![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() إلى سلة المحذوفات أيها الطغاة 2010/02/01 الساعة 19:18:36 عبد الحق محمد إكوديان شنف سمعي أحد مزامير داود و هويتلو قول الجبار تبارك وتعالى: ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ )الدخان (29). ولعل وقعها على قلبي سره خبر تداولته صحف بلدي وبلد شقيق جار , حول موت أحد عتاة العسكريين وهو الملقب بصانع الرؤساء , والعبرة ليست بموته فتلك سنة ماضي. لكن ما استوقفني هو خبر ورد على هامش الحديث عن سيرته ,حيث أنه في أواخر أيامه أممت بعض ممتلكاته الصناعية بسبب الديون! سبحان من له الدوام. لقد كان صاحبنا يملك ثروة قارونية بمفاتيح تنوء بالعصبة أولي القوة والمصارف, جمعها عبر تجفيف آبار نفط بلده ومن قوت شعبه فكدسها , فتدور على الباغي الدوائر والدائرة هنا دائرة سوء... يتم الحجر على ممتلكاته وتساقطت أوسمته العسكرية وأصابها صدأ الزمان وبلي عرشه ,ومن قيادة الجيوش يتم عزله ونفيه بلغة أنيقة وعين سقيرا للنوايا السيئة... يلقي الحدث بدلالته على مصائر الطغاة.فهم قيد حياتهم يـتألهون ويكنزون الذهب والفضة والماس أيضا ومنهم طاغية زايير موبوتو سيسي سيكو بعد رحلة جنكيزية عبرتلال الرقاب وخطب رئاسية على منابر الجماجم ينتهي مرميا بمقبرة نصرانية غريبا عن أرض سقت أشجارها دماء أبناء شعبه. التاريخ مقبرة الطغاة وسواء كانت نهاياتهم مذلة ومهينة كمصير فرعون وهامان والنمرود وتشاوشيسكو و وموسوليني ووعلي حسن المجيد و وكثير أمثالهم .والمتتبع يرى تنوع طرق هلاكهم فمنهم المشرد كشاه إيران ومنهم من نخر المرض عظامه كطاغية الكونغو ومنهم من قتل نفسه كطاغية الجرمان هتلر ومن شنق بأيدي من شنق آباءهم كطاغية العراق صدام حسين,وبالمناسبة قتلة الأخير لا خلاق لهم وهم من طينة الخبال لكن هذا لن يشفع له حجاجيته وبغيه. لكنها القابلية للإستبغال تطل بقرونها كأنها رؤوس الشياطين ,حين ترى الناس وشعراء الزور يبكون عليه حزانى ,وهل على مثل الحجاج تذرف الدموع وتبكي البواكي؟ أمن يعدم العلماء ويرد على توسلات المساجين ظلما: اخسؤوا فيها ولاتكلمون, ويرجم كعبة الله ويستبيح جنباتها ويصلب ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة الصديق رضي الله عنهما ,ويدركك العجب من بعض فقهاء السلاطين وماسحي أعتاب البغاة وهم يجدون المعاذير للظلمة.محدثينك عن بعض فضائلهم ,ليست مهمتنا أن نقاضي الناس ونسبر أغوار القلوب ونتدخل في الحساب الرباني لكننا نقوم مسلكيات الناس وفق ناموس الله فمتى بلغ رسول الله أفئدة الناس على أجساد الأبرياء؟ ومتى حشر الراشدون كرام الناس في الأخاديد؟ بل يطعن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ر ويسأل عن مصير قاتله–لله ما أشد تأثري وأنا أتامل المشهد- فيخبرونه بمقتله فتننبجس من جروحه وهو كليم كلمات الرقي: الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند الله بسجدة سجدها له قط . وإن تعجب فعجب عدم اتعاظ الفراعنة من مصائر أسلافهم فتجدهم يقعون في نفس المنزلقات وتجد سوائمهم تساق إلى المسالخ زمرا يضعون أصابهم في آذانهم من العبر حذر الفوت. إن الله قيض مصائر الظالمين واختار لكل ظالم ميتة ووأشدها إيلاما للظالم أن يموت بإحدى الميتتين أن يدفنه شعبه أو أن تلدغه أفعى رباها في جرابه وهو مصير يوليوس قيصر حتى أنت يا بروتس, لقد أساء مكيافيلي صنعا وهو يجمع تراث إبليس ويسميه ( الأمير ) يسترشد بهم البائسون وقد تكون لنا وقفة فريبة مع دستور الطغاة والمستبدين نفصل الحديث فيه ,ولعل تفسير العمى الذي يحول بين الطاغية والإعتبار بمصير أسلافه هو في أمرين أوردهما عدا لاحصرا: أولهما النزوع الإنساني نحو النرجسية, فكلما ملك الضعيف أسباب الجبروت والجبت والطاغوت (كنوز قارون وجنود فرعون و ملأ قوم نوح ومن بعدهم ..) فتوحي هذه الأسباب المادية لصاحبها بالتأله وينتصب وثنا متحركا ويرى الناس حشرات تسحق تحت مدرعاته ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي) . وثاني الأسباب هو بطانة السوء فلكل ظالم هامانه فردا أو جماعة وقد تكون خليلة أو حليلة, يزينون له كل قبيح والباغي يعشق أن يسمع مايسره فيعزفون له أغنيه وينشدون له قصائده فيصبح قطع الرؤوس قبلات حارة على وجنات الشعب ,وتجفيف ينابيع الرزق اقتصادا اشتراكيا. وتتخد مسلكياته عند البطانة تسميات تجملها فيتجرعها وهو يكاد يسيغها ويحصنونه ضد النقد ويتولون تسويق الطغيان وتلميع وجهه القبيح وهم بذلك يرسمون معتقله فيموت أسير وهمه وقد خاب من حمل ظلما. تلك خواطر من وحي وفاة العسكري غير مأسوف عليه أوردها غير شامت بل مذكرا بعض من غلبتهم شقوتهم وكانوا قوما ضالين أن الخلود من صفات الجنة وأن الدوام للباري تعالى (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) العنبكوت (40) إن أوان مراجعة البغاة لذواتهم لم يفت, وإنني أدعوهم باسم كل المظلومين والمستضعفين أن يقدموا استقالتهم لكن لا أعدهم بقبول توبة الشعوب وأما مصيرهم فإلى ربهم يرجعون وهو يتولى الظالمين. أدعو الأحرار والقمم السامقة مع أحمد مطر وهو يقفل باب توبة الظلمة – يتحمل الشاعر وزر حكمه - وألقاكم في حلقة أخرى صحبة فجر الحرية القادم بإذن الله مع خالص التحيات. ربما الزاني يتوب ..! ربما الماء يروب ..! ربما يحمل زيت في الثقوب ..! ربما شمس الضحى تشرق من صوب الغروب ..! ربما يبرأ إبليس من الذنب فيعفو عنه غفار الذنوب..! إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد الظلم من ذنب الشعوب..! * ناشط في حقل الدعوة والعمل الخيري بإيطاليا. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|