حتى وإن كانت العاصمة في الجنوب رفضنا هو رفضنا ..!!

[أبوعوض الشبامي]

إنهيار الدولة المركزية في صنعاء بكل مؤسساتها ليست إلا مسألة وقت ، فهي تتراء للمراقب للأحداث على المدى المنظور والقريب حقيقة واقعة ، يتوقعها الجميع ، ومن المتوقع تقسيم الدولة المركزية في صنعاء الى دول ومشيخات ليست فقط (( شمالا - وجنوبا )) ، فكل المؤشرات في ظل سلوكيات النظام الحاكم في صنعاء يستقرأ المراقب منها أن الإنهيار قريبا ، وقريبا جداً ،،، ومهما حاول النظام السياسي الحاكم في صنعاء كبح وتشتيت الحراك الجنوبي المطالب بشدة بالانفصال والاستقلال ، ومحاولته الضرب بيد من حديد على الحوثيين في صعده ، والاستعانة بفتاوى مشائخ الحرب من ذوي الفتاوى الدينية التي تجيز للحاكم استباحة الاراضي ونهب الأموال تحت ذرائع وحجج تبرر للحاكم سلوكه المشين وفساده المبين .. كل تلك الممارسات وسلوكيات النظام الحاكم في صنعاء باءت بالفشل الذريع وزادت من حدة توتر الأوضاع والانهيار ....!!
وآخر الاقتراحات المطروحة على طاولة النظام الصنعاني الحاكم التفكير بنقل العاصمة الدولة (( الشمالية )) الى أحدى مدن الجنوب ، وفي الغالب تم ترجيح عدن بأن تكون تلك العاصمة السياسية المقترحة للدولة (( الآيلة للسقوط )) ، وذلك في محاولة يائسة من النظام وراءها هدفين سيئين هما :

الأول : تعاني مدينة صنعاء من مشاكل كثيرة واختلالات أمنية واضحة ، ولكن مشكلة نضوب الماء من الحوض الجوفي يأتي في المقام الأول، وهذه الأزمة سببت شحة مصادر المياه في حوض صنعاء وقد بدأت تتفاقم في مدينة صنعاء ولإستباق مضاعفات هذه الأزمة يفكر النظام بنقل العاصمة من صنعاء.

الهدف الثاني : يهدف النظام الحاكم مخادعة ابناء المحافظات الجنوبية بوقف الحراك السياسي المطالب بالانفصال والاستقلال . و والسعي نحو إمتصاص النقمة الشعبية والسخط الجنوبي على الدولة المركزية الصنعانية ، وكأن اشكالية النظام مع ابناء الجنوب هي مسألة (( العاصمة )) وما أدراك مالعاصمة أين يكون موقعها ؟؟؟

بينما يدرك أبناء الجنوب بأن القضية هي قضية اشكالية نظام فاسد فرض الضم القسري على ابناء الجنوب ، واتخذ شكلا من اشكال الاستعمار ، غابت فيه سواسية المواطنة ، وانتهج سياسة سلب الثروات وإشاعة الفساد ، واستغلال المسؤولين نفوذهم في الاستيلاء على الاموال والاراضي والعقارات والترواث الطبيعية في الجنوب ..
لهذا مهما حول نظام صنعاء من خداع واستدراج الجنوبيين واسترضاهم بنقل العاصمة الى عدن أو المكلا ، فإن الرفض سيبقى هو الرفض والمطالبة بالاستقلال والانفصال سيبقى هو المطلب الجنوبي في ظل هذه الأوضاع المأساوية القمعية التي تمارس ضد أبناء الجنوب ...!!



...