شيعة سعوديون: ندعم بلدنا وليس الحوثيين

[حد من الوادي]

رداً على اتهامات اليمن لهم بدعم المتمرديـن
شيعة سعوديون: ندعم بلدنا وليس الحوثيين

المصدر أونلاين - إسلام أونلاين


نفى شيعة سعوديون اتهامات صنعاء لهم بدعم المتمردين الحوثيين (شيعة) في شمالي اليمن، معتبرين أن سيادة الوطن "خط أحمر، والوطنية مقدمة على المذهبية"، وأكدوا مؤازرتهم لموقف السعودية ضد انتهاك الحوثيين لحدودها، وهو الموقف ذاته الذي أعلنه شيعة الكويت.

ويأتي هذا الحديث ردا على اتهام كل من وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي وسفير اليمن بالكويت خالد الشيخ في تصريحات إعلامية مؤخرا لهيئات وأفراد ومنظمات في الكويت والسعودية وإيران والبحرين بـ"تقديم دعم مالي وسياسي ومذهبي للحوثيين"، معتبرا أن هذا الدعم هو سبب استمرار "جماعة لا يزيد عدد مقاتليها عن 10 آلاف مقاتل في الحرب لسنوات".

وفي تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" قال الكاتب الشيعي السعودي نجيب الخنيزي الذي أصر على التعريف بنفسه كمثقف وطني: "أرفض وأدين أي شكل من أشكال الاعتداء على أرض الوطن، من أي جهة كانت وتحت أي لون أو عنوان سياسي أو مذهبي".

وتابع: "أي انتهاك لسيادة الوطن أو تدخل في شئوننا الداخلية هو خط أحمر، ويجب أن تتراص الصفوف خلف القيادة السياسية ضد أي طرف قد يشكل خطرا على أرض الوطن وهذه قضية محسومة".

وأعلنت السعودية الأربعاء 4-11-2009 مقتل أحد جنودها و11 آخرين على يد "متسللين حوثيين" اخترقوا أراضيها عبر الحدود مع اليمن، وبعدها توالت أنباء الاشتباكات عند جبل الدخان الواقع على الحدود بين البلدين، التي تمتد لمسافة 1500 كيلومتر، وتمثل مبعث قلق أمني بالنسبة للسعودية التي تبني سياجا حدوديا تستخدم فيه التكنولوجيا المتقدمة لمنع التسلل.

وتصاعد القتال بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين منذ أغسطس الماضي، وتخشى دول عربية حليفة للولايات المتحدة مثل السعودية ومصر أن يصبح لإيران نفوذ في اليمن من خلال الحوثيين الذين ينفون تلقيهم أي مساعدة من طهران التي عرضت التوسط لإنهاء الصراع.

تعاطف لا دعم

وفرق الخنيزي بين الدعم والتعاطف، مشيرا إلى أنه "قد يكون هناك تعاطف من بعض الشيعة مع الحوثيين، ولكن ليس شرطا أن يكون التعاطف على أساس مذهبي، بل قد يكون مرده موقفا سياسيا، والدليل على ذلك تعاطف جزء كبير من الشيعة مع حركة حماس الفلسطينية، وهي سنية".

وحذر من أن "التفسير الخاطئ والتبسيط المخل لما يحدث في اليمن هو ما يؤدي إلى رد الأزمة إلى عامل خارجي، في محاولة للالتفاف حول الأزمة الحقيقية وتصديرها للآخرين".

ورأى أن "ما يجري في اليمن من مشاكل داخلية سببه خليط بين المواقف المذهبية والسياسية والإقليمية، ولكن المشكلة أنه تم تضخيم العامل المذهبي دون العوامل الأخرى"، مشيرا إلى أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح نفسه "ينتمي لذات الطائفة التي ينتمي إليها الحوثيون، وهي الطائفة الزيدية"، ومعتبرا أن "هناك نزاعا سياسيا مناطقيا يتمظهر بشكل المذهبي".

بيد أن الخنيزي لم ينف أن "هناك أطرافا إقليمية سواء إيران أو أي دول أخرى تتلاعب بالأوضاع الداخلية في اليمن وفقا لأجندتها ومصالحها الإقليمية".

سعوديون أولا

واتفق الدكتور توفيق السيف- كاتب ومثقف شيعي سعودي- مع الخنيزي فيما ذهب إليه، مشددا في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" على أن "موقف المثقفين الشيعة هو نفس موقف الحكومة السعودية، ونحن نؤيد ما تقوم به في الدفاع عن أرض الوطن، وانتمائنا الوطني يسبق أي شيء".

وتابع: "اليمن لديها مشكلات داخلية يجب أن تحلها بنفسها، ولكن أن يحاول أي من الطرفين سواء الحكومة أو الحوثيين نقل المشكلة إلى المملكة وتوريطها في الصراع الدائر بينهما، فهذا أمر مرفوض تماما".

وشدد على أن: "سلامة الأراضي الوطنية مسئولية الحكومة والشعب، والشيعة هم جزء من هذا الشعب، وموقفنا هو الدفاع عن سلامة أراضي الوطن، وأي حديث عن مشكلة الحوثيين -كشيعة يجب التعاطف معهم- أمر غير حاضر في أحاديث المثقفين، والفصل بين المسألة المذهبية والوطنية واضح لدينا منذ زمن طويل، وقد جرت محاولات سابقة لجر شيعة السعودية لمواقف مذهبية بهدف استعداء الحكومة ضدنا، ولكن هذا لم يحدث".

وعلى خلاف آراء المثقفين الشيعة، تتهم منتديات شيعية السعودية بأنها تدعم اليمن وتمول حربها ضد الحوثيين تخوفا من التمدد الشيعي في جنوبها.

وخلال استقباله لوزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك، الذي نقل له رسالة تضامنية من أمير الكويت تدعم موقف المملكة من الحوثيين، أكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز -في أول تعليق له على الحرب الدائرة- أن الرياض "قادرة على ردع كل معتدٍ، ورد كيده إلى نحره".

وشيعة الكويت أيضا

في سياق متصل نفى شيعة الكويت بدورهم أي تدخل في الصراع بين القوات الحكومية والمتمرديـن الحوثيين في محافظة صعدة، وقال أمين عام "تجمع ثوابت الشيعة" الكويتي فرج الخضري في تصريحات إعلامية اليوم إن "التجمعات والكتل والتيارات الشيعية الكويتية لا تقدم أي دعم خارج الكويت، ولا يوجد أي لجان شيعية خيرية لها علاقة مع اليمن".

واعتبر الخضري تصريحات وزير الخارجية اليمني الذي اتهم فيها شيعة الكويت بدعم الحوثيين، "مسألة سياسية"، قائلا إنه "لا يمكن تعميم التصريحات على الشيعة في الكويت والبحرين والسعودية، فالشيعة في كل بلد لهم وضعهم ورؤيتهم الخاصة".

وحذر الخضري من أن "الأمور قد تئول إلى نتائج أسوأ مما هي عليه الأوضاع في العراق إذا ما تم الاستمرار في التعامل الطائفي مع ذلك الملف"، مؤكدا أن "معالجة تلك القضية يجب أن تنصب على محاولات الصلح بين الطرفين بعيدا عن الأمور الطائفية".