![]() |
#1 |
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
|
![]() ما يجري في اليمن مسألة عربية وليست داخلية؟ 2010/04/09 الساعة 20:03:24 أحمد سرور هذا الذي يجري في اليمن، ليس مسألة يمنية صرفة، وينطبق هذا الوصف القاطع ليس فقط على حركة الحوثيين وحروبها وعلى 'الحراكيون' في جنوب اليمن وعلى بعض المحافظات التي قدمت مأوى لجميع عناصر القاعدة، بل ينطبق ايضا على تاريخ اليمن المعاصر منذ أرسال مصر جيشها نصرة لثوار اليمن ضد نظام الامامة المتخلف في ستينات القرن الماضي. اليمن شأنه شأن لبنان، كان على الدوام مرآة تعكس تيارات المخاضات التي تتوالد في المحيط العربي السياسية والآيديولوجية، فقد شهد اليمن أول ساحات الصراع بين أطراف قومية الطابع، فكان استقلال جنوب اليمن واستلام قدامى حركة القوميين العرب السلطة للسلطة، هناك أول دليل على افتقار الوحدويين العرب لاستراتيجية وحدوية. وما حدث في اليمن في ذلك الوقت لم يختلف من حيث الجوهر عن التناقضات التي غرق فيها البعثيون والناصريون في سورية والعراق. مع الأسى والاسف، لم يتمكن وحدويو الأمس من طرح الوحدة كمشروع تكاملي لا يبتلع فيه الجزء الاكبر الجزء الأصغر، كما يشكو 'حراكيو' جنوب اليمن اليوم، فاذا بالحل هو خروج الجزء الاصغر من حلق الجزء الاكبر أو انفصال الجزء الأصغر عن الجزء الاكبر كما حدث في سورية ازاء مصر عام 1961، وتباعد العراق وسورية بعد ذلك. حدث كل هذا لأن الجماهير لم تكن الحكم، بل كانت المتفرج على جمع من العسكريين الذين يتربصون ببعضهم البعض. دور الجماهير في تلك المرحلة لم يختلف في نظر المتصارعين عن دور الاطفال الذين يدعي طلاب السلطة غيرة عليهم وأحقية في تقديم الرعاية لهم. انتهت تلك المرحلة بغياب السلطة القومية في مصر بعد غياب رمزها، وبقيام القطيعة بين سورية والعراق، ولكن بهزيمة الجنوب الماركسي على يد الشمال غير الماركسي. وأطلقت الثمانينات المارد الايراني الجديد غير الملتزم بقواعد اللعبة الدولية والاقليمية التي كانت سائدة فيما قبل وسبب حربا ضروسا بين العراق وايران، وقف فيها اليمن الى جانب العراق ووقفت سورية الى جانب ايران. وما ان وضعت هذه الحرب أوزارها حتى بدأت الولايات المتحدة تعد العدة لضرب الطرف المنتصر كما حدث عام 1991. اليمن وفلسطين دفعا ثمنا غاليا لهذه الضربة. مئات الألوف من اليمنيين أعيدوا الى بلادهم وألوف من الفلسطينيين هجروا الى الاردن وغير الاردن. قيادة الرئيس علي عبد الله صالح اتسمت بالمرونة، استجابة للمتغيرات العربية والدولية، ولكنها اتسمت بالحزم فيما له علاقة بالشأن الداخلي. اليمن قدم طلبا لاكتساب عضوية مجلس التعاون الخليجي، ودخل في علاقة تعاون أمني مع الولايات المتحدة ضد ما يوصف بالارهاب، لكنه شهر السلاح بوجه حوثيي ايران، وفتح المعتقلات لحراكيي الجنوب. وبالفعل سلم الحوثيون الذين اقترفوا خطيئة التحرش بالجيش السعودي واضطروا لقبول شروط الدولة لوقف الحرب. من غير أن لا يدري الحوثيون ومن قبلهم أو بعدهم عناصر القاعدة، فقد خدموا اليمن عبر خلق ظروف فتحت خزائن الخليج وخزائن الغرب دعما لليمن. وهكذا تكون قيادة علي عبد الله صالح قد نجحت بالفعل في احتواء عزلة التسعينات، لكنها لم تنجح بعد في حل معضلة الاستياء لدى الجنوبيين الذي بلغ حدا للمطالبة بالعودة الى عهد اليمنيين!اليمن الجنوبي واليمن الشمالي. وهكذا تتفاقم مشاكل اليمن الداخلية في الوقت الذي شهد انفراج العلاقة مع المحيط والغرب ممثلا بأمريكا. قيادة علي عبد الله صالح مدعوة حفاظا على اليمن ودفعا لها على طريق التنمية ان تمارس اقصى درجات المرونة في الداخل كما فعلت مع المحيط. فالحوار الذي تدعو اليه ينبغي ان يكون حوارا بين متساوين، لكي ينجح لا دعوة مبطنة للاستسلام. واذا كانت المرونة استراتيجية غير مأمونة العواقب مع تجمعات القاعدة في الوقت الراهن، فإن المرونة مع المعارضة السياسية عموما والمعارضة الجنوبية خصوصا هي الطريق الأوحد لاستعادة اليمن واليمنيين لأمنهم ولأحلامهم. لقد نجحت قيادة الرئيس علي عبد الله صالح في توحيد اليمن بالقوة، ولكن القوة وحدها لا تكفي للحفاظ على هذه الوحدة. اليمن بحاجة الى دستور جديد او عقد جديد بالفعل لا يشعر معه أحد بالغبن. هذا اليمن الجديد الآمن هو أمانة في عنق الرئيس علي عبد الله صالح. الإناء الكبير يستوعب الإناء الصغير، ودون ذلك لحطمت الأواني بعضها بعضا. *القدس العربي |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|