الأب الغني الأب الفقير ( ملخص كتاااب يستحق القراءة )

[الدور القبلي]

	هذا ملخص كتاب (RICH DAD POOR DAD)، أو الأب الغني الأب الفقير. تأليف: روبرت كيوزاكي. ترجمة: مكتبة جرير. هل فكرت يوما في أن حالك لن يكون نفس الحال لو ولدت لأب آخر؟ سيتغير بالطبع شكلك وملامحك الخارجية وكذلك أسلوب معيشتك وربما لغتك وعاداتك وتقاليدك. فهل هناك تغيير آخر قد يصيب حياتك؟ هل فكرت في أن أبا آخر غير أبيك قد يعلمك أشياء مختلفة خاصة فيما يتعلق بالمال وشؤونه لمجرد كونه غنيا أو فقيرا؟ يجيب مؤلف هذا الكتاب بنعم. فكون الأب فقيرا أو غنيا يؤدي إلى تعاليم مادية مختلفة. وقد توصل الكاتب ذاته إلى تلك الخلاصة من خلال تجربة شخصية عايشها في الواقع من خلال والده المتعلم تعليما عاليا ويعمل في وظيفة راقية ويتمكن بالكاد من القيام بالتزاماته الشهرية نحو أسرته وأطفاله. على الجانب الآخر نجد والد صديقه الذي لم يكمل تعليمه والذي يعيش استقرارا ماديا لم تشهده حياة والد الكاتب أبدا. لم يقارن الكاتب بين حياته وحياة صديقه بل قارن بين ما علمه له والده وما تعلمه صديقه من والده، ليتوصل في النهاية إلى أن غنى الأب أو فقره يؤثران على التنشئة المالية التي ينشأ عليها الأبناء. الفقراء عامة يعملون من أجل الحصول على المال أما الأغنياء فيوظفون المال لصالحهم. ونتيجة التجربة الأولى أن يظل الفقراء فقراء إلى الأبد وموظفون إلى الأبد مهما علا شأنهم الوظيفي كما يظلون على تحايلهم الدائم على الراتب لكي يفي باحتياجاتهم المتزايدة وموجات الغلاء المتصاعد. أما الأغنياء فيزيدون أموالهم بشكل مستمر، فهم لا يعملون في طاحونة الوظيفة ولا يدورون في حلقة مفرغة بل يعملون دائما على إيجاد أصول تدر دخلا، وبذلك يخرجون من حيز الدائرة الواحدة إلى عدة دوائر هدفها النهائي أن تدر دخلا إضافيا، وهكذا تتزايد الأموال. لقد وعى الأغنياء هذا الدرس فعلموه لأبنائهم ولم يعرف عنه الفقراء شيئا فقدر لأبنائهم أن يسيروا على نهجهم وأن يعانوا معاناتهم. يقولون لأبنائهم: استذكر دروسك جيدا واحصل على درجات عالية كي تحصل على وظيفة جيدة. وبذلك يدخلونهم في دائرة لا نهاية لها. فما الذي يوصي به الأغنياء أبناءهم؟ إنهم لا يحثونهم على الاستذكار الجيد! وإن حدث أن فعلوا ذلك فليس من أجل الحصول على وظيفة متميزة تدر دخلا متوسطا. إنهم يفصلون تماما بين العلم والعمل! وقد يوظفون العلم من أجل العمل! لكنهم يوظفون المال بالدرجة الأولى لخدمتهم، وبذلك يخرجونهم من دائرة الوظيفة وما يتبعها من دخل محدود. يقول مؤلف الكتاب: هذا هو نوع التعليم المالي الذي نريد تدريسه لأبنائنا، وهو لا يدرس في المدارس ولا في الجامعات. ويمضي الكتاب قدما في شرح أساليب الحصول على تلك الأصول التي تمكنك من زيادة أموالك وتحقيق النجاح المادي. يضيف مؤلف الكتاب: إنني مهتم حقا بدراسة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، فالسنوات القادمة ستشهد ثورات وتقلبات اقتصادية وسياسية عنيفة مما سينقل كثيرين من أغنياء اليوم إلى مصاف الفقراء، وعلى الجانب الآخر سيزداد بعض الأثرياء ثراء وستظهر طبقة جديدة من الأثرياء، ولأنه عصر التكنولوجيا والتقدم العلمي فقد ازدادت أهمية التعليم لكن من السذاجة أن نستمر في نصح الأطفال بالجد والاجتهاد في المذاكرة للحصول على وظيفة ممتازة، إذ تعتبر هذه النصيحة ضد مصلحة الطفل بل ونصيحة خطيرة أيضا، إنك بذلك تدخله الدائرة المغلقة مرة أخرى. لقد اختلفت قواعد اللعبة والنجاح ولهذا يطرح الكتاب قواعد جديدة مثل تلك التي يعلمها الأغنياء لأبنائهم وبذلك يعود جزء كبير من مهمة التعليم إلى المنزل وليس إلى المدرسة فقط، فنتيجة إلقاء عبء التعليم على المدرسة فقط كان ازدياد الجانب النظري على حساب المهارة العملية وتمجيد العلم البحت وسلوك السبل الآمنة كالالتحاق بالوظائف الثابتة مثلا، أما إذا تدخل المنزل أو ساهم بجزء في تعليم الأبناء فستنتقل خبرة الوالدين العملية والمالية إلى الأبناء، مما يخلق توازنا بين الجانبين العملي المنزلي والنظري المدرسي. وحتى ذلك الحين عليك بقراءة هذا الكتاب لتتعلم أنت ولتعلم أبناءك القواعد الجديدة للعبة النجاح.