المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


العابنا من صنع ايدينا

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-31-2008, 08:11 AM   #1
من بلعبيد
حال جديد

افتراضي العابنا من صنع ايدينا

كلما أنهكتني أمواج الحياة العاتية، وعجزت عن الحصول على أحلامي لأن التيار يعاكسني، كلما شعرت بالحاجة إلى الأمان وراحة البال فأرسو على شواطئ الطفولة الدافئة وأستسلم لقيود الذكريات التي تمثل الحرية.
الطفولة- نجمع كلنا - على أن أوقاتها فرح ولعب. لم نكن نعرف من الأحزان إلا لحظة وداع عزيز فقط. ولكننا لم نعش مدللين كدلال أبناء اليوم ، فنحن لم نعرف أياً من ألعاب "تويز آر أص" أو غيرها من المحلات، بل كانت ألعابنا بدائية من صنع أيدينا. نتعب في تجميع مستلزماتهاوتصنيعها إلا أن شعورنا بالفرحة أكبر من شعور طفل اليوم عندما يشتري له أبوه سيارة فخمة .
وإليكم الأدوات المستخدمة في صنع السيارة اليدوية: قطعة خشبية بطول ذراع وعرض شبر تستخدم
" بَدي" أو "شاصي" للسيارة، قطعتان من الحديد للربط بين الكفرات (العجلات)، ثلاثة أطقم أحذية (ياما سرقنا من المساجد) لعمل العجلات منه،علبتان أو أربع علب تونه لتثبيت العجلات عليها. طبعاً هذي أشهر لعبة وهناك عدة ألعاب أخرى مثل البندق التقليدي، المنطب (المقلاع) وغيرها.

أما عن الرياضة فيومنا كله رياضة غير مرتبة ماعدا كرة القدم (رياضة الفقراء)، الوحيدة التي كنا نمارسها بشكل صحيح، ولكن المشكلة من أين نجلب الكرة ، فالجيوب معدمة. عقولنا لم تقف عند هذه العقبة بل فكرت في صنع كرة محلية، وأتذكر عندما خططنا لسرقة نصف كرة أطفال القرية المجاورة وتعويض النصف الثاني بنسيج من الخرق والثياب البالية وبعض الجلود . كنا نلعب دون أحذية رياضية وعلى أرضية حجرية صلبة (يعني كل يوم جرح).

أما الحلويات مثل (النعنع الحار) فلا نذوقها إلا في مواسم معينة،أيام العيد أو وقت الأعراس أو موسم لفاتيخ (نوع من أنواع الفطر)، فنحن فلم نفز بشرف تذوق "الجلكسي" و"سنكرس" و "كيت كات" أو غيرها من هذه الحلوى الصناعية . كنت أحسب أن العالم ينتهي في مدينتي عتق وحضرموت (مدينتين يمنيتين) ولم أتوقع أن هنالك عالماً خلفهما باستثناء عالم الأساطير الذي نتشوق كل ليلة لسماع قصصه على لسان أحد الأجداد، وتسمى هذه القصة التي تروى قبل النوم بالوسيلة.

كانت الحكايات معدودة يكررونها علينا كل فترة ، إلا أننا نستمتع بها كلما سمعناها، ومن هذه القصص: غصان البان، سيف سكران، وأبو زيد الهلالي. عندما ينتهون من القصة نلح عليهم حتى يحكوا لنا أخرى، أحياناً يوافقون وأحياناً لايرضون ويستخدمون أساليب مختلفة لإرغامنا على النوم. رغم صعوبة حياتنا فهي تستحق الذكرى.

:: منشور لي في جريدة العالم الاماراتيه::
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas