أبعد دباباتك عن الجنوب وأترك الأمر للعقلاء – عادل الجوهري

[حد من الوادي]

أبعد دباباتك عن الجنوب وأترك الأمر للعقلاء – عادل الجوهري

</H2>الثلاثاء - 21/10/2008 - 07:47:24 مساء

أبعد دباباتك عن الجنوب وأترك الأمر للعقلاء – عادل الجوهري

الدنيا كلها تتجه صوب الاصلاح بما في ذلك اميركا التي كانت نصبت نفسها "ولي أمر المتخلفين في العالم"فوضعت وصفة سحرية للاصلاح السياسي وأجندة ديمقراطية،حاولت فرضها على العالم من موسكو الى صنعاء لكن هذه الأجندة أصبحت فيما بعد معيارا دوليا لتقدم الأمم ،وأبرزها شفافية الانتخابات ،وتداول سلمي للسلطة وحق الناس في التعبير ،وسيادة القانون ثم فوجئنا أخيرا بأن اميركا نفسها في حاجة إلى اصلاح اقتصادي وإلى تعديل في المسار الرأسمالي،والى تدخل الدولة في السوق مع انه كان من المحظورات التي غيرتها الضرورات.

ماعلاقة هذه المقدمة الطويلة بوطننا العربي؟

أكاد أرقب لحظة تغيير في اليمن يمكن أن تفتح للأفق طريقا اذا استغلها الرئيس علي عبد الله صالح والمقربون إليه،وبدءوا بالفعل رحلة إصلاح سياسي لم يعد هناك مفرا منها،لكن اذا بددوها كما بددوا فرصا قبلها سيكونوا قد ساهموا في تعطيل حركة التقدم في بلد واعد وزاخر بالكفاءات مثل اليمن.

ومن موقع قومي ووحدوي وعروبي لايأتيه الشك من يمين أو يسار اؤكد أن الانتخابات البرلمانية القادمة في ابريل من العام الآتي هي فرصة للرئيس في ان يؤسس لديمقراطية جديدة وحديثة بدلا من ديمقراطية القصر التي يمارسهامنذ إعلان الوحدة والتي أدت إلى فجوات وأزمات ومشكلات لها أول وليس لها أخر.

واول شرط في الاصلاح السياسي القادم هو اعلان الرئيس رغبته الصادقة في عدم التدخل الحكومي في الانتخابات واعتماد النزاهة والشفافية قاعدتين للانتخابات القادمة بحيث يختار الشعب اليمني وبكامل حريته البرلمان ثم الحكومة التي تدير حياته،وليس سرا ان الانتخابات البرلمانية وشقيقتها الانتخابات الرئاسية في اليمن ومصر وبلاد عربية اخرى هي نموذج في الفساد السياسي ،وهي سبة في جبين كل من ساهم في تزويرها وهي عار على كل من خطط او دبر لها إن بليل أو نهار.

هي نموذج في الفساد لانها بدأت وانتهت بنية الافساد،وبطبيعة الحال فقد كان الفساد حاضرا في إعداد قوائم الناخبين التي شملت اسماء متوفين ومهاجرين قاموا من الرقاد الطويل أو عادوا من السفر البعيد لكي يضعوا اصواتهم في مصلحة حزب الرئيس،وهكذا فأول القصيدة كفر فإذا اراد الرئيس الاصلاح فليبدا بتغيير الكفر إلى الرشاد والصلاح وأن ينحاز إلى كل شعبه وليس الى فئة قليلة ستظل قليلة إلى يوم يبعثون.

والانتخابات التي جرت في ظل رعاية السلطة في دولة الوحدة وتحديدا منذ عام 97هي في اعتقادي باطلة،وماترتب عليها باطل بمافي ذلك شرعية الرئيس التي اكتسبها عبر تزوير ارادة الناس،وعبر برلمان مصطنع لكي يحقق أهدافه وهو برلمان معيب مثل برلمانات موبوتو سي سيسيكو"هل يتذكره لأأحد؟!"

فلا انتخابات حرة فيما معارضو الرئيس وحزبه في السجن أو مطاردون في المنافي الاجبارية،وهم الذين شاركوه ذات يوم في بناء الوحدة فإذا بها تتحول إلى صيغة لنهب ممتلكات الناس،وفرصة للاثراء على حساب الشعب،وفيما كان الجنود اليمنيون يقاتلون بالطائرات والمدفعية اخوتهم ممن يسمون "الحوثيين" كان الدم اليمني يهدر بسبب احتكار السلطة وغياب الديمقراطية،وفلسفة اللجوء الى القوة لحل المشكلات الداخلية،ولدى الرئيس ملفات متخمة بأوجاع الشعب سواء في المحافظات الشمالية او الجنوبية،تنتظر سلطة شرعية ومنتخبة بشفافية من اجل حلها،ويستحيل على مجتمع يعتقل المعارضة ان يتمتع بديمقراطية حقيقية،

وهكذا فأن اول شرط لتحقيق نزاهة الانتخابات هو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين،واتاحةالفرصة امام كل صاحب رأي او فكر بان يعبر عن رأيه بكل حرية طالما لايمس سلامة المجتمعاو يخرق القانون وقد علمتنا الايام ان السلطة المستبدة هي اول من يخرق القانون واذا اراد الرئيس انتخابات حرة يتوج بها حياته السياسية فليفتح الباب امام الجميع ويرفع يده عن هذه الفئة او تلك وان يقبل حكم الناس واختياراتهم من دون وصاية أو إرغام،

واخشى ان الامور تسير في اتجاه المزيد من مصادرة الرأي والتعبير والحركة بدليل ماذكرته الفضائيات العربية حول تعديلات القانون الانتخابى التى رُفضت بالنتيجة، وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات التى شُكلت من طرف واحد،وتلكؤ السلطة في اعادة فرز قوائم الناخبين واصرارها على اجراء الانتخابات وفق النظام الفردي مع ان العالم الحر كله يميل الى القائمة النسبية التي تتيح المجال للجميع في المشاركة ولاتهدر صوت الناخبين بل تشجعهم على المشاركة،وتحمسهم على الاختيار بين البرامج وليس فقط الاختيار بين أشخاص.

أن العمل الديمقراطي الحقيقي يعني شمول الممارسة الديمقراطية كل فئات الشعب من الراشدين والبالغين من الجنسين فلماذا هذا الاستبعاد والتهميش والاقصاء لقادة الحراك في الجنوب؟

لماذا لا تحاورهم ياسيادة الرئيس..لماذا لاتصبر على مناقشتهم والانصات الى مطالبهم،ولماذا التشكيك في نواياهم او القاء التهم جزافا ضدهم؟

ان الديمقراطية فعل معاد في الاتجاه للدبابة،فابعد دباباتك عن المحافظات الجنوبية،واترك العقلاء والمثقفين يديرون هذا الخلاف مع ابنء المحافظات الجنوبية بدلا من وصول الاوضاع الى مرحلة لن ينفع فيها الندم؟

ان المؤشرات خطيرة وتحتاج الى تفعيل العقل وليس العصاة والدبابة،والوقت حان لكي يحصل الشعب اليمني على ديمقراطيته بدلا من أن ينتزعها انتزاعا،والفرصة مواتية لتغيير ممارسات كرهها الناس وان ارتبطت بإسمك،والمناخ مهيأ لاستبدال اجراءات هزلية اساءت الى نظام الحكم وجعلت كل شعاراته حول الاصلاح مجرد نكت سخيفة،

واذا كنا كلنا في الهم عرب فإنني أقول كلمتي من منظور قومي لاأبتغي سوى ضميري الذي خلقه ربي ،وهو رازقي وليس لي عندك أو غيرك الا مصلحة شعبنا العربي اليمني الذي هو مصدر الحكمة الملهمة،وأتمنى أن بلتقط الرئيس علي عبد الله صالح الفرصة وأن يؤسس لإنتخاباتة شفافة وشريفة تنسب إلى عهده بدلا من كل ماينسب اليه حاليا سواء عن حق او باطل ،فالحق ان الديمقراطية ابقى من أي نظام والشعب ابقى من أي رئيس.

* رئيس تحرير مجلة الغد العربي ـ القاهرة

شبوة برس

المحرر : شبوة برس - الغد العربي


تعليقات الزوار

رقم : 1948

الإسم: بكري

الثلاثاء - 21/10/2008 - 08:09:41 مساء

مبادرة جيدة يا جوهري ولكن لتسال نفسك هل الرئيس هو الحاكم الفعلي لليمن ؟ ام الحاكم هم من تحت مظلتة محتمون من تقلبات الطقس وهم من سيجهزون علية لو فكر بابعاد المظلة عنهم,والسير نحو التعقل والديمقراطية هو يفضل السير نحو المجهول من ان يطعن من الخلف حتى لا يتحمل مسؤولية خراب اليمن الحقيقية......

رقم : 1951

الإسم: @نسل الهلالي@

الثلاثاء - 21/10/2008 - 09:42:05 مساء

موقف جديد من خارج الحدود ارجو ان يستمر