إلاّ بقشان ( حضرموت الخيرواهلهاكذالك ) كتب: الدكتور/ عبدالرحمن بلخير

[حد من الوادي]

إلاّ بقشان

المكلا اليوم / كتب: الدكتور/ عبدالرحمن بلخير
2009/6/12

لم يخطر ببالي وأظنه لن يخطر ببال أي رجل يفرق بين الألف وكوز الذرة، أن الشمس يمكن تغطيتها بمنخل لكنها مع ذلك غطيت بمنخل من اسفاف مقيت وشئ من التجبر الرخيص، الذي لايمكن أن تسمع بمثله إلا في بلد اسمه اليمن.. ويقولون أن الحقيقة ساطعة كالشمس في رابعة النهار، لكن في اليمن فان الحقائق ممكن أن لاترى لا في رابعة النهار ولااولى ابتدائي النهار بل قد لاترى اصلاًًً فالنهار غير موجود عند أغلب المتنفذين لأنهم في سكرتهم يعمهون، اما في الليل فالكهرباء تتكفل باخفاء ماتبقى

منظق الأشياء يقول أن الاحسان يجب أن يقابل باحسان مثله إلا في اليمن فتوقع أن يقابل الاحسان ليس بالجحود بل بالحرب الضروس.. واذا استوعب عقلي ان يقابل احسان شخص ما بالجحود، فان أي عاقل له عينين ولسان وشفتين لن يخطر بباله أن يكون هذا الجحود وهذه الحرب الضروس من نصيب رجل البر والاحسان السوبرالشيخ عبدالله بقشان

الشيخ عبدالله بقشان رجل بحجم العطاء ان كان للعطاء حجم، رجل يقف امامه الاحسان خجلا.. رجل من اسرة لبست عمل الخير كما نلبس نحن الثياب ونشرب الماء ونتفنس الهواء.. من أسرة لها في كل بقعة شواهد وفي كل بيت بصمة عطاء، وفي كل قلب ينبض مساحة وفاء ورقعة ود تتزايد، وعلى كل لسان دعاء يتردد صداه بدوام الايام.. بنوا المستشفيات فجنبوا المرضى السفر للخارج، وسفلتوا الطرقات فتواصلت القرى والمدن المتناثرة، دعموا الرياضة رغبة في رعاية الشباب بعيدا القات ومشتقاته.. ولم يبخلوا بفتح النوافذ أو قرع الأبواب كلما كان ذلك متاحا دون انتظار كلمة شكر

عندما لبى بقشان ومعه رهط من خيرة رجال الأعمال من الشقيقة السعودية ذوي الاصول الحضرمية كالعمودي أو بن لادن أو من المستثمرين السعوديين مثل الشيخ خالد بن ابراهيم النملة، نداء الاستثمار في اليمن كان يحدوهم الأمل أن يكون الأمن والأمان قاعدة انطلاق الاستثمار، لا أن تصبح أراضي مشروعاتهم التي اشتروها بالملايين من حر أموالهم ولم يغنموها من المنعطفات او الفيد أو يحصلوا عليه بالتوجهات العليا.. مطمعا لقوى واشخاص لااحب شخصيا تسميتهم بالمتنفذين، فالدولة أعلم بتسميتهم أو تصنيفهم وهي اولى بالاجابة مني.. وهي أدرى بعواقب تعدياتهم على أراضي هؤلاء المستثمرين الجادين

ان قرارات واحكام القضاء الباتة لاتحتاج الى توجيهات وترجيات لدى الجهات العليا في الدولة لتأخذ مجراها ومع ذلك فان هؤلاء المستثمرين المحترمين لم يتركوا باباً الا وطرقوه في قضية تعديات كهلان ابوشوارب ومعصار سلاب على ارض المجموعة اليمنية للتنمية المحدودة في الريان، بموجب احكام القضاء وخطابات محافظ حضرموت لمدير الامن بوقف التعديات.. وكذا اعتراض القوات الجوية على تسليم موقع المستثمر خالد النملة.. الذي هو الآخر دفع فيه مبلغا كبيرا جدا لملاكه، فماذا نسمي هذا، في بلد يصب اعلامه وابواقه الرخيصة فوق رؤوس المستثمرين ورؤوسنا سيلاً من الخطابات الممجوجة عن الترحيب بالمستثمرين وفرص الاستثمار.. واذا كان هكذا يفعل باراضي مسثمرين كبار جدا ويمثلون الجارة الكبرى، فان صراخ المواطنين البسطاء من السطو على أراضيهم يبدو امرا طبيعا وفي حدود الكوليستورل النافع

الامر العجيب في الموضوع أن تصريح محمد عبده سعيد رئيس المجلس التنفيذي للجانب اليمني لمجلس رجال الإعمال في ختام اجتماع المجلس التنفيذي اليمني السعودي لرجال الإعمال ، "بان مشكلة الأراضي هي مشكلة عامة، يواجهها المستثمر اليمني والسعودي على حد سواء" " وان الارض مشكلتها انها ملك لأفراد" " وان حلها يحتاج الى وقت طويل" كلام جميل لكن هل يقنع المستثمر السعودي أو الاجنبي؟؟ اني اخاف ان تكون اطراف اخرى تدفع باتجاه تطفيش رجال الاعمال السعوديين لمصلحة مستثمرين محليين

طبعا الأعجب في الموضوع ان لانسمع للدولة التي تستعرض كل قوتها على المساكين وتخوفهم بالعروض العسكرية والاطقم المنتشرة "حبه بعد كل أكل" صوتاً ولو خافتا أو من وراء حجاب، للحفاظ على هيبة القضاء الذي اصدر هذه الأحكام، والقضاة الذين عينتهم، وبالنالي الحفاظ على هيبة الدولة التي اصبحت على المحك، خصوصا ان لهؤلاء المستثمرين مجلسا سوف يتفهم هذا العبث اسمه مجلس التنسيق اليمني السعودي.. فهم نفهم بيت القصيد أم يظل الصوت الأعلى للعصيد



التعليقات على الخبر


1 - محب للخير مغلاق للشر
شكراً د. بلخير على اثارة هـذه الموضوع الحيوي والمهم. ولك حق ان تقول ربما توجد اياد تدفع بتطفيش المستثمرين السعوديين. من واجب الدولة حماية قراراتها خاصة إذا صدرت تلك القرارات من جهاز القضاء الذي يمثل ويرمز للعدل والمساواة. لكن حتى تصريح محمد عبده سعيد كلام في كلام كيف يصرح بهكذا كلام انه محسوب عليه وعلى جو الاستثمار في اليمن من بربك من المستثمرين بعد ان يسمع ما يحدث سوف يجازف بأمواله وياتي ليستثمر في اليمن. إذا كان هناك اناس تستحوذ على حقوق الاخرين بقانون القوة. ففي هـذه الحالة يكون قانون الغاب هو السائد. ولم تعد اليمن بلد الحكمة ولا الايمان. بل بلد الجهل والجهالة والظلم

--------------------------------------------------------------------------------

2 - مشقاصي غيور
آلا تعلم يادكتور ان احدى الاراضي التي تتكلم عليها صرفت وثائقها من العاصمة صنعاء بعد رفض توثيقها في المكلا للاحكام الموجوده (الارض في حضرموت والصرف من صنعاء ) تحياتي

--------------------------------------------------------------------------------

3 - ابن الوادي
مقال جميل ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

--------------------------------------------------------------------------------

4 - يوسف باسنبل
مشكور استاذي دكتور عبدالرحمن على هذا الموضوع الذي يناقش قضية غاية في الأهمية وتهم مستقبل الوطن

--------------------------------------------------------------------------------