أيها المسلمون السويسريون ! المنائر لم تكن ركناً ولا واجباً من أركان الدين الإسلامي

[الحضرمي التريمي]

أيها المسلمون السويسريون ! المنائر لم تكن ركناً ولا واجباً من أركان الدين الإسلامي

على حظر بناء المنائر فوق الجوامع والمساجد في سويسرا التي بها أكثر من نصف مليون مسلم مثل مفاجأة للرأي العام العالمي كونه يصدر في قلب قارة أوروبا وعن سويسرا على وجه التحديد البلد الذي يحتضن مقر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ويدعي الحرية والحياد وحماية حقوق الإنسان . هذا ماتناوله الصحفيون والسياسيون في موقفهم من قرار سويسرا الدولة الأوربية الديمقراطية المعتدلة كما توصف دائماَ 0
والأمر في حقيقته ضيق الأوربيين من انتشار الإسلام في قارتهم الباردة العجوز؛ واختبار أيضا للمسلمين هل المآذن أو المساجد هي المقصودة ؟
فالأوربيين يدركون أكثر من كثير من أبناء المسلمين أن المنائر لا تعد للمسلمين ركناً ولا واجبا بناؤها ، فقد أخذها المسلمون حقيقة بعد عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته من غيرهم كالنصارى الذين كانوا يرفعون فوقها الأجراس فوق كنائسهم 0
ولهذا لم تُشكل المنائر على الجوامع في يوم من الأيام ركناً من أركان الدين الإسلامي المعروفة للجميع لقد جاء بناءها في فترة متأخرة جداً من تاريخ فن المعمار الإسلامي كما هو معروف ثم لم يأتي ذكرها في القرآن عندما ذكر الله المساجد قال تعالى :
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ }النور36
(في بيوت) متعلق بيسبح الآتي (أذن الله أن ترفع) تعظم (ويذكر فيها اسمه) بتوحيده (يسبح) بفتح الموحدة وكسرها أي يصلي (له فيها بالغدو000)
وذكرت المساجد واحد وعشرون مرة في سور متعددة من كتابه تعالى ولم تأت المنارة كوصف لجزء من بيت الله الذي نصت عليه الآية ولو مرة واحدة0 ولم يكن مسجده صلى الله عليه وسلم عليه منارة ولا به محراب 0
وأما الآذان فهو شعار من شعائر الدين المشهورة ، يرفعه المؤذن حين دخول وقت الصلاة برقع صوته أو بأي وسيلة مشروعة تساعده على ذلك كمكبرات الصوت الحديثة الآن وهي في حقيقتها - أي الميكرفونات- ليست بدعة كما قد يظن من يبحث لتجويز بدعته لأن البدعة "ما أحدث في دين الله وليس له أصل عام ولا خاص يدل عليه "
أو بعبارة أوجز "ما أحدث في الدين من غير دليل"
0 وقد أفتى من أفتى من علماء المسلمين بأنه لا حرج في إقامة المآذن في المساجد وقال باستحبابه لما فيه من تبليغ صوت المؤذن للمدعوين إلى الصلاة واستدلوا على ذلك بأذان بلال رضي الله عنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم0
فعدم السماح بوجودها لا يعني بأي حال من الأحوال منع إقامة الصلاة وأركان الدين الأخرى0
فأعداء الدين الإسلامي قد يستغلون مثل هذه الحوادث لإثارة الفتن بين علماء المسلمين وهيئاتهم الرسمية وعامة المسلمين وذوي الأفكار المتطرفة ، وأصحاب الإسلام السياسي كالرافضة والمتحزبين 0
فإنك لن تجد عالماً سلفياً يفتي بردود الأفعال الحماسية والمشينة لاستعداء الكفار الأوربيين ضد الأقليات المسلمة التي اختارت سويسرا أو غيرها بلداً لها أو من السكان الأوربيين المسلمين ماداموا يعيشون بأمان مطلق ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية كاملة0
والله ولي الهداية والتوفيق / كتبه الحضرمي التريمي