رساله المحضار الى بدوي زبير

[سلا خاطر]

من حضرموت الداخل اتتنا في حوالي عامي 77 و 78م من القرن الماضي أشرطة كاسيت تحمل أغاني الفنان الراحل بدوي الزبير منها اغنية ( أهل سيئون مازالوا سلبهم بو فتيله ) وأغنية ( قالوا علينا دعاية والفوها حكاية ) وغيرها في تلك الفترة ، وبدأ صوت بدوي الزبير الشجي الرائع يحتل مساحات الحب والاعجاب في قلوب وأفئدة مستمعيه ، اعجب أهل الساحل بأغاني بدوي الزبير وتطلعوا الى ان يروه مغنياً وعازفاً على العود ، ولكن بدوي لا يتزحزح من مكانه وظل يرسل صوته الشجي من على غصنه المزهر في بطن وادي حضرموت الميمون ، وممن اعجبوا بالفنان بدوي الزبير شاعرنا الكبير الراحل حسين المحضار رحمه الله ، والذي إبطي عليه قدوم بدوي الزبير فما كان منه الا ان خاطبه في اغنية جميلة مشهوره يستحث فيها بدوي على القدوم الى ساحل حضرموت حيث يزهر الفن هنا ويثمر ، وتحلى ليالي الطرب والسمر ، قال المحضار :ـ
عامد الجانب النجدي مامعك شي مجاني
ليش ماتعمد البحري عاسيوب المعايين
يامسيكين
حلوة وجميلة من المحضار (يامسيكين) فهو يرثي لحال هذا العامد النجدي البعيد عن المجاني والحدائق المثمرة ، فهو لم ينتبه لحاله ، ولم يتدارك أمره ، وعليه ان يتجه الى مكان آخر هو أكثر حياة وأكثر روعة .
لا تقول الجــــبل الحدي والحضن هي مكاني
شف لنفسك مكان أخري قبل عام الثمانين
وكلمة (أخري) معتمده لدى أهل الوادي ويكثرون من استعمالها ولعل المحضار يؤكد مخاطبته لبدوي بلهجة يعرفها ليدرك بأنه هو المعني بها ، وهو في حثه لا ينسى بأن يبز له محاسن هذه الدعوة ويطمنه الى سلامة قصده فيقول له :ـ
حـــــــط يدك مع يدي بايقع شرب هاني
خل حمم لأهل باهبري يوم قدهم سلاطين
أو قوله :ـ
ما نعول على العدي للهوى سر ثاني
من زمن بيننا يسري ما دفناه في الطين
كل فنان شم وردي لي تفتح من غصاني
وأنت مزكوم ماتدري ماتشم الرياحين .
هذه رسالة المحضار الى بدوي رسالة شاعر كبير يعرف فن وقيمة فنان كبير ، وايضاً بدوي يعرف قيمة المحضار ويقدر شعره وابداعه وكيف لا وقد طبقت شهرة المحضار الآفاق ، وكانت استجابة بدوي لارادة المحضار ورغبته ، (فعمد الجانب البحري حيث المعايين ) فرايناه وعشقناه ومكث يطربنا في مدن الساحل والى أخر أيام حياته رحمه الله


منقووووووووووووووول

[ابن الشحر]

مشكور ياخوي على نقلك
لنا هذه الرساله
تحياتي