حكومة صنعاء منزعجة من تدخل الحضارم في شؤون حضرموت

[حد من الوادي]

حكومة صنعاء منزعجة من تدخل الحضارم في شؤون حضرموت

الاثنين - 10/11/2008 - 11:04:45 مساء

حكومة صنعاء منزعجة من تدخل الحضارم في شؤون حضرموت

لازالت اثار وتداعيات كارثة فيضانات الامطار والسيول بمحافظة حضرموت تلقي بظلالها السوداء وتتلاحق ويختلط فيها المأساوي بالملهاوي.

ففي حين ارتفعت نبرة الاحتجاج في تصريحات المسؤولين في السلطة وعلى رأسهم نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية رئيس لجنة الاغاثة صادق امين ابو راس الذي كرر في الاونة الاخيرة التأكيد بان اليمن مكتفية او حققت الاكتفاء من المعونات والمساعدات العينية وتحتاج الى ما يعينها على الاعمار: المال, وفي حين تتكرر هذه النغمة ويرتفع صوتها ليتعجب الكثير من المتابعين من تضمين تلك التصريحات عبارات التأكيد على السيادة اليمنية والتحذير من التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية.

المغتربون الحضارم يتدخلون في شؤون حضرموت

اواخر الاسبوع الماضي تعجبت جموع المواطنين من انزعاج صادق امين ابو راس الذي عبر عنه في حديثه مع مجاميع من المواطنين في وادي حضرموت حينما علم ان بعض المغتربين الحضارم في دول الخليج قاموا بتوزيع مبالغ للمواطنين المنكوبين في منطقة ساه تجاوزت في بعض الحالات (5000) دولار لكل مواطن.

يذكر ان ابو راس قال: ان هذه المبالغ يجب ان تسلم للدولة ويذكر ايضاً ان عدداً من المغتربين لجأوا الى هذا الاسلوب رداً على اصرار السلطات على احتكار مساعدة المنكوبين وحصرها فيها.

من حكم لكرة السلة الى كارثة

اغرقته السيول, فيما اغرقت حي 40 شقة بمدينة المكلا, واتضح بعد توقف الامطار ان السبب في ذلك تمثل بتغيير مجرى السيول الرئيسي من قبل مدير المشاريع في مكتب وزارة التربية والتعليم م/ حضرموت حينما قام بشق طريق وسط الجبل ليصل عبرها الى قصره الذي شيده في الهضبة المطلة على حي 40 شقة.. واوضح شهود عيان واهالي لـ"التجمع" انه بعد غرق الحي المذكور وهو مجاور لبيت المحافظ عاد المتنفذ المذكور بشق الطريق مرة اخرى غير عابئ بالكارثة التي تسبب فيها.. وافادوا ان الاهالي اعترضوه لكنه رفض ما استدعى تدخل المحافظ الذي وجه بوقف العمل في ذلك الطريق, في تلك الاثناء تساءل السكان عن الجهة او الشخص الذي اعطى لهذا المتنفذ الصغير الحق في تغيير مجرى السيول واغرق حي 40 شقة من اجل ان يصل الى قصره الفاره, وهو الموظف البسيط بمكتب التربية.

ويتندر الناس حول هذا النافذ الذي اصبح من اثرياء المكلا بعد انقضاء سنوات معدودات على انتقاله من المحافظات الشمالية حيث كان فقيراً يكسب قوته من عمله كحكم لكرة السلة.. وفي السياق اعادت السلطة المحلية العمل في الطريق الرابط بين حي العمال وحي اكتوبر و30 نوفمبر والذي جرفته السيول لوقوعه في مجراها, ما تسبب بحصر مياه السيول التي هدمت محلات المواطنين وسور ملعب بارادم.

وطالب المواطنون ببناء جسر لحل المشكلة من وقت بعيد, لكن السلطة لم تستجب لمطالبهم ولانه ليس من عادتها الاستفادة من اخطائها.

انفجار المجاري

على الصعيد ذاته تفجرت المجاري في حي اكتوبر وحي 30 نوفمبر واصبحت شوارعهما لاتطاق وانتشر الذباب والبعوض بكثافة مقززة ولم تحرك السلطات ساكناً.

مواقف انسانية ومواقف همجية

رفض عدد كبير من المواطنين استلام المعونات الخاصة بالمنكوبين وقالوا لـ"التجمع": نحن لا نستحقها ونستغرب كيف وصلت الى منازلنا ولم تذهب الى مستحقيها, وباتجاه معاكس يقوم بعض النافذين في السلطة المحلية بمنح اتباعهم من اعضاء المجالس المحلية كميات كبيرة من المعونات لتوزيعها لانصارهم كدعاية انتخابية.

وعلمت "التجمع" انه حتى يوم السبت الماضي لم يستلم الكثير من المنكوبين اية مساعدات, في حين استمر نهب المساعدات من قبل قيادات (.عسكرية ....) ومدنية في السلطة المحلية وتجدر الاشارة الى ان المساعدات العينية والتبرعات النقدية قد وصلت الى ارقام محترمة

وعلمت الصحيفة ان العديد من رجال الاعمال في السعودية ودول الخليج عبروا عن استعدادهم لتمويل اعمار حضرموت واعادة بناء البنية التحتية مؤكدين انهم لا يشترطون أي شيء اكثر من ضمان تنفيذ المشاريع المستهدفة بالتمويل عبر اشراف ميداني تعززه مصداقية السلطات المحلية والمركزية في دعم هذا التوجه.

شبكة شبوة برس