اليمن:بيان من المجلس الأعلى للقاء المشترك إلى جماهير الشعب

[حد من الوادي]

بيان من المجلس الأعلى للقاء المشترك إلى جماهير الشعب

06/01/2009

بيان من المجلس لأعلى للقاء المشترك إلى جماهير الشعب

يا جماهير شعبنا الأبي... إن المجلس الأعلى للقاء المشترك وهو يتوجه إليكم بأصدق التهاني والتبريكات بمناسبة حلول العامين الجديدين الهجري والميلادي يسأل المولى عز وجل أن يجعل عامنا هذا عام خير وبركة وسؤدد لشعبنا اليمني ولأمتنا العربية والإسلامية وأن يفرج الكرب عن أبناء غزة الباسلة، وينصرهم نصراً عزيزا مقتدر وان يحقق للشعب الفلسطيني الشقيق النصر والتمكين باسترداد كافة حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

كما نسأل الله العلي القدير أن يمكن الشعب اليمني الصابر المصابر من استرداد حقه الدستوري المسلوب في إقامة انتخابات حرة ونزيهة تعبر بحق عن إرادته واختياراته وتفصيلاته وتجسد المبادئ والتطلعات التي ناضل من أجلها عقوداً من الزمن قدم خلالها الآلاف من الشهداء والتضحيات الجسام.

يا جماهير شعبنا اليمني إن السلطة وحزبها منذ انقلابها المفضوح على ما تبقى من الهامش الديمقراطي ومتطلبات وضمانات الانتخابات الحرة والنزيهة يوم 18 أغسطس 2008م لا زالوا يعملون وبإصرار على تكريس هذا الوضع الشاذ كأمر واقع وما على الآخرين إلا التسليم به ضاربين عرض الحائط بتحذيرات المراقبين الدوليين و مطالبات اللقاء المشترك وجماهير الشعب العريضة التي خرجت في عموم محافظات الجمهورية تعبر بمختلف اشكال ووسائل التعبير والاحتجاج السلمي الديمقراطي عن مطالبها في حياة كريمة وانتخابات حرة ونزيهة ولم تكن تلك الوثبة الجماهيرية الخميس 27/ نوفمبر إلا بداية لمرحلة جديدة من التعبير الجماهيري الهادئ والسلمي عن تلك المطالب، إلا أن السلطة استمرت في مغامرتها على السير في الطريق الغلط سواء في تشكيل اللجنة العليا للانتخابات أو في الإقدام على الإجراءات الأخرى المترتبة على ذلك فأهدرت المليارات من المال العام من أجل إجراءات مغلوطة وباطلة وغير مشروعة حيث يكاد يجمع الخبراء والمراقبون ورجال القانون على عدم سلامة وصحة الإجراءات المترتبة على جلسة 18 أغسطس ليس من الناحية السياسية فحسب وإنما أيضا من الناحية القانونية فكل ما بني على باطل فهو باطل.

يا جماهير شعبنا اليمني إن السلطة وفي الوقت الذي ظلت تدفع استمرار تلك الإجراءات المغلوطة وقد عمدت كعادتها في التلاعب بالوقت وتضليل الرأي العام إلى إختراع لعبة جديدة تتمثل بإطلاق سيل من المبادرات التي لا تحمل أي قدر من الجدية سواء في التعاطي مع الأزمة الوطنية أو المشكلة الانتخابية فكل مبادرة تنقض التي قبلها أو تنتقص منها أو تتناقض معها كما صاحب ذلك سيول من التسريبات الصحفية والإعلامية الكاذبة والمضللة عن اتفاقات ومساومات وصفقات مع هذا الطرف أو ذاك بالإضافة إلى حملة إعلامية ظالمة سخرت فيها كل وسائل الإعلام العامة والممولة من الضرائب التي يدفعها أبناء الشعب للإساءة إلى اللقاء المشترك وتشويه صورته وإظهاره كطرف وشريك ثاني في الأزمة الوطنية التي هي من صنع السلطة و حدها ونتاج لسياساتها الخاطئة وبقدر ما خلت تلك المبادرات المتناقضة والمتضاربة من الجدية والمصداقية فقد جعلتها تلك التسريبات الكاذبة والحملة الإعلامية الكاذبة التي أحاطت بها تبدو أقرب إلى الإعلان التجاري منها إلى الرؤى والمعالجات الوطنية الجادة ورغم كل هذا فإن اللقاء المشترك وإنطلاقاً من مسئوليته الوطنية ونهجه القائم على سياسة النوافذ المفتوحة ورفض كل أشكال القطيعة فقد تعامل مع كل ذلك بصدر واسع وقلب مفتوح لكنه في كل مرة لم يجد من طرف السلطة إلا الإصرار على أساليبها العقيمة ونزعتها التفردية وسياسات الإقصاء وتسخير مقدرات البلد للمصالح الأنانية وتكريس سلطة الفرد على حساب الدستور والقانون ومؤسسات الدولة التي حولت إلى أداة من أدوات هذه السياسة التي دفعت وتدفع بالبلاد نحو نفق مظلم وتضعها على حافة هاوية مجهولة.
وإزاء كل ما سبق فإن المجلس الأعلى للقاء المشترك يؤكد على ما يلي:

1- يجدد تمسك اللقاء المشترك بمطالبه الواضحة حول المتطلبات والضمانات والشروط الموضوعية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة والتي طرحها من وقت مبكر وتضمن بعضها إتفاق المبادئ كما تضمنت الكثير منها توصيات بعثة الاتحاد الأوروبي التي تم التوقيع عليها مع الحزب الحاكم في تاريخ 11/12/2006م كما تضمنتها العديد من الاتفاقيات والمحاضر المتفق عليها والموقعة من كل من اللقاء المشترك و السلطة وحزبها الذين انقلبوا عليها يوم 18 أغسطس الماضي.
2- مطالبة اللقاء المشترك السلطة بالكف عن التعامل مع القضية الانتخابية وكافة القضايا الوطنية بروح الاستخفاف واللامسئولة ويؤكد أن استمرار السلطة وحزبها في هذا الطريق المغلوط إنما يعد اغتصابا لحق الشعب بـ"انتخابات حرة ونزيهة" ويحملهما المسئولة الكاملة في كل ما يترتب على ذلك من تداعيات.
3- يهيب المجلس الأعلى للقاء المشترك بقياداته وأعضاءه وأنصار المشترك وكافة أبناء الشعب اليمني الأحرار لمواصلة النضال السلمي من أجل استعادة حق الشعب في انتخابات حرة ونزيهة تشكل مدخلا لمعالجة الأزمة الوطنية ووضع البلاد على بوابة الإصلاح السياسي والوطني الشامل.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
صنعاء ـ المجلس الأعلى للقاء المشترك
الاثنين ـ
8 محرم 1430هـ الموافق 5/1/2009م