار السيد احمد
سائلا عن العود (( القبل )) وحاله وقوته ووضعيته بين الاعواد الاخرى ومدى تحمله وووو ..... الخ ، فكان السيد احمد يجيبه برحابة صدر وهكذا تكرر مجيء ابن سلعان كل جمعة وكان يكثر
في سؤاله عن العود (( القبل )) حتى ضاق اهل بيت السيد احمد وضاق معهم في الاخير السيد احمد وقرر مع أهل بيته أن يخلع العود (( القبل )) نهائيا من سقف بيته ونحاه جانبا خارج الدار .

ولما كانت الجمعة وصل إبن سلعان كعادته ولما نادى من تحت البيت أطل عليه السيد أحمد من النافذة وقال له : (( يابن سلعان شف القبل قدامك تحت الدار خذه وامشي ))
وضربت الناس المثل ب (( قبل بن سمعان )) للذي يتمنن على عمل لايستحق كل هذا التمنن..


ولنا وقفة أخرى مع مثل وقصة ....!!!!!


...